العدد 209 السنة 80 الخميس 11 حزيران 2015

 

تصفح بي دي اف

 
 

 

 

ص1
حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي:
مراكمة عوامل الانتصار تتطلب الإتكاء على إرادة العراقيين
 
بغداد – طريق الشعب
قال الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بأن كارثة  الموصل وتداعياتها، "نذير شؤم بان مستقبل العراق مهدد بالمزيد من الحروب الاهلية والطائفية"، داعياً إلى تدارك هذه الأوضاع بإجراءات فعالة وعبر عملية تقييم عميقة وصارمة لمسار وعيوب العملية السياسية في العراق.
 
جاء ذلك في حوار أجرته معه "طريق الشعب"، تحدث فيه عن أسباب نكسة العاشر من حزيران، تاريخ استيلاء تنظيم داعش على الموصل، وتداعيات الحدث ونتائجه، ومواقف الشيوعي العراقي بشأنه.
وتحدث الرفيق موسى عن العوامل التي ادت الى ما حصل، قائلاً أنها في الاساس عوامل داخلية، تتعلق اولا بمنهج الحكم وتركيبه وبناء الدولة على اساس البلاء الذي استمرأه المتنفذون، وهو نهج المحاصصة الطائفية الاثنية في تقاسم غنائم السلطة ومنافع الحكم والثروة. يضاف الى ذلك ضعف المؤسسة العسكرية وهشاشة بنائها وافتقارها الى العقيدة الوطنية وفساد العديد من قياداتها، مما سهل اختراقها وتفككها.
وعن ما إذا كانت التغييرات التي حدثت منذ وقوع الأحداث، قد جاءت بنتائج إيجابية، أوضح موسى:  نحن لا نبخس قيمة بعض الإجراءات الايجابية التي اتخذت، لاعادة ترتيب وهيكلة اوضاع الحكم ومواجهة داعش، مؤكداً ان توفير مستلزمات دحر داعش ومراكمة عوامل الانتصار عليه ، بحاجة الى جهد استثنائي وجاد ومسؤول، والى تفعيل دور القيادة بارادة واضحة، جريئة، شجاعة، ووفقا لاستراتيجية متكاملة وجلية.
وتحدث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بشكل واسع، عن دور الشيوعيين في مواجهة داعش، مشدداً على أن الشيوعيين يعتبرون هذه المعركة، بكل صدق ومسؤولية، معركتهم.
 
************
 
توقع أرتفاع
أسعار الأغذية خلال رمضان
 
الشيوعي العراقي
يحذر من خصخصة الشركات العامة
بغداد – طريق الشعب
بين فترة واخرى، تصدر تصريحات حكومية عن نيتها خصخصة الشركات والمصانع العامة، واحالتها الى الاستثمار، وكان اخر تلك التصريحات ما صدر عن رئيس هيئة الاستمثار الوطنية، سامي الاعرجي، الذي كشف عن نية الحكومة خصخصة 76 شركة عامة خلال 10 سنوات.
الموضوع الجديد القديم، لم تحسمه الحكومة، بعد، ولم تصدر عنها رؤية واضحة حول طريقة معالجتها للشركات العامة الخاسرة، على الرغم من الدعوات الصادرة من خبراء واحزاب وطنية تطالب الحكومة بتأهيل تلك الشركات، وتحذرها من خطورة الخصخصة على الاقتصاد الوطني, وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ومستقبل العاملين في تلك الشركات.
الحزب الشيوعي العراقي، الذي طالما اعلن موقفه الرافض لتوجه الحكومة الى  خصخصة الشركات العامة، يجدد اليوم ومعه خبراء اقتصاديون يحظون بمكانة وسمعة علمية كبيرة، تحذير الحكومة من خصخصة الشركات العامة، ويطالبها، باعادة تأهيلها وتطويرها حفاظا على الاقتصاد الوطني وضمانا لمستقبل العاملين فيها.
وقال رائد فهمي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لـ"طريق الشعب"، ان "الخصخصة ليست حلا سحريا، ولها تبعات كثيرة، منها الاحتكار والتحكم بتلك الشركات المباعة لها على أنها شركات غير مؤهلة تماما وخاسرة"، مبينا "لكن أذا حدثت الخصخصة فيجب أن تحدث مع مشاريع معينة تكون قد نفدت كل مؤهلات استمرارها وطبيعة تلك الشركات".
   

كل خميس...
اسهل طريقة لاكتشاف المفخخة
 
عام كامل مضى على سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الارهابي، من دون ان تستخلص القوى المتنفذة الدرس والعبرة من ذلك، او تؤشر بوضوح السبب الرئيسي وراء الانهيار الذي ادى الى تداعيات دامية ومهينة، تركت ندوبها على نسيج المجتمع العراقي مصحوبة بوجع مؤلم. وكيف لا وامامنا الآثار العميقة لاستباحة البيوت والاعراض، وما رافقها من عمليات سلب وسبي وقتل، نفذت على وفق منهج ظلامي استوحى الماضي السحيق كتفسيرات وقراءات للدين، بطريقة تتقاطع مع منظومة القيم الانسانية، التي اعترفت بان احترام حرية  الانسان وحقوقه وكرام?ه هو سلوك انساني رفيع غير قابل للانتهاك، وينظم بقوانين واعراف دولية ووطنية.
لم يدركوا الدرس رغم كل الخراب الذي انتشر، ويبدو ان هناك تعمدا في عدم الاقتراب من حل يطوق الأزمة ويئدها، فيحول دون توسعها بما يزيد الاوضاع توترا وخطورة. نعم، لم يعر المتنفذون الدرس اهتماما رغم وضوحه وبساطته، وما يحمل في طياته وثناياه من امكانيات حل. وللانسان ان يتساءل هنا: متى اذن يتم استيعاب الدرس؟ وهل هناك حاجة الى المزيد من استعصاء الازمة واستفحالها، وتشابك خيوطها وتعقدها، وما تخلف من قلق ومخاوف اكثر على مصير البلد؟  هل من المعقول ان يصل عدم الاكتراث واللامبالاة عند من سلمهم الشعب امانته الى هذا الحد ؟ و?لى اي مستوى ينبغي ان تصل المخاطر المحيقة بالعراق كي يدق المتنفذون ناقوس الخطر؟ وكيف ياترى ينامون دون التفكير بحل جدي يخرج العراق من هذا المنحدر الحاد، والهاوية السحيقة، والمصير المجهول الذي يجازفون به؟ لماذا اوصلوا المواطنين الى مرحلة التفكير بتقسيم العراق وكأن ذلك قضية بسيطة، وامر مألوف ؟ ان الجواب على هذه الاسئلة بسيط هو الآخر، فالمحاصصة الطائفية اسكرتهم حد الثمالة، وابعدتهم عن رشدهم.
لم يكن الدرس صعبا، ولا غريبا، ولا عصيا على الادراك. فالفرضية التي بني عليها فهمهم لبناء النظام السياسي لم تصب بالعقم وحسب، بل اصبحت تنذر بالشؤم، ونحن نتوقع منها ما هو امرّ، ان لم تتم مغادرة نهجها!
نعم، لقد فشلت فرضية بناء النظام السياسي على وفق المحاصصة الطائفية والاثنية فشلا ذريعا، واثبتت انها اس الخراب وقاعدة الدمار.
صحيح انه يكمن خلف فشل النظام السياسي اسبابا عديدة، لا مجال لذكرها هنا، لكن الاساس هو بنية النظام الخاطئة، وان الاوان الاصلاح والتغيير باتجاه، تخليص النظام من المحاصصة، واعتماد المواطنة بدلا عنها، كما هي البلدان التي تحترم الانسان فيها، وتعمل على تأمين الامن له، وتسهر على توفير العيش الكريم.
لم يكن صعبا هو الدرس اذا، تخليص البناء من الطائفية، فالطائفية هي المفخخة، وهي العبوة التي تتفجر يوما بوجه العملية السياسية، وتهدد الاستقرار وتعيق التنمية، وتفتت الوحدة الوطنية، وتحول دون بناء مؤسسات وطنية، ومنها ومن خلالها يعشش الفساد، ويتنفس الارهاب الصعداء.
 
جاسم الحلفي
 
  الشيوعي الفرنسي يندد

 
ونددت بعض مكونات اليسار الفرنسي باستخدام القوة من قبل قوات الشرطة في العملية. وهاجم الأمين العام للحزب الشيوعي بيير لورون بشكل مباشر رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس.
من جانبهم، طالب منتخبو فريق الخضر في مجلس بلدية باريس عمدة المدينة آن هيدالغو بفتح مكان لاستقبال هؤلاء اللاجئين.
وتعتب أطراف سياسية محسوبة على اليسار، والمعروفة عادة بدعمها لملف المهاجرين، على الحكومة الاشتراكية الفرنسية أنها لم توفر أماكن استقبال لهؤلاء اللاجئين، مشيرة إلى وعود حكومية سابقة بالتكفل بحالاتهم كل واحدة على حدة.
واعتبر المتحدث السابق باسم "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" أوليفي بزونسنو، أن تدخل قوات الشرطة الفرنسية لإخلاء هذا المخيم كان في إطار سياسي، وتوخت من ورائه الحكومة مغازلة ناخبي اليمين بصفيه المعتدل والمتطرف.
وأوضح بزونسنو، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية، أن "هذه العلمية تسبق عملية آتية"، متحدثا عن مشروع قانون اللجوء الذي سيناقش هذا الصيف. وذهب بزونسنو إلى أخطر من ذلك، حيث نعت الحكومة الفرنسية بـ"المعادية للأجانب"، فيما لم تشارك المعارضة اليمينية في النقاش.
 
100 ألف مهاجر عبروا لأوروبا
 
وكشف الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ادريان ادواردز أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الشواطئ الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط تجاوز المائة ألف شخص منذ مطلع السنة.
وقال ادواردز إن "غالبية الوافدين من دول إفريقيا جنوب الصحراء وبينهم أطفال ونساء حوامل، منذ مطلع العام وصل 54 ألف شخص إلى إيطاليا و48 ألفا إلى اليونان و91 إلى جزيرة مالطا و920 إلى إسبانيا".
وتجاوز عدد المهاجرين الواصلين إلى السواحل الايطالية 50 ألفا منذ مطلع السنة، هددت الأقاليم الشمالية الغنية في إيطاليا برفض استقبال مزيد من المهاجرين بعد إنقاذ الآلاف منهم في مياه المتوسط من جانب أسطول السفن المتعددة الجنسية. وبحسب المنظمة العالمية للهجرة فإن "حوالي 1770 شخصا قتلوا أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور المتوسط إنطلاقا من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط".
***********************
في مواجهة قمة الدول الصناعية السبع الكبيرة
قمة بديلة وحركة احتجاجية واسعة
رشيد غويلب
استضاف قصر "إلماو" في بلدة "غارميتش بارتنكيرشن" بمقاطعة بافاريا الألمانية في الفترة 3 -8 حزيران الجاري اعمال قمة مجموعة السبع، وخصص اليومان الاخيران من اعمال القمة لجلسات  زعماء بلدان المجموعة وهم:  الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي ونظراماؤه البريطاني دافيد كاميرون والكندي ستيفين هاربر والأيطالي ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركيل.
 
وللمرة الثالثة على التوالي يستثنى الرئيس الروسي بوتين من المشاركة في القمة التي سميت بعد انضمام روسيا اليها بـ "قمة الثماني". وتمت دعوة عدد من زعماء بلدان العالم الأخرى كان ضمنهم هذه المرة رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي. وناقش  الحضور عدة ملفات مشتركة منها ملف استمرار الضغوط على روسيا بسبب الازمة في شرق أوكرانيا ومن الملفات الهامة أيضا الأزمة المالية في اليونان وملف التغير المناخي ، والتي تعني عمليا مناقشة مصير العالم بأسره، وفق منهج الليبرالية الجديدة، اي ضمان مصالح الراسمال العالمي من خلال الحروب والعسكرة والاستغلال والفقر والتجويع وتدهور البيئة، وسياسة المنع والحد من تدفق اللاجئين.
ومعروف ان قوى اليسار والحركة المضادة للعولمة وحركات اجتماعية تنظم قمة بديلة تتزامن مع افتتاح قمة السبع،  كما تنظم سلسلة من التظاهرات والتجمعات لتعبر فيها عن رفضها لمقررات مجموعة السبع التي لا تمتلك شرعية دولية في تحديد سبل الهيمنة على العالم وتوزبع الغنائم بينها وهذا ما شهدته قمة هذا العام.
القمة البديلة
 
بدأت اعمال القمة البديلة بمحاضرة في قاعة، اكتضت بالحضور، لمحطة سابقة للطاقة الحرارية، قدمتها البرفسوره جاياتي غوشأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، و السكرتيرة التنفيذية لجمعية التنمية الدولية حول موضوع "سياسة مجموعة السبع -  الأزمات العالمية الراهنة والبدائل الممكنة".
 
بعدها نظمت طاولة حوار شارك فيها  عالم الاجتماع السويسري جان زبغلر المعروف بمواقفه المناهضة للعولمة، و نائب رئيس اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وكونراد شولر رئيس معهد البحوث الاجتماعية الاقتصادية البيئية في مدينة ميونخ وسنان بردال ستاذ في جامعة اسطنبول، ويليانا أوريبي محامي لحقوق الإنسان، كولومبيا ، ناقشوا موضوع :. "علاقات السلطة في العالم، سلطة التجارة الحرة وعودة الحروب".
 
حركة احتجاجية واسعة
 
وبدأت الاحتجاجات  التي نظمها تحالف "اوقفوا قمة السبع في إلماو" بتظاهرة كبيرة تحت شعار "اوقفوا اتفاقية التجارة الحرة- انقذوا المناخ- كافحوا الفقر"،  طافت شوارع مركز مدينة ميونخ شارك فيها 40 الف ناشط ، بما فاق توقعات المنظميين ، في حين اعترفت الشرطة بمشاركة 35 الف. وكان ابرز المتحدثين في التجمع الختامي جان زيغلر. وشهد يوم السبت الماضي  تظاهرة كبيرة في بلدة غارميتش بارتنكيرشن وعلى مقربة من مقر  انعقادها، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، واختيار مكان يصعب الوصول اليه بسهولة، شارك فيها 5 آلاف ناشط. وفي اليوم التالي تم تنظيم مسيرة على شكل نجمة باتجاه قصر إلماو اوقفتها الشرطة على مقربة من القصر، وقد سبق ذلك صراع قضائي بين الشرطة والمتظاهرين حول المسار الذي تسلكه المسيرة. وقام المحتجون بقطع الطريق الرئيسي المؤدي الى قصر المؤتمر عدة مرات لفترات قصيرة. 
 
نجاحات هامة واصرار على المواصلة
 
وبعد ستة ايام من الإحتجاجات قيمها التحالف المنظم لها ايجابيا، ارتباطا بالصعوبات التي رافقت الحركة الإحتجاجية، والتي فاقمتها اجراءات الحكومة الألمانية للحد من سعة التعبئة والإحتجاج، بما في ذلك الصراع القضائي. ويقول بنيامين روس المتحدث باسم تحالف المحتجين"ولكن بالرغم من ذلك شارك الآلاف في تظاهرة السبت في بلدة غارميتش بارتنكيرشن. واشار منظمون آخرون الى العلاقة الإيجابية التي نشأت بين المتظاهرين وسكان البلدة المضيفة، رغم محاولة الإعلام التقليدي رسم صورة سلبية عن الحركة الإحتجاجية.وجرى التأكيد على عملية تبادل الخبرات بين الضيوف الأممين خلال القمة البديلة والاحتجاجات. وقال الناشط سيمون ارنست "لقد قلنا باننا لانترك اعمال القمة تمضي بسلاسة، واننا سنمارس ذلك سلميا". لقد استفادت السلطات الألمانية من تجربة انعقاد قمة السبعة في 2007 في بلدة هالغدام في شرق المانيا، فضاعفت الإجراءت الأمنية وتضاعفت بذلك تكاليف القمة. واستنتج المنظمون عدم امكانية تنظيم قمة مماثلة بهذا الشكل في المانيا مستقبلا.
ص5
سكنة ناحية أبي غرق يشربون مياه المبازل الملوثة
 
متابعة "طريق الشعب"
تشهد ناحية ابي غرق في محافظة بابل شحا كبيرا في مياه الشرب ومنذ شهر تقريبا ما أثر على سكنة المنطقة الذين لجأوا الى استخدام مياه المبازل الملوثة للشرب والاستحمام، وهذا الامر قد يعرضهم لخطر الاصابة بالامراض، خاصة ان الماء خدمة اساسية في حياة المواطنين، ويكشف المواطن كاظم خليف كاظم عن استخدامهم لمياه المبازل الملوثة، او شراء قناني الماء من مركز مدينة الحلة. ويقول المواطن حسن علي خليف ان بعض العائلات هجرت منازلها بسبب شح المياه الصالحة للشرب، مضيفا ان أهالي الناحية يدفعون مبالغ جباية الماء بشكل دوري بالرغم من انقطاعه. من جهته يعزو نائب محافظ بابل وسام اصلان سبب شح المياه في عموم المحافظة الى انخفاض منسوب نهر الفرات، بسبب تجاوز دول الجوار على الحصة المائية للبلاد، وعوامل أخرى، مبيناً ان هناك حلولاً باشرت بها الجهات المعنية لمعالجة مشكلة شح المياه في المنطقة.
 
*****************
سائقو التاكسي يشكون تعسف المرور
عبد الواحد الورد
هموم ومعاناة كثيرة لسواق التاكسي الذين يعتمدون بمعيشتهم على المورد اليومي من قوت عملهم، وهذه المهنة أصبحت الملاذ الوحيد للعديد من العاطلين في ظل انعدام فرص العمل بالبلد، ومن جملة همومهم أنهم مطالبون بدفع أقساط شهرية لتسديد القروض المستلمة من المصارف الحكومية بغية شراء سيارة أجرة كمشروع بسيط يدر عليهم أموالا تعيلهم وعائلاتهم، أو أنهم يعملون باجر يومي عند صاحب الملك (السيارة )، وتضاف الى جملة مظالمهم ما يعانونه من عقوبات وغرامات طائشة ومزاجية وجباية أموال غير القانونية من قبل بعض منتسبي شرطة المرور.
 
الغرامة بحجج عديده
 
يرصد رجل المرور حركة السيارات بدقة، ليس لتنظيم حركة السير أنما لكي يصيد الفريسة ( وهو احد السواق ) الذي يأمره بايقاف سيارته كي يسحب رخصة القيادة او السنوية منه ويسلمه كارت الغرامة (الوصل) وبحجج عديدة: حزام الامان اشارات جانبية، طفاية الحريق، وقوف خاطئ، واغربها حبل جر السيارة عن العطل. تلك اللحظة تكون مشؤومة عند السائق الذي يضطر لاستمالة عطف رجل المرور ويطيب خاطره ويهدئ من مزاجه، فيذكره بانه معيل لعائلة واطفال وان حالته المعيشية صعبة للغاية، رغم اصرار رجل المرور على فرض قانونه المزاجي، لكن ما يجري بعيدا عن مكان المخالفة امر يستغرب اليه ، حيث يتم الاتفاق بان يدفع السائق المقسوم (مبلغ من المال) الى الشرطي ليعيد سنوية السيارة الى صاحبها.
هذه التعاملات يمكن مشاهدتها وبحسب رواية اكثر من سائق اجرة او مركبة خاصة.
 
قرابة شخصية برجل المرور
 
يقول سائق التاكسي ابو غزوان: ان الغرامة تتضاعف اذا تكررت المخالفة، وربما تتضاعف لسبب بسيط جدا وهو عدم معرفتك الشخصية بالشرطي او الضابط المسؤول، اما في حالة وجود قرابة اومصلحة مشتركة فيما بينهم فانه بلاشك سوف يصول ويجول في الشارع وبدون اي ملاحقة مرورية.
اما سائق التاكسي ابو احمد فيقول: الوقوف على جانب الطريق لصعود الراكب اونزوله، من  المخالفات التي يصر شرطي المرور عليها لفرض الغرامة.  متسائلا، اين نقف لانزال الراكب مع غياب الاماكن المحددة للوقوف؟ مستدركا: يطاردنا شرطي المرور في الشوارع الرئيسية والساحات ويتابعوننا بسياراتهم ودراجاتهم الحكومية ، ويتنكرون لملاحقتنا في سيارات مدنية لغرض الغرامة المالية، في الوقت الذي نعتمد بمعيشتنا على المورد اليومي من عملنا هذا.
 
عطل فجائي سبب الغرامة
 
من جانبه يقول ابو عبد الله: في حالة حدوث عطل فجائي او خلل فني في السيارة وسط الشارع، وتم ايقاف السيارة على جانب الطريق لاصلاحها، حيث سيجد رجل المرور الحجة والتبربر من اجل معاقبة السائق بالغرامة الرسمية او دفع الرشوة بالتفاهم وهو الحل المقبول من الجانبين غالباً.
ويشير احد سواق التاكسي الى ان حوادث الدهس او الاصطدام ترفق دائما بتقرير لجنة التحقيق في الحادث التي يراسها احد الضباط ساعة وقوعه يتضمن مخطط الحادث. وقد يكون بعض الضباط متحيزين لمن يدفع مبلغا من المال والا سيكون محتوى التقرير ضد من يرفض دفع المبلغ، وهنا ستضيع الحقيقة وأرواح الناس الضحايا. ويضيف: حالتنا المعيشية والاجتماعية لا تتحمل كل هذه الضغوط، فكل صباح ننزل للعمل يجب ان ندفع نسبة معينة من رزقنا لاصحاب المرور والضباط وهذا يؤثر على دخلنا اليومي وبالتالي حالتنا المعيشية والصحية، وبعضنا خريجون عاطلون عن العمل ولم يحصلوا على التعيين في دوائر الدولة.
ختاما يقول: نزعة الانتقام التي تستحوذ على بعض افراد الشرطة، اوصلت الحال الى حد الشجار والتهديد بالقتل بين شرطي المرور واحد سواق التاكسي بسبب الحاح شرطي المرور على الغرامة ورفض السائق منح المال. اين نشتكي؟ والى اي المؤسسات نتجه وكلها تتعامل بالاكراميات والوجاهة والمحسوبية والمصلحة وصلة القرابة؟ نسألكم الدعاء ورحمة رجل المرور.
 
*******************
شكر الى موظفين في هيئة التقاعد العامة
 
يتقدم لفيف من المراجعين بالشكر الجزيل والامتنان الكبير الى موظفين من هيئة العامة للتقاعد ويخصون بالذكر السيد مدير قسم الهويات "ابو حيدر" والعاملين معه، بالاضافة الى موظفي القسم المدني الاول والثاني لما يتمتعون به من اخلاق راقية وشعور عال بالمسؤولية اتجاه المراجعين المتقاعدين من كبار السن فضلا عن المزايا الانسانية والمهنية الوظيفية في اداء عملهم الوظيفي المناط بهم بكل همة واخلاص.
ويثمن المراجعون الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الموظفين في القسم الذين يستلمون معاملات المتقاعدين من دون كلل او ملل منهم ويسعون الى انجازها في وقت قصير وبدقة عالية عبر اختزال الحلقات الفائضة لتخفيف الاعباء عن شريحة المتقاعدين المراجعين الذين يفدون الى القسم باعداد تفوق المئات يوميا، بغية نيل حقوقهم التقاعدية.
دعوتنا الى جميع العاملين في دوائر ووزارات الدولة الاقتداء بالموظفين في القسم المدني لهيئة التقاعد العامة بتسخير ساعات العمل في الدوائر من اجل تقديم الخدمات للمراجعين.
ويأمل المتقاعدون من السيد وزير المالية ان يكافئ الموظفين المميزين في مديرية التقاعد من اجل تشجيعهم  وتحفيز باقي الموظفين للحذو حذوهم خدمة للبلد والشعب.
 
صائب عكوبي شمعون
المسنوّن في  واسط.. تركهم ذووهم ليعانوا  في دارهم الحكومي مجدداً
 
متابعة "طريق الشعب"
دار المسنين الواقعة في محافظة واسط  والتي ترعاها الحكومة المحلية بالكامل حالياً، بالنظر لتخلي  وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عنه. تتفاقم معاناة المسنين المقيمين فيه بعد ان تركهم ذووهم في دار للعجزة والمسنين، بسبب ضعف الاهتمام والرعاية من قبل الجهات المعنية، ونتيجة التخصيصات المالية القليلة لمجلس المحافظة المسؤول الحالي عن الدار.
يقول احد المسنين: البناية تتكون من طابقين لكنها تخلو من المصاعد، حيث نعاني الصعود والنزول بين الطوابق، مبيناً الى اهمال البناية وانها آيلة الى سقوط فضلا عن النقص الكبير في الخدمات لاسيما في الامور الصحية من قبل الجهات المعنية.
وطالب في تصريح لـ"القرطاس نيوز"  الجهات المعنية بضرورة الالتفات اليهم بعين العطف لانهم مستضعفون وقد همشوا كثيرا من ذويهم وكذلك من الحكومة، مؤكداً نقص البناية للمستلزمات الضرورية كالمفروشات والاثاث.
فيما بين مسن اخر افتقار البناية للحدائق التي تعتبر متنفسا لنزلاء الدار خصوصا ان اكثر المسنين يعانون حالات نفسية وكذلك اضطرابات بسبب الظروف التي مروا بها خلال حياتهم.
قضاء الفاو.. مدينة ساحلية
 
لفتة عبد النبي الخزرجي
الفاو  مدينة عراقية جنوبية، تمتد محاذية لشط العرب في وجهه الغربي، وهي قضاء تابع إداريا إلى محافظة البصرة، ويقع في الحافة الجنوبية للبصرة، وآخر جزء  منه " رأس البيشة " وهو امتداد لرمال البحر التي تغطي هذا الجزء من مدينة غارقة في مشارف الخليج. الفاو تصلح أن تكون ميناء فريدا ومتميزا، لو أن  الحكام  وأصحاب القرار استجابوا الى المسؤولية الوطنية، لتحولت الفاو إلى اكبر ميناء في الشرق ، إلا أن السياسة تدخلت في هذا الأمر، فأحالت الموضوع إلى مناكفات ومزايدات وتصريحات لا طائل منها .
الفاو من حيث التسمية ، وحسب ما يذكره المؤرخون ، أن باخرة تعطلت عند مشارف المنطقة كانت تسمى (فاو)، ومن ثم أصبحت من الغوا رق في تلك الأنحاء ، فأصبح الناس يطلقون اسم الباخرة (الفاو) على هذه المنطقة ، وهكذا بات اسم الفاو قد تمكن من إثبات نفسه وتعلق بتلك الأرض متخذا منها  منطلقا لمدينة ساحلية وغابة نخيل ومدينة للحناء واحوازا للزراعة والسكن وميناء جنوبيا ومنطقة نفطية .
يحدونا الأمل أن يلتفت المسؤولون وأصحاب القرار إلى هذه المدينة العراقية التي تغفو على سواحل الخليج وتدعو الى الالتفات لها.
*******************
بم بايسكل، بم خروف، بم بقرة!
 
اصدقائي «المگاريد» في ظهيرة لاهبة لم يستطع الـ»ماطور» أن يصعد الماء الى خزان السطح. لقد خذلنا مع عدم وفرة الماء، فقمت باطفاء المبردة لان هواءها صار لاهباً (سموم) وقلت لزوجتي: «خايبه» حدثيني.. فقد حلا وقت الحديث.
قالت «ماطورنه» حرامي، لكن لا اعرف ممن يسرق المياه؟ فكل الجيران لديهم «ماطور حرامي»؟ وبناء على مقتضيات العطش والحر عليك التوجه الى أقرب محل لبيع المواد الانشائية لشراء «بم بايسكل» ليساعد «ماطورنه» على ضخ الماء الى التانكي.
اخواني.. بعد شراء الـ»بم» قطعنا «وصلة صونده» وربطنا رأسها «بالبم» والرأس الآخر بـ»الحنفية».
بدأت الضغط على «البم» صعوداً ونزولاً، اما زوجتي فاخذت تلعب دور المشجع حيث كلما لاحظت التعب على جسدي، اخذت تصيح.. «عاشت البرشا.. هي.. هي.. جيب الكاس جيبه» الى أن مددت لساني وأنا الهث تعباً: «ولا ابو علي، ولا مسحاته». زوجتي حنّت وأنّت على تعبي وقالت: «اطبگ على صفحة ما بيك بعد حيل.. كبرت»!
المسكينة اخذت تضغط صاعد نازل، ومن شدة تعبها تركت «البم» ثم توسد ظهرها الجدار وغنت: «يگولون غني بفرح، آنه الهموم غناي، بهيمه زرعوني ومشو، وعزو عليه الماي، نوبه انطفي نوبه أشب».
اصدقائي.. بعد برهة تذكرت ان الـ»بم» الذي اشتريته اخيراً لا يشبه «بم» جيراننا، وهذا الامر دفعني للتوجه اليه لاسأله عن نوعية الـ»البم». فاخبرني ان «بم البايسكل» لا ينفع مع ماء الحكومة وان عليّ شراء «بم» خاص يستعمله القصابون لنفخ جلود الحيوانات بعد نحرها. وسلمت امري لأزمة الماء واشتريت «بم الگصابين» والحق يقال انه اكبر وأمتن من «بم البايسكل».
وعادت حليمة لتلعب لعبتها القديمة بالضغط على «بم الگصابين» بالتناوب مع «ام الولد» و «الماطور يجعر» وكأن «عمو حسين مر من هين».
المسكينة لهاثها دفعها ان تقول: دجلة بيد المنطقة الخضراء والفرات بيد داعش.
اصدقائي.. واحد من اولادي قدم اقتراحاً لحل المشكلة قائلاً: «بم البايسكل» لا ينفع و «بم الگصابين» هو الآخر لا ينفع كونه خاصاً بنفخ جلد الخروف المذبوح. ولهذا اقترح عليك شراء «بم هايشه» يستعمله القصابون لنفخ جلدها بعد النحر. وهذا هو المفيد ما دام الحكومة تقطر النا الماء مثل «ناگوط الحب» مثل الحصة التموينية!
 
غالي العطواني
 
******************
� تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصالحية صديق الحزب الاستاذ المهندس حامد عبد الرزاق رويد مدير مركز ميزو بوتاميا الثقافي بوفاة والدته اثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لاهلها ومحبيها
� تعزي محلية الحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق شاكر خضير الزيدي بوفاة ابنة اخيه ام عباس، الرحمة والذكر الطيب  للفقيدة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.
 
***************
ملاحظات بشأن الخدمات   في مدينة العاصمة

فاروق بابان
* تعرضت البناية التابعة الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للتخريب والسرقة في عام 2003 ، وقد شملت البناية كحال البنايات الحكومية باعادة التعمير والتأهيل بعد فترة،   لكن يبدو أن منفذي التعمير والتأهيل قد أغفلوا او تناسوا امراً مهماً، لايقع ضمن هيكل البناية الداخلي والشكل الهندسي لها ، وهو صيانة الخط النحاسي البارز في اعلى البناية الذي يشير الى  عنوان الوزارة حيث تم  حذف حرف "الياء" من كلمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لذا نسترعي انتباه السادة المعنيين ومعالجة الامر.
*من الامور التي تمت الاشارة اليها مراراً وتكرارا من خلال الصحف المحلية والقنوات الاعلامية ، هي الأهمية القصوى لانجاز اعمال الصيانة للمشاريع الخدمية بسرعة ودقة عالية، لكن ذلك لم يحصل. وتحديدا في اعمال صيانة الشارع الخدمي المحاذي لشارع المرور السريع من جهة جامع النداء وجامع العمري التي تجري منذ اشهر عدة بطريقة "ناقوط الحب".. نتمنى زيادة سرعة الانجاز لتخليص أهل المنطقة من الأتربة وقطع الطرقات بسبب اعمال المشروع .
* يعاني السوق الشعبي في منطقة حي الشعب "سوق شلال" الاهمال المزمن نظرا لوجود حديقة من الازبال المنتشرة وسط السوق وعلى حافة هذه الحديقة يوجد مقهى شعبي يرتاده الكثير من المتقاعدين المسنين .. حبذا لو قامت أمانة العاصمة والمجلس البلدي برفع الازبال وتحويل المكان الى حديقة خضراء مزهرة.. حفاظاً على البيئة وصحة الناس في المنطقة.
* "القصر الابيض" معلم مهم من معالم بغداد، ويشكل شيئاً في الذاكرة البغدادية..نأمل لو بادرت الجهات المعنية باعادة تعميره وتأهيله وتحويله الى واحة ثقافية ومركز ثقافي في وسط العاصمة،  مع أمنياتنا ان تنظر أمانة العاصمة للمقترح بشكل جاد وواقعي لغرض تطبيقه على ارض الواقع.
* شيء جميل أعادة تعمير وتأهيل المتحف الوطني للفن الحديث الذي شيدته مؤسسة "كولبنكيان" ونشكر الجهة المنفذة له، لكن ما يؤسف له حقا هو تطويق محيط المتحف بالقمامة والنفايات فيما واجهته الامامية مطوقة بالباعة و "البسطيات".
نرجو من الجهات المسؤولة معالجة الامر عبر ايجاد مكان بديل ومناسب للباعة ضمن دائرة المكان وتنفيذ "اكشاك" تغلب على شكلها مسحة التراث.. مثل ما يحصل في اغلب بلدان العالم المتطور.
* يشكو أهالي منطقة القشل في  شارع الكفاح محلة 113 زقاق 30 جشع اصحاب المولدات الاهلية وعدم التزامهم بالتسعيرة الحكومية، حيث يعمدون الى رفع سعر الامبير بشكل مزاجي وكيفي، ويخلقون اعذاراً واهية لتبرير استغلالهم ذلك، علما ان سكنة المنطقة معظمهم من العمال الاجراء والكسبة وذوي الدخل المحدود.
عليه نلفت نظر الجهات صاحبة العلاقة لاجل وضع محددات معينة عبر تحديد اسعار الامبير بما يتناسب ودخل المواطن المحدود والزام اصحاب المولدات بتعليمات المحافظة ومحاسبة المقصرين منهم، خدمة لصالح شريحة المستضعفين في وطننا.
ص6
رصاصة ليست للحرب
 
عن دار الحكمة في لندن، صدرت المجموعة الشعرية البكر للشاعر هلال كوتا بعنوان: "رصاصة ليست للحرب". يقع الكتاب في 168 صفحة من القطع المتوسط. وتتضح تجربة  الشاعر في مجموعته الشعرية هذه على مدركات  متباينة ومتناظرة في سياق النص الشعري المعاصر واشتراطات القصيدة المطلة على مكونات لغوية سلسة، تبرز صورة الشاعر وكيفية تعامله مع الأشياء  بإحساسات ورؤى هائمة في عمق المعنى الشعري، تعتمد شعرية القصيدة القصيرة تارة، والقصيدة ذات المبنى الدرامي تارة أخرى، كاشفة عن كينونة الشاعر واحساسه بالمفارقة الشعرية، المبنية على فعل الضربة الشعرية.
 
*************************
حسن البصام في مجموعته «فنجان قهوة مع زليخاي»
القصيدة الجادة وسيمياء طقوسها
خليل مزهر الغالبي
على امتداد 56 قصيدة ضمتها المجموعة الشعرية "فنجان قهوة مع زليخاي" حرص الشاعر حسن البصام في شغله الشعري هذا على تقويل مسكوته وبلا تردد في الكشف والبوح عن هواجس تبلورت كثيراً واتجهت للإنعتاق داخل نصوص شعرية عالية التصريح، تصريح بلا إلتفات لتك الخشية التي فرضتها طبيعة ورتابة قدامة العادات والتقاليد التي أكل عليها الزمن وشرب، وهي هواجس مضطرمة ومضطربة من اختناق رغبات واشتهاءات طبيعة الروح  في الإقتراب والجلوس مع المرأة الحبيبة بحضن ذلك الوطن المنتظر الجميل،
 
وما لها من تداعيات في فهم وتشكيل المرأة المنتخبة ودعوتها، هذه المخلوقة المشاركة والماثلة له في حياته، وقد صاغها الشاعر كرغبات لقيم جمالية عابرة للممنوع، وكما في جمالية المكون التعبيري الدال في عنونة المجموعة، حيث دعوة الشاعر "حسن البصام " لزليخاته في إحتساء فنجان قهوته الصباحية، وقد شكلت دعوة  المرأة المنتخبة معظم قصيد المجموعة، ليطّعَمَها الشاعر في نصوص اُخرى، نصوص حاكت ذلك الوطن الجميل الذي انتظره منشدا ومحتجاً على ما لحقه من الترديات الحاصلة والظاهرة في وجوده الإنساني الصعب، وكانت نصوصه الوطنية متناوبة الظهور هنا وهناك على طول جسد المجموعة، وهي امتدادات لمثول نصي  متقطع مع معظم القصيد المحاكي للمرأة والمرأة الحبيبة على وفق وجدانيات امتدت بشيء من اشتهاءاتها الطبيعية، قصائد ايروسية غير فاضحة أو مدنسة للجسد وانثويته، كما هو واضح في قصيدة غياب الشمس:
 "يا لفنجانكِ الأبيض/ الذي تعدين لي به/ قهوتكِ الصباحية/ لقد أجلت الشمس/ إشراقتها / منذ غبت"..
لينتقل بعدها، في حوار ذلك الوجود الوطني المهدد كثيرا من المارقين والمدنسين لقدسية الوطن ومفهومه، لذا راحت المجموعة داعية نصوصها لإقامة مواطنته العدالة المرهفة، وقد اتسم عدد من النصوص بهذا الخطاب المحتج ومنها قصيدة "ذهول الفجر":
"من فرط ذهول الفجر/ ما عاد يقوى على مواصلة المسير/ منذ تلك اللحظة/ ما ارتدى فجر العراق غير السواد/ سرقوا نجم بلادي/ وضعوا في جيبهم ظل القمر"..
وكان حضور الرمز العادل الشجاع علي بن ابي طالب في قوله المحتج على الادعاء الكاذب لشعاراتهم وانتماءاتهم "وتقلد أشباه الرجال سيف ذي الفقار" والأخرى والمتجسدة في أترخة الذكر وشاعريته في القول  "يا علي نحن نرقب صولة بدر وحنين...".
وإتسمت لغة المجموعة بالبساطة الغائرة والمعمقة للانساق المعبرة لقصيدها الشعري، والمقاربة للغة البيان والبديع الغائر في جسد العبارة والجملة الشعرية وتنطيقها، إضافة لاعتماد الشاعر على المزج بين اللغة الطبيعية والوسع الدلالي للألفاظ وبما يبعد تعبيريته الشعرية عن التسطح الصانع للتقريرية الراكدة والقاتلة لروح الشعر، وإيقاف جمالية التأويل القرائي لمكون لغة النص الشعرية، لذا حرص الشاعر في تأصيل اشيائه وإسماعها للمتلقي، ومنها نستدل أثرها في تأجيج ثورة الخطاب المحمول في ثنايا الأنساق الشعرية المكونة للقصيد، والمتمثل في طلبه ورغبته لمثول تك الحبيبة، وهو يرسم محياها وفستانها وحراكها من انثيالات ذلك الجسد المبعد من فيزيائيته المربوطة والمكممة برباط المنع، لكنها نصوص تعبر الممنوعات لامتلاك الجمال الشفيف  في تنضيجها لمقاربات يوتوبيا تتجسد في انتظار المرأة والوطن، والتي امتدت على طول جسد النصوص.
لقد تشكلت القصائد بتكوين مكثف ومن المجاز الإيجازي في توفير البناء التعبيري والصوري لأشيائها الشعرية، ومن مفهوم وعلو تسمية "جان كوهين" للغة الشعر � اللغة العليا � وهي الناشطة في اللغة  المألوفة للشاعر "حسن البصام " وعلوها إلى المؤثر الشعري العامل على  توهجها العاطفي والوجداني كما في  قصيدة "غواية" وهي تصور إستبسال ذلك العاشق الذي لا يلتفت لامرأة أخرى، وبما يعني صدقه ازاء مكوناته الفكرية الخاصة بمكون المرأة الحبيبة وحراك الذات العاشقة  في خروجها للمثول داخل القصيدة كما في القول "قصصت جناحيه/ لغيرك قلبي لا يطير/ امطري ياسحب القطيعة/ حافيا امشي.../ أرتقي تل الغواية/ واشق بأظفار العناد".
 ومن خشية الشاعر المتلبسة في جوانحه والماثلة في قصيدة "سر الغياب":
"أخشى أن تتسللي حافية/ وتقبضين علي متلبساً بالشوق/ أو أسرق النظرات الى ظلك الذي يلازمني"..
 نقرأ الدلالة ومجانباتها الحسية ومن مفرد التسلل وتلك القدم الحافية  في إختفاء الوقع والدراية به، من وله ذلك العاشق في خشيته من الدخول غير المعلن، لتكون نسقاً دقيق التعبير عن خوالجه المحاصرة في منطوق وجودها داخل النص وخارجه اللامرئي، ليعود الشاعر منفلت العاطفة والإنعتاق برغباته وفض تكبيلها، ومن خلال القفز بعصاه الشعرية فوق التابوات المقيدة والمانعة لها، لتتشكل عارية داخل النصوص كما في قصيدة "قبلات سالفة اللثم":
ولسابق ذكرنا الوصفي للإضطراب النفسي المضطرم في مكشوف النص ومستوره، لتظهر كيمياء طَبَعَتْ مكونات البناء الشعري المستقرأ من الترابط التحتي للنسق الكتابي للنصوص، ومن تفعيل عضوية المفردة المنساقة المناسبة لتوظيف الخيال الخادم  للمعنى،وكما في قصيدة "امرأة عابرة... رجل عابر" لنجد التوهم والكذب والشياطين ومثول ليل الابواب وعودة القدم اللاهفة المتوجة لتمثل ذلك الوجود المؤلم والحزين المنكسر "كم أنت واهمة حين اعتقدت/ أنك الشعر الذي يكذب ليصدق/ وأن حروف القلب تكتبها الشياطين/.../ كلما طرقتُ الباب/ كنت ليلاً/ أقدم خطوة لكنها من وجسٍ تعود كالبرق/ كم مرة ايقظني الليل/ وقال من أنت؟ ".
 وراح الشاعر يخاطب وطنه المثخن بالجروح، ومن تعرية الواقع بما فيه اختلاجات تشظت في لغة تصل للأعماق بصور شعرية حسية مكانية سلسة تلعب دوراً رئيساً مهما في اتمام الخطاب الشعري، المتجسد في وحدة القصيدة ووحدة موضوعها، وهذا ما أطلقته شجاعة الخطاب المعبر لقصيدة "ذهول الفجر".
"من فرط ذهول الفجر/ ما عاد يقوى لمواصلة المسير/ منذ تلك اللحظة/ ما ارتدى فجر العراق غير السواد...".
 وهنا نقرأ وبوضوح مائز روح القصيد الشعري للمجموعة هذهِ في التعالق المتوتر بين الحلم المتجسد في نصوص المجموعة والواقع، والمتجسد في السيمائية الحزينة المتشاكلة بقوة الخطاب المحتج على تشويه الهوية الوطنية المرتبط بتهميش المرأة، والتي لاءمها الشاعر من خلال الجهد التكويني وقوة العبارة الشعرية العابرة للعمق الدلالي واتساعه.
***********************
نصوص
 
محمد يونس
 
صرت
أحد القوائم أو الأرجل الأربع
لكرسي أعرج
ما الذي تكتب اذن؟
قصيدة نثر تتنفس دخان أحقاد،
مقالة رطن سياسي،
أو ترسم موتا مجانيا
بسطوع لون أحمر حار..
صرت
قائماً أو رجلاً
دقوا فيها
هلالاً لم يبلغ الحلم
استحال حدوة!
 
*
كائن
من زجاج ربما
ناعم الملمس
يا له من قدر
مشهود الصورة
لكن أنت بلا انثر
قلبك أيها الفتى حجر
تندب
لا أحد جاء
ولا أحد حضر..
 
*****************************
القاص والإعلامي الدكتور  أسامة محمد صادق:
أميل الى صور مشاهداتي اليومية
 
حاورته: شهد مولود الرفاعي
قاص مثابر، وأكاديمي بارع، يتابع عن كثب المشهد الثقافي ويتفاعل معه عبر إنجازاته السردية التي تتمثل بالقصة والرواية، فضلا عن جهوده الطيبة في مجال النقد الأدبي، حيث قرأنا له الكثير من العروض النقدية الشيقة لأبرز الروايات والمجاميع القصصية العربية والعراقية منها، ناهيك عن بحوثه المتميزة في مجال الصحافة، وﻻ سيما ما يتعلق بالصورة وأهميتها في     الاخراج الصحفي..
تتميز قصصه بانحياز واضح للواقعية  ومعطياتها عبر قراءة سردية سلسة ومتدفقة للأحداث والشخصيات وملاحقة مصائرها في واقع معقد ومتشابك في نسيجه ولكي نسلط الضوء على أبداع القاص والروائي أسامة محمد صادق وضعنا بين يديه جملة من الأسئلة التي تتعلق بهموم وشجون الكتابة والسرد والأبداع.
* لكلّ مبدع ثروةٌ معرفية يجنيها من القراءة والمطالعة، فما هي قراءاتُك الأولى وما مدى تأثيرها على تجربتك الأدبية؟،  نبدأ رحلتنا معك لنسألَ عن البدايات في مسيرتك الابداعية؟
- أولا شكري وأمتناني لدعوتكم الصادقة لهذا الحوار، بدايتي كانت بالتحديد في عمر 12 سنة، حيث نشرت لي أول قصة في مجلة لبنانية "مجلة السندباد"، وكانت مجلة مخصصة للأطفال، وبفضل الله حازت القصة على رضا المجلة واعتبرت ذلك بمثابة جواز مرور للنشر في الصحف العراقية فيما بعد مثل جريدة "الراصد، ومجلة فنون، ومجلة ألف باء، إضافة الى مجلة الرسالة الكويتية"، وكانت مساهماتي لا تتعدى كتابة الخواطر، وما لبثت أن تطورت بفعل القراءات المستمرة الى ان انقطعت عن النشر بسبب تغير اهتماماتي، إذ التحقت بالجيش بصفة ضابط وأخذت مني هذه المهنة الوقت الكثير رغم انني كنت أكتب وأشارك في مجلات عسكرية إلا ان كتابة القصة لم أعد اليها الا بعد ان انتهيت من دراسة الماجستير في العلوم العسكرية لأعود الى البدايات من حيث الاهتمام بالثقافة والقراءات الأدبية والمشاركات المتنوعة في هذا المجال، واعد قصة "الجرح"، المنشورة عام 2000 في جريدة تكريت آنذاك المدخل الحقيقي لي كقاص بمباركة الكثير من أصدقائي الأدباء وعلى رأسهم الدكتور القاص فرج ياسين والقاص النبيل جمال نوري.
* للبيئة التي ينشأ فيها المبدع دورٌ فاعلٌ في تشكيل التوجهات الفكرية، ما أثر ودور البيئة التي نشأت فيها في تشكيل شخصيتك وهل ساعدتْ في بلورة نتاجك الروائي والقصصي؟
- لا شك في أن للبيئة دوراً كبيراً في صنع أي انسان مهما كانت طموحاته وتوجهاته فما بالك بصنع الانسان الأديب؟ ...
أنا من بيئة محافظة ذات توجهات دينية معتدلة تؤمن بالطموحات ذات الأهداف النبيلة، الكتاب عندها يمثل القيمة المطلقة للفضيلة وقارئه أنسان من الطراز الخاص... لذلك لم أجد منذ دخولي في هذا العالم الجميل من عرقل خطواتي أو طلب مني تركها، بل ساعدتني البيئة كثيرا في رفد مشواري بكل ما هو مفيد ويخدم مشروعي الأدبي... لذا فأنا أقرُ لها بكل ما كتبت في مجال الأدب والاعلام, وأبطال قصصي كانوا واقعيين استطعت أن أحصل عليهم من البيئة التي حولي وأوظفهم في كتاباتي بطريقة تنم عن العرفان الذي أكن لها ولهم.
* تجربتك الأولى المجموعة القصصية "غصن الياسمين" عام٢٠١١ نُشِرت آنذاك في صحف غراء عدة فكيف كانت البذرة الأولى التي انطلقتَ منها في كتابة القصة؟
- تعد مجموعة غصن الياسمين المجموعة البكر التي طال انتظارها، فعلى مدى عشر سنوات متواصلة من القراءة والكتابة والنشر استطعت أن أحظى بمباركة الأدباء الحقيقيين من أصدقائي في طبع أول مجموعة حملت في طياتها طلقات الولادة العسيرة!
كان فرحي بظهور أول مطبوع لي لا يضاهيه أي فرح عشته منذ ولادتي، سعادة لا يمكن أن أصفها وأنا أتلقى صداها من قرائي المعدودين، ويكفيني فخراً أن أحدهم كان يضعها في جواله وآخر كان يحفظ الكثير منها وأخرى كانت تضمها تحت وسادتها ولا أبالغ أن قلت أن عطر غصن الياسمين مازال نافذاً رغم زمنه الذي تجاوز الخمسة أعوام ولها الفضل في أن أستمر الى الآن في الكتابة والقراءة في آن واحد.
* تترك للقارئ قصصُكَ القصيرة بصمةٌ إبداعية خاصة من خلال تنوّع الموضوعات وغنى الأسلوب وشعرية اللغة هل لك أن تحدِّثَنا عن سرّ هذه البصمة الإبداعية وعن تجربتك ونتاجك القصصي والروائي؟
- من خلال قراءاتي المستمرة للقصص والروايات وتفاعلي المستمر مع كل ما هو جديد، وجدت أن أفضل وسيلة سردية للتواصل مع القارئ هي اللغة السهلة المفهومة، ذات البعد الانساني الناتج من الواقع مع تنوع الموضوعات من دون أن أتعب القارئ في عمق اللغة والبحث عن مفردات غير موجودة الا في معجم لسان العرب لابن منظور.
أني أركز في كتاباتي على الصور التي أتأثر بها من خلال مشاهداتي اليومية وأوظفها في قالب الوضوح والبساطة وهو القالب الذي يستخدمه كبار الروائيين والأدباء المشهورين في العصر أمثال الروائي الفرنسي باتريك موديانو، صاحب جائزة نوبل للآداب لعام 2014 والكاتبة الكندية آليس مونرو التي وصفت بأنها "سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر" والتي يمتاز أسلوب كتابتها بالأناقة وكذلك الروائي العربي علاء الأسواني صاحب رواية يعقوبيان والروائي العراقي سنان أنطون وجمال نوري والروائية رشا فاضل والروائي تحسين كرمياني وغيرهم. وأجزم أن خلف كل قصة كتبتها حكاية ذات جذور واقعية تنتمي لشخصية معينة وحدث معين معبق بلغة شعرية واضحة المعالم.
لقد صدرت لي أول مجموعة قصصية كما ذكرت غصن الـياسمين2011، ثم مجموعة قصصية أخرى بعنوان لا شيء كالشمس 2012 ورواية زمن الرماد 2014 و انتهيت قبل أيام من كتابة رواية جديدة رغبات أظلت طريقها سترى النور عما قريب إضافة لكتاب مشترك ادبي مع الاعلامي والقاص عامر الفرحان بعنوان "انطباعات أدبية"
*نتاجك الإبداعي قد مرّ بمشوار النقد قبلَ أن يكون في متناول النقاد وأنّه قد خضع لعملية بسترة نقدية علماً أنّ لك كتابات نقدية مهمة تكشف عن امتلاكك ملكة نقدية وذائقة فنية عالية هلا سلّطتَ لنا الضوء على هذه الملكة وتجلياتها؟
- تجدد الكاتب بما يكتب هو أصل نجاحه وديمومته في المسيرة الأدبية، فبعد نجاحي المتواضع في كتابة القصة القصيرة وصدور مجموعتين خلال وقت قياسي استهوتني رغبة أخرى نتجت بعد قراءات كثيرة أخرى مغامرة كتابة الرواية وقد حالفني الحظ من جديد ونلت ثناء من حولي بفضل الله وحده، ثم ما لبثت حتى عدت لأمارس فناً أخر جديداً ما زلت أقر وأعترف أنني في لبناته الأولى، فبعد اطلاعي المتواصل على كتب النقد وقراءات الكثير من الموضوعات التي تحمل التوجه ذاته حاولت أن أغامر هذه المرة في كتابة مواضيع تحمل طابعا ً نقدياً دون الغوص في قواعد نقدية عميقة  تطبق على النص الأدبي عند تقويمه - بعد تحليله وتفسيره، ثم يكون الحكم له بالجودة، أو عليه بالرداءة.
ما أكتبه وأسعى للوصول اليه مجرد إضاءة للكتاب أو لموضوع معين يكون الناتج في النهاية شحذ الهمم لقراءة المادة وتبادل الآراء حوله بكل حيادية. وقد ألزمت نفسي عند قراءة أي رواية او قصة تؤثر بي كقارئ أن أكتب عنها كعربون وفاء لمؤلفه وألا يضيع تعبه أدراج الرياح.
وكم هي المؤلفات الرائعة التي أخذت وقتاً طويلا ً من كاتبها دون أن يطلع عليها ناقد او يكتب عنها قارئ او مهتم فضاعت ولم يعد لها مكان ...من واجبنا جميعاً كمثقفين أن نكتب عن أي كتاب يصلنا ونجد فيه نفعا للقارئ وأن نباشر على الفور في إلقاء الضوء ليكون في متناول أكثر ما يمكن من القراء.
* نجدك دائماً تطمحُ للتجديد من خلال مجال الاخراج الصحفي وصياغة تجربة قصصية متفرّدة، كذلك الرواية وعلى سبيل المثال رواية "زمن الرماد"، فهل وضّحت للقارئ تفاصيل هذه التجربة وهل تركت أثراً في القرّاء؟
- السؤال يحتاج الى إجابات عدة أبدأها أولاً من خلال العمل في مجال الاعلام بصفة محرر ومسؤول صفحة ومصمم ورئيس تحرير على مدى الأعوام العشرة إضافة للدراسة الأكاديمية، نتج في النهاية تراكم خبرات، كان الاخراج الصحفي من بينها، وأعده مهيمنا على كل اهتماماتي الأخرى فمن خلاله أصمم الصحف والمجلات والكثير الكثير من أغلفة الكتب لجميع الاختصاصات، هذه التجارب العملية قادتني أيضا لأن أطور من خلاله مشغلي الأدبي فبعد أن أنتهي من تأليف أي قصة أو رواية ألجأ الى تصميم أغلفة مطبوعاتي بنفسي.   
* يقال "أن العالم أصبح قرية صغيرة"، فهل أن عالم الإنترنت أصبح منطلقاً لشهرة الأديب من خلال المواقع الإلكترونية، وأن مفهوم الشهرة أصبح مغايراً لما كان عليه في العقود الماضية؟
- لا شك أن الأنترنيت جعل العالم قرية صغيرة وقدم خدمة لا يمكن تجاهلها على مختلف الأصعدة والاختصاصات والاتجاهات، وبات أي شخص على ظهر هذا الكوكب أن يطير باهتماماته بنقرة زر الى أي مكان يريده وبلمح البصر ويجد ضالته. السيئة التي تحسب برأيي الشخصي على هذا الاختراع العظيم أن المتلقي بات على عجل من أمره فهو لا يكاد يحط في مكان ما حتى يذهب لمكان آخر، أي أنه مشتت، وأي عمل أدبي مهما كانت متانته تجده لا يتلقى الاهتمام المرجو لعددها الكبير وتنوعها وفيما مضى حين كان الكتاب الورقي هو البديل كان يجد من يحمله ويهتم به ويعطيه عناية فائقة فيأخذ مجاله للشهرة الكبيرة فيصبح مذاقه خاصاً تختلف عن شهرة الأنترنيت ومسابقاته الكثيرة والتي لا تخضع لشروط خاصة مدروسة بعناية .
* من يلتقيك يجدك من الوهلة الأولى إنساناً متواضعاً لين الجانب لا تحبّ الظهور وأنّ أعمالك الإبداعية هي من تفصح عنك فما هي رؤيتك لشهرة الأديب؟
- التواضع ليس له أي علاقة بشهرة الكاتب من عدمها بل أن من أولى مراتب النجاح لأي كاتب أن يلزم نفسه بها إذا ما أريد له أن يستمر ويصبح ذا مكانة، وبما أنني في بداية مشواري الادبي فمن الطبيعي أن أتقيد بسلوكيات هي بحد ذاتها المنهج الذي ألزمت نفسي بالسير عليه.
أن رؤيتي لشهرة الاديب أن يبقى يُذكر نفسه أنه لولا قُرائه لما أصبح مشهورا ً وأن عليه أن يبقى بجوارهم يستمد منهم طاقتهم، حكاياتهم، أفعالهم لأعماله ليضمن نجاحه.
* أوجز لنا رواية "رغبات أظلت طريقها"
ثلاثة شخوص، أمرآتان ورجل في الرواية، ولكل منهم رغبة أظلوا بفيئها وعملوا على الوصول لها وكانت النتيجة غير متوقعة.
* أخيرا ... أمنية أسامة محمد صادق؟
أمنيتي أن أكون جزءاً من المشهد الثقافي العراقي.
ص7

في الذكرى السنوية الاولى لاجتياح الموصل واحتلالها
حميد موسى: ارادة شعبنا ستهزم داعش ومشروعه الظلامي
 
قبل سنة من الآن، في 10 حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثم تمدد لاحقا الى محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى  والانبار.
في مناسبة مرور عام على هذه الانتكاسة السياسية � الامنية، التقت "طريق الشعب" الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، لتطرح عليه اسئلة عن هذا الحدث الفاصل في تاريخ العراق، وعن مواقف الحزب مما حصل، وآفاق معركة شعبنا ضد الارهاب وداعش. فكان الحوار الاتي :
 
كيف تقرأون ما حصل في انتكاسة حزيران واحتلال داعش للموصل؟
 
ما حصل هو كارثة سياسية، وجريمة كبرى ارتكبها داعش وحلفاؤه بحق الشعب والوطن. وهو من ناحية اخرى نتاج موضوعي لأزمة الحكم / النظام، ودليل قاطع على فساد منظومة المحاصصة الطائفية، وسوء ادارة الدولة وشؤون الحكم، وتفشي الفساد، وعلى عقم نمط التفكير السائد في العلاقات السياسية بين القوى المتنفذة. وهو في الوقت نفسه مؤشر على التأثيرات السلبية الكبيرة للتدخلات الخارجية متعددة المصادر في الشأن العراقي الداخلي.
و تشكل هذه النكسة تحذيرا، بل لعلها نذير شؤوم بان مستقبل العراق مهدد بالمزيد من الحروب الاهلية والطائفية، وباحتمالات التشظي والتمزق، اذا لم يتم تدارك الوضع باجراءات فعالة وعبر عملية تقييم عميقة وصارمة، لمسار وعيوب العملية السياسية في العراق، واذا لم يجر تفعيل الضغط الشعبي على الحكام والمتنفذين وسياساتهم. 
 
نهج المحاصصة هو السبب
 
 
قيل الكثيرعن العوامل التي ادت الى ما حصل. ماذا تقولون انتم في هذا الشأن؟
 
كثيرة هي العوامل التي ادت الى ما حصل، وهي في الاساس عوامل داخلية، تتعلق اولا بمنهج الحكم وتركيبه وبناء الدولة على اساس البلاء الذي استمرأه المتنفذون، وهو نهج المحاصصة الطائفية الاثنية في تقاسم غنائم السلطة ومنافع الحكم والثروة. هذا هو الاساس ولب الموضوع. يضاف الى ذلك ضعف المؤسسة العسكرية وهشاشة بنائها وافتقارها الى العقيدة الوطنية وفساد الكثير من قياداتها، مما سهل اختراقها وتفككها. كذلك ما اتسمت به من غياب الانضباط، وحاجتها الى التأهيل المتواصل، وامتداد الشحن الطائفي اليها، كل هذا مهد بشكل طبيعي لانهيارها ?لمدوي في اول مجابهة جدية.
 ان عوامل الانهيار لا ترتبط باحداث يوم 10 حزيران فقط، فهناك تراكم للكثير من تلك العوامل: الفوضى التي تضرب اطنابها في ادارة شؤون الدولة، النظرة الضيقة وقصر النظر، التزمت وتجاهل آراء الآخرين.. هذه كلها كانت مؤشرات قوية على عدم قدرة الحكومة على معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية الثقافية والفكرية، التي رافقت الاعتصامات الجماهيرية قبل 10 حزيران، والتي كانت بمثابة تمهيد وتهيأة واسعة لما حصل. فتجاهل المطالب المشروعة، والاصرار على النفس الطائفي، واستغلال ذلك من قبل العناصر الارهابية المعادية للمسيرة الديمقراطية،?سهل سقوط الموصل ومكـّن داعش من احتلالها ثم التمدد حتى مشارف بغداد.
ولا يمكن تجاهل دور العلاقات المتشنجة بين الحكومة الاتحادية وقيادة القوات المسلحة في الموصل، مع الادارة المحلية في المدينة، والتي ساعدت على فتح ثغرات جدية في جدار التصدي لداعش.  كما لم يكن اقل اهمية في اضعاف المواجهة مع داعش، التوتر في العلاقة بين السلطة الاتحادية واقليم كردستان وعدم التنسيق بينهما.
ولا يمكن ايضا تغييب التأثير السلبي للعلاقات الفاترة او المتشنجة او العدائية مع الدول الاجنبية، المتمثل في عدم الاستفادة من معطيات الاتفاق الامني العسكري مع الولايات المتحدة، حيث اتسم بالتلكؤ وعدم تنفيذ الالتزامات الخاصة بتزويد العراق بالمعلومات الاستخبارية والسلاح وغيرهذا. كذلك ما اثمرته العلاقات المتوترة مع تركيا والسعودية وقطر، ومع دول الخليج الاخرى، التي ساهمت بشكل فاعل في دعم المنظمات الارهابية، لوجستياً واعلاميا وعسكريا، بحجة او باخرى، مبررة ذلك بكونها تسند المعارضة في سوريا لاسقاط النظام هناك.
ولم يكن الاداء السيء للحكومة الاتحادية في ادارة شؤون الاقتصاد والقضايا الاجتماعية والاعلام والدعاية، اقل اهمية في التأثير السلبي على مجرى الاحداث، وعلى تهيأة العوامل التي مكنت داعش من تحقيق مآربه ومخططه الوحشي ضد عموم الشعب العراقي.
 
الحاجة ماسة الى ضغط جماهيري واسع
 
 
هل ترى وقد مر عام على الكارثة انه تم استيعاب دروسها، لا سيما من جانب من هم في موقع القرار؟
 
ان ما حصل من نكسة ونكبة لم يكن امراً محتوماً، او قدراً لا بد منه، بل هو نتاج للازمة العامة التي شملت الوطن وكل جوانب حياته، وعلى هذا فنحن ننطلق من حقيقة ان ما جرى كان يمكن تلافيه، وان مجتمعنا يمتلك ما يؤهله لمواجهة الكارثة ونتائجها، اذا ما احسن تدبير اموره، وسدد خطاه في الاتجاه السليم. وهذا ما لا يمكن  ان يتحقق الا عبر استخلاص دروس الكارثة، واستيعاب العوامل التي انتجتها، وتهيئة كل ما من شأنه معالجة هذه الخطايا والاخطاء والجرائم، كي نستطيع دحر العدو وتحرير مدننا الاسيرة وايقاف الوحش عند حدوده، والتمهيد لاطل?ق العملية الديمقراطية بروح جديدة وبمصداقية تامة.
ولا بد من القول صراحة انه لا يزال هناك عديدون ممن لم يتعضوا بالتجربة المرة لاحتلال الموصل. بل اننا نرى احيانا ان بعض مظاهر ما ساعد على نسج مؤامرات داعش ومن يقفون وراءها، ما زال قائماً هنا وهناك.
فاذا كان قد تحقق نجاح في تغيير طاقم القيادة السياسية � العسكرية السابقة، التي تتحمل المسؤولية السياسية والادبية عن الهزيمة على الاقل، فهذا لا يعني ان مفاصل الخطأ جميعا قد تم تلافيها وتجاوزها. وها ان استمرار المناطحات والمناكفات، وتأجيج عوامل الخصام،  والتصارع العبثي، والتمسك بالامتيازات، وتوظيف ما جرى من اجل مجرد اعادة اقتسام المغانم، مع التشبث بالمكاسب السابقة، والاستمرار في تغليب المصالح الذاتية والحزبية الضيقة على مصالح البلد العليا، والاستمرار في الاستقواء بالقوى الخارجية.. كل ذلك يبين اننا ما زلنا بحا?ة الى عمل جماهيري كبير ضاغط، لجعل الدولة والقوى السياسية تعتمد منهجاً صائباً وسليماً، قادرا على اعادة الامور الى سياقها الصحيح، وتهيئة المستلزمات الفاعلة لمواجهة داعش والتصدي لمشروعه التكفيري � الظلامي، واجتثاث جذوره وامكانية اعادة انتاجه بعد الانتصار عليه.
والمسؤولية في هذا تقع على عاتق كل القوى المتنفذة دون استثناء، وفي المقدمة منها الماسكون بالسلطة.
 
مطلوب الاقدام على  اجراءات جريئة وشجاعة
 
 
لا شك ان تغييرات واسعة حدثت منذ ذلك اليوم المشؤوم، فهل ترانا نقترب من مراكمة عوامل الانتصار؟
 
نحن كحزب شيوعي، ومن موقع المسؤولية، لا نبخس قيمة بعض الاجراءات الايجابية التي اتخذت، لاعادة ترتيب وهيكلة اوضاع الحكم ومواجهة داعش. وقد أبدينا موقفاً ايجابيا من تشكيل الحكومة والتغييرات التي طرأت على تركيبتها، وما اعلنته عبر الوثيقة السياسية من توجهات للعمل. وقد كنا نعتقد وما زلنا، وبدون تفاؤل عاطفي او اوهام زائفة، ان توفير مستلزمات دحر داعش ومراكمة عوامل الانتصار عليه، بحاجة الى جهد استثنائي وجاد ومسؤول، والى تفعيل دور القيادة بارادة واضحة، جريئة، شجاعة، ووفقا لاستراتيجية متكاملة وجلية. ونقصد بذلك ليس فقط ?لتدابير العسكرية والامنية على اهميتها، والتي تتمثل في اعادة هيكلة الجيش، عقيدة وبناءً وتسليحاً وتدريباً ومن حيث التكتيك، ومن ناحية استخباراتية ايضا، وانما ايضا عبر تحريك وتفعيل كل جوانب المواجهة السياسية : تحسين وتطوير نهج المشاركة في صنع القرار السياسي، تطبيع العلاقات السياسية، نبذ الاحتراب والمهاترات والتصريحات الفجة والمقرفة، رسم نهج واضح في المصالحة الوطنية على صعيد القيادات السياسية وعلى الصعيد المجتمعي. كذلك في اتخاذ ما يمكن من الاجراءات والتدابير الاقتصادية والاجتماعية،  التي من شأنها ان تحارب الفسا? وتخفف من معاناة الجماهير وتفعل الدورة الاقتصادية، كما تعالج قدر الامكان في الظروف الصعبة الحالية، قضايا الخدمات وتحسين ادارتها. وليس اقل شأنا من هذا كله، اتقان المواجهة الثقافية والفكرية والاعلامية. فالحرب النفسية تلعب دورا مهما في عالم اليوم وفي مثل هذا التطور العارم في الاتصال، وتمكـّن داعش ومن يقفون وراءها، او يساندونها لغرض في نفس يعقوب، من استخدام ادواتها بهذه الثقة بالنفس !
نحن بحاجة الى قيادة موحدة، قادرة على ضبط الامور وتوظيف كل عناصر القوة في وجهة واحدة، وضمن خطة موحدة، ومنع اي تشتت او تنابز او تنافس غير مشروع بين مراكز القوى. ويبقى من الضروري التذكير ان مراكمة عوامل الانتصار وتأمين ديمومتها وفعلها تتطلب  الاتكاء على جماهير الشعب، على ارادة العراقيين الصادقة، سواء خارج مناطق هيمنة داعش او داخلها، الارادة القوية للخلاص من هذا الوباء الذي جرّع العراقيين المر والاذلال.
 
الحشد الشعبي كان ولا يزال ضرورة موضوعية
 
 
ما الموقف من الحشد الشعبي وتشكيل الحرس الوطني ؟
 
الحشد الشعبي، او لنقل الهبة الشعبية لمواجهة داعش والتصدي لاجرامه، التي تأطرت في صيغة الحشد الشعبي، كان ولا يزال حاجة ضرورية موضوعية لمواجهة تمدد داعش ودحرها. خصوصا وان المؤسسة العسكرية قد اصابها ما اصابها، من ضعف وتفكك بعد الانهيار الذي حصل في الموصل وغيرها. وستبقى الحاجة قائمة لمثل هذا الجهد حتى التمكن من اعادة بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية وقدرتها على حماية امن الشعب وحدود الوطن.
وقد حددنا منذ البداية اهم المستلزمات التي نعتقد بضرورتها لبناء مؤسسة وطنية فاعلة، وتشكيل  سند حقيقي  للقوات المسلحة. وقلنا بضرورة بنائها بعيدا عن النزعات الضيقة ذات التوجهات الطائفية المليشياوية، وان لا تكون بديلا عن القوات المسلحة النظامية، بل داعماً ومسانداً لجهدها. كذلك ان لا تذهب بعيدا عن ضرورة بقاء السلاح حكرا بيد الدولة وتحت اشرافها.
وحينما تبنت الحكومة عند تشكيلها الوثيقة السياسية وتوصلت الى ضرورة تنظيم الجهد الشعبي في اطار مؤسسة قانونية ترعاها وتشرف عليها الدولة واجهزتها المسؤولة، أيدنا فكرة تشكيل الحرس الوطني لتسهيل مهمة الادارة والتنظيم وضمان التوجه السليم. فنحن لا نرى في الحرس الوطني مجرد تشكيل ميليشيات محلية تخضع لتوجهات سياسية ضيقة في هذه المحافظة او تلك، وانما ننطلق من ضرورة الاستعانة بابناء المحافظات في حفظ امن محافظاتهم، في اطار التوجيه الوطني والخطة الوطنية الشاملة والقيادة الموحدة. لهذا نرى ان احدى الآليات والاجراءات السليم? المعجلة لضبط نشاط الحشد الشعبي، وضمان حقوق ابنائه المتطوعين فيه  وهم يقومون باعمال بطولية ويقدمون تضحيات غالية، ولمنع التجاوزات والانتهاكات التي تؤشر هنا وهناك، تتمثل في الانتهاء من تشريع قانون الحرس الوطني واقراره بشكل عاجل، وبما يضمن تجسيد الاسس اعلاه.
 
نعم للدعم الدولي على اساس ارادة العراقيين
 
 
كثر الجدل بشأن التحالف الدولي وجدوى ما يقدمه، كذلك عن الدور الايراني، ماذا تقولون ؟
 
عانى العراق كثيرا من الغاء المؤسسة العسكرية السابقة، وتعثر عملية  اعادة بناء القوات المسلحة الجديدة، الامر الذي سهل انهيار القوات المسلحة في الموصل، وفي غيرها  من المحافظات بعد هجمة داعش. وقد اشرنا في ما تقدم الى ملامح الثغرات التي رافقت ذلك وكانت في  اساس البناء الخاطئ للقوات المسلحة. اما وقد وضع العراق امام هذا الهجوم الغادر والعمل المتوحش، واستعصى عليه تدبير امر المواجهة بمفرده في هذه اللحظة التاريخية الملموسة، وحيث ان الخطر الداهم لا يهدد سلامة العراق والعراقيين وحدهم، وانما هو خطر حقيقي ذو بعد اقليمي ?عالمي، فان الامر استلزم ان تتوجه الحكومة العراقية نحو المجتمع الدولي عبر الامم المتحدة ومجلس امنها اولا، والى من تربطه معهم اتفاقات ومعاهدات ثانياً، ثم الى كل الاشقاء والاصدقاء من الدول المجاورة ثالثاً، طالبا الدعم متعدد الجوانب، السياسي والعسكري والمالي،  لمواجهة هذا الوحش الكاسر المسمى داعش.
فالعراق وبسبب ما سبق ذكره يحتاج الى السلاح والعتاد بعد ان دمرت صناعته العسكرية، فيما العدو يمتلك الكثير منهما. والعراق لا يملك القوة الجوية الكافية لاحراز تفوق عسكري على داعش وهو ينشط في مناطق شاسعة ووعرة. والعراق يحتاج الى الخبرة والتأهيل وتدريب قواته المسلحة على هذا النمط من انماط المواجهة. فهو بحاجة الى الدعم الدولي � الاقليمي، سواء كان من امريكا او من ايران. وهذا الدعم يمكن ان يكون مبررا وفعالا وسليما اذا ما بني على اساس احترام ارادة العراقيين واستقلالية قرارهم السياسي، وضمان سيادتهم الكاملة دون التدخل?في الشؤون الداخلية العراقية، وبما ينسجم مع قرارات مجلس الامن   2170، 2178، 2199.
 
بعيدا عن روح الانتقام والثأر
 
 
المصالحة الوطنية في العراق، والمرحلة الانتقالية في سوريا، هما ما ركز عليه اجتماع باريس يوم 2 حزيران الجاري. فهل من ترابط بين الاوضاع في البلدين؟
 
مع تغيير النظام وسقوط الدكتاتورية ( نيسان 2003) والتوجه لصياغة الدستور، شددنا كحزب، ومعنا العديد من القوى المدركة لحقائق الوضع العراقي، على ضرورة المصالحة الوطنية، ومعالجة آثار الاختلالات السياسية والمجتمعية التي انتجها النظام الدكتاتوري المباد. كما اكدنا ضرورة عزل المجرمين والمتورطين في سفك الدم العراقي وفي تخريب العراق،عن العناصر والاوساط التي لا تتحمل وزر ومسؤولية جرائم الدكتاتورية المبادة. كذلك شددنا على اعتماد القانون والقضاء وسيلة اساسية ورئيسية في تصفية الملفات، وفي فرز القوى على اساس الحقائق والمعط?ات والقرائن بعيدا عن الانتقام والثأر.  ففي ذلك ربح للعراق شعبا ووطنا ودولة، وفتح صفحة جديدة في مسيرة بناء العراق الجديد المدني الديمقراطي الاتحادي المستقل، وذي السيادة. ولكن للأسف عانت ادارة عملية المصالحة من توجهات غير سليمة ونوايا غير طيبة واجراءات غير حكيمة، ومن ممارسات غير طبيعية اثرت سلبا على انجاز هذا المشروع الضروري، بل وساعدت الادارة السيئة على جعله احد الملفات المعقدة والمولدة للتنافر والتوتر والجفاء ومن ثم الخصام. وقد استغلت تلك الفجوات من قبل اعداء العراق واستثمرتها داعش لمصلحة مشاريعها الدنيئة ?ي وطننا.
واليوم كما اسلفنا، ونحن نسعى لتوفير مستلزمات المواجهة الحقيقية والفعالة لمشروع داعش التخريبي، نرى بان تفعيل الجهد من اجل مصالحة وطنية حقيقية، سياسية ومجتمعية، هو ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل والمماطلة، ولا تقبل التسويف بتحويلها الى مجرد خطابات فوقية او مؤتمرات او مهرجانات شكلية، او مجرد توزيع للاموال والاسلحة. وانما نريد ان تكون بمثابة تحول في التوجه، بما يسند بناء الوحدة الوطنية على اسس صحيحة، ووفق برنامج يضمن بناء عراق جديد بموجب الدستور المعتمد، ويؤمّن خوض مواجهة حقيقية مع داعش ومن يقفون خلفه. وقد ضمّنا م?قفنا من المصالحة وضرورتها وآنيتها في مذكرة  قدمناها اخيرا الى الرئاسات الثلاث والكتل والاحزاب السياسية.
اما بشأن مسألة علاقة العراق بسوريا، فاعتقد ان الربط بين القضيتين جاء في اجتماع باريس ضبابيا وينطوي على احتمالات سيئة. نعم داعش شكـّل " دولة" تضم المناطق المحتلة من قبله في سوريا والعراق، وتنامى خطر داعش على العراقيين من خلال ما حققه في بلدنا، مثل احتلال الموصل، وما احرزه من نجاحات عسكرية وامنية كبيرة في الاراضي السورية، بدعم واسناد مالي وتسليحي ومعلوماتي وبشري من قبل الامريكان والاوربيين وتركيا ودول الخليج وبالذات السعودية وقطر، تحت عنوان اسناد المعارضة السورية المعادية للحكم هناك. ولا نزال ندفع كعراقيين ث?ن هذا السلوك السياسي قصير النظر والمعادي للشعوب، الذي اعتمد في معالجة المشكلة السورية.
نعم بهذا القدر وبحكم غياب السيطرة على الحدود، تتفاعل امكانات داعش في العراق وسوريا، عبر  التحشيد والمناقلة للقوى والمعدات لايذاء العراق.
وبالتالي نستطيع القول ان هزيمة داعش في العراق ستساعد على هزيمته في سوريا، ولكن ليس من الصحيح ربط مصير الحرب على داعش في العراق، بما يجري في سوريا من تسوية لقضية الحكم واعادة بنائه فيه.
هذا ربط تعسفي يراد منه اطالة امد الحرب في العراق، وتوريطه في القضية السورية ومنتجاتها السلبية، وبالتالي نقل بعض معطياتها السلبية والسيئة الى الارض العراقية. ونحن عندنا ما يكفي من المشاكل والتعقيدات، ولسنا في حاجة الى اضافات جديدة.
هنا لا بد من تأكيد ضرورة مراعاة خصوصية كل من الملفين، رغم ما بينهما من وشائج وصلات وقضايا مشتركة، ولتجنيب العراق التعقيدات السلبية العديدة الناجمة عن سلوك ومواقف حكام امريكا ودول اوربا وتركيا، وكذلك السعودية وقطر ازاء الملف السوري.
 
كل الدعم للمقاومة في المناطق المبتلية بداعش
 
 
هناك من يقول ان ابناء المناطق التي ابتليت بداعش لم يتلقوا بعد رسالة تطمين  بشأن ما بعد داعش. هل الامر كذلك حقا؟
 
لا تزال هناك حاجة لسياسة ديناميكية وفعالة لتعبئة وتحشيد ابناء المناطق التي ابتليت بهجمة داعش وممارسات دولته الشاذة. فلقد عانى الكثير من ابناء شعبنا من ممارسات واجراءات هذا التنظيم او الدويلة النشاز، على اختلاف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، والتي وصلت حد ارتكاب المجازر وجرائم ابادة البشر. وإذ نتحدث عن ابناء هذه المناطق، لا بد ان نضع في الاعتبار ظروفهم وامكانيات تحركهم واشكال التعامل معهم. فرغم كل الظروف العصيبة لا بد من ملاحظة ان هناك العديد من مظاهر المقاومة المسلحة لداعش، فضلا ?ن المقاومة السياسية المنظمة. تضاف الى ذلك رغبة ابناء هذه المناطق الذين اجبروا على النزوح الى خارجها، وهم يبدون حماسا كبيرا للتطوع والانتظام في القوات المسلحة او الحشد الشعبي، او في فصائل مقاومة. كل هذا يؤشر ضرورة بذل جهد استثنائي لتعبئة وتنظيم مقاومة من هم ادرى بشعاب المنطقة، وتقديم كل الضمانات لهم، وتوفير الاجواء المحفزة والمشجعة والدعم اللوجستي المعنوي، كي ينهضوا بهذه المهمة بثبات وجرأة وصبر، وهم يواجهون وحشاً كاسراً.
نعم هناك حاجة لان تتخذ  الحكومة من الاجراءات ما يساعد على عودة النازحين بعد تحرير مدنهم، الى مناطق سكناهم، وتقديم افضل الدعم لاعادة اعمارها وضمان امنهم واستقرار حياتهم، كي يكونوا عنصرا ملهما ومشجعا للآخرين في المناطق المحتلة على طرد داعش. ولا يقل عن ذلك اهمية ضبط بعض الممارسات، التي نددت بها وادانتها كل القوى السياسية والتي لصقت ببعض المحسوبين على الحشد الشعبي، كي تكون رسالة اطمئنان ورسالة ثقة بان ما سيأتي بعد داعش سيكون مسيرة جادة مفعمة بالامن والتنمية والوحدة الوطنية.
 
الحزب قاوم داعش
بكل ما يملك
 

اين الحزب الشيوعي من هذه المعركة الواسعة ضد منظمات الارهاب وداعش؟
 
يعتبر الحزب الشيوعي العراقي هذه المعركة، بكل صدق ومسؤولية، معركته. فهو قد سعى منذ البداية وقبل ان يتمكن داعش من اقامة "خلافته"، الى طرح الافكار والسياسات والمقترحات التي من شأنها سحب البساط من تحت اقدام الارهاب والارهابيين، ومنع تغولهم، وعزلهم جماهيريا وحرمانهم من استغلال الفرص لتحقيق مشروعهم التكفيري- الظلامي، والسعي لتعبئة القوى وتحشيد الجماهير، فضلا عن اللقاء مع المسؤولين وذوي الشأن، للترويج لنهج الحزب ومواقفه الساعية الى اجهاض مشروع داعش العداوني. وحينما صم المتنفذون آذانهم عن سماع تلك النداءات والتحذي?ات والمناشدات المخلصة، وتمكن داعش من تنفيذ مخططه الاجرامي  باحتلال الموصل وغيرها من المدن، وقف الحزب بكل ما استطاع، وبما يتوفر لديه من امكانيات محدودة، في مواجهة هذه الظاهرة الشائنة والطارئة على مجتمعنا، والتنبيه  الى مخاطر انفلات الوحش وتقدمه السريع بعد انهيار المؤسسة العسكرية.
في تلك اللحظات الحاسمة وجه الحزب نداءه الى كل ابناء الوطن على اختلاف مشاربهم وافكارهم، للتصدي السريع لاندفاعة داعش. وتحمل الحزب جزءا كبيرا من عبء التعبئة السياسية الجماهيرية ورفع المعنويات، وجند رفاقه ومنظماته ومؤسساته الاعلامية لاستنهاض ارادة الشعب، وتعزيز نهج المقاومة لداعش بكل الوسائل المتاحة، داعيا الى الصمود وتشكيل اللجان الشعبية في كل انحاء العراق من القوى والشخصيات والمنظمات الجماهيرية ورجال العشائر لمواجهة الكارثة. وعندما تبلورت كل النداءات المتعددة في صيغة الحشد الشعبي، وجه الحزب كوادره واعضاءه وا?صاره واصدقاءه ومريديه،  كلا وفق استطاعته وامكانياته، لاسناد هذا المشروع ودعمه. وتطوع المقتدرون والراغبون في تشكيلات القوات المسلحة بانواعها، او في الحشد الشعبي وفقا للضوابط اعلاه. وتجنب الحزب فكرة تشكيل ميليشيا مسلحة خاصة به، ايمانا منه بخطأ هذا التوجه، وتمسك بموقفه وتوجهه الجاد لبناء الدولة ومؤسساتها الشرعية، وضرورة ان تكون هي وحدها الاطار الشرعي لقيادة العمل في مواجهة عدوان وجرائم داعش والارهاب. وان موقف الحزب هذا ينسجم تماما مع القانون والدستور. وقدمنا على هذا الطريق، طريق التصدي لداعش، الكثير من الشهدا? والجرحى من اعضاء الحزب واصدقائه، ومن ابناء العوائل المناصرة له، ومن ناخبيه.
ولم تقتصر جهود الحزب على هذا، بل بادر وساند تنظيم فصائل المقاومة المسلحة خلف خطوط العدو، حيث يساهم رفاقنا واصدقاؤنا في التصدي والهجوم على مرتكزات داعش. ولا بد من الاشارة الى مساهمة رفاقنا في الحزب الشيوعي الكردستاني في صفوف البيشمركة. علما ان مساهمة الشيوعيين والحزب لا تقتصر على المجال العسكري، فمن نواتج المعركة كثير من الامورالتي يتوجب التصدي لها. وقد تطوع مئات الشيوعيين في اطار مبادرات خاصة بالحزب، او ضمن منظمات المجتمع المدني، لاحتضان النازحين وتسهيل  استقرارهم وتقديم الدعم المادي لهم، من البسة واغذية و?دوية. وساهم رفاقنا خارج الوطن بقسط مشرف في هذه الحملة.
وكان  للشيوعيين ايضا دور مشهود في تشكيل الفرق الطبية، سواء باسم العيادة الطبية الشيوعية او بافتتاح بعض العيادات الطبية المجانية، او تنظيم فرق جوالة في مدن العراق لمعالجة المرضى من النازحين، او المساهمة في الفرق التي تشكلها منظمات المجتمع المدني  او فرق التيار الديمقراطي.
ويلعب الشيوعيون دوراً كبيراً في مواجهة الحرب النفسية الشعواء التي تشنها منظمات الارهاب ومؤازروها. وعلى امتداد الوطن تنهض منظمات الحزب ورفاقه بدور ملموس في فضح دعايات واكاذيب داعش ومؤازريها، وفي نشر الحقيقة وتعزيز روح الصمود والمقاومة للمشروع الطائفي.
وتقوم وسائل اعلام الحزب بدور مجيد في استنهاض الهمم والحفز على المقاومة، وطرح الافكار والمقترحات والسياسات التي تساعد على رسم التوجهات الصحية لمواجهة داعش، وتعبئة ابناء الشعب  بالوجهة الصحيحة، وتعرية الافكار والتخرصات الاجرامية.
ويستمر الحزب، وهو يواصل تعبئة الناس، في تقديم تصوراته وما يستخلصه من دروس، وما يتوصل اليه من قناعات وسبل افضل وآليات اجدى لتعزيز مواجهة داعش، عبر ما ينشر من وثائق عن اجتماعات لجنته المركزية، وما يصدر من تصريحات وبيانات  تتناول كل تفاصيل الاحداث والظواهر المهمة في حياة البلد، كذلك تقديم المذكرات والرسائل واجراء اللقاءات المباشرة مع عناصر الحكومة القائمة.
 سوف نبقى دائمي الحضور كحزب، وكتيار ديمقراطي وتحالف مدني ديمقراطي، واينما كنا، متأهبين لاسناد جهد الشعب العراقي وقواه الوطنية والتقدمية والديمقراطية. لن نجزع ولن نيأس. ولنا في ارادة شعبنا وتعبئة قواه ومساهمة جماهيره، العون والسند الكافيين لتحقيق  التوجهات الصحيحة ودحر داعش، ووضع العراق على الطريق السليم، لبناء الدولة المدنية الديمقراطية  الاتحادية المستقلة الموحدة.

ص8

عشية اللانتكاسة
الشيوعي العراقي يدعو إلى حوار جدي
لوقف التدهور الأمني
دعا الحزب الشيوعي العراقي جميع القوى السياسية إلى حوار جاد ومسؤول، لوضع الحلول الناجعة لوقف مسلسل الخروقات الأمنية، مديناً الهجمات الارهابية التي تحاول النيل من وحدة النسيج العراقي.
وأكد أن الصراعات السياسية تنعكس بشكل واضح على الوضع الامني، ورأى أن هناك قصورا واضحا في الخطط الأمنية وتركيبة القوات المسلحة، مبينا ان الخروقات الأمنية تحدث نتيجة لضعف الحكومة وانشغالها بالصراع السياسي.
وفي حديث إلى طريق الشعب، أمس السبت، قال محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، إن الفشل المتكرر في الملف الأمني ابرز أوجه فشل الحكومة في معالجة اخطر واهم ملف يعاني منه الشعب.
واعرب اللبان عن الأسف للصراعات بين القوى السياسية التي تنعكس بصورة واضحة على الوضع الأمني، لذلك نرى اليوم اختراقات نوعية في الأنبار وصلاح الدين والموصل، تهدد وحدة النسيج العراقي، ودعا إلى فتح ابواب الحوار بين جميع القوى السياسية لتدارس الوضع الأمني ووضع الحلول الكفيلة بوقف هذه الخروقات وسفك الدم العراقي.
وأضاف اللبان ان هناك قصورا في الخطط العسكرية وحتى في تركيبة القوات المسلحة، التي لم تتشكل على اسس المهنية والكفاءة والوطنية، إضافة الى مستوى التدريب والتسلح، وشدد على ضرورة إعادة هيكلة القوات المسلحة على أساس النزاهة والوطنية، وتنسيق جهدها الاستخباري والانفتاح على المواطنين، لكي تكون قادرة على معالجة الوضع الأمني.
 وأشار إلى ان القوى الإرهابية تمكنت من تحقيق هذه الاختراقات الخطيرة ليس بسبب قوتها، وإنما لضعف الحكومة وانشغالها في الصراعات السياسية، لافتا الى ان العراق بحاجة الى نسيج سياسي جديد عابر للطوائف، يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.
 
«طريق الشعب» 
7 حزيران  2014

 
الواجب المُلح .. دحر الإرهاب واستعادة الأمان
يشهد بلدنا هذه الأيام خروقات أمنية كبيرة، تتمثل في محاولات شرسة تقوم بها المجاميع الإرهابية للسيطرة على بعض المدن والمؤسسات في محافظات الانبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى وبابل، فضلاً عن تفجيرات إجرامية في بغداد وطوزخرماتو وغيرهما، يسقط ضحيتها الكثير من المدنيين الأبرياء ورجال القوات المسلحة.
وعلى وقع عمليات القوات الأمنية والجيش، الجارية في هذه المدن، والتي نتمنى لها النجاح بالقضاء على تنظيم "داعش" وأشقائه من تنظيمات الخراب، يعيش المواطنون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، بل مأساوية.. حيث تضطر ألوف العائلات إلى ترك منازلها والهجرة إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أماناً، مثلما جرى في الأنبار، ويجري حالياً في الموصل، وحيث يتوجب ايلاء كل اهتمام لمعالجة اوضاعهم الحياتية القاسية.
هذه التطورات المقلقة، التي يفرضها الإرهابيون الساعون إلى توسيع دائرة المآسي والآلام، مستفيدين من انشغال قادة السلطة بصراعاتهم السياسية اللامبدأية، لا يمكن مجابهتها عبر العمليات العسكرية وحسب، بل عبر جهدٍ وطنيٍ واسع، ومنظومة متكاملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية، التي تضمن سلامة المواطنين وأمنهم.
إننا ندعو قواتنا الأمنية، إلى أقصى الحرص على تجنب إيقاع الأذى بالمدنيين المحاصرين في دائرة نار الاشتباكات، وإلى عدم السماح بأن يكون ذلك ثمناً لملاحقة فلول القتل والجريمة.
كما نلفت الانتباه، إلى أن أجواء المعركة الدائرة اليوم قد تُستغل من طرف قوى طائفية وميليشياوية لتنفيذ مشاريعها الدنيئة. لذا يتوجب عدم السماح للميليشيات أيا كان مسماها، ان تحل محل الدولة ومؤسساتها.. فالمأساة التي حصلت في مدينة سامراء، يجب ان لا تتكرر تحت أية ذريعة !
وإذ نجد ضرورة للتأكيد مجدداً، على الحذر من الوقوع في شراك الخطط التي يرسمها "داعش" ومسعاه لإثارة نار الفتنة الطائفية من جديد، فإن الواجب يحتم على القوى السياسية جميعا، رص الصفوف والتكاتف وحشد القوى ضد الإرهاب والإرهابيين.
أن المطلوب بإلحاح هو حماية المدنيين وممتلكاتهم، واستعادة السيطرة على المناطق المستولى عليها، عبر التعبئة السياسية والعسكرية، لإنقاذ البلد ودحر الإرهابيين والخلاص منهم.
وتلك هي مسؤولية الحكومة وبقية المؤسسات الدستورية أولاً، ومسؤولية القوى السياسية والاجتماعية أيضاً.. ضماناً لتجاوز هذه المحنة الكبيرة.
نشر بتاريخ الإثنين, 09
 
«طريق الشعب»
 المحرر السياسي 
9 حزيران 2014

 
غداة الانتكاسة
 
تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:
كل الجهد الوطني لدحر الارهاب
أوقات عصيبة وحرجة هذه التي تعيشها محافظة نينوى، والعديد من محافظات العراق ومدنه، اذ تمكن الارهابيون القتلة من التمدد فيها والسيطرة على مواقع هامة وستراتيجية، ويواصلون تقدمهم الى مدن آمنة اخرى، فيما اخذت المئات من العوائل ترك مساكنها واللجوء الى اماكن اخرى تعتقد انها اكثر امنا، في ظل اوضاع متدهورة، وظروف انسانية حرجة.
انها لحظات يتعرض فيها الوطن الى مخاطر جدية تهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي و كيانه، والعملية السياسية برمتها، مما يتطلب ان يبادر الجميع، احزاب سياسية، وجماهير شعبية، وقوات مسلحة وبيشمركة الى التعاضد والتكاتف والارتفاع الى مستوى التحديات، والترفع عن صغائر الامور والحساسيات والانطلاق العاجل والتوجه الجاد نحو شحذ الهمم، ودعم الجهد العسكري والامني والاستخباراتي لقواتنا المسلحة بما يمكنها من الصمود واداء واجبها الوطني في كسر شوكة قوى الارهاب وفرض التراجع عليها ومحاصرتها، وتحرير مدننا وتطهيرها من رجسهم واجرامهم، و إ?شال مخططات الجهات الخارجية التي تبيت الشر لعراقنا الحبيب.
انها بحق معركة الوطن المهدد الان، ولابد من توفير المستلزمات السياسية والمادية واللوجستية والعسكرية لوقف تمدد هذا السرطان الخبيث. فالارهاب يستهدف الجميع وهو لا دين ولا مذهب ولا قومية له، ويريد الاجهاز على العملية السياسية في بلدنا والرجوع بها القهقرى الى ايام الاستبداد والطغيان والظلامية. ان الارهاب عدو للجميع، فعلى ابناء شعبنا على اختلاف قومياتهم وطوائفهم واديانهم ومذاهبهم، ومنطلقاتهم الفكرية ومنحدراتهم السياسية، ادراك حقيقة المخاطر، والحذر من الوقوع في ما تخطط له داعش والقوى الاقليمية و الدولية التي تقف خ?فها، وما يستهدفونه من زعزعة الوحدة الوطنية واثارة الفتنة الطائفية والنعرات القومية الضيقة والشوفينية.
اننا في الحزب الشيوعي العراقي في الوقت الذي ندين فيه الارهاب بكافة اشكاله وصور تجليه، نجدد وقوفنا ودعمنا الكامل واسنادنا اللامحدود لقواتنا العسكرية والامنية وندعو كافة الكتل والاحزاب السياسية، في السلطة وخارجها، الى اللقاء الفوري والحوار الوطني العاجل للتشاور في سبل التصدي الناجع لحملة قوى الشر والعدوان والجريمة والحاق الهزيمة بالارهابيين، وتوفير الدعم السياسي والمادي والمعنوي والنفسي لقواتنا في معركتها الجارية الان، والادارة السليمة لمجمل الملف الامني.
ولابد ايضا من ايلاء الاهتمام بالمواطنين وصيانة ارواحهم وتجنيبهم اثار المعارك العسكرية، وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة لمئات العوائل النازحة.
لنقف جميعا بوجه الارهاب وقواه الهمجية ولنعمل على دحره سريعا.
 
«طريق الشعب»
10 / حزيران/ 2014
 
بالوحدة الوطنية نهزم حملات الاعداء
في اطار درء ودحر الحملة الارهابية لداعش ومن يساندها ويدعمها، في الداخل والخارج، نشهد حراكا شعبيا مساندا للجهد العسكري الوطني العراقي، الذي نريد له ان يتكامل ويأخذ مداه، ويتجاوز صدمة ما حصل في نينوى ومناطق اخرى، وان يأخذ زمام المبادرة لدحر مخططات الاشرار، ومن يريد سوءاً بشعبنا ووطننا. وهذا هو هاجس ومنطلق الوطنيين العراقيين، وكل من يشعر بالمسؤولية ازاء حاضر ومستقبل بلدنا، ويتحسس المخاطر التي تهدد وطننا في هذه اللحظات الحرجة والحاسمة.
ان ما يجرى الان من تصد لمخططات الارهابيين، هو جهد نبيل من اجل الوطن ووحدته، وللحفاظ على نسيجه الاجتماعي، وفي سبيل تعزيز الاخوة بين العراقيين، ولضمان مستقبل البلد الذي لن يأتي لمصلحة ابنائه، وبما يحقق الامن والاستقرار والحياة الكريمة، ويرسخ الممارسة الديمقراطية، ويصون حرية المواطنين على وفق ما جاء في الدستور، الا بعيدا عن التعصب والتأجيج الطائفيين، وعن اجواء التخندق القومي الضيق والنفخ في النعرات الشوفينية، المفرّقة للصفوف والمبعثرة للجهود والطاقات، والتي لا تخدم، شاء مطلقوها ام ابوا، الا اعداء الشعب والساع?ن الى تخريب وحدته الوطنية، التي تتوجب الآن وبالحاح، صيانتها والحفاظ عليها وتمتينها.
لقد عاش ابناء شعبنا ايام الفتنة الطائفية الحالكة، واكتووا بنارها، وعانوا مما خلفت من مآسٍ وويلات، ما زالت آثارها شاخصة، وكانت وتبقى سلاح داعش والمنظمات الارهابية الاخرى، في شق الصفوف، وفرض الخطط التي لا جامع يجمعها مع مصلحة الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا، التي تريد الخلاص من الارهاب والارهابيين، وتجفيف منابعهم. في هذا المقطع التاريخي الصعب، نضم صوتنا الى الاصوات الخيرة التي حذرت وتحذر من مخاطر التأجيج الطائفي والقومي، وما يجلبه اليوم وفي الغد من اضرار بالغة. ونحن في الحزب الشيوعي العراقي، ومن منطلق الشعور?بالمسؤولية، والحرص على الوحدة الوطنية، ولانجاح الحملة الوطنية ضد الارهاب وتحقيق اهدافها باسرع وقت، وبأقل الخسائر، ندعو جميع الاحزاب والقوى السياسية، والشخصيات الوطنية والاجتماعية، ووسائل الاعلام، وسائر ابناء شعبنا الحريصين على امنه ومستقبله، الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة، والكف عن التصريحات المؤججة للمشاعر والغرائز البدائية، وابداء الحرص على دعم ابناء قواتنا المسلحة في معركتهم ضد الارهاب، وجعل هذه المعركة، بالقول والفعل ، معركة العراقيين جميعا، على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، ومنحدراتهم الفكر?ة والسياسية.
فالحذر.. كل الحذر من التأجيج الطائفي، ومن التعصب القومي والنعرات الشوفينية.
 
«طريق الشعب»
المحرر السياسي
16 حزيران 2014

 
لنقف بوجه الجرائم البشعة بحق أبناء شعبنا في الموصل
نتابع بقلق بالغ الجرائم المروعة التي يقترفها تنظيم ما يعرف بـ"داعش" الإرهابي، بحق أبناء شعبنا، وخصوصا ما يتعرض له ابناء الموصل من المسيحيين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى وسائر المدنيين في مناطق الموصل، بعد سيطرة التنظيم على المدينة منذ أكثر من شهر.
وبحسب المعلومات الأكيدة التي وردتنا من الموصل، فأن مئات العائلات المسيحية نزحت صباح اليوم (19 تموز 2014) نحو المناطق الآمنة في محافظة نينوى وإقليم كردستان، بعدما هددهم إرهابيو "داعش" بمواجهة الموت، ما لم يغيروا دينهم أو يتركوا المدينة أو يدفعوا الجزية!
وتؤكد المعلومات، أن الإرهابيين استولوا على ممتلكات العوائل المسيحية من منازل وأموال، وقاموا بتسليب النازحين من حاجياتهم التي حاولوا أخذها معهم، كما قاموا بإحراق الكنائس بالكامل وكل ما يتعلق بها.
وكانت آلاف العائلات قبل هذا اليوم، تركت مساكنها في مدينة الموصل، خوفاً من استهدافهم من قبل الإرهابيين، الذين بثوا الرعب في أرجاء المدينة المستباحة، وهم (أي النازحين) يعيشون اليوم أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة والقسوة.
إذ ندين هذه الجرائم البشعة والمروعة التي يرتكبها الإرهابيون وحلفاؤهم بحق أبناء مدينة الموصل، وخاصة أبناء شعبنا من تركمان ومسيحيين وازيديين وشبك، ونبدي تعاطفنا الكبير مع أخوتنا الذين يواجهون هذه المحنة الصعبة، فأننا نؤكد على التالي:
� ضرورة القيام بأوسع حملة اعلامية وتضامنية ممكنة على الصعيدين الوطني والعالمي، لفضح الجرائم والممارسات الهمجية والانتهاكات البشعة الواسعة لحقوق الإنسان الأساسية التي تقوم بها عصابات "داعش"، وإطلاق أنشطة ومتنوعة من قبل القوى والحركات والمنظمات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية واحزابها ومنظماتها ومن قبل الدولة ومؤسساتها، وان يترافق ذلك بالتشديد على تعزيز روح التآخي والتعاون وتعزيز اواصر التآزر والتضامن ما بين سائر ابناء الشعب وخصوصا مع ابناء شعبنا من المسيحيين والأقليات القومية.
� العمل على توفير المساعدات الإنسانية الكافية للنازحين في مختلف مناطق البلاد، وتوفير مأوى مناسب لهم، ونؤكد على التنسيق مع حكومة إقليم كردستان في هذا الشأن، بعيداً عن الخلافات السياسية.
� حث الوزارات والمؤسسات المعنية في الاطلاع على أوضاع النازحين ومتابعة احتياجاتهم وتلبيتها، وتجاوز الإجراءات البيروقراطية المهلكة في هذا الشأن.
� دعم جهود منظمات الإغاثة الدولية وتسهيل مهامها، وتوفير مسلتزمات وصولها إلى مناطق عملها.
� وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي تتعرض لها اقسام واسعة من شعبنا واشتداد المخاطر جراء نشاط القوى الظلامية المعادية للإنسانية والحضارة، فأن من واجب الحكومة الاتحادية وسائر مؤسسات الدولة أن تنهض بدورها في حماية المواطنين المدنيين، بغض النظر عن انتمائهم.
� على القوى السياسية المتنفذة ان تسارع في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة تعمل بموجب برنامج وطني شامل من اجل ترميم النسيج الوطني وحل الخلافات المعطلة للجهد الوطني وتبني مجموعة اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها تعزيز قواتنا المسلحة وتمكينها من استعادة المدن المستباحة من قبل الإرهابيين في أسرع وقت.
لقد كشفت هذه التطورات زيف التطمينات التي روجت لها بعض القوى والأطراف بشأن الممارسات المطبقة في المناطق التي تسيطر عليها داعش وبانت على حقيقتها المعادية للحياة وللانسانية والرامية إلى العودة بالبلاد إلى قرون للوراء.
وبات واضحاً، مسعى تنظيم "داعش" الإرهابي، وحجم التهديد الكبير الذي يمثله، ليس في العراق فقط، وإنما على عموم المنطقة، وهو ما يحتم على العراقيين أن يتكاتفوا لمواجهته والقضاء عليه.
 
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
19 تموز 2014
 
 
التيار الديمقراطي: تمتين الوحدة الوطنية
لإنزال الهزيمة بالإرهاب
قال التيار الديمقراطي في بيان صدر عن مكتبه التنفيذي، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه أمس الثلاثاء، " ان الرأي العام وقواه الوطنية والمدنية والديمقراطية تفاجآ بالانهيار الأمني السريع والمفجع، وتمكن قوى الظلام (داعش) من احتلال الموصل الحدباء وتمددهم"، لافتا إلى وقوع مئات الشهداء والجرحى ضحايا له، ونزوح الآلاف من مدنهم إلى مناطق أكثر أمناً.
واشار البيان إلى أن "ما كان هذا ليقع، بعد عقد من التغيير، وسقوط الدكتاتورية، لو تمسكت  القيادات السياسية الحاكمة بالمواطنة منهجاً.. وتحلت بقدر من الكفاءة والحكمة، ونظرت لأبناء الوطن الواحد على قدم المساواة دونما تمييز". وبين أن "ما حدث، تتحمله كافة القوى المشاركة في الحكم، التي غلبت مصالحها الجهوية والاثنية والمذهبية، على المصالح الوطنية العليا وتناحرت من اجل الهيمنة على مفاصل الدولة وتوزيعها وفق نظام المحاصصة المقيت.. الذي اخفق في إرساء دولة دستورية. وعجز عن تحقيق مبدأ الفصل بين السلطات وقضاء مستقل، وهيئا? مستقلة فعلاً.. فضلاً عن استشراء ظاهرة الفساد وتمكن المفسدين والطفيليين من التحكم بالأجهزة الحكومية وبمصائر الناس كافة".
وشدد التيار الديمقراطي على ان "الإرهاب ومن يقف وراءه في الداخل والخارج هو العدو الأول للشعب، وللعملية السياسية بمحتواها الديمقراطي"، مشيرا إلى أن "الحشد العسكري الوطني المنظم وتوجيه ضربة قاصمة للمعتدين وطرد الغزاة من جميع الأراضي العراقية؛ هو الخطوة الأساس لإعادة ثقة أبناء الشعب بالمؤسسة العسكرية الوطنية".
وأكد التيار الديمقراطي ان "لا حياد في معركة الشعب ضد قوى الإرهاب وحلفائه"، داعيا "أبناء الشعب إلى دعم جهد القوات المسلحة لكونها الجهة الوحيدة لإدارة الحشد المدني للمتطوعين". وحيّا البيان "نداءات المراجع الدينية للدفاع عن الوطن، وندعو لتوظيف الاندفاع والحماسة الشعبية لترسيخ وتعميق المواطنة العراقية، باعتبارها البوصلة التي لا تخطئ لإنقاذ البلد من محنته التي تهدد وجوده كوطن ودولة".
وأكد التيار الديمقراطي أنه يضم صوته "إلى جانب مطالبات الرأي العام والأمم المتحدة بضرورة الإسراع في نقل السلطة السلمي وفق معطيات نتائج الانتخابات الأخيرة، وتشكيل حكومة تكون أداة لحل المشكلات وليست عاملا من عوامل تفاقمها ودفعها إلى المزالق الكارثية المؤدية إلى التقسيم، واندلاع المزيد من الصراعات المسلحة بين الطوائف والمذاهب والقوميات".
واشار إلى أن "مواجهة الإرهاب ومشاريع الردة والظلام، سيكتب لها النجاح فقط بوجود صناع قرار ومجتمع مدني يعملون من اجل تأصيل وتمكين الديمقراطية والحكم الرشيد، وتحقيق تنمية شاملة، وتوفير بيئات سليمة لمواطنين أحرار يمتلكون زمام أمرهم ويدافعون بقوة عن حقوقهم".
وعد أن "إنقاذ الوطن مهمة مقدسة تستحق التضحيات والآلام الناتجة عن الصراعات المسلحة، ستكون بلا جدوى دون انتصار حاسم على المشاريع الإرهابية الظلامية عدوة الشعوب".
 
«طريق الشعب»
 18   حزيران  2014
 
 
 
المدني الديمقراطي يجدد دعمه للقوات الأمنية
في مواجهة الإرهاب
أكد التحالف المدني الديمقراطي، يوم أمس، وقوفه بقوة إلى جانب القوات الأمنية ودعمه لها في موجهة الإرهاب الذي يريد النيل من مستقبل البلاد.
وفيما أبدى تأييده لتعزيز صفوف الجيش بمتطوعين جدد، شدد على ضرورة أن يكون التطوع ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، لأنه ليس من الصحيح تشكيل أي قوة عسكرية بديلة.
وقال د. أحمد إبراهيم القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لـ"طريق الشعب" أمس السبت، ان "قوى الإرهاب بكل أشكالها التي تهاجم العراق اليوم، لديها موقف مضاد من جميع القوى السياسية والتجربة الديمقراطية"، مؤكداً وقوف جميع قوى التحالف المدني الديمقراطي "مع المؤسسة العسكرية ودعمها، بالرغم من كل الملاحظات حولها، من أجل دحر الإرهاب وتحرير المناطق التي تمت السيطرة عليها"، مشيراً إلى ان "هذا الموقف يتعلق بمستقبل البلد".
واوضح ابراهيم أن "ليس من الصحيح تشكيل أية قوى أخرى بديلة للجيش والمؤسسة العسكرية، وإنما نؤيد دعم الجيش دعما معنويا، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تدفع هذه المؤسسة العسكرية إلى الأمام".
وأوضح عضو التحالف المدني الديمقراطي أن "تحالفه شخّص منذ مدة ان قوى الإرهاب تحاول التربص بالبلاد لإجهاض التجربة الديمقراطية"، مستدركا ان "الأجهزة السياسية في الدولة يبدو انها بعيدة عن هذا التصور، وبقيت تمارس نفس السياسة، دون إعادة النظر في المواقف إزاء التغيرات التي تحصل في المنطقة".
وكان التحالف المدني الديمقراطي قد اصدر بياناً الخميس الماضي، تحت عنوان "نحو وحدة وطنية متماسكة" حيا فيه القوات العسكرية وتضحياتها للدفاع عن العراق ومواجهة الجماعات الإرهابية.
وجاء في البيان الذي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، بأن الهجمات الإرهابية كشفت ان المؤسسة العسكرية بحاجة إلى رؤية جديدة ذات إستراتيجية تقوم على إعادة التنظيم والتدريب وهيكلة إدارية ومهارات عسكرية حديثة وثقافة الانتماء إلى الوطن، تمكنها من إلحاق الهزيمة بقوات داعش والقاعدة وكل الجماعات الإرهابية التي تهدد امن وسلامة العراق واستقراره، داعياً إلى عدم "التهاون مع القيادات العسكرية التي تخاذلت، وتقديمها إلى محاكم عادلة".
وأهاب التحالف المدني الديمقراطي بالمنظمات الدولية والعربية والبلدان الصديقة والشقيقة إدانة العدوان الهمجي على العراق بوصفة عملا إجراميا يشكل تهديداً مباشرا على السلم الاجتماعي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط .
ودعا التحالف كل القوى المدنية والاجتماعية والثقافية لتنظيم لقاءات سريعة تؤكد إمكانات التعبئة الشعبية والدفاع عن الحريات والديمقراطية والتنوع الثقافي والديني والقومي، لإعادة بناء وطن تخربه الجماعات الإرهابية ودول إقليمية وعدم السماح بالفوضى الأمنية والميليشيات المسلحة كي لا تعبث بأمن وسلامة المجتمع ومنظماته ونقاباته.
وطالب التحالف الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة بتحليل الأزمة بصورة حرة وبيان أسبابها، واشار الى ان سيطرة الإرهابيين المباغتة في الموصل ضاعفت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وخلقت الذعر والفوضى بنزوح جماهيري لم يسبق له مثيل.
وجدد التحالف مواقفه الإنسانية في تنظيم حملات الإغاثة والتواصل والإسعافات والفرق الصحية وضرورة تنظيم المساعدات من قبل الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان والمناطق المجاورة .
وختم التحالف بالقول ان عملية الإرهاب والعدوان على العراق لن تكون الأولى والأخيرة ما يستلزم إعادة بناء الإنسان والمجتمع والتخلص نهائيا من نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، مؤكدا استعداده للحوار مع كل القوى الوطنية لدحر الإرهاب والعنف على العراق.
 
«طريق الشعب»
15  حزيران  2014
ص8
في ندوة أقامها التيار الديمقراطي لمرور عام على اجتياح الموصل:
سياسيون ومختصون ونشطاء: الجهد السياسي لابد أن يرافق الجهد الأمني
بغداد – مهدي محمد كريم
أقام التيار الديمقراطي العراقي، أمس الأول الثلاثاء، ندوة نقاشية واسعة في مناسبة مرور عام على اجتياح تنظيم داعش الإرهابي مدينة الموصل.
الندوة التي عقدت في فندق بغداد، تحت شعار (من أجل الوحدة والتضامن لتخليص العراق من عصابات داعش والمتعاونين معها)، حضرها جمهور واسع بينهم شخصيات سياسية ومختصون ونشطاء مدنيون.
وتضمنت الندوة ثلاثة محاور رئيسية، الأول كان "توصيف ظروف ما قبل وأثناء اجتياح الموصل"، الذي قدمت خلاله مداخلات كل من جاسم الحلفي القيادي في التيار الديمقراطي، ومعتز محيي الدين الخبير في قضايا الأمن.
 
ضرورة معالجة الوضع السياسي
 
وبدأ جاسم الحلفي مداخلته بطرح سؤالين هما: هل تم استخلاص واستيعاب الدروس السياسية بعد سقوط الموصل؟ وهل تم استيعاب الدرس السياسي؟.. وهل أن انهيار الموصل مفاجئ ومباغت للحكومة وللإطراف الأخرى؟
وقال الحلفي: أن إحدى وسائل الإعلام نشرت معلومات قبل اجتياح الموصل، تشير الى اقتراب المدينة من الانهيار والسقوط المفاجئ بيد جماعات إرهابية، ولكن هذا الخبر الصحفي، جرى تجاهله إضافة إلى المعلومات الواردة للقائد العام والأجهزة الأمنية.
وأضاف الحلفي: لم يكن سقوط الموصل مفاجئاً، وان تداعيات الأزمة الأمنية سوف تستمر برغم الانتصارات التي تحققت في أكثر من جبهة، بسب النظام المأزوم، نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وان تلك الأزمة سوف تتفاعل وتنعكس على جميع مفاصل الحياة الأخرى، ما لم تتخذ إجراءات جدية.
وأكد الحلفي على ضرورة معالجة الوضع السياسي إلى جانب المعالجة الأمنية والعسكرية، فالجو سياسي مشحون وفيه حالة من التوتر وهي موجودة داخل كل كيان سياسي وفي مقدمتها التحالف الوطني، إضافة إلى أزمة لم تحل بين الاقليم وعلاقته بالحكومة الاتحادية حتى وصلت في حينها إلى التهديد باللجوء إلى السلاح بين الطرفين.
وأوضح الحلفي، عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، ان تلك التشنجات بين الاطراف والكتل السياسية وفرت ملاذا أمنا للإرهاب والفساد.
 
الفساد الاداري والمالي أحد الأسباب
 
من جانبه، قال معتز محيي الدين الخبير في القضايا الأمنية، أنه تمت مناقشة مواضيع مهمة وفي فترات سابقة  خلال جلسات حوارية، وكان من تلك النقاشات ما له صلة بمطالب ساحات الاحتجاج في المدن التي تعاني  نقصا كاملا في بناها التحتية وخلصنا الى القول أنه اذا لم تتم تلبية مطالب مواطني تلك المدن فسوف تكون العاقبة سيئة ومريرة .
واضاف: ان ما حصل من انهيار في الفلوجة والرمادي والموصل كان له صلة بعدم تلبية  مطالب المحتجين ، ولو جرى الالتفات اليها، ولم يجر تجالها، لما وصل الحال الى ما نحن عليه الان.
وفيما أكد عدم وجود منظور إستراتيجي للأمن لدى الحكومة،  أشار إلى أن العراق يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، كان بإمكانها أن تقود الوضع الأمني في البلد قبل تداعيات الموصل وتكريت والرمادي، ولكن الفساد الاداري والمالي هو من اوصل البلد الى هذه الحالة.
وتساءل محيي الدين: أين وصلنا بالملف الأمني ما بعد احتلال المدن؟ فأجاب: هناك فقط تصريحات بدون واقعية أو رؤيا حقيقية. فقط أصوات تتعالى من دون نظرة إستراتيجية أمنية حقيقية .
 
مشروع داعش هو تحطيم الدولة
 
وفي المحور الثاني الذي كان عنوانه "تشخيص المواقف دوليا واقليميا وسياسيا"، تحدث د.عامر حسن فياض عن قوة داعش ومكمنها قائلاً: أن داعش لا تعتمد على القوى الخارجية بقدر ما تعتمد على ضعف العوامل الداخلية.
واضاف: ان داعش تستمد طبيعة قوتها من داخلها وخارجها، وهي تمتلك مشروعاً أكبر من مسألة تتعلق بقتل الشيعي أو المسلم المرتد وإنما هدفها تحطيم فكرة الدولة، مشيراً إلى ان كل من يسهم في تحطيم مؤسسات الدولة هو شريك لداعش.
وقال أن السلوك الذ ي يجب ان نتبعه هو ليس مواجهة عسكرية فقط، وانما يجب مواجهتهم فكريا وسياسياً ايضاً. يجب ان يكون الحسم عراقي من خلال ترميم كافة الفجوات في كافة مفاصل الدولة العراقية.
 
داعش لا يحارب بالبندقية فقط
 
أما في المحور الثالث فقد تحدث اللواء عبد الكريم خلف الخبير في القضايا الأمنية مشيراً في بداية حديثه إلى أنه يجب ان تكون لدينا فكرة كاملة عن الجيش قبل تداعيات الموصل حيث ان الجيش العراقي كان يتكون من 14 فرقة عسكرية و30 قطعة بحرية وخمس فرق شرطة اتحادية، في الموصل كانت الفرقة الثانية/  شرطة اتحادية متواجدة، و24 الف شرطي ومنظومة كبيرة من التجهيز وحوالي 3000 عجلة وهذا يكفي للدفاع عن الدولة.
وأضاف: ان تلك القطعات بامكانها القضاء على داعش بسهولة. نحن بحاجة الى الضبط العسكري والذي فقدناه في تشكيلات الجيش العراقي.
وقال أن داعش دخلت إلى الموصل بعد مشاكل سياسية كبيرة حيث لا توجد نقاط التقاء بين القيادة الادارية المدنية والقوات العسكرية وهذا مبرر لوجود داعش. وأوضح أن انهيار داعش في شمال بابل ومناطق اخرى، لم يكن سببه عسكرياً، وانما لفقدان التنظيم حواضنه ومؤيديه في تلك المناطق.
خاتماً حديثه بالقول: لا يجب ان يحارب داعش بالبندقية فقط .
وفي المحور الاقتصادي، تحدث الخبير الاقتصادي ماجد الصوري قائلاً أنه هناك نظرة محلية وإقليمية ودولية للقضايا الاقتصادية وبالتأكيد هناك مصالح لدول كبرى في العراق وهي تحاول ان تعمل جهدها لوضع الفوضى في البلد من اجل إعادة تقسيم المصالح الدولية، حيث ان العراق دخل إليه وارد نفطي قيمته 800 مليار دولار ولم تفعل هذه الأموال شيئا يذكر.
وقال أن السبب وراء الإخفاق الاقتصادي هي مصالح ذاتية فئوية وبالنتيجة هي منفعة للمصالح الخارجية.
وتساءل الصوري: كيف نستطيع ان نحارب داعش ولدينا اكثر من 7 مليون أمي وأكثر من 20 في المئة من أبناء الشعب يعيشون تحت مستوى الفقر؟
وفي المحور الاجتماعي والإنساني، تحدثت الناشطة المدنية هناء أدور عن أوضاع النساء أولاً قائلة أن المرأة العراقية هي المتضرر ألأكبر من جرائم تنظيم داعش.
وأضافت أن الاقليات القومية كانت ضحية أولى للتنظيم الإرهابي، فقد عمد داعش إلى اجبار باقي المكونات على اعتناق دين واحد.
المصالحة الوطنية مدخل رئيسي
 
وعن المعالجات والدروس المستخلصة تحدث رائد فهمي قائلاً ان الوسائل المستخدمة في محاربة داعش غير كافية وان ظاهرة داعش هي ليست ظاهرة عراقية ولا عربية وانما هي  ظاهرة دولية.
واضاف:  خير دليل على ذلك، هو تسلل الارهابيين من دول العالم وبالالاف، حيث ان هناك عمليات تهميش للاشخاص الذين ينتمون للارهابيين في دولهم وهذا ما يدفعهم الى الانضمام لداعش .
واشار إلى ان الأسباب هي في بنية المجتمعات التي أوصلت الحال إلى الوضع الحالي ونرى أشخاصا يتبنون سلوكيات غريبة وشاذة من اجل إثبات الذات .
وأضاف أن القوى النافذة في السلطة متمسكة بامتيازاتها ومصالحها وليست قادرة على بناء الدولة، وان داعش تهدف إلى تخريب الدولة ، وهذا ما يفسر الصعوبة في محاربتها. مؤكداً أن محاربة داعش تكون  عبر الارتقاء بالدولة وليس التمسك بمفاصل الاستفادة الضيقة.
وأوضح ان الخطر الاكبر هو بنيوي وسياسي من خلال المحاصصة ونمطها غير القادر على بناء مؤسسات الدولة ونحن منذ عشر سنوات نسير بنفس النهج ولم نؤسس لشيء.
واشار إلى ضرورة ان يخوض المجتمع عبر كافة منظماته السياسية والمدنية،  المعركة مع داعش التي تحمل عقيدة فكرية. مؤكدا على ان عنصر الزمن ليس في صالحنا والمطلوب الآن هو تحقيق انجاز على طريق المصالحة الوطنية وهي مدخل رئيسي للتسوية.
 
انتكاسة الموصل كشفت النواقص
 
إلى ذلك قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، د.صبحي الجميلي، خلال الندوة وفي حديث له الى" المدى برس" إن "الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي سبقت سقوط الموصل تشكل جزءاً كبيراً من مسببات الانتكاس السياسي  الأمني في العراق بعد العاشر من حزيران 2014 المنصرم".
وذكر الجميلي، أن "إدارة الحكومة السابقة وكيفية تعاملها مع أبناء الموصل، والعلاقات المتوترة بينها وبين إقليم كردستان، من الأسباب المضافة لسقوط الموصل بيد داعش بتلك السرعة"، معتبراً أن "انتكاسة الموصل كشفت عن كثير من النواقص في بناء المؤسسة العسكرية التي امتدت إليها المحاصصة الطائفية والحزبية بنحو أثر سلباً على تركيبها فضلاً عن إرادة القتال والصمود بمواجهة داعش".
ورأى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، أن "معالجة آثار تلك الانتكاسة لن يكون عسكرياً فقط، بل يتطلب إجراءات سياسية واجتماعية واقتصادية، وقيادة موحدة توظف كل عناصر الانتصار في المعركة ضد داعش".
 
 
 
 
اتحاد الادباء ينظم ندوة بمناسبة مرور عام على سقوط الموصل
حزيران الانتكاسة يرسم تاريخا جديدا للعراق
طريق الشعب – بسام عبد الرزاق
استذكر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صباح امس، "اليوم الانتكاسة" التي تعرضت لها محافظة نينوى والتي ادت  الى سقوط مدينة الموصل بايدي عناصر تنظيم "داعش" الارهابي، هذا السقوط الذي طغى  تأريخه على غالبية العناوين العراقية بعد 2003 ليصبح تاريخا جديدا من خلاله تحديد ملامح جديدة للبلاد.
الحواضن الداخلية لعبت دورها
رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب فاضل ثامر كان اول المتحدثين، الذي كشف عن مخاطر كبيرة من عودة وهيمنة الخطاب الديني، قائلا ان "هناك مخاطر كبيرة في صعود الاسلام السني والشيعي معا في الوطن العربي، وفي العالم الاسلامي، وهنا صعدت التيارات الدينية سنية وشيعية بخطاباتها وادت الى خلق نوع من الاحتراب والتناقض المستفحل داخل المجتمع العراقي" مبينا انه "لهذا بدا المجتمع مفككا وهشا وصنف من قبل الكثير من علماء السياسة والاجتماع بانه من المجتمعات الفاشلة".
ولفت ثامر الى ان "ثورة 14 تموز وخلال اربع سنوات انجزت الكثير وهناك دول تمكنت خلال عشر سنوات من تحقيق نقلات وتطورات كبيرة، إلا اننا في العراق تأخرنا في عمليات التنمية البشرية التي كان عليها ان تنطلق منذ زمن طويل".
واوضح ان "قوى الردة والتخريب كلها كانت تتآمر على العراق، على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي، وان الحواضن الداخلية لعبت دورا كبيرا في تفكيك عرى المجتمع وفي خلق الازمات والصراعات، لكننا كان ينبغي ان ننتبه وان لا نخادع انفسنا، فقد كنا نتحدث عن جيش واكتشفنا انه كان وهما وان ظاهرة الجنود الفضائيين كانت مخجلة ومؤسفة".
 
لا جدية في محاسبة المسؤولين عن السقوط
 
ويذكر ثامر "حدثني احد الضباط الكبار في نينوى قبل سقوط الموصل وقال ان الموصل محتلة بالكامل من قبل داعش والقاعدة ولا نستطيع التحرك إلا في حدود قواعدنا العسكرية، اما هم فياخذون الاتاوات ويفرضون على الناس حياتهم، واكد لي وجود حاضنات كبيرة حتى على مستوى الدولة والمحافظة، وذكر لي ايضا ان المحافظة ساقطة، فلماذا تستغربون، ولا تحتاج الى غزوة وكان بامكانهم انتزاع الموصل في اي لحظة ارادوا".
ويبين ثامر انه "يجب ان لا نستبعد عنصر المؤامرة نهائيا، فهناك قوى معينة سيكشف عنها المستقبل أسهمت في عملية ترهيب الناس والقوات المسلحة ودفعها الى الانسحاب في لحظة معينة" لافتا الى انه "لا توجد جدية في محاسبة المسؤولين عن سقوط الموصل واجزاء من صلاح الدين والانبار".
ويرى ثامر ان هناك ضرورة لتحشيد قواتنا الامنية والحشد الشعبي، شريطة ان لا تستثمر بخطاب ديني وتوجهات طائفية او مذهبية، لاننا بحاجة الى مخاطبة جميع الفصائل حتى يكون شعارها وطنيا، وحسن تغيير شعارات المرحلة الى "لبيك يا عراق"، يجب ان لا يتم استدراجنا الى فخاخ الدولة الدينية ودولة الفقيه، ويجب ان نكون صريحين لان دستورنا حدد طبيعة دولتنا وعلينا ان نسير بهذا الاتجاه.
ودعا الى فصل الدين عن السياسة كما فعلت اوربا ويجب النضال من اجل ذلك لكي لا تتحول التجربة العراقية الى تجربة ظلامية تعاني منها الاجيال على يد شرائح طفيلية شرهة تتضخم على حساب المجتمع.
 
أربعة احتمالات
 
الكاتب والصحفي رئيس تحرير جريدة الصباح عبد المنعم الاعسم فضلا عن طرحه العديد من التساؤلات الآنية والمستقبلية وضع اربعة احتمالات للاجابة عن سؤال ماذا سيحدث؟.
ووصف احتماله الاول بالاسوأ حيث تتمكن "داعش" من فرض مزيد من السيطرة على المناطق قد  تصل الى حزام بغداد وتخترقه وصولا الى حدود المنطقة الخضراء، حينذاك ندخل نفقا معتما،  الكل فيه يحارب الكل، وهو احتمال مفزع حسب وصف الاعسم.
الاحتمالات الثلاثة الاخرى تتحدث عن مستويات معينة لكسر شوكة داعش منها ما يبقي للتنظيم الارهابي مكانا في المعادلة من خلال حصر سيطرته في بعض المدن ومنها ما يسهم في القضاء عليه بصورة نهائية.
ويوضح الاعسم ان "هذه الاحتمالات لها مقومات تحقق على الارض وامام كل احتمال تحديات، ويقف امام كل هذه الاحتمالات ما تستمد قوته منه، من صراعات خارج الساحة وتوازن القوى في المنطقة وما تؤول اليه الحرب في سوريا واليمن وما يحدث في لبنان والخليج وصولا الى الصراع ما بين واشنطن وطهران.
ويبين ان "جميع الاحتمالات ستتأثر بما يحيط العراق من تحديات وارادات، ونحن الى الان لم نكشف عن جميع اوراق اللاعبين خارج الساحة، ذلك لان الكثير منهم لا يعطون جزءا من الحقيقة، اذ لا يصح ونحن نحمل العقل والارادة والخوف على العراق ان نطمئن الى الشعارات والتطمينات والسيناريوهات المشرقة البهيجة فخلف كل هذا تفاصيل لعينة.
 
"تنظيم" لتحقيق شهوة المهمشين
 
عميد كلية العلوم السياسية في كلية النهرين عامر حسن فياض يرى في تنظيم داعش انه "افضل تنظيم معولم قدم وسائل غير مشروعة لتحقيق الشهوة للمهمشين في العالم، وهي منظمة تحقق الشهوات غير المشروعة للمال والجنس والسلطة والدم"، مبينا ان "الهدف من وراء ما يحصل هي الدولة وفكرة الدولة بمحاولة تجريفها من العقل وتحطيمها كمؤسسات على الارض".
ويذكر فياض ان "قوة داعش تكمن في الخارج، النفعية الغربية والتوسعية الاسرائيلية والمال الخليجي والاخوانية التركية ومشتقاتها في المنطقة، لكن التركيز على الخارج لا يمكن ان يبعدنا عن قوته الداخلية العقائدية واعتمادها على النص الديني بالتعامل مع غير المسلم بقضايا الجزية والقتل والتعامل مع المسلم بخيار واحد وهو القتل لانه مرتد وهذا يعتمد على النص والعقيدة".
وطرح عميد كلية العلوم السياسية العديد من التساؤلات حول المصالحة الوطنية واهمية الحشد الشعبي والحاجة اليه، مؤكدا ان "الحل النهائي هو الديمقراطية، خاصة اذا فهمنا بانها في العراق مثلها مثل الحجر الكريم في مستنقع آسن وعلينا ان نضعها في اجواء وحاضنة نقية".
وينهي فياض حديثه بالقول: "يجب التفكير بتحويل الحشد الشعبي الى الجهد الامني الوطني، لا كما يريد البعض في ان يضعه كبديل او رديف للجيش".
 
الكل وقف بالضد من مؤسسة عسكرية وامنية قوية
 
الخبير الامني اللواء عبد الكريم خلف يرى ان ما حدث في حزيران 2014 لم يكن صدفة بل هو متوقع، وهذا الامر يسحبنا الى الكيفية التي تم من خلالها بناء المؤسسة الامنية والعسكرية.
ويذكر ان  الجميع كان متفق على تدمير المؤسسة العسكرية".
ويوضح ان "لهذا السبب تم بناء مؤسسة عسكرية من 14 فرقة 13 منها تتألف من الهمرات التي تستخدمها الشرطة والحرس الوطني الامريكيين في قضايا حفظ الامن الداخلي وفرقة مدرعة واحدة مكونة من لواءين".
ويقول: "حينها سألت الفريق عبود قنبر لو ان فرقتين مدرعتين دخلتا من الكويت وباسناد طيران سمتي اين تقف هاتين الفرقتين؟ هل يستطيع احد ايقافهما؟ وبعد مرور وقت اجابني بعدم القدرة على ايقافهما.
القائمون على الحكم تعمدوا سياسة "شرطنة" الجيش وعدم تحويل الملف الداخلي الى وزارة الداخلية، بحسب خلف.
ويبين ان "الخلل الاخر، هو بناء المؤسسة على اساس الولاءات، وبعض الفرق في الجيش لا تخضع لامرة القائد العام للقوات المسلحة" لافتا الى ان "شرعنة الفساد كانت من داخل مكتب القائد العام للقوات المسلحة
ويكشف خلف ان "لولا التدخل السياسي لاستطاعت القوات الامنية البقاء في الموصل ومقاومة عناصر داعش الذين دخلو المدينة، لكن اصحاب القرار السياسي يريدون للجيش ان يضمحل ويتراجع الى الخلف ولا تكون هناك هوية وطنية، هؤلاء الاسلاميون يرون ان الهوية الوطنية كفر ويسعون الى جعل اذرع عديدة اقوى من الجيش بكثير".
ويضيف ان "وجود داعش في المناطق السنية مع عدم وجود حلول سياسية وضعها في موقع قوة، اذ انخرط الكثير من اهالي تلك المناطق في صفوف التنظيم، فماذا ستفعل الدولة؟ ستقتلهم جميعهم؟ هكذا ستكون عمليات القتل مستمرة، وهذا يخلق مشكلة كبيرة لا سيما ان داعش قام بتوريط الكثيرين معه وهو يتقصد هذا الامر ويمارسه مع جميع المناطق التي احتلتها".
ويشير خلف الى ان "بناء القوات المسلحة يحتاج الى ثلاث سنوات ولن يكون جيشا قويا ايضا، لكنه يستطيع على الاقل الدفاع عن حدود العراق".
 
طمس حضارتنا وراء هذا
 
رئيس قسم الاثار في كلية الاداب جامعة بغداد حيدر فرحان تناول الجانب الاثاري والحضاري الذي تعرض ويتعرض الى التدمير والسرقات، مؤكدا ان "الانتكاسات في هذا الجانب يقف خلفها الساسة باستمرار في السابق وحاليا".
ويرى فرحان ان "المبررات الحقيقية لسرقة وتدمير الاثار هي لطمس تاريخ وحضارة العراق، التي توالت منذ 9000 عام واقساها بعد 2003 حيث تم قصف المتاحف في تكريت والبصرة اضافة الى اتخاذ المواقع الاثرية كثكنات عسكرية" مبينا ان "هذا الامر مقصود لاسيما ما حدث لامهات المدن اور وبابل واشور ونينوى وسامراء".
ويذكر انه "كان بامكان القوات الامريكية ان تتخذ اماكن بديلة وتجنب المناطق الحضارية التدمير وتعريضها لاضرار في اصالة وسلامة تلك المناطق وضياع الادلة المادية على الحضارة، ياتي بعدها تدمير السجل الوطني للاثار لانهاء الاوليات والمعلومات والغرض منه عدم القدرة على استعادتها، لان جميع التفاصيل موجودة في هذا السجل ومن خلاله وحده يمكن مطالبة الانتربول باستعادة الاثار".
ويبين رئيس قسم الاثار ان "داعش قامت بسرقة واتلاف العديد من الاثار ومنها ما لا يشكل عليه شرعا في جميع المذاهب الاسلامية فما مبرر هذا الامر؟ اعتقد ان من يطمس حضارتنا هدفه واحد ومن يقف خلفه واحد ايضا".
ص10

نداء
نحو اطلاق حملة وطنية لدعم النازحين
محنة النازحين .. توحدنا
 
اصبح العاشر من حزيران 2014 بتداعياته وعواقبه يوماً فاصلاً بين تاريخين في عهد الدولة العراقية، تمخض عن مآسٍ حفرت عميقا في الضمير العراقي.
فقد اقترفت العصابات الإرهابية ما اقترفت من قتل وسبي ونهب وسلب، وتجاوزت ذلك في حقدها على الإنسانية، وعلى الزمان والمكان والإنسان، الى حد تدمير معالم الحضارة ومقدسات الشعوب المتآخية، وأقدمت بجانب ذلك على هتك الأعراض وبعث أسواق النخاسة، في ردةٍ سوداء لم تشهدها البشرية منذ قرون طويلة، على التقدم المحرز في مجالات حقوق الإنسان وحرية التعبير وصون الكرامة.  
وجرّاء الاستباحة الوحشية التي تعرض لها الشعب الآمن في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، نزح أكثر من مليوني مواطن من النساء والرجال، من الصغار والكبار، لينجوا بأنفسهم بعد أن تخلى عنهم مَن تخلى في لحظة مأساوية، من مناطق كانت لقوى الإرهاب فيها حواضنها المعلومة.
وتسبب النزوح الجماعي الواسع في إرباك شديد على مختلف الصعد؛  فهو كارثة تنطبق عليها قوانين الطوارئ ويصح إعلان البلد بسببها منكوباً، وقد انبرى أبناء الشعب بصورة عفوية وبنخوتهم المعهودة لتقديم العون للعائلات النازحة ولإيوائها. وفي نفس الوقت وللأسف فسح هذا الوضع المجال واسعاً لشريحة الطفيليين الذين لا مبادئ لهم ولا ضمير، ليتاجروا بآلام المنكوبين ويستغلوا ظروفهم القاسية.
إن شدة المعاناة التي يعيشها أهلنا النازحون تمثل مأساة إنسانية ومحنة وطنية، ينبغي أن تستنفرنا جميعاً كعراقيين، على اختلاف انتماءاتنا وتنوعنا القومي والديني والمذهبي والثقافي، وتدفعنا الى أن نبذل أقصى ما بوسعنا للإسراع في إنهاء هذه المحنة، وتأمين ظروف عيش كريم لبنات وأبناء شعبنا النازحين في ظل أوضاعهم الاستثنائية، والى حين عودتهم إلى مناطقهم وبيوتهم.
نحن الموقعين ادناه، تنادينا لتوحيد جهودنا وجمع أصواتنا متوجهين بالدعوة إلى  العراقيين كافة، في داخل الوطن وخارجه، للارتقاء بالنشاطات والفعاليات التضامنية، الرامية الى التخفيف أولا من وطأة معاناة أهالينا النازحين، ومن ثم لتقديم المساعدة لهم، وإسناد مطالباتهم الملحة بوضع حد لبطء الإجراءات الرسمية، ومعالجة غياب التشريعات التي تؤمّن استرداد حقوقهم، وإلى فضح الفاسدين المتاجرين بمآسيهم، ومحاسبتهم ومعاقبتهم.
ونتوجه الى جميع المواطنين والمواطنات، والى كل حريص على سلامة وكرامة أبناء شعبنا، داعينهم الى التظاهر وتنظيم النشاطات التضامنية الأخرى من أجل نصرة قضايا النازحين العادلة، والتعجيل في عودتهم الى ديارهم معززين مكرمين .
كما نطالب المجتمع الدولي بالوقوف موقفاً إنسانياً داعماً للمسبيات العراقيات، ولإعادة الممتلكات المنهوبة بما فيها الآثار والكتب النفيسة. كما نطالب بإعلان «يوم وطني لدعم النازحين.»
لتتشابك الأيادي وتتظافر الجهود دعما لأهلنا النازحين
 الحرية للأسرى والسبايا
الخزي والعار لداعش ومرتزقته      
شباط  2015
الحملة الوطنية لدعم النازحين
 
 
************
 
 
النازحون: قضية سياسية، ايضا، بامتياز !
 
ابراهيم الحريري
يتم التعاطي مع قضية النازحين باعتبارها قضية انسانية،فيجري (وهو امر مطلوب، نبيل ولا غنى عنه، بل يتطلب المزيد منه) الركض هنا وهناك من اجل توفير المأوى والغذاء والقضايا الأخرى المتعلقة بتوفير حد ادنى من الاستقرار، المؤقت، النسبي لهذه الفئة من السكان، التي تكاد تتحول الى اكبر تجمّع سكاني، وتنضم اليها، بين الحين والحين، بل يكاد يكون كل يوم، امواج بشرية جديدة .
 
 
 
وفي غمرة النشاط حكومياً ومجتمعياً � والحديث يدور هنا عن الجانب المحلي العراقي - من اجل تلبية الحد الأدنى من الحاجات الأنسانية،يجري اغفال، بالأحرى لايتم التركيز، خصوصا من جانب الحركات السياسية الأكثر وعياً والأبعد نظرا، الا نادرا. على الجوانب السياسية لهذه القضية المتفاقمة
وحتى الجوانب الانسانية تشتبك، في الكثير من الأحيان، بالعوامل السياسية. مثل قضية السكن. اذ يشار الى عوامل فساد (و هو عامل سياسي) شابت صفقات تزويد النازحين بالخيام والكرفانات، والضجة التي تثار، بين الآن والآن، حول عمل اللجنة الحكومية العليا المهتمة بشؤون اللأجئين التي يتراسها السيد المطلك، نائب رئيس الوزراء، وصلت الى حد المطالبة باستجوابه في البرلمان. وحتى هذه المطالبة تخضع للتجاذبات والتوافقات السياسية، وربما تقاسم الغنائم...
ويبدو من متابعة ردود فعل النازحين، خصوصا من الرمادي مؤخرا، انهم اكثر ادراكا للجوانب السياسية للكارثة التي حلّت بهم، فهم يوجهون اصابع الأتهام الى السياسيّين المحليين الذين تركوهم وغدروا بهم وفروا الى ملاذات آمنة (فنادق درجة اولى في اربيل او في عمان)! بل ان ردود الفعل بلغت حد تهديد هؤلاء السياسيين بالويل اذا تجرأوا وعادوا الى مناطقهم....و تتشابه الى هذا الحد او ذاك، ردود فعل النازحين والمهجرين في مناطق اخرى..
كذلك حرمان النازحين في بعض المناطق التي تم " تحريرها " من العودة الى مناطق سكناهم، بدواعٍ امنية، كما يقال، بينما يجري الحديث عن هدم المئات من المنازل بهدف احداث تغيير ديموغرافي، (و هذا عامل سياسي بامتياز) كما يعتقد الكثير من النازحين - او المتحدثين باسمهم - في مناطق معينة.
ولا يمكن للمرء ان ينسى الصرخات المدوية، المروعة، حسبما ظهر في احد الفيديويات، التي صبها بعض ضحايا مجزرة سبايكر على القائد العام للقوات المسلحة وقتها (السيد المالكي) وهم يساقون الى المسلخ، كالنعاج، محملين اياه مسؤولية ما حل بهم.
واذ تبدي جهات مجتمعية وسياسية متزايدة اهتماما بقضية النازحين وللعمل الأنساني (معونات تبرعات الخ...) وهو ما يمكن ان يطلق عليه " العمل من اجل النازحين " فانه تبرز، ادراكا للجانب السياسي في هذه القضية، مسألة اخرى، لا تقل اهمية، يمكن ان يطلق عليها " العمل بين النازحين".
يصرخ النازحون بلوعة وهم يحاولون ان يجدوا اجابات مقنعة لما حل بهم: "ليش؟ احنا شمسوين؟" الخ من الصرخات المشروعة، المريعة...
 ينبغي ان يهتم " العاملون بين النازحين " بتقديم الرد المقنع على اسئلة النازحين المشروعة ومساعدتهم على ادراك العلاقة بين مأساتهم وبين الوضع العام في البلاد. ولا يمكن، بالتأكيد، الفصل بين النشاط الأنساني من اجل النازحين وبين النشاط السياسي، اذا صحت التسمية، فلا ريب ان الأول يخدم الثاني، على ان لايكون الهدف من الأول خدمة الثاني، فالتخفيف من معاناة النازحين يظل يحتل المرتبة لأولى، انطلاقا من المبادئ الأنسانية, التي تحكم حقا وصدقا، نشاط بعض الحركات والتنظيمات التي تهتم بقضية النازحين.
فعندما يتساءل ملايين النازحين في اماكن النزوح التي تكاد تغطي البلاد: كيف حدث ما حدث؟ كيف انهزم مئات الألوف من الجنود والمراتب امام عصبة من الأرهابيين؟ سياتي الجواب: لقد هرب القادة (بعضهم يقول ان اوامر صدرت له بالأنسحاب)!
لكن كيف جرى اختيار هذا الطراز من القادة؟ على اي اسس؟ وعندما يتكرر الأمر في اكثر من مكان فانه يصبح واضحا ان الخلل لا يكمن في هذه الجبهة او تلك، بل في الأسس التي تم اعتمادها عند اعادة بناء الجيش. فهو لم يتم على اساس مهني، وطني بل على اساس الولاء الطائفي، الشخصي. واذا اضيف الى ذلك ما تكشف عن وجود مئات الوف الجنود " الطيارين " اي غير الموجودين فعلا، اي الموجودين على الورق فقط، بينما يتقاسم مخصصاتهم كبار القادة، فان عامل الفساد يتداخل هنا مع العامل الطائفي.
لكن، مرة اخرى، كيف ولماذا حدث ذلك؟ لأن السياسة التي كانت تقود الدولة هي مزيج من تداخل عوامل الطائفية والفساد وقد انعكس ذلك على كل مؤسسات الدولة، والأخطر من ذلك على اعادة بناء الجيش. وعندما واجه الجيش اول امتحان جدي له، (داعش)، بانت عيوبه، العيوب البنيوية التي رافقت بناءه منذ البداية وتضخمت مع تضخمه المرضي، (فابو جروة يبيّن بالعبرة) و" ابو جروة " هنا ليس هذا القائد العسكري او ذاك، بل كامل السياسة التي حكمت بناء الجيش وكل مؤسسات الدولة.
سيتساءل النازح: لكن من وضع هذه الاسس ومن ساهم في ارسائها وتعميقها؟ ولا يجد المرء كبير صعوبة في تشخيص من وضع هذه الأسس: انها ادارة الأحتلال! وساهم في ارسائها طبقة من السياسيين الطائفيين الفاسدين وهم المستفيدون منها، المتعاركون اي منهم يفوز بالنصيب الأكبر من الثروة وكيف يعظم نصيبه من السلطة ليتعاظم نصيبه من الثروة، ما دامت السلطة، وليس العمل المنتج، هي الأداة الرئيسية للحصول على الثروة ولمراكمتها.
 سيصرخ النازح، محتجا، ما علينا وحديث السياسة هذا؟ نحن نريد ان نعود! وهي صرخة مشروعة ومفهومة...
لكن دعنا نتساءل، نحن والنازحون كيف سيتم ذلك؟ ومتى؟
سيتصدى فصيح الى القول: عندما ستتم هزيمة داعش! وما اسهل قول ذلك وما اصعب تحقيقه على ارض الواقع، بغض النظر عن كل التمنيات والرغبات. ذلك ان تحقيق اي هدف يتطلب توفير الشروط المطلوبة لذلك، فكيف بالتغلب على اعظم كارثة بل اعظم زلزال تعرضت له البلاد بعد الغزو الأمير كي؟
- 2 –
نريد ان نعود!
 
سيهتف النازح متلهفا: خلّصنا! انطق الجوهرة! ولا تلعب باعصابنا! نريد ان نعود! كيف يمكن ان يتحقق ذلك ولك الثواب دنيا وآخرة!
سيتنطع " الفصيح " ويرد متأنيا: عندما يتم التخلص من العوامل التي ادت الى ظهور داعش...
يكاد النازح يشد شعره ويقول نافد الصبر: ها نحن نعود من حيث بدأنا. مثل احجية البيضة والدجاجة: ايهما سبق الآخر تسبب في وجود الآخر...
من حق النازح ان يعبر عن برمه ونفاد صبره. ويكاد الأمر يبدو له ولغيره مثل احجية لا حل لها. فكيف سيتم التخلص من العوامل الى ادت الى ما نحن فيه، ما دام لم يحدث تغيير جوهري في قمة السلطة التي قادت البلاد الى ما هي فيه؟
اجل! لم يحدث تغيير جوهري، ذلك ان القوى القادرة على احداث التغييرالجوهري لم تتوفر بعد، هي ماتزال في طور التكون وهي لا تملك القدرة على التمكن من احداث التغيير الجوهري بين عشية وضحاها، ووفقا للتمنيات والرغبات الذاتية، خصوصا في وضع معقد، مثل الوضع في العراق. وهو - اي التغيير في ميزان القوى لصالح التغيير الجوهري � لا يحدث فجأة، لا ينزل من السماء، بقدرة قادر او بعصا ساحر، بل بالنشاط اليومي بين الناس، على الأرض، بقيادة نضالاتهم من اجل التغيير، مهما كان صغيرا، وفي اي ميدان، بل في كل ميدان، ومراكمة المنجزات التي تت?قق بفعل نشاط الناس وتطور وعيهم وثقتهم بانفسهم، على الطريق من اجل احداث التغييرالجوهري.
صحيح! لم يحدث تغيير جوهري في قمة السلطة، لكن حدث تغيير " خرق " اذا صح التعبير، وهذا ا لخرق لم يحدث فجأة، بل نتيجة تراكم عوامل وضغوط كثيرة، بل متناقضة احيانا، جرى التطرق لها، كان العامل الخارجي فيها هو الأبرز، بسبب ضعف العامل او العوامل الداخلية � البعض يذهب الى ان العامل الخارجي اضاف الى العامل الداخلي.
لكن بغض النظر عمن كان له الدور الأبرز، الخارجي او الداخلي،,او بسبب تضافرهما معا، فقد حدث التغيير، الخرق، ولم يتم هذا بمعزل عن قناعة اكثرية كبيرة من الناس نشاط قوّى سياسية عديدة لدوافع مختلفة.
 حدث خرق، ويرى البعض انه يمكن توسيعه..
هنا يصرخ النازح غاضبا، نافد الصبر: انتم وخرقُكُم وفذلكاتكُم السياسية! بينما تخترق داعش الأرض العراقية من كل حدب وصوب ويتزايد عددنا، نحن النازحون، ويخترقنا البرد حينا، والحر حينا أخر، ونقص الغذاء والدواء اكثر الأحيان...
نريد ان نعود!
يرد "الفصيح" او"المتفاصح": ليس قبل ان تهزم داعش!
رجعنا على سالفة عام الأول"! يرد النازح وهو يتميز غيظا.
صبرك...صبرك يا اخي! "يجيب الفصيح ويردف " المعركة تدور..."
والقيامة، الهزائم، تدور ايضا " يرد النازح ساخرا...
*****
لا يمكن لأي ذي عينين ان لا يرى ذلك، سواء كان نازحا ام يترقب، خائفا...
صحيح ان المعركة كر وفر، لكن ينبغي على الشاطر، خصوصا اذا كان قائدا، ان يتعلم من الأثنين، خصوصا من الفر، ويبدو ان  هذا لم يحدث وبالقدر المطلوب.
تعب جميع المخلصين من تكرار انه لا بد لتحقيق النصر من تلافي اسباب الهزيمة، وفي مقدمتها المحاصصة الطائفية البغيضة، وانه لتحقيق ذلك لا بد من عقد سياسي اجتماعي جديد على اساس المواطنة الحرة لا الأنتماء الطائفي او الأثني، ولا يمكن ان يبرم هذا العقد سوى مؤتمر وطني تشترك فيه القوى السياسية / الأجتماعية الفاعلة، المؤثرة ويتطلب تحقيق ذلك ان تتجاوز الدعوة الى عقد المؤتمر الوطني تبادل المذكرات والوفود، ان تتحول الى حركة شعبية تمارس الضغط بمختلف الأشكال، من الوفود الشعبية الى التجمعات الى التظاهرات والأعتصامات،على من ب?دهم الدعوة الى المؤتمر، رئاسة الجمهورية، مجلس الوزراء، مجلس النواب الخ
و انه لتحقيق ذلك يجب ان تتحول المعركة من معركة عسكرية ضد داعش الى معركة من اجل رد الأعتبار للوطنية العراقية واعادة بناء الدولة العراقية على هذه الأسس.
يتساءل النازح بين الجد والسخرية: يعني لازم ننتظر الى ان يتحقق كل هذا؟ يعني موت يا حمار لمّنْ يجيك الربيع؟هل تضمن لي اذا تحقق كل هذا، هذ إذا تحقق، انني سأعود؟ وهل ستترككم داعش تحققون كل ذلك، مكتوفة اليدين؟
طبعا لا! فالمعركة تدور، وكل يستعد بكل ما يتوفر لديه من اسلحة. الشاطر من يعبئ كل اسلحته، ولدى القائد العراقي من الأسلحة ما يمكنه ان يتفوق على العدو، وتحقيق النصر، اذا احسن تعبئتها، ان يكون حازما لا تتجاذبه الضغوط، كل في اتجاه، فاخطر ما يمكن ان يعاني منه اي جيش هو ان يكتشف ان قائده لا يملك الأرادة ولا قوة العزيمة، ولا يحسن تعبئة القوى التي في متناوله، فضلا عن تعظيمها.
و نحن، اين نحن من هذا كله؟ ونحن على ما نحن عليه من تشتت وتبلبل وفقدان الأمل؟ يتساءل النازح.   
اجل! لكن هل للنازح مكان في كل ما يدور حوله، وهو لا يكاد يجد المأوى ولا القوت ولا الدواء الخ...؟
ستحاول كتابة اخرى ان تجيب على هذا التساؤل..
 
 
*******************************************
 
 
بعد مرور عام على انتكاسة الموصل
منظمات دولية: على العالم أن يستيقظ ويدرك حجم كارثة النزوح في العراق
بغداد – طريق الشعب
بعد عام واحد من استيلاء الإرهابيين على الموصل، ثاني أكبر المدن، تغرق البلاد في مستنقع أخذ يتسع حيث يحتاج أكثر من ثمانية ملايين شخص الآن إلى "المساعدات المنقذة للحياة".
وبعد سقوط الموصل في حزيران الماضي، فر نصف مليون شخص من ديارهم، وانضموا بذلك إلى حوالي 400 الف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر بين تنظيم داعش والقوات الحكومية في محافظة الأنبار، الذي بدأ في شهر كانون الثاني. وقد فر ما يقرب من 3 ملايين عراقي من ديارهم بسبب الأزمة في غضون 18 شهراً فقط.
ووفقاً لبيانات تتبع النزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة نظراً للقيود التي تفرضها قلة الأموال، تواجه المنظمات الإنسانية التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين الاستجابة لحالة الطوارئ المتعلقة بالنازحين حديثاً (الموجة الأخيرة التي نزحت من مدينة الرمادي في محافظة الانبار) والقدرة على الصمود على المدى الطويل واستراتيجية التنمية.
"نحن في وضع يجمع بين حالة طوارئ ونزوح طويل الأمد في نفس الوقت"  تعلق غريني أوهارا، نائب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق.
وتضيف في تقرير نشرته شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين"، "هناك أشخاص نزحوا حديثاً، وآخرون نزحوا منذ ستة أشهر إلى سنة، وفوق هذا كله، لا يزال لديك ما يقدر بنحو مليون نازح من جولات سابقة من الصراع".
وتبين "هناك أيضاً حاجة ملحة لتقديم الدعم للمجتمعات المضيفة التي تتقاسم الموارد الثمينة مثل الماء والكهرباء وفرص العمل والخدمات الصحية مع النازحين الجدد والنازحين على المدى الطويل".
وتجدر الإشارة إلى أن الفشل - المتصور أو الحقيقي - في مساعدة المجتمعات المحلية المضيفة يمكن أن يتسبب في إثارة التوترات الاجتماعية المتفاقمة بالفعل في بلد تدمره التصدعات الطائفية".
من جانبه، قال ألن جليتش، المدير القطري للمجلس الدنماركي للاجئين في العراق، والذي مثل عدداً من المنظمات الإنسانية الأخرى يدرس تنفيذ برامج طويلة الأجل كدعم إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة تطوير سبل العيش، أن أموراً كثيرة تعتمد على الجغرافيا، موضحا أنه "في بعض المناطق، هدأت الأمور بعض الشيء، وأصبحنا قادرين على البدء في الانتقال من الاستجابة لحالة الطوارئ إلى ما يمكن أن نسميه الرعاية وصون ما تم إنجازه" ولكنه حذر من "استمرار النزوح الإضافي بشكل منتظم للغاية".
وإلحاقاً ببرامج النقد مقابل العمل وبرامج سبل المعيشة الأخرى التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تنفيذ الأنشطة المسماة "بناء القدرة على الصمود" في ايلول الماضي.
وفي حديث مع "إيرين"، قالت دينيس جينمونود، المتحدثة باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق "على الرغم من أن هذا قد يبدو مثل قطرة في المحيط ما دامت حالة الطوارئ مستمرة، لكننا نستطيع أن نسهم في تحقيق الاستقرار من خلال المساعدة في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء وخلق فرص العمل وغيرها من الفرص الاقتصادية لكل من النازحين والمجتمعات المضيفة".
وأشارت إلى وجود "ضغوط كبيرة على سوق العمل وتقديم الخدمات، والناس ينتظرون لفترات أطول في العيادات، وفرص العمل المتاحة أقل. وفي العام الماضي، على سبيل المثال، احتل النازحون داخلياً نحو 600 مدرسة في محافظة دهوك".
وفي البصرة، جنوبي العراق، حيث يوجد أكثر من 10,000 نازح منتشرين في أكثر من 200 موقع، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مبادرة سبل العيش التي تدرب النازحين على مهارات تأسيس الأعمال التجارية وتساعدهم على إقامة أكشاك في السوق.
من طرفه،  قال فهد منسق الشؤون الإنسانية في منظمة المعونة الكندية للمجتمع العراقي وإعادة التأهيل (CAOFISR)، وهي منظمة غير حكومية عراقية كندية تدير مشروع السوق نيابة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن العديد من النازحين في محافظة البصرة ينتمون إلى (طائفة السنّة)، وكان من المهم خلق جسور بين الطائفتين.
ويردف "كان هدفنا الرئيس هو جعل المجتمعات المضيفة والنازحين يعيشون معاً بسلام، على الرغم من خلافاتهم. وأيضاً، بدلاً من مجرد إعطاء الناس الغذاء والماء والبطانيات، نحاول أن نفكر على المدى الطويل أكثر. إن التدريب والسوق يمنحان الأسر النازحة، التي فقد أفرادها وظائفهم ومنازلهم ومدخراتهم، فرصة لإعادة البناء بأنفسهم، بدلاً من الاعتماد على المساعدات".
وقالت جينمونود من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التماسك الاجتماعي هو مركز كافة أنشطة كسب الرزق "في كثير من الحالات، لا يكون الوافدون الجدد من أديان وطوائف مختلفة فحسب، بل يشكلون ضغوطاً على الخدمات المحدودة أصلاً. إنه وضع هش".
بدلاً من مجرد إعطاء الناس الغذاء والماء والبطانيات، نحاول أن نفكر على المدى الطويل أكثر وفي حين أن بعض المشاريع في المناطق الأكثر هدوءاً من البلاد، مثل البصرة، قد انطلقت، ولكن النزوح لا يزال مستمراً في أجزاء أخرى كثيرة من العراق، ومن المرجح أن يستمر لبعض الوقت لأن قوات الأمن العراقية لا تزال تقاتل ارهابيي داعش.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 230 الف شخص من محافظة الأنبار وداخلها في الأسابيع القليلة الماضية بسبب القتال. ومن المرجح أيضاً أن تؤدي العملية العسكرية المزمعة لاستعادة الموصل والمناطق المحيطة بها من تنظيم داعش إلى نزوح إضافي كبير في الأشهر القادمة. من جهته، أشار فابيو فورجيوني، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في العراق، إلى أنه في حين أن الطبيعة الممتدة للنزوح تعتبر مصدراً للقلق، لكن الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بالبنية التحتية، مثل أنابيب المياه والطرق والمراكز الصحية والمدارس، تشكل تحدي?ً كبيراً أيضاً.
وأضاف "لقد أصيبت مناطق عديدة بأضرار بالغة أثناء القتال، ولذلك فحتى عندما يبدأ الناس في العودة، سيجدون بنية تحتية محدودة جداً، وأماكن تحتاج إلى الكثير من إعادة البناء قبل تشغيل الخدمات مرة أخرى"، مؤكدا أن منظمة أطباء بلا حدود كانت حريصة على البدء في تقديم المزيد من الدعم المتوسط الأجل والطويل الأجل، بما في ذلك بناء قدرات المستشفيات المحلية وخدمات صحة المجتمع، ولكن عدم الاستقرار المستمر في أماكن مثل تكريت والأنبار يمثل مشكلة".
ويبين فورجيوني "لا نعتقد أننا قد وصلنا إلى ذروة العنف أو النزوح بعد، لان من المحتمل جداً أن تستمر الاحتياجات في الزيادة في ظل التخطيط لشن هجمات على الأنبار والموصل".
اما اوهارا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فتقول لـ"ايرين" "نحن نتحدث عن الأعداد المتزايدة من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة، في حين أن الموارد تتناقص، وهذا يؤثر على جودة المساعدات التي يمكن أن يحصل عليها الناس".
وقد أطلقت الأمم المتحدة نداءً جديداً لجمع 500 مليون دولار من أجل توفير المساعدات لنحو 5.6 مليون عراقي على مدار الأشهر الستة المقبلة، جنباً إلى جنب مع الحملة الإعلامية.
وقال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، قبل إطلاق النداء "نحن نواجه سيناريو كارثياً بالنسبة للملايين من العراقيين المتضررين من هذه الأزمة"، معتقدا "إنها دوامة هائلة من النزوح بالنسبة للأسر التي أُجبرت على الفرار مراراً وتكراراً بغرض الحفاظ على حياتها".
ويؤكد "في الوقت الذي تعاني فيه الاستجابة الإنسانية في العراق نقصاً مزمناً في التمويل، ينبغي على العالم أن يستيقظ ويدرك هذه الكارثة الضخمة التي تتكشف، ويساعد على توسيع نطاق المساعدات المنقذة للحياة".
 
 
*************
ص11
عن هروب القاتل والمقتول 
 
ابراهيم المشهداني
في عقد الستينيات والسبعينيات شاعت مزحة لطيفة نتندر بها نحن الشباب آنذاك في جلسات المرح الخاصة  حيث اعتدت الجلوس مع رفاقي في مقهى محمد علي سلطان، وهو من عائلة  مناضلة، على ضفاف دجلة في منطقة الكاظمية . وما جعل هذه المزحة تنتشر كالشائعة بين العراقيين وفي بغداد خاصة، هو كثرة المغدورين الذين تلقى جثثهم على قارعة الطريق وغالبا ما تنتهي التحقيقات بإلقاء التهمة ضد مجهول  وخاصة ابان حكم حزب البعث الفاشي  كما  يجري في عراقنا اليوم مع الفارق الكبير في  النسب .
سأقف عند كلمة  (هروب) من العنوان واعكسها على الدواعش في هروبهم من ارض المعركة وانسحاب قطعاتنا بسبب او بدونه   وهو بالنسبة لي ولربما للكثيرين تحول الى ظاهرة غريبة وتثير اكثر من علامة استفهام، واعترف انني لست خبيرا عسكريا كي اتوصل الى استنتاج مقنع ولا اعرف من المفاهيم والاستراتجيات العسكرية  إلا ما ندر، من خلال قراءاتي لقصص المعارك الكبرى، وجهلي في هذه الامور ناتج  ايضا عن عدم ادائي الخدمة العسكرية بسبب دفعي للبدل النقدي، سواء الخدمة الالزامية ام الاحتياط وفي ايام  الحرب العراقية الايرانية استطعت استجماع قوا? العقلية في التحايل على ميليشيا الجيش الشعبي التي كانت تطارد  المواطنين حتى من بلغ الستين من العمر، ان الجندي في المعركة اما ان يقتل او يؤسر او يخرج خاسرا او منتصرا  وهذه من بديهيات الحروب.
وفي الحرب ضد الارهاب، الهدف هو  القضاء عليهم في المعركة، او اسرهم  والاستفادة من المعلومات التي تنتزعها القوات العراقية لرسم  خططها وترتيب اوضاعها القتالية في ضوء ما تتوصل اليه،  وفي الوقت نفسه تحديد علاقاتنا مع الدول الداعمة للإرهاب، ومن المفترض كما اتصور، انه عند الهجوم على المدن والمناطق التي يحتلها الدواعش ينبغي تطويقها من الجهات الاربع وليس الجهات الثلاث من اجل  غلق منافذ الهروب، وهذا ما تجمع عليه الاخبار، ان العشرات من الدواعش هربوا الى الموصل او الصحراء  او الحويجة  وغيرها من المناطق التي يتجمعون في?ا بهدف اعادة تجميع قواهم وهم اقل عددا من القوات العراقية باضعاف مضاعفة، من اجل اعادة الهجوم، واليوم تشير اخبار الانبار الى تطويق مدينة الرمادي  من ثلاث جهات،  انني لا اشك في قدرات القادة في ممارسة تكتيكات الهجوم والانسحاب ولكن اسئلة كثيرة لم تجد الجواب فما هو  سر الثغرات التي يهرب من خلالها الدواعش عندما تجد نفسها مهددة بالوقوع في ايدي  القوات العراقية المهاجمة؟ فيا جندنا البواسل  لقد طال المدى فحق الجهاد وحق الفدى، ولكي نتخلص من لعبة القط والفار التي تلعبها  معنا دول التحالف الدولي .
 
 
*************
 
المصالحة الوطنية.. لماذا؟
 
 
خالد العبيدي
تزاماً مع الاحداث التي يمر بها العراق في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه السياسي تظهر الى الوجود فكرة ومشروع المصالحة ويكثر الحديث عنها بواسطة وسائل الاعلام  وعلى لسان المسؤولين وبعض قادة الكتل السياسية. ولكن هذه الخطوة الجبارة لو تفعلت وتحولت الى ارض الواقع واصبح الهدف منها وحدة الكلمة ولم الشمل والحفاظ على النسيج الوطني وحماية الوطن من التجزئة والتقسيم لأصبح بالامكان تحقيق جميع الاهداف واستعادة الوطن الذي مزقته ولا تزال تعمل على تمزيقه قوى الظلام الشرسة ولاصبح قادراً على الوقوف مرة أخرى على قدميه واستعاد عافيته من جديد.
وثمة حقيقة أخرى لا يسعنا تجاهلها هي ان المصالحة الوطنية وليست الفكرة التي يروج لها هنا وهناك والتي يستخدمها البعض لمصالح ومنافع شخصية ودعائية وفئوية لو طبقت لكان لها تاثير كبير ومردودات فعل ايجابية تنعكس بالخير والنفع الكبير ليس على العراق وحده فحسب بل وعلى المنطقة بشكل عام.
والمصالحة الوطنية يجب ان تجد لها طريقاً الى الذين يستحقون التصالح معهم والذين لهم تأثير على مجمل الاوضاع في البلد والذين لحقهم الظلم والتهميش وليس اولئك الذين يتخاصمون على المصالح والكراسي والمنافع من اجل زيادة وضخامة اموالهم التي حصلوا عليها بطريق غير مشروع تاركين وراءهم شعباً يتضور جوعاً وشقاء وغير مبالين بما آلت اليه الامور بل وفرحين بذلك.
ليس من المعقول ان ننسى ان   من يريد المصالحة حقاً عليه ان يمتلك الشجاعة والجرأة والتحدي لكي يواجه اولئك الذين بمجرد طرح هذا الموضوع والتحدث به يفقدون السيطرة على اعصابهم والكل يعرف انه لولا التخبط بالسياسة وتدهور الاوضاع وتمكن هؤلاء من الوصول الى ما وصلوا اليه الان من الغنى والاثراء والهيمنة والسيطرة على الاوضاع.
اذا المصالحة الوطنية لا تنفعهم ولا تحقق غاياتهم ولذلك يحاربونها ويضعون العصي في عجلة مسيرتها.
ان هؤلاء المستفيدين من تدهور الاوضاع ليسوا  وحدهم  من لا يريد للمصالحة ان تتحقق وان يعيش الشعب في وطن يضم الجميع اخوة متكاتفين متعاضدين وفي جو يسوده الامن والطمأنينة والاستقرار والهدوء بل هناك جهات ودول اقليمية لا يسعدها استقرار الامور وإلا لما جندت الكثير من المرتزقة ومموليهم بالمال والسلاح.
ان للعراق موقعا مهما وحساسا في المنطقة وله تأثيراته على مجمل الاوضاع السياسية والأمنية بحيث يصبح خطرا على الانظمة المحيطة به اذا توحدت كلمته واعيد بناء لحمته ونسيجه الوطني وجند الجميع قدراتهم وطاقاتهم لخدمته ولذلك على الشرفاء والخيرين ممن يهمهم امر البلاد وانقاذها من التآمر عليها من الانهيار والتدهور والضياع وتوحيد جهودهم للدفاع عن التقدم والتطور والرقي ولا سيما وهو بلد غني يطفو على بحر من النفط وفيه كل ما يجعله قادرا على الصمود والانتصار.
ورغم ان تحقيق هذه الاهداف ليس بالامر السهل واليسير ولكنه في الوقت نفسه ليس بالامر العسير والمستحيل اذا صفت النوايا والقلوب.
 
 
*************
 
المحاصصة والغراب المشؤوم
 
عاصي دالي
منذ نشوء الدولة العراقية في بداية العقد الثالث من القرن الماضي والى ألان لم يتمتع الشعب العراقي بنظام ديمقراطي يحصل فيه على الحرية والأمان فبعد التغيير الذي جاء على اثر احتلال البلد من قوى التحالف الدولي في التاسع من نيسان 2003 نتيجة للسياسة الخاطئة  التي انتهجها النظام السابق.
وبعد أن أخذت شرعية الأمر الواقع،  وضع الحاكم المدني المفوض بأمـره بول بريمر الأساس المادي الأول لمحاصصة طائفية مقيتة في تاريخ العراق، بدت واضحة في تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي والذي اختير أعضاؤه على أساس انحدارهم الطائفي والعرقي ومنذ ذلك الوقت تجلت أزمة نظام الحكم وآليات تسيير الدولة والإدارة غير الكفوءة لمؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وعجزها عن القيام بواجباتها المناطة بها وفي الشلل الاقتصادي والتدهور في الأوضاع المعيشية لقطاعات واسعة من المواطنين وارتفاع معدلات البطالة وتدني الخدمات العامة وبعد أن اثب? الواقع فشل نظام المحاصصة وأوصل البلد إلى ماهو عليه إلا ان صدع رؤوسنا بعض السياسيين المتصدرين في العملية السياسية وهم يلعنون ويشتمون المحاصصة الطائفية وفي وسائل الإعلام المتعددة المسموعة منها والمرئية ولكنهم أول المتشبثين والمتمسكين بها وخاصة عند اتخاذ القوانين والقرارات التي تخص الشعب أو التعيينات في الوظائف الحكومية والدرجات الخاصة ولا نعرف أي الطريق يسلكون ؟ وهذا يذكرني بقصة القس الذي كان يصاب بالحرج عندما يقوم غراب بالضرب بمنقاره على ناقوس الكنيسة فيتجمع الناس ظناً منهم أن أمرا هاما قد حدث فيعتذر القس ?هم ويطلب منهم الرجوع إلى أعمالهم ويتكرر ذلك يوميا ففكر القس بطريقه لإلقاء القبض على الغراب المشؤوم فأخذ قطعة من لحم البعير ووضع بعض المشروبات الكحولية في قدح ووضعهما قرب ناقوس الكنيسة فلما جاء الغراب  أكل من قطعة اللحم وعندما عطش شرب من القدح وبعد لحظات أصابته النشوة فلم يتمكن من الطيران فقام القس وقبض عليه وقال له أريد اعرف انت من أية ملـه ؟ لـو كنت مسيحياً لما ضربت على ناقوس الكنيسة؟ ولـو كنت يهوديا لما أكلت لحم البعير؟ ولـو كنت مسلما لما شربت المشروبات الكحولية؟
 
 
*******
الحرية امل ومطلب شعوب العالم
صائب عكوبي
كل البشرية في العالم تطالب بالحرية.. لان الانسان ولد حراً وليس مقيداً بالسلاسل الحديدية.. والحرية مطلب الشعوب في جميع مجالات الحياة السياسية/ الاجتماعية/ الفكرية/  الثقافية/ الاقتصادية/ والعقيدة التي يحملها الانسان. مع انتشار الحضارة الانسانية وكانت لها مواجهة بين التصرف الكيفي وبين الالتزام بقضية المجتمع. لقد كان التاريخ حافلا بالتناقضات في هذا الصراع بين الانسان بفرديته وبين واقعه الاجتماعي محاولاً كشف الحقيقة بفهم الوجود بين ذاتيته ومجتمعه. أذن الحرية يدرك حقيقتها انسان المجتمع المنصهر كليا في تجسيد مبادئ الحق والخير والجمال والس?ام والامان والمحبة والتآخي. والحرية مسؤولية لمن يعي ويهتم بكل مسيرة الحياة. وهكذا تم الاعلان العالمي لحقوق الانسان ليكون كل انسان على قدم المساواة التامة مع الآخرين ويكون لكل شخص حق العمل وحق التمتع بحريته الشخصية وهنا تتم تنمية معايير السلوك الاخلاقي في جميع مجالات الحياة في الخدمة العامة والمجتمع وتعزز بغرس الشفافية فيهم والتعود على تحمل المسؤوليات التي تضمن حقوق الانسان والمواطنة وهي ضمانة لاشاعة وممارسة الحرية والديمقراطية والسلام والآمان، وهكذا يكون الناس متساويين في التمتع بالحقوق المدنية في الدولة ا?مدنية والديمقراطية فما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم بسبب الاصل واللغة والدين، وتعهد اليهم الوظائف العامة المدنية والعسكرية ونأمل ان يكون العراقيون متساوين في الحقوق والواجبات العامة وبلا أي تميز، وان تتعزز الوحدة الوطنية بين العرب والاكراد والمسلمين والمسيحيين وبقية الطوائف والمذاهب الاخرى وايضا المساواة بين المرأة والرجل لان المرأة هي نصف المجتمع لا بل هي الكل ولولاها لا وجود للانسانية والحياة. كما نأمل أيضاً اقرار مبدأ الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والجمعيات الانسانية غير الحكومي? مع المؤسسات الحكومية في ادارة شؤون البلاد لبناء عراق قوي شامخ متحضر في ظل نظام المجتمع المدني الديمقراطي..
عراق القانون والمؤسسات الدستورية عراق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلم والمحبة بين ابناء شعبنا ومع جميع شعوب العالم المحبة للحرية والسلام والديمقراطية.
 
************
 
هل أصبحنا قتلة محترفين؟!
الدكتورة  ناهدة محمد علي
تصفحت صباح اليوم مواضيع الأخبار العربية ووجدتها كالأتي : - مقتل 135 طفلاً في هجوم ( لعاصفة الحزم ) على الحوثيين , إشتداد هجمات الجيش السوري على قوى المعارضة السورية , سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين لعمليات تحرير قرى الأنبار. والمضحك المبكي هنا أن الجيش العراقي لا يستطيع الإمساك بالأرض لأنه مشغول بالتقدم إلى الأمام , أما أرواح القتلى التي أُزهقت فهي إلى الله تشتكي .
لم يكن هذا الخط الإخباري مميزاً لهذا اليوم بل كان ظاهرة كل يوم في بلاد العرب من أقصاها إلى أقصاها بل وفي معظم بلاد المسلمين , فنحن مشغولون دائماً بقتل بعضنا وهي  مهمة عسيرة , ففيها مشكلة التمويل ومشكلة التحفيز الإعلامي والتجنيد , ومشكلة إختراق المنظمات السياسية والإجتماعية الداعمة, ومشكلة إختراق النظام الأمني الدولي مع تفادي نقمة الرأي العام العالمي وهذا هو الأمر الأصعب، ومع كل هذا فالكل يسعى إلى الشهادة السريعة لأجل لقاء ربه بوجه أبيض , ولا فرق هنا كم قتل ومن الذي قُتل . ويبقى هنا وضع الأسرى وهو معروف  في?الشرع الإسلامي , لكن الكل يقفز فوق هذا الشرع وفيهم شيوخ ومرضى لا حول لهم ولا دخل في كل ما يجري , وأما الهاربون من جحيم الاقتتال الداخلي، فينتظرون طويلاً ما يجود به من فُتات أصحاب القرار بينما تسارع المنظمات الإنسانية العالمية على بعد آلاف الأميال لنجدتهم . ويعد الأطفال هم أكثر الفئات تضرراً حيث تُدك مدارسهم ويُقتلون او يذبحون لأن فينا من أبدل المقولة القديمة والتي سقطت من على جدران المدارس وهي ( العلم نور ) إلى مقولة ( العلم ضلالة ) وعلى ضوء هذا تحتم على الطبيبات وأساتذة الجامعات من النساء أن يلبسن الخِمار?لكي لا ترى ولا تُرى , وهذا الذي لا تفارقه مسبحته ليل نهار هو نفسه من أعطى الضوء الأخضر للدبابات الأمريكية أن تقتل الأبرياء لا على التعيين , وهو من سمح للرعاع بإختراق الوزارات ونهبها وحرق أرشيفها ووثائقها؛ وصدقوني إن البعض من العراقيين أسفاً يتمنون لو تُرفع الحراسة عن أبواب الوزارات حتى يستطيعوا تكرار نفس ما حدث في السابق لأن شيئاً لم يتغير فالأقدام لا زالت تجوب في الشوارع بحثاً عن الرزق وأحياناً بحثاً عن القمامة .
إن المشكلة هنا هي أن الفرد العراقي إعتقد ولسنين بأنه يُسرق في خبزه وكرامته وعندما وجد فرصة للإنتقام أعطى الفرصة حقها , إلا أنه أغفل الحقيقة القائلة بأن الخطأ لا يعالج بالخطأ ولا يمكن لكل فرد أن يُنصب نفسه قاضياً وحكماً , ولا يمكن أن يصبح الجميع سمكاً والكل صياداً .
إن من يطلع على الثورات التي حدثت في كل الدول العربية لا بد أن يرى أن خط الدم هو الرابط المشترك لسلسلتها , كما في تونس وليبيا ومصر وسوريا  واليمن والسودان , لكن العجيب  في الأمر أن هذه الشعوب وإن تقاتل أفراد شعبها مع بعضهم لكن عمليات السلب والنهب لم تكن ملموسة لديهم , وهذا يجعلني أتساءل هل لا تزال عقدة ( الفرهود ) متأصلة في الشعب العراقي في كل مرحلة تأريخية مر بها العراق أو هو رد فعل للنهب الهولاكي الذي أغرق بغداد ومكتباتها وقصورها بالدم؟ .
يبقى السؤال المحرج الأخير هو هل ينتقل لدينا جين الشراسة وحب القتل عبر أجيالنا؟ ولِمَ لم تستطع الحضارة الإسلامية أن تحدده؟ لقد تميز أجدادنا الصحراويون بأنهم حينما كانت تضيق بهم الصحراء ويملون الجلوس في الخيام وإحتساء القهوة تشتعل فيهم الحمية القبلية لغزو القبائل المجاورة بحجة طلب الكلأ والماء وهما مشاعان للجميع مع إستطاعتهم المحاورة فيما بينهم ويضاف إلى هذا أن البدوي يترفع عن أن يزرع طعامه وطعام ماشيته بل يحبه جاهزاً أمامه وبإنتظاره , فيقوم بهجماته على وفق مبدأ البقاء للأقوى ومنعاً للضجر , وهكذا تقبل العربي?الطريقة المشوهة لإدامة البقاء , فهو لا يصنع أسباب الحياة بل يلتقطها جاهزة على حساب موت الآخر, وهذه النزعة قد أجادها العربي والدليل على ذلك بأنه باع نفطه خاماً ولم يطوره أو يحوله إلى صناعة أو زراعة حديثة فإقتصاد الجزائر مثلاً يعتمد في 97 بالمئة من ميزانيته على إيرادات النفط ولا أعتقد أن العراق أفضل من الجزائر  ولم يتقن العرب من الفنون أكثر من فنون القتال، وللأسف لم يطور حتى هذه الفنون بل أصر على خنجره وسكينه وما تهبه له الدول ذات المصالح من الأسلحة , ولم يُسجَل للجيوش العربية ذات السلاح المستورد، إلا الإغار? على جيرانها (والأقربون أولى بالمعروف حتماً) وهذا دليل على إستمرارية نزعة البداوة , فالبدوي لا يستطيع أن يذهب بعيداً إلى (الصين) مثلاً، بل يحاول إقتناص خبز جاره باللين أو بالشدة , وكمثل بسيط على نظام الإغارة ما فعله "صدام" بجيرانه الكويتيين وغيره من الملوك والرؤساء العرب . إن الحقيقة المرة هنا أن الفرد العربي العادي هو ذرة من نظام عام متبع فالكسل وقلة الإبداع وحبه للقنص والصيد بالقوة هو ما يميزه , وقد آن الأوان أن يوقف هذا الجيل الوراثي وأن نطعمه بجينات وراثية جديدة تدخل إلى أدمغتنا لنحاصر أنفسنا قبل محاصر? الآخرين وإستلابهم مادة وروحاً، فكراً وتكويناً .
 
 
*******
البصرة.. نافذة تاريخ وذاكرة  مدينة
 
لفته عبد النبي الخزرجي
البصرة مدينة التاريخ والحضارة وبوابة الشرق ..وملتقى الرافدين دجلة والفرات ..في الآرامية كان اسمها (بصرياثا ) .أما البلاذري فيذكر أن البصرة سميت "بصرة " لان فيها حجارة سوداء أو حجارة رخوة ضاربة إلى البياض " .قال عنها خالد بن صفوان وهو يفاخر أهل الكوفة : مدينتنا منابتها قصب وأنهارها عجب وسماؤها رطب وأرضها ذهب . وقال أيضا : نحن أكثر منك صاجا وعاجا وديباجا ونهرا عجاجا . أما الأحنف بن قيس فإنه يقول في البصرة " البصرة مدينة الصاج والعاج والديباج والنهر العجاج والذهب الوهاج " .
والبصرة .. قبل الفتح الإسلامي ... كانت تسمى ارض الهند .. وهي مدينة مفتوحة تسكنها الكثير من الأقوام .. وتجوب سواحلها .. سفن من الهند والخليج ومسقط واليمن والصين .. وقد كانت الكنائس والأديرة المسيحية تشغل حيزا كبيرا من المدينة .. كما أن دور عبادة اليهود لها حضور في هذه المدينة التاريخية .
البصرة حاضرة التاريخ .. وذاكرة شط العرب ..
 
والبصرة بعد ألف وأربع مئة عام على تمصيرها .. تراجعت بشكل مثير للغرابة... نحن أبناء البصرة .. وحينما نستذكر خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي ... يصيبنا إحباط شديد ويعترينا خوف من مستقبل لا يسرنا لهذه المدينة الصابرة .  كانت البصرة ..واحة للامان والتعايش الاجتماعي بين الأقوام .. فقد كان المسيحيون يشكلون باقة ورد زاهية .. وكانت المذاهب المختلفة والأديان المتعددة  ... تتعايش في إطار الهوية الوطنية .. دون أن يكون هناك سؤال أو استفسار عن الهويات الفرعية ...هناك المسلمون كانوا لا يعرفون إلا أنهم مسلمون فقط ..لم نسمع ا ن أهل البصرة?.. قد حصل بينهم احتراب طائفي ..ولم نسمع عن خطف شيخ من تلك الطوائف .. لم نسمع عن البصرة إلا أنها مدينة عراقية ... وكان شط العرب .. والكورنيش يجمع البصريين ويوحدهم .. شيوخا وشبابا .. نساء ورجالا .. أطفالا وكبارا ..
كان البصريون .. لهم أعياد خاصة توحدهم .. كان الحادي والعشرون  من آذار .. يسمى ((عيد الكسلة )).. تجتمع فيه العوائل .. وتكون الخضرة .. هي الجامع الذي يوحدهم .. الخس بلونه الأخضر اللامع... يلم الشمل وينثر العطر في صواني الخضرة والشموع المتلألئة ..والاضوية .. تنشر ألوانها الزاهية في فضاءات المكان ..
هكذا كانت البصرة في خمسينيات القرن الماضي وحتى الحرب القذرة التي أشعلتها سلطة البعث في بداية الثمانينات من القرن العشرين ... كانت مدينة للسلام والمحبة .. مدينة  للطوائف والأديان والمذاهب المتآلفة المتحابة المتآخية .. هكذا كانت .. إنها مدينة النخيل.. والأنهار والجداول .. مدينة الجاحظ والفراهيدي والسياب .. مدينة الهيوة والبلامة وبيادر خير ..    
البصرة بعد 2003 تراجعت كثيرا ... تراجعت في كل شيء.. فقدت سحرها وجماليتها وخضرتها وأنهارها.. فقدت كورنيشها وشطها وحدائقها ومتنزهاتها.. انحسر الفرح في شوارعها وساحاتها.. ولكن شارعها الجديد " شارع الفراهيدي "  الذي اختاره مثقفو المدينة ليكون متنفسا ثقافيا يضاهي المتنبي في بغداد ، يمكن ان يعوض البصرة بعضا مما فقدته في سنوات الحصار وما بعدها ، رغم ثقل هذه السنوات وعمق الفجوة التي حصلت بين ماضيها القريب وحاضرها المأزوم.
 
*****************
 
مجزرة سبايكر
 
 
علاء عبد الحسين
 
من دون شك ان مجزرة سبايكر، جريمة وحشية وكارثة انسانية بكل المقاييس والمعايير. وهي جرح عميق في جسد العراق لن يندمل. جريمة تندرج ضمن الجرائم الكبرى، وهي جريمة ابادة جماعية راح ضحيتها حسب المعلن 1700 شاب بطريقة بشعة وشنيعة تكشف عن عمق الحقد الذي يتمتع به الجناة. ومن المؤسف والاكثر ألما ان لا احد يعرف اين ذهبت جثث هؤلاء الضحايا التي تطالب بها العوائل المفجوعة.
فقد قامت هذه العوائل بوقفات واعتصامات امام مجالس محافظات الوسط والجنوب، كون غالبية الضحايا منها، اضافة الى آخرين من الاخوة السنة من الشرقاط والموصل وديالى، اي بمعنى ان الجريمة شملت كل العراقيين. وبعد ذلك قامت عوائل الشهداء بالاعتصام امام محافظة بغداد متحملين برودة الشتاء ولمدة ثلاثة ايام، ولم يحصلوا على معلومة او ضمانات حول مصير ابنائهم وهل هم على قيد الحياة ام انهم ذهبوا ضحية هذه المجزرة التي يندى لها الجبين؟
وبعد تعالي الصيحات من قبل العوائل وبعض السياسيين ومنظمات المجتمع المدني التي تضامنت مع العوائل وبجهد مكثف وبضغط على البرلمان تم تشكيل لجنة تحقيقية من اجل الوصول الى الحقيقة، ومن هم الجناة الذين ارتكبوا هذا العمل المستنكر عالمياً، كي يقدموا الى العدالة وينالوا جزاءهم العادل، ويردوا الشيء البسيط الى هذه العوائل المنكوبة لعله من الجانب المعنوي والمادي الملموس ولكن من المؤسف ان اللجنة المعنية بالتحقيق وبعد اربعة اشهر من التحري الذي على ما يبدو كان غير دقيق وبعيدا عن مسرح الجريمة، خرجت بتقريرها البائس والمخيب ل?آمال الى مجلس النواب.
ومن اهم الملاحظات على هذا التقرير هو عدم الوصول الى الحقائق وعدم ذكر اسماء المتورطين ممن ساهم او تواطأ مع هذا العمل، ولا سيما ان الجريمة تم تنفيذها في القصور الرئاسية وتحديدا في منطقة آلبوعجيل.
ومن المعروف ان الحكومة السابقة تتحمل مسؤولية هذه المجزرة وعلى الحكومة الحالية التحقيق بشكل مهني وقانوني على ضوء المعطيات المتوفرة، ولا بد من القاء القبض على الجناة واحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل وتعويض العوائل حسب قانون مؤسسة الشهداء.
وهنا نسأل السياسيين الى متى يبقى الدم العراقي مهدوراً؟ يجب عليكم معرفة ان عوائل الشهداء لن تسكت ولن يهدأ لها بال حتى معرفة الجناة الحقيقيين وكفاكم مماطلة وتسويفا وتمييعا للمشاكل التي تعصف بالبلاد.
 
 
******
نحن احوج ما نكون الآن الى لغة الحوار ..
 
راسم قاسم
الحوار سمة العصر الحالي بعد ان ولت لغة العنف واسلوب التطاحن الحربي الذي ذاقت البشرية منه الامرين ودفعت من دمائها ومستقبلها الكثير. لقد اثبتت التجارب البشرية ان لغة الحوار هي الامضى والاجدى في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر بين الاضداد. نحن اليوم نعيش في دوامة من الخلافات السياسية التي عطلت مسيرة التقدم والبناء ولم يلح في الافق اي بصيص امل لانتهاء هذه الدوامة لغياب الفهم الحقيقي للغة الحوار وتغليب التعنت وسياسة لي الاذرع.  وإذا اردنا البحث في فهم اي مجتمع  وأن نعرف مدى تطور علاقاته الإنسانية ومدنيته، ورقيه ?لاجتماعي، لا يتعين أن نسأل هل إنهم يختلفون ويتنازعون ويتصارعون فيما بينهم أم لا؟  لان الاختلاف والتنازع والتدافع طبيعة المجتمعات الإنسانية أينما تكون، ولكن علينا أن نسأل عن أدوات وآليات فض تلك النزاعات التي تنشب بين سكانها. فإذا توصلنا إلى أن وسائل فض النزاعات في هذا المحيط الاجتماعي أو ذاك هي النظام العام والقانون والقضاء أو تحكيم العقلاء أو التراضي والتصالح أو غيرها من الأدوات السلمية نقول إن هذه المجموعات البشرية هي مجموعات حضارية متمدنة. وإذا وجدنا أن هذه المجموعات البشرية تحل خلافاتها بالقوة والقهر وا?تعدي على الآخرين باستخدام السلاح والثأر والعنف والعنف المتبادل نقول إن هذه التجمعات هي تجمعات بدائية غير حضارية. وطرق فض النزاعات تختلف باختلاف طبيعة ونوع النزاع وسلوك المتنازعين وأهدافهم، فهناك النزاعات الدولية التي تحدث بين الدول وتعكر صفو علاقاتها الخارجية فيكون حلها بالرجوع إلى القوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات، فالدولة التي تحترم هذه المواثيق وتلتزم بها تكون قد التزمت بالسلم العالمي والدولة التي لا تتقيد بها تكون قد خرقت قواعد السلم والأمن الدوليين. إن مفهوم الحوار كآلية للاجتهاد في مختلف القضاي? الوطنية وخاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية والفكرية هو بحد ذاته منهج حياة وممارسة عملية ينطوي على اجتهادات وآراء وأداء في مختلف المجالات حول قضية مختلف فيها حيث لكلٍ تصوره ومفهومه للحل وليس مقولات لاتتجاوز في واقعها صدر القائل بها. والحوار ، مفهوم شامل ضمن أُطر مرجعية معينة يقوم على مجموعة من الأُسس التي لابد من أتباعها من أجل تأطيره في مكانه الصحيح وحيزه الذي لابد أن يوضع فيه ، قد يكون أولها وأهمها التسليم بوجوه آراء أخرى لابد من الاعتراف بها واحترامها كحق لها في الوجود على أسس ديمقراطية ، لأن لغة الحوار?في جو من التوجه الواحد أو إملاء وجهة نظر واحدة يصبح تلقيناً مفروضاً وليس حواراً. وفي هذا الظرف من تاريخ عراقنا العزيز نحن أحوج ما نكون إلى الحوار الوطني وخاصة مايتعلق بالقضايا المصيرية المطروحة على الساحة العراقية الآن وما يستجد من قضايا تتطلب منا التعامل معها بروح موضوعية ضمن أسس ومنطلقات فكرية محددة. فإطلاق العموميات بمصطلحات فضفاضة تتسع لكل شيء أو تضييق الطروحات بحيث لا تتجاوز مساحة كتابتها ضمن نظرات ضيقة ليس من شأنها أن تقدم شيئاً جديداً أو حلاً لأي إشكالية . وهنا لابد من مراعاة الظروف الحالية التي يمر?بها عراقنا وهي في أمس الحاجة إلى اجتهادات ووجهات نظر مدعمة بأدلة واقعية عقلانية وليس إلى أوهام مستقبلية من أجل أن تحظى بحضور على الساحة السياسية والفكرية. كم هو جميل أن يكون لدينا اختلاف أو وجهات نظر متعددة إزاء قضية فيها تحقيق لمصلحة عامة، حيث أن تعدد الآراء وحتى المعارضة منها تتبعها استيضاحات قد لاتكتب لها الحياة لولا وجود روح ديمقراطية تؤمن بالحوار. وهذا النهج / الحوار كان غائباً قبل  سقوط النظام الشمولي  ، مما رسخ مجموعة من العوامل أدت إلى أعاقة هذا المنهج وتغييب وجوده بالكامل . ومن هذه العوامل إضفاء ص?ة العداء على الرأي الآخر وليس صفة الاختلاف مما أدى إلى تجاهل الآراء الأخرى ومحاولة تغييبها.  فالحوار لم يكن يوماً على مدى التاريخ مواقف عداء أو استعداء وإنما يعني بأبسط معانيه الاختلاف  ولكن تبعات المرحلة السابقة أدت إلى ترسيخ هذا المفهوم ضمن فئات معينة نعاني منها في الوقت الحاضر ونجد صعوبة في التعامل معها. كما ان طبيعة المجتمع العراقي وثقافته بكافة عناصرها من معايير وأعراف لها دور كبير في سلوك أفراد المجتمع ، والمجتمع العراقي له خصوصية معينة فيما يتعلق بكافة عناصر الثقافة . ولكن هناك ظاهرة سلبية وعدم تدار?ها يقود إلى ما قاد إليه العامل الأول وهي طبيعة التعامل بين الأفراد التي يظهر فيها طابع الخجل والمخاجلة جلياً مما يؤدي إلى تدخل العوامل الشخصية في القضية المطروحة للنقاش وبالتالي من أجل المجاملة أو نفوذ شخصي لطرف ما أو سلطة معينة يتم تقبل وجهة نظر معينة دون تمحيصها أو التدقيق فيها ضمن منهجية الحوار مما يقود إلى الخطأ حتماً ، ذلك أن هذا الرأي يكون واحداً ولايوجد رأي آخر يوضح الجوانب الأخرى غير المعلنة. لقد شهد بلدنا  متغيرات للأسف لم تواكبها متغيرات في المفاهيم والمفردات التي لابد من استخدامها في منهجية الحو?ر وإنما ظلت المفاهيم القديمة سائدة راسخة في عقولنا  ولابد ان نبحث عن اساليب تقرب لغة الحوار وتجعل منها ثقافة سلوكية ومنهجية لكل مشاكلنا وتقاطعاتنا..
 
**********
ص12

المنحى الحداثوي المعتدل للشاعر «مؤيد خليل العطار»
 
عرض وكتابة: سفاح عبدالكريم
بعد اصداره الاول والجميل "جرح وملح" ومن بعده "منبر وراية وعلي" استعاد الشاعر مؤيد خليل العطار وبتوجه اكثر عطاءً وفاعلية في "خيط البريسم" وهو الاصدار الثالث له واذ أتوقف عنده في بياني عنه وعن حبكته الشعرية وبما هو مواكب للحدث الشعري يكون قد عرف خط لونه البياني وانتمائه اليه وصولاً الينا يكون قد وضع النقاط على الحروف والبحث عن وجه يتلقى ما يكتبه اولاً في زخرفة لفظية معقولة واعترافه لصف التوجه الشعري المنتقى من صومعة الانفعالات والتقلبات النفسية نتيجة لمؤثرات وطنية واجتماعية وانسانية وعاطفية أحس بها فعلاً ونطق بها شعراً وقراءته لواقع فرض عليه وأحسه عن قرب وعن بعد ليضع نفسه في مسار جديد أرتضاه وأحبه أهل الشعر بعيداً عن التهويلات والصيحات التي لم تضف شيئاً الى مسار الشعر الشعبي.
وما الشهادات التي اعتمدها في مطلع مجموعته الشعرية "خيط البريسم" الا اعتزازاً بالمشورات والملاحظات التي أهتم بها الآخرون عنه وعن تجربته الشعرية.. وما زال يدعونا قراءته لنستبشر به إن صح التعبير وكان أحق في ذلك ومن خلال غنائياته وآهاته التي عزفها نايه فوق تعرجات جروحه والتي يدعونا بعدم ريافتها بابرة غشيم أو شلها.. ليجعل من اهميتها فرصة للظهور بما يليق به أن يكون شاعراً جميلاً.. ومعاصراً وكونه المتعافى من شط كوفته. فهو في عشرينيات عمره قد القى بظلاله وما زال يرنو الى حالته وهو في عمرلا يحسد عليه مثلنا. والشاعر مؤيد العطار في الاختيار والتوظيف والاستقراء كان متبحراً ومتحرراً من قيود قد كان يحسب لها حساباً من حيث إدراكه للمفهوم المبتغى من حداثة واصالة الشعر.. والشعر الشعبي خصوصاً. فدعوته المباشرة بالاصغاء والتحسس كانت مهمته في الوصول الينا مبكراً وهو يتذوق حلاوة الشعر الاصيل وبوعي متحضر أجاز له التأسيس بهذا المنجز الرائع وباختصار.. قرأته في العطاء الاول "جرح وملح" وجدته شاعراً وانساناً.. ومن قبل كنت أتصفحه واعداً.. ينهل من الفرات ويصحو على ترانيم الأمهات.. يستمد عافيته من التراث ويترجم الاشياء في صحوته وهو وإن ماثل غيره في الاسلوب والهيكلية المعروفة لشكل القصيدة المتوجهة بمصداقيتها صوب الحداثة بحدود لا يمكن أن تحسبها بلا جدوى من المعاصرة والتجديد.. ففي رؤياه أجد تفاصيل معاناة ترجمها في اسلوب إن جاز لي التعبير انها تدعونا الى الانتظار في النهاية ذات مغزى وحلاوة صادقة. وقاعدته الشعرية متينة يفكر بالتأثيث والبناء الهرمي وهذا ما تنأى به القصيدة الهادفة.
ان الشاعر مؤيد خليل العطار منطقي في طروحاته لا تزاحمه التراكيب اللغوية بل يقنص الاشياء الاكثر تعبيراً وتداولاً ليصل بالمعلومة الينا بيسر ومتخلصاً من القشور الزائدة التي يحاول البعض تواجدها في قصائدهم لغرض ابراز قدراتهم على المطاولة. بل اختصر الموضوع في ابجديات كان القصد منها هادفاً دون الانتظار الى ما يحدث فيما بعد. وإذ انتصر تواجده في صف لغته الواقعية والهروب من صيحات لا داعي لتواجدها ان كانت حالة سردية او استهلالية او غيرها وبعد قراءتي لبعض من لوحات قصائده أدركت ما قلته سلفاً منطقياً وصائباً وهاك مثلاً..
 
(اشبعد من العمر واتريد أتانيك
خلص بين الزعل ما بين أراضيك
سگيتك ماي العيون
اوگلت كل الحچي ايهون
او مشيت اوياك لآخر حد أباريك)
 
ان هذا النص الغنائي المكتوب بمنطق الشعر والموسيقى معاً هي حالة تخترق حضور الشاعر لقصر المسافة للوصول الى سمع المتلقي وبتذوق المرارة التي تزيد الحلاوة من شعره مع التعفف والتألق معاً. ان التفات الشاعر للمنطق السبعيني كان واضحاً في الانتماء لنهج القصيدة المتوقدة كما لاحظت ذلك في قصيدة "البريسم" والتي توج اسم هذه المجموعة الشعرية بها.
 
( إو صرت كلي اجروح وآلامي سچاچين او ملح يچويني
او صرت كومة اهموم... لملمني الصبر وإحبال غيظه ايچتفني
او چنت ألويهن لوي امشابچ إچفوف او ما لوني
إو هسه تيهني القطار... إو صارت السچه بعيده
او بعد ما بيهن بصيص... إمن التمني)
 
ان اعلى التوجه الذي وصل اليه الشاعر مؤيد خليل العطار من عطائه للشعر هو اصراره في التواصل والاشعاع مع الاحتفاظ بشاعريته التي تنتمي بمنطقها الى الوجه السبعيني والمنطوق الشعري التعبيري او التصويري المعروف مع اختلاف الحالة التي يمر بها الشاعر مغايراً لحالات قصائد الشعراء الاخرى آملاً في اكتشاف المواقع التي تنتاب او تصادف الكاتب في سبر أغوار الشعر الذي يتوجه اليها الشاعر مؤيد خليل العطار.
 
(زحمه من تبچي القصيده، ابكل بچاهه
ومن تشگ اثيابها... او بالذل تكابر
او زحمه من تجتر هظمها... او تندب المغسول حظه أبخت عاثر
او زحمه من تبقه القوافي امكدره او تمسح خجلها ابفعل سافر)
 
أن تأني الشاعر والانتظار في سرد او طرح معاناته التضامنية لنا وصبره كانت علامة ظاهرة في نتاجه دون التغاضي عن صيحات الألم في داخله وهذا ما جاء في توصيته لنبتته الطاهرة في البناء والتأسيس والتوجه لحالة انسانية وهي من المهام التي كونت الشاعر نفسه.
 
(إتهده بالرحمن يبني،
او كُف حچي الگال او گلت واگرص السانك
خل يموت الفات، ما دامك الكل الفات اكبر..)
 
ان جزع الشاعر ورغبته صنوان لا يفترقان واذ تغنى به ليست حالة تكرارية او تشبيهية لمثيلاتها بل هي سمة مشروعة لسفر ملاح لم تغرق سفنه او زوارق عبوره الى المرفأ الآخر الذي ينهض بتجربته او ينتشلها من الضياع في زورقه بحر اجتاحه الهيجان المؤثر لمسيرته. وبشجاعته تمكن من مسك حبال اشرعته من أجل حب ناسه ووطنه وعاطفته مع الاحتفاظ بنكهة عزلته المعقولة التي ننتمي اليها جميعاً كما جاء ذلك في بعض من قصائده مثلاً..
( احچي باليرضيك وحدك يللي ما تعرف حقيقتنه او وضعنه
 
إو گول مرخوص اشتگول... البينه بيك... او هذا من خالص طبعنه"
 
ان عدم تواجد الصور الفنية في اغلب قصائد الشاعر هو حالة مشروعة وذلك بفعل وتواجد الضغط والانهيال الشعري الذي حاول به الشاعر مؤيد العطار في الوصول بسرعة الى المتلقي معتمداً على تواجد الدلالة التي فرضت نفسها عليه. ان القاعدة الشعرية التي وقف عليها الشاعر أهلته الى الظهور بالمنطق المعروف اللغوي الاسهل في الادراك والتعبير والترفيه عن ضروريات إجتاحت الشاعر في لحظة كتابة النص الشعري باعتماده على النطق المتعارف في الوسط الشعبي والجماهيري الذي يصطف مع تجربته ووعيه الشعريين معاً.
ان المصداقية التي أفصح فيها الشاعر عن حبه واخلاصه لطفولته وترانيمها التي تغنى بها منفتحاً ومتصارحاً مع من أحب شعره وانتمى اليها كان واضحاً.
 
(حبينه وكت الزغر... حبينه واحنه اكبار
شفنه الفرق مو فرق.. ما بين نار او نار
إلعبنه كلشي سوه... وابمستحه الخطار
يجمعنه لون الثلج... ايطشرنه طبع الحار
مشكوله بينه الذمم... جار إعله ذمة جار
مفضوح سر الحچي... سكتته تحچي اسرار)
 
هذه حالة تعبيرية كبيرة ببساطة لغتها الكبيرة التي تحوي دلالات همسية وروحية استقر عندها الشاعر دون انفعال او اسقاطات خيالية استفززته او ذهب اليها الشاعر مرغماً بل اعتمد لصيحات نهجوية حداثوية تواصل بها الشاعر مع المتلقي وباحتفاظه في السلوك الشعري السبعيني الذي استقر عنده الشاعر الوديع مؤيد خليل العطار.
 
**********************
ابو نصيف.. ابد ما مات
 
علوان السلمان
 
ملـج المـوت راقبـــــكم.. وخذكم
غفل منه يــبو نصــيف.. وخذكم
وهلك صاروا اله عونه.. وخذكم
من حــرمــوا شوفتــكم عــلي
ـ ابو نصيف ابد ما مات..
ظل شجرة بنداها تفيي لهل البيت
للاحباب
لاولاد الاخو والاخت
والجيران
ـ ابو نصيف حلم بينه..
رحل يم الاله الخالق الاكوان
ـ ابو نصيف ابد ما مات
حلم سافر وجان السفر يوم اثنين من شعبان
بيهه انولد وتوفه النبي المختار
رمز الدين والاديان
ـ لذا صحنه..
تعال انسه البعد ياطيف الايام
خلينه نعيش شلون منريد
تعال انفك حزنه ونلبس الوان
يبو جفوف الحنينه وريحة العيد
تعال اليوم..خل نعيش الحلام
وخلينه نتصافه ويه المواعيد
ـ كبر جرحي يبو نصيف بموتك
ولا تصحه بعــــد دنيه بموتك
جنت خيـــــمه تظللنه بموتك
وحك راس الحسن وحسين جاسم
صوتك.. بالعــــدل تغـريد جاسم
اظنك بالعـدو هالصحت جا..سم
مــو ميــت عــدل للابد جاسم
ـ جنت غافي وتغنيلي اناشيد
وحس الدنية بوجودك اناشيد
تناشــدني ونشـــدنك اناشيد
حلات الدنية من نضحك سويه
 
 
******************
قصايد للأصدقاء الانصار
 
 
كامل الركابي
 
الكريم
الى :ابوريتا
 
العشب والماي والفي
بضفافك ياجميل
رطب
ومعسّل بسمسم
روحك الخضره
 نبع وسط النخيل
ياشفلّح
ذايبه شفافه
بحلاوة حمره
 عل ميّسم تسيل
الصحه الك والعافيه
ونشوة نبيذ
 تسري بعروقك تزيل
ولو ذرة من غبار الالم
 والشك البخيل
يا كريم باسمك
وروحك وحبك
 احنه متعودين
نحتضنك
محبه
بيها انت البيت
واحنه الغٌربه
عبّار السبيل !
 
النادلة
الى : عواد ناصر
 
النادلة المفتونه
بيك اتساءلت
وينه ؟
المبتسم بيكم
الساخر
عيونه
تضحك
بس حزينه
هوّ شاعر؟
انا احفظ
شعر حمزاتوف
احنه اثنين
من نفس المدينه
صدگ گلي
هوّ وينه ؟
 
عِشرة
الى : ابو امجد
 
نحيف
الصبر
شگ بروحك
ادروب
ونزل ضيف
بمساكن
خلگك
ايوب
بعد ما ظل عمر
نتفكر الراح
ولا نگدر
نبيع العِشره
ونتوب !
 
كوكب
الى: كوكب
 
ابن آدم المجروح
والگنطره بْعيده
واترف اغاني العشگ
نجمه
وحمامتنا
طفّينه بيها صخب
لمّات غربتنه
ومن رافقتنه عمر
حبنه وخسارتنا
صارت صدى للروح
تخفف مرارتنا
تلطّف حرارتنا
وبسر نبضها تبوح:
كوكب
خفيف الظل
ونعشگه
وين يروح !
 
عدن
الى : ابو ريما وأم ريما
 
نلتقي
بنقطه
بعيده
من الزمن
انت
جاي من
التواهي
وانا
راجع من
عدن
نقطه چانت
بالرسم
تشبه وطن !
 
القلق
الى : ابو ريما
 
الدفو بعيونك
جميل
تگول ماشايف
أرق
سولفتلي
من الصبح
عن القلق
انت مو بس سولفتلي
انت لا
خطيت صوره
ولوّنتها ْعلى الورق
وانا مدري شصار بيّ
چان مدري شلون
مضغوط بسنينه
مثل قنينة نبيذ
شلت عنها التبّدوره
وهو تيار
انطلق!
 
الطعم
الى : ابو طالب
 
خدر
من لامس
 شفافك
نده الكاس
وزهى
ابطعمين
نشوه
الگلب
والراس
طعم خمره
وطعم
ثغرك
والانفاس !
 
قطرة
الى : ابو سيف
 
شتت
حلمنه
الصبح
وانفضّت السهره
وكلمن
حضن غيمته
يتوهم الگطره
وظل أثر منك
حلو
مثل ام طفل
يحبي
كلما يهم
ع المشي
تحتضنه خوف
وعطف
من حُب
ولو سلبي !
 
مظلوم
اللى: مظلوم
 
الف رحمه
للوالدة الرضعتك
وتعنِّتك دوم
تدعيلك من الرضا
يحجب حسد
قوم
وتبتهل
للمصطفى
يرفع شأن رايتك
ويزيح من مشيتك
تتجمع اغيوم
ماتدري
كل العمر
لو صرت
فوگ النخل
تبقى
انت مظلوم !
 
القلب
الى : عمار علي
 
جا هوّ حبك
عسل
مي ورد
لو مٓنْ سما
لو سكّر
من الحلو
 يرتفع
حين وحين
وصوتك
حزن عل الفرح
يتناوب
اثنين
وگلبك
ابگد ما عِشٓگ
مفتوح مرتين!
 
وسام الاشگر
الى : وسام
 
من بغداد
للشام
نبع روحك
عكس دجلة
بعد يگدر
 بذاك الدفق
ذاك الدفو
يجري ؟
سمارك
غٓش الحدود
وجواز السفر
مصري !
 
شگد قرَّب عليك
الغاشم
الطيّار من شافك
تلتف وي شجرة
 وهو يلتف
 نذل  ماعافك
هم زين الرصاصة
 ابكل معانيها
شافت
ضوه الروح
 يفيض بشفافك
غمضت عينها
من مستحه
ومن خوف
وبومضة برق
راحت على اچتافك !
 
 
******************
من الشعر الشعبي المصري
حياتــي
 
ماهر عياد
 
حياتي مشوار صعب
مشيتوا غصب عني
قلبي يصرخ بمراره
يا دنيتي شويه حني
يا ضحكتي والله خساره
تدبلي بشفتي وسني
حرام والله حرام
استاذه انتي ف التجني
بس لازم تفهمي
دمعتي تسوى ملايين
تحلمي وتبقى تحلمي
تشوفيني بتنفس انين
شاعر واوعى تظلمي
قصايد تتحدى السنين
شاعر منو تتعلمي
الرقه واللهفه والحنين
غداره دموعك ابيه
حيه وكلامك معسول
سهامك في البسمه مستخبيه
ونسماتك احر الفصول
دموعي صرخة بنيه
يوم الدخله الخجول
قساوتك ميه ميه
وطريقك مليان عاقول
 
***************
كامل سواري وخطابه الشًّعري 
الذي يريد أن يفهمه الجميع
 
قيس مجيد المولى
عندما تكون حركة الشاعر داخل النص وضمن معطيات موجوداته التي بنى عليها نصه  ،فهو ينحاز كلياً الى يقينه الشعري في وجوب تسطيح المؤثرات الأخرى التي تُخرج النص خارج كيانه المتمثل بالقبض على الفكرة وعدم النزوع الى تشعبات خارجة عن المضمون ، حيث إرتأى الشاعر أن يكون خطابه في إيصال قضيته الوجدانية  خطابا لتعنيف الذات ، يختار كامل سواري ضمن مركز اللغة (حيل وياي )وهما مفردتان لاتحتاجان لدالة لتعريفهما كونهما ضمن الموروث من التراث الشعبي ، وكذا شيوع إستخدامهما لتأنيب النفس، وتشكل (حيل وياي) الشريان الناقل لدم جسد النص أي من خلالهما يتم إثراؤه دخولا وخروجا وتوقفاً ومستويات أخرى تقريبية من المتحول ، المتحول نحو البعض من الإستذكارات التي تعني فرضية الخسارات المسبقة وما تعنيه من العيش في مساكن الأحلام بدلا من إدراك الواقع ،يستمر كامل سواري في تجواله مع نفسه ومع الآخر عاكفا في كل مشهد شعري على الإنصياع لندم الذات وإحلال توابع الصور الشعرية بعد كل توقف أو إبتداء في تكرارية مفيدة لــ (حيل وياي ) ،ويمكن تعقب إنزياحات المعنى ثم ترابطه ثم التقنين في الإيقاعات الموسيقية كي يكون مستوى التأثير الصوتي ذا نبرة إستعطافية لدى المتلقي حين يرسل الشاعر رسائله تلك مغتنما فرصته في مساحة شعرية واسعة بفعل المد العاطفي وإرهاصات الولوج الى المشاهد المؤثرة للشعور بالوحدانية أمام نكوص الآخر وفوقيته ،إن الشاعر قد تحدث شعرا وأطلق مخبوءه من الاحتضارات النفسية ، وقدم لغته التي عنت وسيلته للتخاطب وكأنه ضمن ذلك يقول هذا أنا فما ترون؟
 
حيل اصيحن حيل ..
لا بهداي
حيل وياي   
تيهت الشريعه
 وعانديت الماي
حيل وياي
لأن فرجه صرت
 للرايح وللجاي
لان مافكريت
 وتيهيت الراي
كبل ماعرفتك اغني
ومن عرفتك بطليت اغناي
وكبل ماعرفك
فلا مرة بجيت وجربت مبجاي
حيل وياي
على لمعة سراب الماي
 بيدي وطشريت الماي
غراني هواك
 وخادعاني هواي
لا شفت الثريا الفوك
لا شفت الثرى الجواي
 
إن العثور ضمن النص على مؤثر ما يعني أن هناك مؤثرات أخرى تقود الى إستكمال الصورة الجمالية لبنية النص وليس لأجزاء منه ،ويتطلب ذلك التوقف عند الصور الشعرية التي تشكل روابطا لبعضها مع البعض وليست روابط إنفصالية مبعثرة ، ونجد أن سواري ضمن(حيل وياي) قد ركز على هذه المداولة ووضعها بالحسبان إستنادا لموضوعة النص ومتطلبات إشتغاله سواء بما يعزز قيمتها كمتداول موروث أو قيمتها بما يريد الشاعر إنتاجه من خلالها ،
فالنص هنا غير متشعب وفيه قدر فعال من التركيز، والنص رغم رومانسيته ليس فضفاضا بل مشحونا بالشحنات العاطفيه ،ومعبرا عن إيضاحات أراد الشاعر تقديمها للقُراء ،أعني هنا أن الشعر الشعبي يستطع مجاراة النفس البشرية  وتحقيق وحدة الإتصال مابين الطرفين عبر تقديم إغراءاته  وتجنيد مايمكن من القدرات الخلاقة وأسئلة الذات  ، ولاشك أن هناك شيء من المؤانسة ، شيء من التبجيل للذات المندحرة ،شيء من توزيع الهموم على مساحة النص :
 
حسبالي صدك هاي الحياة
وانت اعز مثواي
عمت عيني غشيم
 و تيهيت الراي
يا اهات ...
ياويلات...
ياسهر بليالي شتاي
والشوغات واللوعات
والنار التشب بحشاي
حيل وياي
يا اصبع ندم...
يالوم ...ياممشاي..
حيل وياي ...حيل وياي
 
يقوم تأكيدنا على صحة تجوال الشاعر في محيطه الشخصي مما أراد من اللغة أولا ومما أحسن في تنظيمه كردود أفعال متزنة وهادئة رغم إطارها الحزين ومضامينها المؤلمة متحمسا لمسافاته لإخصاب لحنه الرثائي الموسيقي تاركا للمخيلة التحسس بأفعالها المؤثرة ضمن مستويات غير محدودة لقدراتها التهيجية وهو يقدم مقدماته التي يريد أن يفهمها الجميع ،
ص13

50 بالمئة من العمالة في مجمع بسماية السكني.. عراقية
 
بغداد � طريق الشعب
اعلنت دائرة الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل، امس الاربعاء، الاتفاق مع شركة هنوا الكورية على زج العمالة العراقية في مجمع بسماية السكني بنسبة 50 بالمئة.
وقال المدير العام لدائرة الحماية الاجتماعية والمدير العام لدائرة التدريب المهني وكالة، عزيز ابراهيم خليل، لوكالة "دنانير"، ان "وفدا من شركة هنوا الكورية التي تنفذ مجمع بسماية السكني اجرى زيارة الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فالتقيناه واتفقنا على زج 50 بالمئة من العمالة العراقية في مجمع بسماية السكني".
واضاف خليل، ان "الاجتماع مع وفد الشركة الكورية كان مثمراً، وتمخض عنه ايضا فتح دورات تدريبية في مركز تدريب الوزارة للعمال العراقيين قبل زجهم في مشروع بسماية لسد احتياجات الشركة من المهن المختلفة".

*******************
مباحثات  مع مصر بشأن مشروع الربط الكهربائي العربي
 
بغداد � طريق الشعب
اعلنت وزارة الكهرباء، امس الاربعاء، اجراء مباحثات مع وزير الكهرباء المصري حول مشروع الربط الكهربائي العربي وتطوير الكوادر المحلية، فيما اعربت مصر عن استعدادها لتقديم خدماتها من اجل دعم قطاع الكهرباء في العراق.  وقالت الوزارة في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "وزير الكهرباء قاسم محمد الفهداوي تباحث مع وزير الكهرباء المصري محمد شاكر المرقبي حول موضوع الربط الكهربائي العربي"، مشيرة الى ان "الجانبين ناقشا ايضا آفاق التعاون ونقل الخبرات بين الجانبين العراقي والمصري لتطوير الكوادر المحلية في ما يخص الانتاج والنقل والتوزيع للطاقة الكهربائية". وأضافت الوزارة ان "مصر اعربت عن استعدادها لتقديم خدماتها من اجل دعم قطاع الكهرباء في العراق بكل ما يمتلكون من خبرات وقدرات في هذا المجال". ويعد العراق إحدى الدول التي أسست لمشروع الربط الخماسي إلى جانب سوريا والأردن ومصر وتركيا والذي أصبح الآن يعرف بمشروع الربط الثماني بعد انضمام ليبيا ولبنان وفلسطين إلى المشروع.
 
*****************
خبير: الاعلان عن  الخصخصة في مؤتمر.. مبادرة غير مقبولة من هيئة الاستثمار
الشيوعي العراقي يحذر من خصخصة الشركات العامة
و من تأثير ذلك  على مستقبل العاملين فيها وعلى ضمان العدالة الاجتماعيةبغداد – طريق الشعب
تصدر بين فترة واخرى تصريحات  عن نية  الحكومة خصخصة الشركات والمصانع العامة، واحالتها الى الاستثمار، وكان اخر تلك التصريحات ما صدر عن رئيس هيئة الاستمثار الوطنية، سامي الاعرجي، الذي كشف عن نية الحكومة خصخصة 76 شركة عامة خلال 10 سنوات.
الموضوع الجديد القديم، لم تحسمه الحكومة، بعد، ولم تصدر عنها رؤية واضحة حول طريقة معالجتها للشركات العامة الخاسرة، على الرغم من الدعوات الصادرة من خبراء واحزاب وطنية تطالب الحكومة بتأهيل تلك الشركات، وتحذرها من خطورة الخصخصة على الاقتصاد الوطني, وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ومستقبل العاملين في تلك الشركات.
الحزب الشيوعي العراقي، الذي طالما اعلن موقفه الرافض لتوجه الحكومة الى  خصخصة الشركات العامة، يجدد اليوم ومعه خبراء اقتصاديون يحظون بمكانة وسمعة علمية كبيرة، تحذير الحكومة من خصخصة الشركات العامة، ويطالبها، باعادة تأهيلها وتطويرها حفاظا على الاقتصاد الوطني وضمانا لمستقبل العاملين فيها.
وقال رائد فهمي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لـ"طريق الشعب"، ان "الخصخصة ليست حلا سحريا، ولها تبعات كثيرة، منها الاحتكار والتحكم بتلك الشركات المباعة لها على أنها شركات غير مؤهلة تماما وخاسرة"، مبينا "لكن أذا حدثت الخصخصة فيجب أن تحدث مع مشاريع معينة تكون قد نفدت كل مؤهلات استمرارها وطبيعة تلك الشركات".
وكان سامي الأعرجي، قد قال الاحد الماضي، في كلمته خلال مؤتمر بلاتفورم السليمانية : إن "العراق يمر بوضع اقتصادي صعب بعد أحداث حزيران 2014، وهناك خطط  للإصلاح، منها خصخصة 76 شركة مملوكة للدولة خلال عشر سنوات بما يضمن حقوق  500 ألف موظف فيها، مع تطوير القطاع الخاص، وتعديل قانون الاستثمار الحالي والقطاع المصرفي".
على صعيد اخر دعا الخبير الاقتصادي احمد بريهي  الحكومة الى تأهيل الشركات والاستفادة  منها بدلا من خصخصتها.
من جانبه أضاف فهمي أن "أحد الخيارات المطروحة للنهوض بواقع هذه الشركات وبالاقتصاد العراقي هو الخصخصة ولكن ضمن حالات معينة ومنها, طبيعة الشركات، واعادة تأهيل تلك الشركات اذا كان المال الحكومي غير كاف، والبحث عن شركاء استراتيجيين من القطاعين الخاص والمختلط"،  مشترطا أن "يكون لدى الشركاء الامكانية العالية والكفاءات المميزة للنهوض بالواقع الصناعي والقدرة على متطلبات الانتاج الجيد وأن يسهموا في بناء هذا البلد من جديد شريطة أن تذلل الدولة لهم العقبات والمشاكل التي تواجههم للعبور الى الاصلاح وتفعيل القوانين المعطلة وتوفير البنى التحتية التي هي أساس كل مشروع أو عمل اقتصادي بحت".
وافاد نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، "أننا لسنا مع الخصخصة عموما لان القطاع العام في العراق عانى ما عانى من التضخم والبيروقراطية ويحتاج الى اصلاح وهو أحد العوامل التي تؤمّن العدالة الاجتماعية للمواطن والاقتصاد الوطني والقطاع العام أيضا"، مستطردا "الأفضل أن نعيد هيكلة تلك الشركات ومعالجة الامور الفنية والادارية  ,خاصة أن موضوع الخصخصة يواجه تحفظات شديدة وقلقا وخطرا للعاملين في تلك الشركات على مستقبلهم".
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، أحمد بريهي، لـ"طريق الشعب"، "هل يعقل بعد مرور ١٢ عاما  ان نقول بتخصيص 76 شركة تابعة للدولة ومملوكة لها خلال ١٠ سنوات؟"، مبينا ان "المنشآت الاقتصادية العامة ومنها الصناعية خاصة أصبحت طاقتها الانتاجية محدودة، والتكنولوجيا المستخدمة قديمة، ونظرا لتلك الاسباب ستكون تكاليف المنتج عالية ونوعية المنتج لا تستطيع المنافسة".
واكد بريهي "من هنا خصخصة الشركات العامة التي تحدث عنها رئيس هيئة الاستثمار خلال ١٠ سنوات، لن يكون لها تأثير على الاقتصاد العراقي"، مردفا "خاصة بعد أن ركنت الدولة تلك الشركات واهملتها لاسباب آيديولوجية، ولاسباب غير واضحة، ما ادى الى تعقيد المشكلة". واعتبر بريهي، "اعلان الخصخصة في مؤتمر، مبادرة غير مريحة وغير مقبولة من هيئة الاستثمار لان العراقيين ضجروا من هذه الاحاديث وملوا منها والمؤتمرات التي لا تجدي نفعا ولم يكسبوا منها شيئا"، داعيا الحكومة الى "اللجوء الى تأهيل الشركات والاستفادة منها بدلا من خصخصتها". الى ذلك، قالت إكرام عبد العزيز، عضو الهيئة الادارية لجمعية الاقتصاديين ، لـ"طريق الشعب"، ان "الخصخصة هي احد الاجراءات الحكومية التي تنتهجها الدول من اجل اصلاح واقعها الاقتصادي والتي تحمل جوانب عدة, منها البيع والمشاركة وطرح الاسهم والاكتتاب والسندات والعديد من الامور الاخرى، لكن بالنسبة للدول التي تبنت الخصخصة بصورة غير مدروسة أدت الى ضياع العوائد المترتبة عن تلك الاصول"، مشيرة "أما في العراق فهناك شركات مملوكة ومن الواجب اعادة هيكلتها، الا ان الخصخصة لا تعني التصفية".
وتابعت عبد العزيز "نحن نحتاج الى مسح دقيق وفني وشامل للجوانب كافة ذات الصلة بالشركة من النواحي الادارية والتنظيمية والتشغيلية للوقوف أمام مدى الحاجة للخصخصة"، مضيفة "ليس من الضروري أن تعني الخصخصة التصفية فيمكن أن يصار الى واقع اقتصادي للشركات واعادة ما يمكن أصلاحه لابقائها تحت مظلة الدولة وقد تكون هذه المشاريع ذات بعد اجتماعي واقتصادي".
 
 
*********************
النفط تفتتح ورشا لتحوير السيارات للعمل بالغاز بدلا من البنزين
 
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة النفط، مباشرتها فتح ورش لتحوير السيارات لتمكينها من العمل بالغاز بدلا من البنزين، مبينة أن ذلك سيكون "أجدى" للمواطن ولها على حد سواء.
وقال مكتب المستشار الإعلامي لوزير النفط، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الوزارة باشرت فعلاً تكوين ورش لتحوير السيارات لتمكينها من السير بالغاز"، مشيراً إلى أن "الوزارة قررت فتح محطات تزويد السيارات بالغاز، ما سيوفر من استهلاك البنزين وزيت الغاز (الكاز)".
وأضاف المستشار، أن "سعر الغاز سيكون أجدى للمواطن وللوزارة على حد سواء"، مبيناً أن "الوزارة قادرة على مد شبكات الغاز إلى المنازل والمجمعات السكنية، ما سيغني عدداً متزايداً من المواطنين عن الاسطوانات، ويحد كثيراً من الاحتكار والفساد والتهريب".
وأكدت الوزارة في بيانها، أنها "تستهدف أولاً الاهتمام بزيادة إنتاج الغاز الجاف، وايقاف حرق الغاز المصاحب الذي كان يقدر قبل أشهر بـ 2000- 2500 مقمق (مليون قدم مكعب قياسي)، تعادل قيمته 320-400 ألف برميل يومياً من النفط تقريباً، واستثماره بما يسمح باستخراج الغاز السائل المطلوب للاستعمالات اليومية والمنزلية، فضلاً عن الغاز الجاف للمحطات الكهربائية، اضافة الى استخراج الكثير من المشتقات الأخرى الضرورية للبتروكيمياويات وللأسمدة وغيرهما". وتابع المستشار، أن "تقارير الوزارة تدل على نجاحها في تخفيض حرق الغاز المصاحب إلى 1000 مقمق/ يوم، أي ما يعادل 160 ألف برميل نفط يوميا تقريباً".
************************
اوبك تتوقع انحسار تخمة المعروض وترفع انتاجها من جديد
النفط يرتفع بفضل هبوط المخزونات الأمريكية.. وتوقعات بتحسن الطلب العالمي
بغداد – طريق الشعب
ارتفعت أسعار النفط الخام، امس الأربعاء، بفضل توقعات هبوط آخر للمخزونات الأمريكية وبعدما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب على الخام في 2015.
فقد زاد الخام الأمريكي في عقود أقرب استحقاق دولارا واحدا إلى 61 دولارا و14 سنتا للبرميل قبل أن ينخفض إلى 61 دولارا و3 سنتات. بحسب ما اوردته وكالة "رويترز".
وصعد سعر العقود الآجلة لمزيج برنت 68 سنتا إلى 65 دولارا و56 سنتا للبرميل. وجاءت المكاسب بعدما قفزت أسعار الخام والبنزين والديزل الى أكثر من ثلاثة في المئة امس الاول الثلاثاء إذ يتوقع المتعاملون هبوطا أسبوعيا آخر في المخزونات الأمريكية.
وقدر معهد البترول الأمريكي أن يصل هبوط مخزونات الخام الأمريكي أربعة أمثال 1,7 مليون برميل خلص إليها استطلاع أجرته وكالة "رويترز" شمل خمسة محللين.
وقالت فيليب فيوتشرز ومقرها سنغافورة، امس الأربعاء "نتوقع تحركات صعودية في المستقبل في ظل توقعاتنا بانخفاض آخر في رقم المخزونات". وفيما يتعلق بالطلب رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2015 بمقدار 20 ألف برميل يوميا إلى 1,25 مليون برميل يوميا.
وعلى الرغم من انتعاش أسعار الخام في هذا الأسبوع لا يرجح المحللون تحقيق مكاسب كبيرة بسبب استمرار تخمة المعروض.
من جانب آخر، عبرت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن ثقتها بأن فائض المعروض في سوق النفط سينحسر مع تسارع الطلب وتباطؤ نمو إمدادات المنتجين غير الأعضاء في المنظمة بما يشير إلى أن استراتيجيتها الرامية الى السماح بهبوط الأسعار والتي تمسكت بها في اجتماع الأسبوع الماضي تؤتي ثمارها. وفي تقرير شهري أصدرته أوبك، بعد قرارها في الخامس من حزيران الإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير, أشارت المنظمة إلى أن توقعاتها بأن إمدادات المعروض من المنتجين المنافسين لها ستقل في النصف الثاني من العام بعد ارتفاعها في النصف الأول. وقالت أوبك، إن "الطلب على النفط سينمو بوتيرة أسرع من ما كان عليه في 2014". وقال خبراء اقتصاديون لدى أوبك، في التقرير "من المرجح أن تنحسر تخمة المعروض الحالية في السوق خلال الفصول المقبلة". غير أن التقرير ذكر أيضا أن "إنتاج الدول الأعضاء في أيار زاد 24 ألف برميل يوميا استنادا إلى بيانات من مصادر ثانوية وعزا ذلك إلى الإنتاج القياسي للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وزيادة إمدادات العراق وأنجولا". ويشير التقرير إلى أنه إذا أبقت أوبك على المعدل الذي ضخت به في أيار فستشهد السوق فائضا في المعروض قدره 440 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2015 بما يقل عن متوسط الفائض المتوقع للعام بأكمله والبالغ 1,66 مليون برميل يوميا.
غير أن فائض العام بأكمله يزيد على المستوى الذي توقعه تقرير الشهر الماضي والبالغ 1,52 مليون برميل يوميا.
 
*************************
قالت ان الكميات المسوقة من الحنطة المحلية تجاوزت مليوني طن
التجارة: العراق سيتحول الى مُصدّر للحبوب خلال العامين المقبلين
بغداد – طريق الشعب
اعلنت وزارة التجارة، امس الاربعاء، ان العراق سيتحول من مستورد للحبوب الى مصدر في العامين المقبلين نتيجة ازدياد كميات الحبوب المسوقة، مشيرة الى أن الكميات المسوقة من محصول الحنطة المحلية لمواقع الشركة تجاوزت مليوني طن.
وقال المدير العام للشركة العامة لتجارة الحبوب سعد فارس الحمداني، خلال كلمة العراق في مجلس الحبوب العالمي المقام في لندن، ان "العراق يبذل جهوداً مضنية لدعم زراعة الحبوب من خلال استخدام الاساليب الحديثة للزراعة"، مبينا ان "العراق سيتحول من مستورد للحبوب الى مصدر في العامين المقبلين".
واضاف الحمداني، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "هناك تقدما في زراعة الحبوب في جميع مناطق البلاد نتيجة الدعم الذي توليه الدولة العراقية لزراعة هكذا نوع من المحاصيل الاستراتيجية المهمة التي تشكل دعامة الامن الغذائي في العراق"، مشيرا الى ان "العراق تجاوز حدود المليوني طن من الحنطة خلال العام الحالي بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد".
وتابع الحمداني ان "العراق منفتح في استيراده على افضل المناشئ العالمية (الكندية � الامريكية � البرازيلية) لتوريد حاجاته من الحبوب لتغطية حاجة الاسر العراقية ضمن مشروع البطاقة التموينية المدعوم من الدولة العراقية منذ سنوات طويلة" .
يذكر ان مؤتمر الحبوب الدولى هو منتدى رفيع المستوى يجتمع فيه كبار ممثلي القطاع الخاص والمسؤولون الحكوميون ويضم في عضويته 27 عضوا منهم 17 عضوا مستوردون و10 اعضاء مصدرون .
وشارك العراق في المؤتمر بوفد ترأسه وزير التجارة وعدد من مديري الشركات في الوزارة.
وكان الحمداني، قد قال لوكالة "روتيرز"، امس الاول الثلاثاء، "نحتاج إلى الاستيراد نظرا لأن إعداد الخبز في العراق يتطلب نسبة مرتفعة من الجلوتين الذي تنخفض نسبته في قمحنا".
وأضاف "ولهذا السبب نحتاج الى استيراد 25 في المئة من احتياجاتنا. وعادة ما يحتاج العراق أربعة ملايين طن".
من جانب آخر، قال المعاون الفني في الشركة العامة لتجارة الحبوب هيثم جميل الخشالي في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الكميات المسوقة من الحنطة بلغت 2005223 طنا من الحنطة بأنواعها"، مشيراً إلى أن "الكميات المسوقة توزعت بين المحافظات كافة بنسب متفاوتة".
وأضاف الخشالي أن "محافظة واسط جاءت في المرتبة الاولى من حيث الكميات المسلمة والتي بلغت 511275 طنا، في حين بلغت الكميات المستلمة في مراكز تسويق بغداد 290406 اطنان"، مبيناً أن "الكميات المسوقة في محافظة كركوك بلغت 59402 طن، اضافة الى كمية 40632 طنا من محافظة صلاح الدين".
وأشار الخشالي إلى أن "الكميات المسوقة من اقليم كردستان بلغت 174279 طنا توزعت في السليمانية 6449 طنا ودهوك 71394 طنا واربيل 96336 طنا" .
وتقدر كميات مفردات البطاقة التموينية الواجب توفرها سنوياً بواقع أربعة ملايين و400 ألف طن من الحنطة.
الى ذلك، كشف مصدر حكومي في ديالى، عن تسويق اكثر من 120 الف طن من القمح الى مخازن التسلم الرئيسة في المحافظة، متوقعة تجاوز الانتاج الى اكثر من 150 الف طن للموسم الحالي، بانخفاض بلغ قرابة 30 بالمئة عن الموسم الماضي نتيجة التدهور الامني.
وقال مصدر مسؤول في زراعة ديالى،  ان مخازن تسلم  محاصيل الحبوب في بعقوبة وناحية بني سعد تسلمت اكثر من 12 الف طن، مشيرا الى ان عمليات الحصاد والتسويق مستمرة الى نهاية الشهر الجاري.
واكد المصدر تسويق قرابة 15 الف طن من الشعير حتى الان ضمن الآليات والضوابط المعتمدة، مشيرا الى اتباع آليات من شأنها تسهيل وتسريع عملية التسويق ورفع الاعباء والمشاكل عن كاهل المزارعين.
ورجح المصدر تسويق اكثر من 150 الف طن من القمح للموسم الحالي  وبنسبة انخفاض 30 بالمئة عن الموسم الماضي بسبب الاضطرابات الامنية والغاء الخطط الزراعية في مناطق التوتر والمواجهات الامنية.
وبلغ انتاج القمح في ديالى في الموسم الماضي اكثر من 225 الف طن، الا ان الكثير من المزارعين لم يتمكنوا من تسويق المحصول بسبب اجتياح تنظيم "داعش" الارهابي مناطق وقصبات زراعية عدة ونزوح المزارعين الى مناطق اخرى.
وتضمن الخطة الشتوية في ديالى في الموسم الحالي انتاج 314 الف دونم للقمح و40 الف دونم للشعير واستثناء المناطق التي اجتاحها ارهابيو "داعش" من الخطة بسبب سيطرة الارهابيين على عدد من النواظم الاروائية الرئيسة شمال شرقي ديالى.
ص14
معيار المحاكمة العادلة
زهير كاظم عبود
تشكل المحاكمة العادلة عمودا أساسيا تستند عليه دولة القانون، وتشكل هاجسا ومطلبا نصت عليه اللوائح والاتفاقيات الدولية،  وأعتبر الالتزام بمعاييرها العادلة شرطا من شروط تأسيس دولة القانون وحقا من الحقوق الأساسية التي أكدها الدستور.
كما أن من بين أهم الأهداف التي ينظمها قانون أصول المحاكمات الجزائية الوصول إلى العدالة عبر مراحل وإجراءات  التحقيق والمحاكمة، واعتمادا على المساواة بين الأفراد التي أكدها الدستور ونصت عليها القوانين، وتطبيق الضمانات التي أكدها الدستور العراقي في حماية الحرية الشخصية ونص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل عام والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الموقعة من قبل العراق بشكل خاص ، وعدم تقييد تلك الحرية إلا وفقا للضوابط والنصوص التي أكدها القانون.
ويسعى كل إنسان الى نيل العدالة في جميع الشرائع والقوانين  باعتبار أن هذا الأمر حق أساسي ومرتبط بقيمته الإنسانية،  بالنظر لكون النصوص التي وردت ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي صادقت عليها جميع الدول  باعتبارها نصوصا دولية متفق عليها تسعى في سبيل حفظ حياة وكرامة وحقوق  الإنسان  من الانتهاكات، ان تلزم الحكومات بإجراء المحاكمات العادلة والمحايدة والمنصفة للبشر،   دون أي اعتبار  حيث تنص المادة العاشرة منه على ما يلي   : (( لكل إنسان، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة، نظراً منصفاً وعلنياً، للفصل في حقوقه والتزاماته وفي أية تهمة جزائية تُوجَّه إليه)).
فأن الأنصاف والعدالة والحياد والمساواة من بين أبرز الصفات التي يتوجب على المحكمة أن تتصف بها، وما عليها من ضوابط العمل القضائي أن تلتزم بها.
أما نصوص العهد الدولي فقد أكدت المادة 14 على ما يلي  :  ((   من حق كل فرد أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من  قِبَل محكمة مختصة مستقلة  حيادية  منشأة بحكم القانون )).
ومن أجل أن تتوفر القناعة بوجود محاكمة عادلة لابد من توفر عدد من الشروط الأساسية، سواء التي يتم تطبيقها في مرحلة التحقيق أوفي  مرحلة المحاكمة، ومن أجل أن يتم هذا التطبيق لابد للمحكمة أن تلتزم بجميع النصوص التي وردت كضمانات أساسية للمواطن  في باب الحقوق والحريات للمواطن في الدستور والقوانين الأخرى، وأن تكون هناك هيئة قضائية مستقلة تتمسك بتطبيق القوانين بأمانة ،  وأن تكون قرارات تلك الهيئة قابلة للتمييز والتدقيق من قبل هيئة قضائية أخرى.
وسعيا لتحقيق المحاكمات العادلة ينبغي أن تتوفر الضمانات الكفيلة بحماية الحقوق في مرحلة التحقيق، واعتمادا على المبادئ العامة التي وردت في الدستور، من أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، وأنه لا عقاب على فعل او امتناع إلا بناء على قانون ينص على تجريمه وقت ارتكابه، وأن حق الدفاع مقدس  ومكفول في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة، ولايجوز إيقاع عقوبات لم ينص عليها القانون، وأن للمتهم حق الصمت،  وتتم إحالة المتهم الى المحكمة المختصة عند توفر الأدلة الكافية للإحالة، وأن تتم محاكمته محاكمة  قانونية عادلة  وعلنية،  وغيرها العديد من تلك المبادئ التي يتم اعتمادها في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة، حيث أن لكل فرد الحق في  أن تتم معاملته معاملة عادلة في الإجراءات القضائية.
ومن بين أهم المعايير في المحاكمة العادلة توفر الضمانات القانونية لأطراف القضية الجزائية ،هذه الضمانات وردت ضمن نصوص الدستور والقوانين الجزائية، العقابية منها أو التنظيمية، ومن بين أهم تلك الضمانات استقلالية القضاء، والمحاكمة العلنية، وطرق الطعن في القرارات القضائية، وسرعة انجاز وحسم القضية.
واعتماد الدستور نظرية الفصل بين السلطات يؤكد على استقلالية السلطة القضائية وتخصص كل سلطة بما أنيط بها من مهام، ومع وجود التعاون والتنسيق والانسجام والتكامل بين السلطة التشريعية والتنفيذية مع السلطة القضائية، ومن هذه السلطات تتشكل السلطات الاتحادية، إلا أن مسألة تحقيق العدالة في الأحكام والقرارات مناطة حصرا بالقضاء، ولا سلطة عليه غير سلطة القانون، حيث لم يجوز الدستور لأية سلطة أخرى التدخل في القضاء أو في شؤون العدالة.
أن تعزيز الحق والعدالة في المحاكمة العادلة وفقا للمعيار التي  نصت عليها النصوص التي تنظم عمل المحاكم واختصاصاتها وأنواعها، فأن تطبيق المحكمة لتلك المعايير والتزامها بتوفير تلك الضمانات يجعل من تلك المحاكمات التي تجريها تصب في مجرى العدالة.
وكما ذكرنا سابقا من أن الإجراءات التي يتم تطبيقها في مرحلة التحقيق قبل المحاكمة  باعتبارها تشكل مرحلة تعد جزءاً  من موجبات المحاكمة، حيث تنتهي القضية أما بغلقها والإفراج عن المتهم أو براءته لعدم توفر الأدلة ضده، أو أن الأدلة لا تكفي لأحالته الى المحكمة المختصة وبالتالي يتم غلق التحقيق والإفراج عنه، أو أن تتوفر القناعة والأدلة التي تكفي لأحالته للمحاكمة الى المحكمة المختصة والتي ستلتزم أيضا بتطبيق تلك المعايير في مرحلة المحاكمة .
 
والمعيار الذي تلتزم به سلطات التحقيق:
 
1- المساواة أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو الدين أو المذهب الديني أو العقيدة أو الرأي.
2- أن لكل مواطن الحق في الحياة والأمن والحرية ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق او تقييدها إلا وفقا للقانون وبناء على قرار صادر من جهة قضائية مختصة، وأنه لا يجوز التوقيف في غير الأماكن المخصصة لذلك.
3- حق التقاضي مصون ومكفول للجميع، وأن لا جريمة ولا عقوبة إلا بمقتضى نص قانوني
4- حق الدفاع مقدس ومكفول في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة.
5- حق الاطلاع على الشكوى وعلى سبب القبض عليه،  وان لا يجوز توقيف الشخص والتحقيق معه إلا بموجب أمر من قاض مختص.
6- حق المتهم بعرض الأوراق التحقيقية في مرحلة التحقيق الابتدائي على القاضي المختص خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة.
7- حق الاستعانة بمحام وعند عدم تمكنه أن توفر له السلطات القضائية محام ينتدب للدفاع عنه وتتحمل الخزينة العامة أتعاب المحامي المنتدب.
8- حق المتهم بالصمت وأن لا يتم أجباره على الإجابة عن الأسئلة التي يتم توجيهها إليه، وعدم اعتبار هذا الصمت دليلا ضده. 
9- الحق في سرعة المثول أمام قاضي التحقيق المختص.
10- حق الاستعانة بمترجم أو خبير.
11- حق الطعن في القرارات الصادرة من قاضي التحقيق أمام محكمة الجنايات المختصة.
12- حظر اللجوء الى  التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية وان لا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب ، وانسجاما مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء في المادة ( 5 ) منه :  لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، مثلما جاء في المادة ( 7 ) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية : لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة. وعلى وجه الخصوص، لا يجوز إجراء أية تجربة طبية أو علمية على أحد دون رضاه الحر، نص الدستور العراقي في الفقرة ج من المادة ( 37 ) على تحريم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقا للقانون.
13- حق المتهم بالاتصال بالعالم الخارجي والاتصال بموكله.
14- حق المتهم في التعامل الإنساني بما يليق بكرامة الإنسان في التوقيف
أما في مرحلة المحاكمة فيتم تطبيق أهم المعايير لضمان المحاكمة العادلة وهي :
1- استقلالية القضاء
2- المساواة أمام القانون وحق الفرد في المعاملة القضائية العادلة وأمام هيئة قضائية متشكلة من قضاة اعتياديين ووفقا للقانون.
3- الحق في علنية المحاكمة إلا إذا قررت المحكمة جعلها سرية لاعتبارات قانونية
4- المتهم بريء حتى تثبت إدانته
5- أن لايسري القانون الجزائي بأثر رجعي إلا في حال كونه الأصلح للمتهم.
6- أن لا تجوز محاكمته عن ذات التهمة مرتين.
7- أن تنتدب المحكمة للمتهم محاميا على حساب الخزينة إن لم يكن له محاميا للدفاع عنه، وأن يتمكن المحامي المنتدب من الاطلاع على الأوراق التحقيقية، وتوفير وقت كاف لتمكينه من الاتصال بموكله والدفاع عنه.
8- سرعة حسم القضية الجزائية  الخاصة بالمتهم والمنظورة أمام المحكمة الجنائية وأن يتم إعلامه بالحكم الصادر في القضية.
9- حق المتهم في الطعن تمييزا بقرارت المحكمة لتدقيقها من هيئة أعلى من المحكمة التي أصدرت القرار. 
وإذا كانت استقلالية القضاء العراقي قد نص عليها الدستور من خلال نص المادة (47) التي تؤكد على الفصل بين السلطات، ومن خلال نص المادة (87) التي تؤكد على استقلالية السلطة القضائية أيضا ، فأن هذه الاستقلالية تمنح العدالة مداها الأوسع من أجل أثبات الحقيقة والوصول الى الحكم العادل ،  وتجعل المهمة القضائية مستند على أسس متينة ويطمئن أطرافها  لتأخذ دورها الحقيقي من خلال انعكاس تلك الاستقلالية على العمل القضائي،   وهذه الاستقلالية بالتأكيد توفر الحياد وتجعل الأطراف مطمئنة ، من خلال تلك الضوابط التي نص عليها الدستور وأكدتها القوانين، وتبقى تلك النصوص لا قيمة لها أذا لم تقترن بالتطبيقات العملية على أرض الواقع.  ومن أهم مبادئ السلطة القضائية هو أن يكون القضاء مختصا لوحده في الفصل بتلك القضايا التي يتم عرضها عليه، وأن لا تتعرض الهيئات القضائية إلى التدخل في عملها بأي شكل من الأشكال، وأن لا تحكمها سلطة غير سلطة القانون . ويجب أن يتمتع القضاة بحرية الحكم في المسائل المعروضة عليهم استناداً إلى الحقائق الثابتة وبموجب القانون، بعيداً عن التدخل أو المضايقة أو التأثير من جانب أي فرع من فروع الحكومة أو الأفراد بصفتهم الشخصية. وقد وضعت هذه المعايير في "وثيقة المبادئ الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية" (للأمم المتحدة) التي تتضمن المعايير اللازمة لضمان الحفاظ على استقلال السلطة القضائية واختصاصاتها، وبصفة خاصة فيما يتعلق بأسلوب تعيين رجال القضاء وتثبيتهم في وظائفهم وتحديد جهة نظر القضايا، وعزل رجال القضاء من مناصبهم،  ومعنى اشتراط الحياد في المحاكم، أن على القاضي ألا تكون له آراء مسبقة في أية قضية ينظرها، وألا تكون له مصلحة في النتيجة التي ينتهي إليها نظر القضية.، وأن لا يقع تحت تأثير أي سلطة أخرى، وأن تتاح له فرصة العمل والتدقيق  بعيداً عن أي تأثير،  مباشر كان هذا التأثير أو غير مباشر، وبعيدا عن الأغراء والتهديد أيا كان مصدره، وإلا تكون له مصلحة في النتيجة التي انتهت إليها القضية أيضا.
هذه الضمانات تعد من الأسس التي تعتمدها السلطة القضائية المستقلة وصولا إلى تحقيق شروط المحاكمة العادلة، ويرتبط تحقيقها بالشكل الأمثل حين تلتزم السلطة التنفيذية أيمانا منها بتحقيق شروط دولة القانون بعيدا عن التعصب والأهواء السياسية والتزاما منها باستقلالية القضاء واحترام قراراته وأحكامه، أن تعكس ذلك الالتزام فعلا على الواقع، وأن تسعى جميع الجهات ذات العلاقة الى الالتزام بكافة الحقوق التي وردت ضمن باب الحريات والحقوق في الدستور أو في نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو في  جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعها ووافق عليها العراق، وأصبحت جزءا من نظامنا القانوني، حينها سيشعر المواطن حقا أن ملاذا حقيقيا يمكن أن يلوذ به لدرء مخاطر ما يمكن أن يصيبه من التعسف والظلم والتعصب، وأن يتم تطبيق جميع بنود تلك الاتفاقيات ضمن نصوص القانون الوطني.
القانون ضرورة من ضرورات الحياة وتقاس الشعوب بدرجة تقدمها وتطورها القانوني، الذي وهو الأداة التي يستطيع من خلالها المشرع تنظيم علاقات الأفراد وتحقيق العدالة، ولن تتحقق العدالة إلا بمعايير وضوابط تعتمدها السلطات القضائية في التطبيق، هذه المعايير والضوابط هي الطريق الذي يمهد للعدالة أن تحل في فضاء الأحكام والقرارات التي تصدرها المحاكم والقضاة.  في زمن عراقي جديد نطمح إلى تأسيس دولة القانون،  يعتمد الدستور فيه ضمن فصل الحريات الأساسية للمواطن حقوقا ثابتة ينبغي تطبيقها فعلا،  والعمل على إشاعة ثقافة حقوق الإنسان التي أصبحت ضمن نصوصها التي التزم بها العراق،  سواء بإقرارها وطنيا أو بما التزم به العراق في المعاهدات والاتفاقيات الدولية اللاحقة  والتي ينبغي أيضا أن تنعكس على واقع الحياة وعلى نصوص القوانين الوطنية تحقيقا للعدالة، والمحاكمة العادلة جزء من هذا الواقع.
ص15
مونتويا أول الراحلين عن برشلونة ..!
 
طريق الشعب - وكالات
بعد أن قام الفيس بتجديد تعاقده مع برشلونة وتعاقد النادي مع فيدال أصبح لزاماً على مونتويا الرحيل خارج صفوف برشلونة حيث يرى اللاعب أنه قد فقد فرصته في التواجد في تشكيلة الفريق .
ويسعى مونتويا لوجود فرصة انتقال في الانتقالات الصيفية في ظل أهتمام عدة أندية بالتعاقد معه لتدعيم الصفوف لكنه لم يستقر على وجهته المقبلة بعد والتي قد تكون الدوري الإنجليزي بصورة كبيرة .
 
 
*********
 
المحترف السوري محمد الواكد في أمانة بغداد
تركت الزوراء بسبب ظروف عائلية والدوري العراقي تنقصه الملاعب وتنظيم أوقات المباريات
 
عمار فاروق عبدول
منذ خمسة مواسم يتوافد اللاعبون المحترفون إلى الدوري الكروي العراقي من مختلف الجنسيات العربية والعالمية ومن مختلف القارات، منهم من أثبت جدارته في الفريق الذي يمثله والبعض الآخر لم يقدم المستوى المطلوب، ومن اللاعبين الذي استطاع أن يسلط الضوء عليه وجعل الصحافة تكتب عنه هو اللاعب الدولي السوري مهاجم فريق أمانة بغداد محمد الواكد، يحل اليوم ضيفاً على صفحات صحيفة (طريق الشعب) عبر الحوار الآتي:
 
حدثنا عن بداياتك ؟
البداية الكروي كانت مع فريق المجد والتدرج معه بعدها لعبت لنادي الشرطة ومن ثم مثلت فريق الجيش، بعدها حصلت على فرصة الاحتراف في الدوري العراقي وقعت للزوراء لكن ذلك لم يستمر وبعدها مثلت فريق بغداد من الموسم الماضي وتم تجديد عقدي للموسم الجديد.
لماذا وقعت للزوراء وثم تركت الفريق؟
نعم وقعت للزوراء ولكن لأسباب عائلية لم استطيع تكملة المشوار وتمثيل فريق الزوراء.
 
وما هي تجربتك مع فريق بغداد ؟
فريق بغداد من الفرق الجيدة والمميزة وله مكانته في الدوري العراقي واشعر بالارتياح مع الفريق ومع زملائي اللاعبين.
 
وكيف تجد مستوى الدوري العراقي ؟
في الحقيقة الدوري العراقي من الدوريات الجيدة ولكن ينقصه الملاعب والتي هي أهم شيء، بالإضافة إلى تنظيم توقيت المباريات اذ يجب أن تعلب المباريات في وقتها المحدد ومن دون تأجيل، فلو تحققت هذه الأمور سيكون الدوري العراقي من أفضل الدوريات في المنطقة.
 
وكيف رأيت مستوى المحترفين الأجانب ؟
الحقيقة مستوى اللاعبين المحترفين الأجانب في الدوري العراقي جيد ونحن نتحدث عن محترفي الموسم الماضي فهم إضافة قوية وكبيرة إلى الدوري وكل واحد منهم يتمتع بمواصفات فنية رائعة.
 
وكيف تجد مستوى فريق بغداد الآن ؟
الفريق تعادل حتى الان في ثلاث مباريات في الدوري النهائي، ونسعى إلى تقديم الافضل في مباريات الإياب من اجل العبور إلى المربع الذهبي. 
 
ما أجمل وأسوأ مباراة لك في الدوري؟
أجمل مباراة كانت ضد فريق نفط الجنوب في البصرة، أما أسوأ لقاء فكان ضد الطلبة
في أي مركز تحب أن تلعب؟
منذ بدايتي الكروية وأنا في مراكز الهجوم فأنا أحب هذا المركز، واجد نفسي ناجحاً في تسجيل الأهداف.
 
وما أصعب المدافعين الذي واجهتهم؟
جميع من واجهتهم في المباريات على مستوى وأداء جيد.
 
كلمة أخيرة ؟
أتمنى أن يعم الأمن والأمان على الشعبين العراقي والسوري.
 
 
***********
اليوم في طوكيو
منتخبنا يقابل اليابان ودياً
 
طريق الشعب - وكالات
ضمن أطار استعداداته للتصفيات المزدوجة لقارة آسيا الخاصة بكأس أمم آسيا وكأس العالم، يخوض منتخبنا الوطني اليوم الخميس لقاء وديا مهما مع نظيره ومضيفه الياباني.  ويتواجد منتخبنا الوطني منذ أيام في العاصمة اليابانية طوكيو تحضيراً لملاقاة أصحاب الأرض والجمهور في لقاء ودي استعدادي للطرفين، يسعى من خلاله المدرب أكرم سلمان إلى خلق روح التجانس بين اللاعبين.  يذكر أن منتخبنا الوطني يغيب عنه في لقاء اليوم لاعبون عدة على رأسهم المهاجم يونس محمود بسبب ارتباطه بالامتحانات الدراسية، وعلاء عبد الزهرة وامجد كلف واحمد إبراهي? للإصابة، وعلي عدنان للعقوبة
 
الصناعة يضيّف السماوة في نهائي دوري الدرجة الأولى
 
خاص-طريق الشعب
يضيف فريق الصناعة متصدر المجموعة الأولى عصر يوم السبت المقبل، عند الساعة الرابعة نظيره السماوة متصدر المجموعة الثانية في المباراة النهائية لتحديد بطل دوري الدرجة الأولى العراقي.  وكان من الممكن أن تجري أحداث المباراة على أديم ملعب الشعب الدولي غداً الجمعة، ولكن أعمال صيانة أرضية الشعب، حالت دون أقامة المباراة في موعدها ومكانها. يذكر أن الفريقين عادا من جديد إلى دوري الأضواء للموسم المقبل 2015- 2016 بعد أن تصدر كل منهما مجموعته في الدوري التأهيلي الممتاز.
 
إبراهيم سالم مدرباً لحراس الشرطة
 
خاص-طريق الشعب
أعلنت الهيئة الإدارية لنادي الشرطة الاتفاق بشكل نهائي مع مدرب حراس المرمى إبراهيم سالم لقيادة تدريبات الفريق خلال المدة المقبلة، بعد عدم الوصول إلى اتفاق مع المدرب عبد الكريم ناعم.  وباشر سالم أولى وحداته التدريبية مع الفريق يوم أمس الأربعاء، تمهيداً للقاء فريق الشرطة نظيره نفط الوسط النجفي يوم الثلاثاء القادم، والتي تأتي ضمن الأدوار النهائية من دوري النخبة العراقي لكرة القدم. واتخذت إدارة نادي الشرطة قرارها بتسمية إبراهيم سالم مدرباً لحراس المرمى بعد عدم الاتفاق مع المدرب عبد الكريم ناعم للاستمرار مع الفر?ق الأخضر.
 
 
*********
سيميوني يكشف اهداف الاتلتيكو في الصيف
 
طريق الشعب - وكالات
كشف الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لنادي أتلتيكو مدريد لكرة القدم، في مقابلة مع صحيفة "أ س" الأسبانية عن رغبته في الحصول على خدمات مواطنيه كارلوس تيفيز ولوسيانو فيتو في الموسم المقبل. وأكد سيموني أن ناديه يتحدث في الوقت الراهن مع وكيل أعمال تيفيز الذي قدم موسما رائعا مع يوفنتوس.
وقال سيميوني: "الحصول على لاعب مثل تيفيز أمر مثير للشغف، إنه يتمتع بكل ما تتطلبه هذه اللعبة: الحماس الكبير بالإضافة إلى عدد الأهداف التي يستطيع تسجيلها في كل موسم، سيشكل دعما مثاليا نظرا للطبيعة الخاصة التي تتميز بها كرة القدم في أتلتيكو مدريد".
وأبدى سيميوني اهتمامه أيضا بالتعاقد مع فيتو، أحد أبرز اللاعبين في صفوف فيا ريال في الموسم الماضي.
وأضاف: "إنه هدف بالنسبة لنا وللإدارة أيضا، نقترب من ضمه وأتمنى أن ينضم إلينا في الموسم المقبل لأنه لاعب كرة قدم يتميز بصفات استثنائية من وجهة نظري".
وتابع: "أعرفه جيدا على المستوى الشخصي لأنني كنت أتولى تدريبه في ريسينج، لقد منحته فرصة الانطلاق، أتمنى انضمامه لأنه سيشكل دعما مهما للغاية".
وأشار سيميوني إلى احتمالية استعادة المهاجم الكولومبي رادميل فالكاو الذي يلعب لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي في الوقت الحالي: "لقد تحدثنا في الموسم الماضي معه، إنه لاعب طالما أثار اهتمامنا، موضوع فالكاو لم يكن محلا للنقاش مع الإدارة الرياضية، لقد قدم لنا الكثير ولكن الإدارة الرياضية لا تسير في هذا الاتجاه".
 
 
*******
 
برافو: أتمنى نقل تجربة برشلونة إلى تشيلي
طريق الشعب - وكالات
أكد حارس مرمى منتخب تشيلي لكرة القدم كلاوديو برافو أنه يرغب في أن يحظى بلحظات رائعة مع منتخب بلاده مماثلة لتلك التي عاشها مع برشلونة في الموسم المنصرم بعد أن فاز بجميع الألقاب في اسبانيا وأوروبا. وقال برافو الذي كان مع أرتورو فيدال أخر اللاعبين المنضمين لصفوف منتخب تشيلي نظرا لاشتراكهما في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا السبت الماضي ببرلين "أنا سعيد لكل ما حدث هذا الموسم، لقد كان حلما، أنا سعيد للغاية للمشهد الكبير الذي ينتظرنا في كوبا أمريكا التي تحمل تحديا كبيرا لنا، نرغب في الحصول على الجائزة الكبرى ألا ?هي الكأس، هناك أجواء رائعة داخل الفريق". وفاز برافو مع برشلونة بالألقاب الثلاثة (الدوري والكأس ودوري الأبطال) التي نافس عليها النادي الأسباني، ويستعد حاليا لمواجهة تحدي الحصول على كأس كوبا أمريكا التي تنطلق منافساتها الخميس في تشيلي. وتحدث برافو عن المباراة الافتتاحية للبطولة قائلا "أتينا من دون لاعبين مصابين، كنا نعاني  نقصا عدديا في المونديال، الجميع في حالة طيبة، الأمر يتوقف علينا وعلى حسن تفكيرنا، نحن جاهزون بشكل جيد، ولدينا مباراة صعبة أمام الإكوادور".
 
 
***********
بنيتيز يجتمع بقادة مدريد
 
طريق الشعب - وكلات
كشفت تقارير صحفية، ان رافاييل بينييتز، مدرب فريق ريال مدريد، وصيف بطل الدوري الاسباني لكرة القدم، اجرى حوارا مع كل من ايكر كاسياس وسيرجيو راموس قادة الفريق الملكي، ويسعى المدرب الاسباني لتجنب مشاكل وصراعات داخل الفريق.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ماركا" الاسبانية، فإن "بينيتيز اعتبر من الضروري ان يجري حواراً مع كل من كاسياس وراموس كونهما قادة الفريق، ولهما وزن كبير  داخل غرفة خلع الملابس، ويريد أن يكون هناك حوار دائم معهما قبل البدء في العمل اليومي للفريق". وقد جدد بينيتيز ثقته في كل من كاسياس وراموس، بالرغممن ان اللاعبين ليس لديهما دعم كبير من ادارة النادي الملكي، واحد الاسباب التي جعلت فلورنتينو بيريز يقيل كارلو انشيلوتي كان بسبب شعوره ان الايطالي لم يعد يتحكم في غرفة خلع الملابس، وهو الامر الذي جعله يطالب بينيتيز بإسترجاع ?لسيطرة على اللاعبين". وتشير الصحيفة الاسبانية ان "فلورنتينو بيريز اعرب عن غضبه اتجاه انشيلوتي بشأن كيفية ادارته لغرفة خلع الملابس، وهي نظرية التي لا يتفق معها المدير الفني الايطالي"..
وعلى ما يبدو، فإن بينيتيز يرغب في التحكم في كل شيء واستعادة السيطرة على غرفة خلع الملابس، وهو الذي يعتبر من المدربين الصارمين في قراراتهم واظهر ذلك في كل الفرق التي مر فيها.
 
*******
 
الكشف عن موعد اختيار
خليفة بلاتر
 
طريق الشعب - وكالات
ستعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، اجتماعا طارئا في تموز المقبل، لمناقشة مواعيد انتخابات رئاسة الاتحاد لاختيار بديل لسيب بلاتر الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي.. وقال الفيفا في بيان إن "هناك العديد من المواعيد المقترحة" للجمعية العمومية غير العادية ولم يؤكد تقريرا من هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن إقامتها في 16 كانون الأول". وفي الأسبوع الماضي قال دومينيكو سكالا، الرئيس المستقل للجنة المراجعة والتحقق والمسؤول عن إدارة الانتخابات، إن الانتخابات يمكن أن تقام في الفترة بين كانو? الأول وآذار. وقال متحدث باسم الفيفا في بيان لرويترز "هذا يحتاج إلى اجتماع طارئ من اللجنة التنفيذية للفيفا من اجل التأكيد على موعد وجدول أعمال الجمعية العمومية غير العادية للفيفا"، مضيفاً ان "اللجنة التنفيذية ستجتمع لتحديد موعد الاجتماع بدقة خلال أسبوع، هناك العديد من المواعيد المقترحة للانتخابات وسيتم مناقشتها خلال الاجتماع".
 
 
****************
بيلباو بطلا للدوري ومدريد يهبط بالأهداف الإسبانية!
 
طريق الشعب - وكلات
وفقا لجدول أصدرته هيئة الإذاعة البريطانية، فإن فريق ريال مدريد، وصيف الدوري الإسباني لكرة القدم، سيهبط إلى الدرجة الثانية في حال اعتماد الأهداف التي سجلها اللاعبون الإسبان فقط في مباريات الدوري.وحسب الجدول الذي تم خلاله استثناء الأهداف التي سجلها اللاعبون الأجانب، فإن فريق أتلتيك بيلباو سيفوز بالدوري برصيد 70 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن فريق فالنسيا الذي سيجمع 67 نقطة.ويأتي حسب الجدول فريق برشلونة في المركز الرابع برصيد 61 نقطة، فيما يأتي ريال مدريد والميريا وقرطبة في المراكز الثلاثة الأخيرة، مما يعني هبوطهم إلى الدرجة الثانية.
ويعد اللاعبون الإسبان الأقل تسجيلا للأهداف في فريق ريال مدريد، حيث سجلوا 14 هدفا من أصل 118 هدفا، فيما جاءت الأهداف الـ89 الأخرى عن طريق رونالدو وبنزيمة وخيميس وبيل.في المقابل سجل اللاعبون الإسبان لبرشلونة 19 هدفا وهم بيدرو وبيكيه وتشافي وراميريز والحدادي وباترا والبا وبوسكيتش، من أصل 110 أهداف هي مجموع ما سجله الفريق بالكامل، منها 91 هدفا سجلها اللاعبون الأجانب وهم ميسي ونيمار وسواريز وراكيتيتش وماثيو والكانتارا.
 
 
**********
كوبا امريكا تنطلق وسط تنافس خماسي..
ميسي على إنهاء صيامه الدولي.. والبرازيل على تعويض خيبة 2014
طريق الشعب - وكالات
تبدو الارجنتين مرشحة قوية لانهاء صيام بلغ 22 عاما في مسابقة كوبا امريكا لكرة القدم التي تنطلق الخميس في تشيلي حتى 4 تموز المقبل، فيما تبحث البرازيل عن تعويض خيبتها التاريخية في مونديال 2014 على ارضها.
 
وستكون النسخة الـ 44 من البطولة القارية في اميركا الجنوبية مثيرة نظرا للاسماء التي ستطارد المستديرة في 8 مدن تشيلة على مدى 3 اسابيع، وتنطلق المسابقة الخميس بين تشيلي المضيفة والاكوادور على الملعب الوطني في سانتياغو.
ومن المنتخبات الـ12 المشاركة، تبرز اسماء سيدخل بعضها تاريخ اللعبة خصوصا الارجنتيني ليونيل ميسي بالاضافة الى زميله في برشلونة الاسباني البرازيلي نيمار والكولومبي خاميس رودريغيز والتشيلي اليكسيس سانشيز والاوروغوياني ادينسون كافاني، لكن مواطن الاخير المهاجم لويس سواريز سيغيب لايقافه دوليا بسبب عضه الايطالي جورجيو كييليني في مونديال 2014.
وتأتي المسابقة في اسوأ مرحلة يمر فيها اتحاد اميركا الجنوبية "كونميبول" نظرا لتورط ابرز مسؤوليه في فضائح فساد واحتيال وتبييض اموال على غرار الباراغوياني نيكولاس ليوز والبرازيلي جوزيه ماريا مارين.
وكان ميسي (28 عاما) عملاق انجازات برشلونة الموسم المنصرم ويتجه بثبات نحو احراز كرته الذهبية الخامسة في مسيرته الماسية. لكن ابن روزاريو لم يتمكن حتى الآن من الفوز باي شيء مع منتخب بلاده باستثناء ذهبية اولمبياد بكين 2008، وهو اهدر الصيف الماضي فرصة ذهبية لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وفي ان يصبح على المستوى ذاته من مواطنه الاسطورة دييغو أرماندو مارادونا الذي قاد "لا البيسيليستي" الى لقبها العالمي الاخير عام 1986 في مونديال المكسيك وذلك بعدما وصل الى نهائي مونديال البرازيل 2014 قبل ان يسقط في العقبة الاخيرة ام?م الألمان (صفر-1 بعد التمديد).
يقول ميسي الذي كان قريبا من احراز لقب المونديال قبل ان يحرمه الالماني ماريو غوتسه في الوقت القاتل من خوض ركلات ترجيحية امام المانيا: "هدفنا هو التتويج هذه السنة، من الرائع اللعب مع المنتخب الوطني وان اكون قائدا له".".
وينوي ميسي الثأر لنفسه بعد مواجهته صافرات الاستهجان من قبل جماهيره في النسخة الاخيرة على ارضه في 2011 عندما خرج من ربع النهائي امام الاوروغواي التي احرزت اللقب على حساب الباراغواي 3- صفر.
ويحظى منتخب الارجنتين بأهم قوة هجومية في البطولة بوجود ميسي وسيرخيو اغويرو هداف الدوري الانكليزي مع مانشستر سيتي وكارلوس تيفيز المتألق مع يوفنتوس الايطالي وغونزالو هيغواين مهاجم نابولي الايطالي، وايضا صاحب النزعة الهجومية انخل دي ماريا لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي.
وبالرغم من غياب سواريز عن الاوروغواي، الا ان مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي ادينسون كافاني سيحاول تعويض غيابه. وسجل كافاني 31 هدفا مع فريقه في مختلف المسابقات، ما جعله مرشحا للانتقال الى مانشستر يونايتد الانكليزي الصيف المقبل.
من جهته، يبدأ المنتخب البرازيلي حملته الاحد ضد البيرو في مجموعة ثالثة تضم كولومبيا وفنزويلا.
وستتركز الانظار على مواجهته مع كولومبيا في 17 الجاري، في اعادة لمواجهتهما النارية في ربع نهائي المونديال التي فازت فيها البرازيل لكن خسرت آنذاك جهود نيمار بكسر في فقرة ظهره اثر تدخل عنيف.
واذا تمكنت البرازيل، التي يغيب عنها لاعبا الوسط اوسكار ولويز غوستافو بسبب الاصابة، من تصدر مجموعتها في الدور الاول فستخوض مواجهة محتملة صعبة للغاية ضد ثاني المجموعة الثانية والذي سيكون اما منتخب الاوروغواي حامل اللقب او غريمه الارجنتيني. وتبدو المجموعة الاولى اكثر هدوءا من الثانية والثالثة، اذ تضم تشيلي المضيفة الحالمة مع هدافها اليكسيس سانشيز (ارسنال الانكليزي) بلقب اول في تاريخها، الى جانب الاكوادور وبوليفيا والمكسيك القادمة من كونكاكاف.
******************
ص16
اخر الكلام  ...
جاسوسنا الكريم
 
مرّة واحدة منذ عام 2003 ولغاية اليوم فعلتها الحكومة العراقية، وربما ندمت بعدها. مرّة واحدة اتهمت إحدى دول الجوار بالإسم بأنها تقف وراء الإرهاب الذي يضرب العراق.
لكن حتى في تلك المرّة كان إتهاماً خجولاً وجاء في محاولة لاحتواء التساؤلات الشعبية الكبيرة بعد تفجير استهدف وزارة الخارجية ومُنح في حينها لقب» الأربعاء الدامي».
في تلك المرّة اليتيمة، وقف الناطق باسم الحكومة حينها ووجه الإتهام الى النظام السوري. ليس باعتباره راعياً رسمياً لمعسكرات تدريب الإرهابيين، إنما (وفي ذلك شيء من التفذلك) الى كون سوريا تؤوي الذين تورطوا بدعم الإرهاب في العراق من بعثيي النظام المُباد..هكذا جاء الإتهام حينها.
بعدها عدنا لنسمع  كالمعتاد بدول الجوار التي تتدخل بالشأن العراقي دون أن نعرفها أو دون أن نشخصها أو يجرؤ احد على ذكر تفاصيل تدخلها في دعم الإرهاب تحديداً .
ومثلما عرفنا حالة عائمة في إتهامات الفساد الذي لا ينكر وجوده أحد، بينما لا يتجرأ أحد على إدانة مسؤول كبير بسببه، تم تعميم التجربة على الواقع الأمني ...فصرنا نسمع بدول الجوار التي تدعم الإرهاب من دون ان نسمع ولا مرّة إتهاماً صريحاُ لإحداها كي تستريح قلوب الناس الحائرة في الأقل.
المصيبة أن نكبة الموصل وما تلاها قللت من إحتمال اختلاط أمر(دول الجوار) المجهولة الى حد كبير، وصارت الحزورة أسهل على الحل! ومع ذلك لم يحل اللغز أحد!
لنتذكر مثلاً أن كيان داعش لديه تماس مع تركيا وهي الدولة الوحيدة التي لها تماس معه ولم تدخل في اشتباك مع مقاتلي التنظيم الإرهابي بعد!
وبالعودة الى يومنا العكر هذا، يبدو أن السلطة القضائية لدينا هي الأخرى مغرمة بالألغاز، مثل الحكومة. فقد صدر حكم مؤخراً بالسجن خمسة عشر عاماً على»جاسوس» مدان يعمل لصالح إحدى دول الجوار! لغز آخر، أو ربما هي حفاوة بهذا الجاسوس كي لا يندم على فعلته كما ندمت الحكومة حين اتهمت النظام السوري، الذي اصبح لاحقاً في خندق يواجه القاعدة وداعش، يعني على عكس الإتهام السابق تماماً.
ومع ذلك لم يكلف أحد نفسه عناء الإيضاح للناس.
السلطة القضائية هي الأخرى لا تشعر بأن من واجبها أن تطلع الناس على جنسية هذا الجاسوس، أو الجهة التي ثبت أنه يعمل لصالحها..أو الشبكة التي كان يعمل ضمنها. مرّة اخرى نعود الى التعامل»الأبوي!» الذي يرى في نفسه الأعرف بالمصلحة وأن من الخطر على الشعب أن يعرف الحقائق!
 
قيس قاسم العجرش
 
 
رئيف خوري تراث أدبي
 
عن "دار الفارابي للطباعة والنشر" في بيروت، صدر اخيرا كتاب "رئيف خوري - تراث أدبي في خدمة الثقافة العربية"، من تأليف د. ربيعة بديع أبي فاضل.
يضم الكتاب أبحاثاً حولَ نَتاج رئيف خوري، في المجلاّت والصُّحف، خلالَ سَبْعٍ وثلاثيْنَ سنةً (1930-1967) من حياته النّاضجة، المُنتجة، المُكافِحة من أجل إنسان متنوّر ومجتمعٍ عربيّ عقلانيّ يَسعى إلى التّجديد، والتحديث، بقدر ما يتمثَّلُ بالتّراث والأَصالة.
يقع الكتاب في 440 صفحة من القطع الكبير.
 
 
 
فضائية ريكا
 
 
قناة ريكا الفضائية بالعربية
التقطوها بين الخامسة والسابعة مساءً، وتعاد بين الواحدة والثالثة بعد منتصف الليل، كما تعاد بين الثامنة والعاشرة صباحاً على القمر نايل سات، التردد 11158، معدل الترميز 27500، الاتجاه عمودي V
من برامج اليوم الاربعاء 10 حزيران 2015
عرض برنامج (نادي الافلام)
عنوان الحلقة (جزيرة مغلقة)
 
 
من شعارات  الحزب الشيوعي العراقي
 في مناسبة انتكاسة 10  حزيران  2014
• لا انتصارعلى داعش بدون خطة وطنية متكاملة
• القيادة الموحدة للجهد العسكري والشعبي شرط اساس لدحر داعش
• كل الأسناد لقواتنا المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي والبيشمركة  
   وابناء العشائر
• ندين جرائم داعش ضد  أطياف شعبنا المتآخية، وفي حق التراث العراقي
• المصالحة الوطنية الحقيقية هي المدخل السليم لتعزيز الوحدة الوطنية

طاولات "طريق الشعب"
في مناطق بغداديةبغداد – طريق الشعب
أقامت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، اليومين الماضيين، طاولات إعلامية في مناطق شارع المتنبي والصدرية وبغداد الجديدة والدولعي في بغداد.  ووزعت كوادر الطاولات على المواطنين، نسخا من "طريق الشعب"، وأعدادا من مجلة "الشرارة".  كذلك أجرى كادر الطاولة حوارات مباشرة مع المواطنين بشأن الأوضاع السياسية الجارية في البلد، وموقف الحزب منها. وفي السياق نفسه، أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة الشرقية، أول أمس الثلاثاء، طاولة إعلامية في حي ارخيته وسط المنطقة.  ووزع كادر الطاولة على المواطنين نسخا من "طريق الشعب"، وأعدادا ?ختلفة من مجلتي "الثقافة الجديدة" و"الشرارة"، وتبادل معهم أطراف النقاش حول الراهن العراقي.
 
دورة تدريبية على "كوريل درو" في البصرة
 
البصرة – باسم محمد حسين
نظم فرع النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في محافظة البصرة، في الفترة من 17 ولغاية 26 أيار الماضي، دورة تدريبية على برنامج الكومبيوتر "كوريل درو" الخاص بتصميم المجلات والصحف والإعلانات والشعارات.
انتظم في الدورة التي نظمت على قاعة الشهيد هندال جادر في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، 13 مشاركا.
وفي ختام الدورة قدمت النقابة كتاب شكر وتقدير للجنة المحلية على تعاونها معها، فيما وزع عضو مجلس محافظة البصرة الرفيق جمعة الزيني، الشهادات على المشاركين.
 
 
نقطة ضوء ...
الفساد الثقافي .. أبشع أنواع الفساد!
 
العراق واحد من البلدان التي عرفت، على مستوى العالم وما زالت، بالفساد الإداري والمالي وهو يحتل المراتب الاولى، وبجدارة، في هذا المضمار.
روى لي صديق نكتة سوداء عن لقاء مقاولين احدهما أمريكي والآخر عراقي. وقد سأل هذا زميله الأمريكي عن كيفية التلاعب بالأموال العامة او الخاصة في أمريكا في ظل تعاملات مصرفية والكترونيات غاية في الدقة . شرح الأمريكي طريقة التلاعب قائلاً انهم يضيفون زيادة طفيفة على المبلغ المقرر، ويمكن أن تدخل هذه الزيادة ضمن ما يسمى ( الكومشن) المسموح به.  العراقي كان ينصت للامريكي رد السؤال على ضيفه العراقي: وانتم في العراق كيف تتم السرقات عادة؟ فتح العراقي حقيبته الدبلوماسية وأخرج منها ورقة كبيرة بيضاء فرشها على الطاولة قائلا ل?أمريكي : انظر الى هذا المشروع مثلا . أجاب الأمريكي : لكنني لا أرى شيئا. فقال العراقي : هذا قيمته 5 مليارات!
عاجلا أم آجلا سيتم القبض على الفاسدين إداريا أو ماليا ويحالون إلى المحاكم وستبقى سرقاتهم وصمة عار تاريخية تلاحق أبناءهم واحزابهم! ولكن المشكلة الكبرى تبرز حين يتسرب الفساد إلى الوسط الثقافي ( الفنانون جزء من هذا الوسط)، الذي هو المسؤول عن إعادة إنتاج الوعي للمتلقي وللمواطنين بشكل عام. وخير مثال على ذلك مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 الذي خصصت له مبالغ ضخمة (500 مليون دولار والعهدة على الراوي) حيث صرح أحد المسؤولين في وزارة الثقافة آنذاك بأنه ستتم اعادة البنى التحتية لأكثر معالم بغداد ابتداء من ساحة?الميدان مرورا بشارع الرشيد وانتهاء بإعادة تعمير مسرح بغداد وصالات دور السينما المعطلة!
انتهى المشروع ومرت الايام والاشهر وعاد مسرح بغداد ليتحول إلى مخزن مثل بقية صالات السينما! وتسرب الفساد للاسف من المؤسسة إلى المثقف - الفنان (البعض منهم) وصار التفكير بالربح والخسارة ذا اولوية أكثر من التفكير في تقديم منجز إبداعي. ونظرة سريعة على الافلام الروائية والوثائقية التي أنجزت لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية خير دليل على ما نقول.. وكلامنا لا ينطبق على الجميع لان بعض المخرجين حققوا افلاما روائية جيدة ويستحقون عليها كل ثناء ولكنها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
ويجب عدم التفريط بهذه القدرات الإبداعية التي ممكن أن تشكل غدا مع مجموعة الشباب السينمائية ملامح سينما عراقية يشار لها بالبنان اذا ما تم التلاقح بين خبرة الرواد وكفاءة الشباب. ويمكن أن نتحدث بنفس الطريقة عن بعض مخرجي المسرح الذين ينظرون الى المشروع من وجهة نظر إبداعية سواء من الأجيال السابقة أو من الأجيال الشابة الجديدة.. بحيث نستطيع أن نفرق الغث من السمين وان نمتلك الجرأة لنقول للمسيء اسأت..
ولا أريد أن افتح جرح دار الأوبرا التي لا نعرف لماذا لم ينجز البناء فيها ومن المسؤول عن التأخير ولماذا ما زال المشروع أرضا جرداء؟ ونفس الشيء يقال عن بنايات (الشيلمان الأحمر) هياكل المدارس التي لا نعرف متى ستنجز كي يدخلها الطلبة الجدد! وسواء أنجزت هذه المشاريع أم لم تنجز نقول بان المدينة بناسها وليس بعمارتها ! فقطع الحجر والطابوق نستطيع أن نهدمها ونعيد بناءها بيسر وسهولة، لكن المعضلة الكبرى تكمن في بناء الإنسان، البناء الذي تقع مسؤوليته أولا وخصوصاً على المثقف والفنان بالاضافة الىالعائلة والدولة!
 
طه رشيد
 
الفنان ياس خضر لمراسل "طريق الشعب":
اقتني جريدتكم دائماً واحرص على قراءتها
بغداد – غالي العطواني
قال الفنان الرائد ياس خضر لمراسل "طريق الشعب"، انه يقتني جريدة الشيوعيين على الدوام، ويقرأ الموضوعات التي تنشرها، مشيداً بـ "طريق الشعب" ومضيفاً أنه يسرّه أن تظهر صورته واسمه على صفحاتها.
جاء ذلك في جلسة أقامها الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أمس الأول الثلاثاء، احتفاءً بالفنان الرائد ياس خضر، الذي تحدث عن سيرته الغنائية أمام حشد من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
أدار جلسة الاحتفاء التي أقيمت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد د. صالح الصحن، الذي قدم سيرة المحتفى به وأشار إلى انه من مواليد عام 1938 في مدينة النجف، مبيّنا ان لقاءه الفني الأول كان مع الملحن الراحل محمد جواد أموري نهاية ستينيات القرن الماضي، لينتجا معا أغنية "الهدل".
واضاف د. الصحن: "غنى الفنان ياس خضر لشعراء رواد أمثال زامل سعيد فتاح وناظم السماوي ومظفر النواب، ولحن له ملحنون متميزون بضمنهم كمال السيد وطالب القره غولي ونامق أديب".
وتابع قائلا: "ياس خضر بدأ حياته قاطع تذاكر في مستشفى "أبو صخير" في النجف، ثم تحول إلى نجم للغناء العراقي وأحد سفرائه المعتمدين في العالم والوطن العربي، حتى بات علامة مضيئة في سماء العراق".
بعد ذلك تحدث الفنان المحتفى به عن بداياته الفنية، وقال انه من تلامذة الموسيقار جميل بشير، معتبرا إياه ذا فضل على موهبته الفنية.
واضاف: "في نهاية ستينيات القرن الماضي، أقام أحد أقاربي حفل ختان لولده، ووقتها غنيت في الحفل أغنية "الهدل"، وكان من بين الحضور إعلامي في وزارة الزراعة، سجل الأغنية وأوصلها للإذاعة، وقد دعاني القائمون على الإذاعة للحضور وتسجيل الأغنية التي لاقت صدى كبيرا وقتها".
وتابع الفنان خضر قائلا: "في سبعينيات القرن الماضي، كتب لي الشاعر زامل سعيد فتاح أغنية "المكير" التي لحنها الفنان طالب القره غولي. وقد كانت هذه الأغنية نقطة تحولي من الأغنية الريفية إلى الأغنية الحديثة".
وتحدث المحتفى به عن أقرب أغنياته إلى نفسه، مشيرا إلى انها الاغنيات التي كتبها الشاعر مظفر النواب ولحنها طالب القره غولي، والتي اعتبر تقديمه إياها مجازفة لكون كاتبها شيوعيا. وقال ان غالبية الأغنيات التي قدمها، عبارة عن قصص واقعية مر بها شعراؤها، مثل "حن وانه احن"، "دوريتك"، "المكير"، "اعزاز"، وغيرها.
واستذكر الفنان خضر الملحن نامق أديب، والأعمال التي لحنها له، مشيرا إلى ان ألحان أديب قريبة إلى قلبه رغم قلتها مثل "تايبين" و"ولو تزعل". ولفت إلى انه تأثر بالفنان اللبناني وديع الصافي، وتعلم منه الكثير، فضلا عن انه يحب سماع أقرانه المطربين، أمثال فاضل عواد وحسين نعمة وسعدون جابر.
واضاف الفنان خضر ان الاغنيات العراقية الجديدة أساءت للفن العراقي الأصيل، وقال ان غالبية أغنياته يمكنها أن تكون مادة امتحانية للمطربين الجدد.
وفي ختام حديثه أدى الفنان خضر باقة من أغنياته، ورافقه نجله ضامن بالعزف على العود. وأعقب ذلك أداء الفنان علي سالم مجموعة من أغنيات المحتفى به.
في الختام قدم الشاعر ألفريد سمعان لوح أحمد المظفر للإبداع إلى الفنان ياس خضر، وقدمت له الفنانة ناهدة الرماح باقة ورد باسم الملتقى. فيما قلده المصور صباح السراج قلادة الإبداع، وهدية رمزية منحها له الشيخ فيصل العبد الله، فضلا عن باقة ورد من وكالة الانباء العراقية قدمها له الفنان محمد عطا سعيد.
 
عيون المدينة
 
الشاعر علي العضب في ملتقى الخميس
يحتفي ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب هذا اليوم بالشاعر الغنائي المعروف علي العضب، ليتحدث عن مسيرته الإبداعية.  يدير جلسة الاحتفاء الفنان ستار الناصر، وتبدأ في الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الخميس، على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد � ساحة الاندلس.
والدعوة عامة.
 
"ممارسة الديمقراطية في الإسلام السياسي"
يقيم المنتدى الثقافي في محافظة بابل، غدا الجمعة، محاضرة بعنوان "ممارسة الديمقراطية في الإسلام السياسي"، يتحدث فيها الباحث أمين قاسم خليل، ويديرها القانوني محمد الزهيري.  تبدأ المحاضرة في الساعة العاشرة صباحا، على قاعة آذار في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، الكائن في حي الطيارة قرب مجسر الثورة.
 والدعوة عامة.
النقابة الوطنية للصحفيين تكرم المتميزين
تحيي النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين يوم الصحافة العراقية (الذكرى السنوية الـ 146 لصدور صحيفة الزوراء) باحتفالية تقيمها صباح بعد غد السبت، على قاعة جمعية الثقافة للجميع في منطقة الكرادة الشرقية � ارخيته. يجري خلال الحفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة جائزة الصحافة العراقية في دورتها الثانية ( جائزة أحمد المهنا)، وتكريم عدد من الصحفيات والصحفيين ذوي المساهمات المتميزة.
 
القطاع المختلط ودوره في التنمية
برعاية رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، وتحت شعار "القطاع المختلط دعامة أساسية للارتقاء بالتنمية الاقتصادية"، تعقد رابطة التنمية الصناعية للعاملين في القطاع الصناعي الخاص والمختلط والمعهد العراقي للاصلاح الاقتصادي، بالتعاون مع شركة الصناعات الالكترونية، بعد غد السبت، مؤتمر شركات القطاع المختلط.
يعقد المؤتمر تحت عنوان "القطاع المختلط ودوره في التنمية والتحول الاقتصادي"، ويبدأ في الساعة العاشرة صباحا، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد.

شيوعيو الحلة يزورون المناضل حسين كاظم خضير
الحلة - محمد علي محيي الدين
زار وفد من الهيئة الاستشارية التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، أخيرا، المناضل الفلاحي والشيوعي البارز حسين كاظم خضير، في منزله بمدينة الحلة.
واستقبل المناضل خضير أعضاء الوفد بالترحاب، وتحدث إليهم عن سيرته النضالية. فهو انضم إلى الجمعيات الفلاحية عام 1958، وكان مدافعا عن الفلاحين ومطالبا بحقوقهم المشروعة، وعمل مع رفاقه المناضلين أمثال الشهيد كاظم الجاسم وتركي هاشم ومناور ناجي ومحمد جواد وهادي شهيد عبس، وشارك في المؤتمر الفلاحي الأولي الذي انعقد في بغداد بحضور الزعيم عبد الكريم قاسم.  وتعرض المناضل خضير للملاحقات الأمنية والاعتقال أبان الحقبات الدكتاتورية، ولكنه بقي متواصلا مع حزبه الشيوعي رغم تقدمه بالسن وتعرضه للأمراض المزمنة، وما زال مدافعا أم?نا عن مبادئه التي سار عليها. وللمناضل حسين كاظم خضير أربعة أولاد، هم: الكاتب والصحفي عدنان حسين، والشاعر الشعبي طارق، فضلا عن نعمان وسالم العاملين في دار ثقافة الاطفال.  ضم الوفد كلا من إسماعيل محمد السلمان، المهندس أحمد الجباوي، صادق حسن، ود. يوسف بيرم.