|
تصفح بي دي اف |
|
![]() |
|
ص 1
لجنة التحقيق في سقوط الموصل تجتمع الاربعاء
النزاهة البرلمانية: تغييرات مرتقبة في وزارة الداخلية
بغداد - ناطق محمد
كشفت لجنة النزاهة البرلمانية، عن توفر معلومات لديها عن تغيير مرتقب في القيادات الامنية بوزارة الداخلية.
وفيما بين عضو في اللجنة أن موعد تطبيق هذه التغييرات لم يتم تحديده بعد، اعلنت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، عن أن اللجنة المشكلة للنظر في سقوط مدينة الموصل ستجتمع في الاربعاء المقبل مع كافة القيادات التي كانت متواجدة في الموصل او التي كان لها تاثير مباشر على اداء العمليات العسكرية في الموصل وقت سقوطها.
وفي حديث مع "طريق الشعب" امس السبت، قال طه الدفاعي عضو لجنة النزهة النيابية، إن "لدينا معلومات بخصوص وجود تغيرات في وزارة الداخلية، ولكن لم يحدد وقت اعلان التغيرات، فضلا عن وجود تغيرات أخرى ايضا ستكون في جميع دوائر الدولة"، عازيا "سبب التغيرات لتحسين أداء دوائر الدولة ولا سيما الأمنية، والدفع بدماء جديدة وفق الخبرة والكفاءة ناهيك عن التوازن في جميع الدوائر".
وأضاف الدفاعي ان "التغيرات التي تحدث ليس فقط لوجود شبهات او اتهامات عليهم وانما تأتي للبحث عن الأفضل، اما الأشخاص الذي عليهم ملفات فساد فالقضاء يأخذ مجراه بعد إحالتهم للجان تحقيقيه"، مشيرا الى ان "هذه التغيرات لم تكن احد بنود الوثيقة السياسية، كما ان هذه التغيرات لم تكن بصورة مزاجية وانما تكون وفق معايير خاصة للارتقاء نحو الافضل".
بدوره، قال علي المتيوتي عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ان "لجنة الامن والدفاع النيابية لم يكن لديها اي علم بخصوص التغييرات التي حصلت في وزارة الدفاع ولا حتى التغييرات التي ستحصل في وزارة الداخلية"، لافتا الى ان "التغيرات التي يقوم بها السيد العبادي من اجل الرقي بالمؤسسة الأمنية وإعادتها الى هيبتها الحقيقية".
وكشف المتيوتي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، ان "اللجنة المشكلة من داخل لجنة الامن والدفاع النيابية ستجتمع في الاربعاء المقبل مع كافة القيادات التي كانت متواجدة في الموصل او التي كان لها تاثير مباشر على اداء العمليات العسكرية في الموصل وقت سقوطها"، معرباً عن اعتقاده بأن "هذا الموضوع سيطيح بالكثير من القيادات سواء في وزارتي الدفاع أو الداخلية، نتيجة الإخفاق الذي حصل وفي حين ثبوت تقصير من القادة العسكريين المحالين إلى التقاعد سيتم ملاحقتهم وإحالتهم للمحاكم".
وتابع عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ردا على ادعاءات بعض السياسيين بوجود جهات سياسية لها يد في سقوط الموصل ان "لم تكن هناك حقائق تثبت تورط جهات سياسية بسقوط الموصل"، مشيرا الى ان "بسبب السياسيات السابقة وعدم وجود اتفاق بالمواقف الأمنية ونحن في لجنة الامن والدفاع جادون في كشف حقائق وملابسات سقوط الموصل".
الى ذلك، قال عماد العلو الخبير الاستراتيجي ان "التغييرات التي حدثت في الدفاع والمرتقبة في الداخلية مسألة طبيعية تأتي على ضوء المستجدات التي حدثت بعد العاشر من حزيران"، مؤكدا ضرورة "اعادة النظر في القيادة ومنظومة السيطرة في الأجهزة الأمنية وتنشيطها ببث عناصر جديدة وتغييرها بشكل يتناسب مع احداث حزيران".
وأضاف العلو في حديث مع "طريق الشعب" امس، ان "هذه التغييرات لا تتعلق بتغيير الحكومة والوزراء، وانما تاتي ردا على الهزائم والانتصارات التي منيت بها القوات الأمنية"، مبينا ان "الفترة الماضية شهدت جمودا كبيرا في المناصب بسبب عدم وجود وزراء للوزارات الأمنية مما ادى الى نتائج عكسية من دخول الإرهاب".
وأوضح ان "التغيرات ليس بالضرورة بسبب وجود تقصير أو ربما نقص في الكفاءة مما ادى الى تغييره، كما أن هناك سياق وظيفي يطلب تغيير القيادات بعد كل أربع سنوات"، لافتا الى ان "حتى الان لم يعلن عن وجود قائد عسكري اخفق وبشان قضية الموصل لم يجر اي مجلس تحقيقي، وتفسير عدم وجود تحقيق بقضية الموصل يفسر بوجود قيادات سياسية كان لها دور في سقوط الموصل مما دفعت الى عدم تشكيل مجالس تحقيقيه لكشف المسؤولية عن دخول الارهاب".
************
التقرير السياسي للاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
تنشر "طريق الشعب" اليوم على أربع صفحات، نص التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المنعقد يوم الجمعة 14 تشرين الثاني 2014.
ويتضمن التقرير خلاصة المناقشات التي دارت في الاجتماع، بشأن مستجدات الأوضاع في البلد، لاسيما الأحداث الكبيرة المشهودة منها وما تبعها من تداعيات ونتائج، والتطورات الحاصلة في محيطنا الإقليمي.
ويركز التقرير على أحداث العاشر من حزيران الماضي، واجتياح تنظيم الدولة الإسلامية � داعش لمدينة الموصل، وتمدد عصاباتها الإرهابية من ثم إلى محافظات ومدن أخرى في البلد، والجرائم التي ارتكبتها عناصره بحق أبناء تلك المدن، لاسيما أبناء الأقليات الدينية والقومية.
ويشخص التقرير طبيعة الخطر الذي يمثله تنظيم داعش، ومستلزمات مواجهته والخلاص من الإرهاب.
ويؤكد التقرير أهمية إعادة هيكلة وحدات الجيش والقوات المسلحة الأخرى، بتخليصها من العناصر الفاسدة والمتخاذلة وإعادة توزيع المهمات والمسؤوليات لصالح العناصر المهنية الكفؤة، التي أثبتت ولاءها للوطن وإخلاصها ونزاهتها وحرصها على المال العام.
ويشر التقرير إلى موقف الحزب الشيوعي العراقي من التحالف الدولي، ومساهمته في قتال داعش، كذلك موقفه من الدعوات لاستقدام قوات برية على الأراضي العراقية، مؤكداً عدم الحاجة لها.
كما يتضمن التقرير رؤية الحزب لمخاض تكوين الحكومة الجديدة واستكمال تشكيلها، غداة الانتخابات البرلمانية التي انبثق عنها مجلس نواب "لا تجسد تركيبته شعار التغيير الذي رفعته الجماهير والقوى المدنية والديمقراطية".
التقرير يقدم أيضاً تقييما لحصيلة ما تحقق على مدى العقد الماضي لانجاز مصالحة وطنية حقيقية، مؤشراً "عدم إحراز نجاح حاسم" في هذا الشأن، داعياً إلى عقد المؤتمر الوطني الواسع لتصحيح مسار العملية السياسية وإنجاز المصالحة الوطنية الحقيقة.
وفي التقرير وقفة عند الجانب الاقتصادي والمالي، لاسيما موضوعة التحول إلى اقتصاد السوق والخصخصة في البرنامج الحكومي، ومسألة موارد الدولة وأهمية تنويعها، فضلاً عن التحديات المالية التي تواجه الحكومة الجديدة، وإجراءات التقشف المحتملة و"المثيرة للقلق".
وفي طيات التقرير السياسي لاجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فقرة خاصة تتناول العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة والإقليم. والمشاكل والعقد والاستعصاءات الموجودة، مع رؤية لكيفية معالجتها.
ويضع التقرير في ختامه، خطوطاً عامة لدور ومهام الشيوعيين العراقيين في المرحلة الراهنة.
********
نائب رئيس الوزراء يستقبل وفد الحزب الشيوعي العراقي
استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء د. روز نوري شاويس في مكتبه الرسمي وفد الحزب الشيوعي العراقي برئاسة سكرتير اللجنة المركزية الرفيق حميد مجيد موسى، الذي قدم التهنئة له بمناسبة تسنمه منصبه في الحكومة الجديدة.
وجرى خلال اللقاء استعراض الاوضاع السياسية والامنية التي تمر بها بلادنا ومستلزمات النهوض بعوامل التعبئة والتحشيد السياسي والعسكري لمواجهة عصابات الدولة الاسلامية (داعش) والحاق المزيد من الهزائم بفلولها، التي بدأت تتراجع امام ضربات ابناء القوات المسلحة والبيشمركة البواسل.
واكد الطرفان الاهمية الاستثنائية للعلاقات الايجابية بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والسعي المتواصل لتطويرها, وعبرا عن الارتياح للاتفاق النفطي الاولي الذي عقده السيد وزير النفط مع حكومة الاقليم.
هذا وضم الوفد الرفيقين رائد فهمي نائب السكرتير وحسان عاكف عضو المكتب السياسي.
*******************
توريدها أصبح أولوية ملحة لإدارة الرئيس أوباما
الكونغرس يعيد النظر بصفقة السلاح "المحجوبة" عن الحكومة السابقة
بغداد – طريق الشعب
كشف تقرير أميركي، نشرته مجلة اميركية واسعة الانتشار، أن الكونغرس يعتزم إعادة تقييم صفقات سلاح أبرمها سابقا مع العراق، موضحا أن تلك الطلبات حجبت بسبب قلق اميركي من استخدامها من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ضد خصومه السياسيين أو وقوعها بيد تنظيم داعش.
وقال تقرير، نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إنه "حان الوقت لإعادة النظر في احتياجات العراق من الأسلحة مع رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي وعد بتشكيل حكومة أكثر شمولية "، مبينا أن "تلك الاحتياجات حجبت الموافقة عنها لعدة أشهر بسبب قلق المشرعين من استخدامها من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ضد خصومه السياسيين أو وقوعها بيد تنظيم داعش الإرهابي الذي استولى على عدد كبير من هذه المعدات خلال الصيف الماضي بعد احتلاله الموصل". وأضاف التقرير أن "قائمة الأسلحة الجديدة تشمل 175 دبابة ابرامز و146?مركبة صاروخية مضادة للدبابات من طراز سترايكرز و50 عربة للاستطلاع والوقاية من الأسلحة النووية والكيميائية والبايولوجية، فضلا عن عدد من عربات القتال برادلي"، مؤكدا أن "توريد الأسلحة الجديدة وصيانتها أصبح أولوية ملحة لإدارة الرئيس أوباما".
وأوضح التقرير أن "ما يقرب من 24 لواء من أصل 50 من الجيش العراقي تفككت بسبب الحرب الوحشية التي قادها تنظيم داعش الإرهابي"، مشيرا الى أن "الولايات المتحدة بدأت بدعم القوات العراقية بعد انسحابها من العراق عام 2011، والتزمت منذ العام الماضي بيع العراق أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار تتضمن طائرات أف 16 وأنظمة مضادة للطائرات وزوارق هجومية".
ولفت الى أن "إدارة الرئيس أوباما سارعت ببيع العراق الآلاف من صواريخ هيلفاير، فيما أبلغت الكونغرس الأميركي عن خططها لبيع ما قيمته 1.2 مليار دولار من ذخائر الدبابات وقطع الغيار وخدمات الصيانة للعراق".
وتكثف الولايات تدريباتها للقوات العراقية، فقد وافق الرئيس اوباما على طلب الجنرال لويد اوستن قائد القيادة المركزية الأميركية مضاعفة عدد المستشارين والمدربين في العراق الى 3100 فرد، فيما يتوقع البنتاغون أن يطلب من الكونغرس الموافقة على تقديم دفعة كبيرة من عربات هامفي المدرعة المقاومة للألغام ومعدات اتصالات وأسلحة صغيرة في جهد من صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار لتدريب، وتجهيز تسعة ألوية من الجيش العراقي وثلاثة ألوية من قوات البيشمركة.
*********
الأنبار تصد هجوما واسعا لداعش على عدة مدن فيها
بغداد - طريق الشعب
تمكنت القوات الأمنية مدعومة بأبناء العشائر في محافظة الأنبار، من صد هجوم واسع النطاق نفذته عناصر تنظيم داعش الارهابي على عدة مدن في المحافظة، واستطاعت القوات الأمنية والعشائر من تكبيد التنظيم الارهابي خسائر كبيرة بحسب مسؤولين عسكريين وعشائريين. وفيما أعلن مجلس محافظة الانبار احباط هجوم لعصابات داعش الارهابية على عدة محاور لمدينة الرمادي. أكد قائد شرطة محافظة الانبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، ان القوات الامنية صدت اكبر هجوم لتنظيم "داعش" على مدينة الرمادي.
غير ان مصادر طبية وشهود عيان، افادت ان 40 شخصاً بينهم نساء واطفال سقطوا بين قتيل وجريح بقصف جوي لطائرات حربية استهدف بلدة هيت غربي محافظة الانبار.
في حين، نفى مجلس العشائر في محافظة الانبار، سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق وسط الرمادي، وفيما أشاد بتضحية القوات الامنية وعشائر المحافظة والحشد الشعبي، أكد أن التحالف الدولي دوره ضعيف وغير جاد بتنفيذ عملياته.
******
مراقب سياسي: زيارة أوغلو إلى العراق بداية انفتاح
بغداد - مهدي محمد كريم
عدَّ مراقبون سياسيون ان زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو إلى بغداد واربيل نهاية الاسبوع الماضي، مؤشراً على الانفتاح التركي على العراق بعد علاقة متشنجة طيلة مدة تولي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لرئاسة الحكومة ولدورتين. ويرى المراقبون ان الانفتاح التركي جاء بعد ضغوط دولية بشكل عام، ومن قبل الولايات المتحدة بشكل خاص لتوضيح موقفها من محاربة الارهاب ودعم الحكومة العراقية الجديدة.
إلا أن زيارة اوغلو التي شهدت ترحيبا واسعا من قبل الاوساط السياسية العراقية والاقليمة، سجلت اعتراضا وحيدا خارج السرب السياسي العراقي المرحب بأوغلو، حيث هاجم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بيان له الزيارة والمواقف التركية.
ووصل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، يوم الخميس الماضي، الى العاصمة بغداد في زيارة رسمية استمرت يومين، فيما التقى عدداً من المسؤولين في الحكومة العراقية. واطلق رئيس الوزراء التركي في زيارته لبغداد، وعودا بالتعاون في المجالين الاقتصادي والأمني، معلنا عن وقوف بلاده الكامل مع الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي، فيما ابدى استعداد بلاده لتدريب قوات البيشمركة.
*******
قال انه وجه القوات الأمنية بالتعامل الحازم مع "عصابات الخطف"
الغبان يحذر من استغلال الحشد الشعبي في "جرائم منظمة" واستخدام عجلات "بلا ارقام"
بغداد – طريق الشعب
ذكر وزير الداخلية، محمد سالم الغبان، امس الاول الجمعة، انه وجه القوات الامنية، بالتعامل بـ"حزم وقوة" مع "العصابات" التي تستغل الوضع الاستثنائي وتقوم بجرائم منظمة، نافيا تورط قوات الحشد الشعبي بقضية خطف وابتزاز المواطنين في محافظة ديالى، فيما حذر من يستغل "الوضع الاستثنائي" عبر عجلات غير مرقمة ووعد بالرد بقوة على تلك الجرائم.
وقال الغبان، في مؤتمر صحفي مشترك عقده، امس السبت، مع وزير الدفاع، ورئيس البرلمان في بغداد، وتابعته "طريق الشعب"، إن "التحديات الامنية موجودة في جميع محافظات العراق ولا تقتصر على محافظة ديالى"، مبينا أن "هذه التحديات تتطلب منا وحدة الصف من اجل اعادة فرض الامن والامان في جميع مناطق العراق".
وأضاف الغبان أن "الفصائل الجهادية المشتركة في الحشد الشعبي تعمل تحت اطار الدولة وتسلم لها قواطع العمليات والمسؤوليات بعد تحرير المناطق من سيطرة داعش، ولا علاقة لها بخطف وابتزاز المواطنين"، مشيرا الى أن "هناك من يستغل الوضع الاستثنائي للبلد ويستغل مسمى الحشد الشعبي والتنقل بعجلات غير مرقمة ويقومون بعمليات خطف او خرق للقانون".
وعقد وزير الداخلية امس الاول الجمعة، مؤتمرا صحفيا مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووزير الدفاع خالد العبيدي بحضور المستشارين العسكري والمدني للسفارة الامريكية ببغداد وعدد من شيوخ العشائر، لبحث الاوضاع الامنية في محافظة ديالى.
وأوضح وزير الداخلية "نحن لا نسمح بمثل هكذا ممارسات، وقمنا بتوجيه القوات الامنية بان تواجه هذه العصابات بقوة وعدم التجاوز على القانون وان يكون السلاح بيد الدولة حصرا"، لافتا الى أن "الوزارة طلبت من العشائر في جميع المحافظات ان يكون لها دور في اسناد القوات الامنية بهذا المجال من اجل فرض القانون وتفويت الفرصة على تلك العصابات".
واعترفت وزارة الداخلية، في تصريح لـ"طريق الشعب"، الاربعاء (19 تشرين الثاني) بوجود جرائم منظمة في بعض المناطق، معتبرة تلك العمليات محاولة من العصابات الارهابية بتشتيت جهد القوات الامنية، فيما اكدت انها تكثف جهودها للحد منها وإلقاء القبض على الجهات التي تقف وراءها.
ودعت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إلى ضرورة التصدي لتصاعد موجة "جرائم القتل والاختطاف والابتزاز" التي تطال المواطنين في بغداد وسائر المحافظات، بينما كشف مجلس محافظة بغداد عن وجود 200 عملية خطف أو سرقة في العاصمة شهرياً.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، قال، الاثنين الماضي (10 تشرين الثاني)، إن "الجريمة المنظمة تستهدف القطاعات الضعيفة في العراق ومنها الأطفال"، محذرا "العوائل العراقية من استغلال الجريمة المنظمة للانترنت لاستغلال الأطفال".
ودعا العبادي الأجهزة الأمنية الى "ضرورة متابعة الجريمة المنظمة".
كما كشف رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، الاثنين الماضي (17 تشرين الثاني)، عن تكرار عمليات الخطف والابتزاز "المنظمة" بحق المواطنين، مشيرا إلى أن هذا النوع "يندرج أحياناً بدافع الابتزاز المالي وأحياناً أخرى بدوافع التأجيج الطائفي المقيت، كما حصل من اختطاف للعشرات من أبناء منطقة (القرة غول) وتصفيتهم على يدي هذه العصابات المجرمة".
*********
ص2
أربيل تتسلم الدفعة الاولى من مبلغ المليار دولار الاثنين المقبل
بغداد - طريق الشعب
اكد رئيس الاقليم مسعود البارزاني، أن بغداد سترسل الى اربيل مبلغ 500 مليون دولار كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الجانبين الاسبوع الماضي. وقال البارزاني "لقد اتفقنا مع بغداد أنها سوف ترسل مبلغ مليار دولار على دفعتين فيما سنقدم في المقابل لبغداد 150 الف برميل من النفط"، مشيرا الى أن "كمية النفط المتفق عليها سيتم تصديرها من كركوك عبر خط انابيب كردستان الى تركيا".
ونقل موقع روداو عن النائبة نجيبة نجيب عضو اللجنة المالية في البرلمان قولها أن "الاموال ستصل الى اربيل يوم الاثنين المقبل عبر البنك المركزي العراقي". يذكر ان وزارة المالية اعلنت، الاربعاء الماضي، عن تحويلها 500 مليون دولار الى اقليم كردستان، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تنفيذ حكومة الاقليم البند المتعلق بتسليم 150 الف برميل.
اضاءة ...
معركة مفتوحة مع الارهاب
لا يختلف اثنان من الحريصين على العراق واستقراره وامنه وعودة الحياة الطبيعية اليه ، وعلى ان يسيرفي طريق الديمقراطة الحقة والتقدم والرفاة لجميع ابنائه ، حول ان هنالك ملفات عالقة امام الحكومة الجديدة لابد ان تعالج ، وان ترسم خارطة طريق بالاولويات .
وفي وقتنا الراهن يتجسد ذلك قبل اي شيء آخر في اهمية وضرورة دحر تنظيم الدولة الاسلامية � داعش الارهابي وتحقيق الانتصار عليه . كذلك الادراك بعمق بان هناك شروطا وظروفا لا بد من تحقيقها وتوفيرها لاختصار الزمن وتقليل الخسائر البشرية والمادية .
ان من يريد تحقيق الانتصار حقا تتوجب عليه دراسة عوامل الانتكاسة في 10 حزيران ، والتمعن فيها جيدا واستخلاص العبر والدروس منها، وقلب عوامل النكسة الى مستلزمات للصمود وتحقيق هزيمة داعش على ايدي ابناء الشعب جميعا بدون استثناء . فمعركة من هذا النوع وهذه السعة والشراسة، تتطلب جهد الجميع. ولن يتحقق ذلك بدون شعور الجميع بانها معركة الشعب باسره ، ومعركة الوطن من شماله الى جنوبه .
وهنا يتجلى على نحو بيّن واجب الحكومة اولا في ان تزيل اسباب الشعور بالغبن والاقصاء والتهميش ، وبالقطع لن يتحقق ذلك عبر اسناد هذه الوظيفة او تلك، او بتكريس ام المشاكل : المحاصصة الطائفية � الاثنية من خلال مصطلح « التوازن « الرقيق ظاهرا والخشن جدا في ابعاده وتاثيراته، بل في ان يشعر الجميع بان الوطن يتسع لهم ، وان لا تمييز بينهم وانهم يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات .
وفي هذا السياق تأتي اهمية تنفيذ الاتفاق السياسي الذي اتفقت عليه الكتل عشية اعلان الحكومة الجديدة ، ووفقا للمدد الزمنية التي اتى بها .وان الانتباه الى هذا مهم وحساس في ظل مساعي البعض، الذي تتضررت مصالحه وابعد عن مواقع القرار والمتصيد بالماء العكر والواقف بالمرصاد لاية خطوة صحيحة وجريئة تقدم عليها الحكومة ، لا سيما وقد سمعنا في الاونة الاخيرة اصواتا ترتفع شاكية من البطء في التنفيذ ، وان وقت بعض الخطوات الواجبة التنفيذ قد فات .
واذ يحتدم الصراع وتحقق القوات العسكرية والامنية والبيشمركة والحشد الشعبي وقوات العشائر انتصارات ملموسة على الارض، ويحشر داعش في زوايا ضيقة في العديد من الاماكن والمناطق ، فان من الخطأ الجسيم ان يصاب البعض بالغرور ويبدأ التراخي والتباطؤ في تحرير ما يزيد على 40بالمائة من مساحة العراق وتركها فترة اطول بيد اوباش داعش، تعبث بها كما تشاء وتنكل بابناء المناطق المنكوبة . وانه الخطا بعينه ان يتوهم احد بان الانتصار النهائي على داعش اصبح قاب قوسين او ادنى، خصوصا ونحن نتحدث عن هزيمة كاملة وليس عن انتصار في معركة عسكرية ما، على اهمية ذلك. فالمعركة ضد داعش لا بد ان تبقى مفتوحة للانتصار على هذا العدو فكريا ونفسيا وسياسيا ، اضافة الى دحره عسكريا . فالمهم ان نكافح اسباب ظهور داعش ومثيلاتها ، وان تتضافر الجهود لتجفيف منابع الارهاب والتطرف والعنف والجريمة المنظمة .
محمد عبد الرحمن
كبدت التنظيم الارهابي خسائر كبيرة بالأرواح
الأنبار تصد هجوما واسعا لداعش على عدة مدن فيها
بغداد - طريق الشعب
تمكنت القوات الأمنية مدعومة بأبناء العشائر في محافظة الأنبار، من صد هجوم واسع النطاق نفذته عناصر تنظيم داعش الارهابي على عدة مدن في المحافظة، واستطاعت القوات الأمنية والعشائر من تكبيد التنظيم الارهابي خسائر كبيرة بحسب مسؤولين عسكريين وعشائريين.
وفيما أعلن مجلس محافظة الانبار احباط هجوم لعصابات داعش الارهابية على عدة محاور لمدينة الرمادي. أكد قائد شرطة محافظة الانبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، ان القوات الامنية صدت اكبر هجوم لتنظيم "داعش" على مدينة الرمادي.
غير ان مصادر طبية وشهود عيان، افادت ان 40 شخصاً بينهم نساء واطفال سقطوا بين قتيل وجريح بقصف جوي لطائرات حربية استهدف بلدة هيت غربي محافظة الانبار.
في حين، نفى مجلس العشائر في محافظة الانبار، سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق وسط الرمادي، وفيما أشاد بتضحية القوات الامنية وعشائر المحافظة والحشد الشعبي، أكد أن التحالف الدولي دوره ضعيف وغير جاد بتنفيذ عملياته.
وقال رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت في تصريح صحفي أمس السبت، ان "القوات العسكرية العراقية وعشائر الانبار صدت هجوما شنه ارهابيو داعش على الرمادي والخالدية المتاخمة لها من ثلاث محاور في معارك استشهد فيها قائد شرطة الحبانية واربعة من معاونيه".
وأضاف "رافق الهجوم عمليات مشاغلة نفذها الارهابيون في مناطق الحوز وشارع عشرين وسط الرمادي".
وأشار كرحوت الى ان "هجوم داعش بدأ في الساعة الثالثة من فجر أمس الأول الجمعة "لافتا الى ان "قوات الأمن قتلت 12 مسلحا حاولوا اقتحام مسجد ومنزل قرب السجارية في الصوفية على نهر الفرات وتم ارسال قوات من الشرطة والجيش ومقاتلين من العشائر إلى المنطقة لتعزيز ودعم القوات هناك".
وبين أن "مدير شرطة الحبانية العقيد مجيد الفهداوي وأربعة من معاونيه استشهدوا خلال المعارك التي تخوضها القوات الأمنية ضد داعش في منطقة المضيق شرقي الرمادي"، مشيدا بدور العشائر والقوات الامنية في صد هذا الهجوم.
وقال قائد شرطة محافظة الانبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، إن "القوات الامنية وبمساندة مقاتلي العشائر صدت، منذ مساء امس وحتى فجر أمس، اكبر هجوما لتنظيم داعش على الرمادي، بعد حدوث خرق في منطقة السجارية شرق المدينة".
واضاف الفهداوي أن "قوة من الفرقتين الثامنة والعاشرة في الجيش العراقي بمساندة الشرطة ومقاتلي العشائر يحاصرون عناصر داعش الان في منطقة السجارية"، مشيرا الى ان "طيران الجيش والتحالف الدولي لم ينفذا اية طلعة جوية منذ الهجوم على الرمادي امس".
وتابع الفهداوي ان "القوات الامنية بأمس الحاجة الى الجهد الجوي لمنع تقدم تنظيم داعش".
من جانبه قال مصدر امني في قيادة عمليات الانبار ان "ارهابيي داعش هاجموا منطقة شرق الرمادي من ثلاثة محاور الاول من جهة البوريشة شمال غرب المدينة والثاني عبر منطقة الحوز من جهة التأميم بعد ان اجتاز الارهابيون نهر الفرات ليلا وهاجموا اهدافهم والثالث عبر منطقة المضيق في الخالدية شرق الرمادي".
وأضاف المصدر ان "اشتباكات القوات الامنية والعشائر مع الارهابيين كانت الاعنف منذ اشهر حيث استخدم فيه جميع انواع الاسلحة من الجانبين".
وقال ان "الارهابيين اقدموا على تفخيخ ثلاث اليات عسكرية من نوع همر وفجرها انتحاريون بالقرب من مضيف الشيخ ماجد علي سليمان الذي تتخذه القوات الامنية مقرا لها من دون معرفة حجم الخسائر".
وأكد المصدر في عمليات الانبار ان "مسلحين من عشائر آل بو فهد وال بو سودة وال بو غانم تصدوا لهجوم داعش وصدوه بعد معارك عنيفة استمرت نحو ست ساعات".
وفي السياق ذاته، اعلن شيخ قبيلة البو فهد رافع عبد الكريم الفهداوي، أمس، عن دخول القوات الامنية الى منطقة السجارية شرق الرمادي، وفيما بين انه تم قتل اربعة قناصين من تنظيم "داعش"، اشار الى ان طيران الجيش بدأ بطلعاته الجوية لقصف معاقل التنظيم.
وقال الفهداوي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "القوات الامنية دخلت منطقة السجارية الواقعة شرق مدينة الرمادي، وتمكنت من قتل اربعة قناصين من تنظيم داعش"، مبيناً ان "اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الامنية وعناصر داعش وسط المنطقة".
واضاف ان "الطيران الحربي العراقي بدأ بطلعاته الجوية لقصف معاقل داعش في المنطقة".
من جهته، قال رئيس مجلس العشائر في محافظة الانبار الشيخ فيصل العسافي، إن "القوات الامنية وعشيرة البوعساف بمحافظة الانبار حققت انتصارات كبيرة على الدواعش حيث صدت، ليلة امس (الأول)، هجوما من عدة محاور على قبيلة البوفهد فكبدتهم قواتنا خسائر كبيرة"، موضحا أن "مسلحي داعش قاموا بتفجير مضيف ومنزل أمير الدليم الشيخ ماجد علي السليمان بواسطة ثلاث همرات مفخخة".
وأضاف العسافي أن "أنباء سيطرة داعش على بعض المناطق مثل شارعي عشرين والمستودع، وسط الرمادي، غير صحيحة"، لافتا الى أن "مسلحي داعش مصابون الان بالانهيار والجنون كونهم تكبدوا خسائر كبيرة بالمحافظة".
واكد أن "انكسار داعش سيكون في محافظة الانبار على ايدي القوات الامنية وابناء عشائر المحافظة والحشد الشعبي من كافة فصائل المقاومة الاسلامية"، لافتا الى أن "دور قوات التحالف الدولي ضعيف وبسيط جدا وهي غير جادة بتنفيذ عملياتها ضد داعش كما اعلنوا في وسائل الاعلام".
كما اعلن شيخ قبيلة البو فهد بمحافظة الانبار رافع عبد الكريم الفهداوي، أمس، عن بدء معركة تحرير منطقة السجارية الواقعة شرق الرمادي، فيما اكد فقدان عدد من ابناء القبيلة في المنطقة.
وقال الفهداوي، إن "القوات الامنية بمساندة العشائر بدأت، اليوم"أمس" السبت، معركة تحرير منطقة السجارية الواقعة شرق مدينة الرمادي"، مشيراً الى "اندلاع اشتباكات بين القوات الامنية وداعش في اكثر من محور بالمنطقة".
وكشف الفهداوي عن "فقدان عدد من ابناء قبيلة البو فهد في المنطقة"، مرجحاً "قيام تنظيم داعش باعدامهم".
وفد من البرلمان الهولندي يزور مكتب الشيوعي العراقي في أربيل
اريبل - طريق الشعب
زار وفد برلماني هولندي يمثل الكتلة الاشتراكية برئاسة السيد هاري فان بومل وعضويه السيد يونس عضو الحزب الاشتراكي الهولندي، مقر الحزب الشيوعي العراقي في أربيل.
وكان في استقبال وفد الحزب الاشتراكي الهولندي كل من الرفاق؛ نعمان سهيل التميمي، ومحسن عباس.
وبناء على طلب الضيوف تحدث الرفيق نعمان سهيل التميمي، عن وضع الحزب الشيوعي العراقي ودوره في الحياة السياسية العراقية, ومساهمته في البرلمان والحكومة بعد سقوط النظام البائد. وأشار الى دور الشيوعي العراقي، في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي، وخاصة حقوق الطبقات الفقيرة في المجتمع. كما تحدث الرفاق في مكتب الحزب الشيوعي في اربيل، عن دور الحزب في تعزيز دور المرأة العراقية والشباب والطلبة والمثقفين، وعن نضاله في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة والفلاحين وبقية شرائح الشعب العراقي.
وأشار الرفيق نعمان التميمي؛ إلى تأكيد الحزب الشيوعي العراقي على أهمية عقد مؤتمر وطني واسع لمعالجة الأزمة السياسية في البلد.
كما جرى الحديث عن داعش واحتلالها لمدينة الموصل وبعض المدن العراقية في صلاح الدين والانبار وديالى. والتي جاءت نتيجة للسياسات الخاطئة المتبعة في إدارة البلاد، وكذلك الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة ومنها المؤسسات الأمنية.
يذكر أن للحزب الاشتراكي الهولندي 15 مقعدا في البرلمان الهولندي الذي يتكون من 150 معقدا، أي ما يمثل 10 بالمائة من مقاعد البرلمان الهولندي.
وللحزب الاشتراكي الهولندي علاقات متميزة بالحزب الشيوعي العراقي، فقد سبق وان تبادل الحزبان زيارات عديدة. وكانت باكورة تلك الزيارات هي زيارة وفد الحزب الاشتراكي للعراق في ربيع عام 2004 ولقاءه بالرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية وزيارة وفد الحزب الشيوعي العراقي برئاسة الرفيق محمد جاسم اللبان إلى هولندا.
المرصد النيابي يطلق التقرير النهائي لأداء مجلس النواب في
الدورة الماضية
بغداد – طريق الشعب
أطلق المرصد النيابي العراقي، يوم أمس، تقريره النهائي لرصد أداء مجلس النواب لدورته الانتخابية الثانية (2010 � 2014)، في مؤتمر صحفي عقد على قاعة المركز الثقافي النفطي ببغداد.
وحضر المؤتمر العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والأكاديمية وممثلي منظمات المجتمع المدني، فضلا عن مراسلي الصحف والوكالات الانباء والفضائيات.
وجرى خلال المؤتمر استعراض أهم ما ورد في التقرير من بيانات تخص عمل مجلس النواب وأداؤه خلال الدورة الانتخابية الثانية. وأشر التقرير حالات التلكؤ والضعف في أداء المجلس، خلال أربع سنوات منصرمة، في جوانب عدة منها التشريعي والرقابي والدور السياسي كذلك.
وستنشر "طريق الشعب"، تفاصيل واسعة عما ورد في التقرير من تقييم لأداء البرلمان في عدد لاحق.
تقرير...
بوادر تقارب وتعاون بين بغداد وانقرة بعد سنوات من الفتور
مراقب سياسي: زيارة أوغلو إلى العراق بداية انفتاح
بغداد - مهدي محمد كريم
عدَّ مراقبون سياسيون ان زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو إلى بغداد واربيل نهاية الاسبوع الماضي، مؤشراً على الانفتاح التركي على العراق بعد علاقة متشنجة طيلة مدة تولي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لرئاسة الحكومة ولدورتين.
ويرى المراقبون ان الانفتاح التركي جاء بعد ضغوط دولية بشكل عام، ومن قبل الولايات المتحدة بشكل خاص لتوضيح موقفها من محاربة الارهاب ودعم الحكومة العراقية الجديدة.
إلا أن زيارة اوغلو التي شهدت ترحيبا واسعا من قبل الاوساط السياسية العراقية والاقليمة، سجلت اعتراضا وحيدا خارج السرب السياسي العراقي المرحب بأوغلو، حيث هاجم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بيان له الزيارة والمواقف التركية.
ووصل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، يوم الخميس الماضي، الى العاصمة بغداد في زيارة رسمية استمرت يومين، فيما التقى عدداً من المسؤولين في الحكومة العراقية.
واطلق رئيس الوزراء التركي في زيارته لبغداد، وعودا بالتعاون في المجالين الاقتصادي والأمني، معلنا عن وقوف بلاده الكامل مع الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي، فيما ابدى استعداد بلاده لتدريب قوات البيشمركة.
وقال المحلل السياسي عبد الجبار السعيدي، ان "زيارة احمد داوود اوغلو الى بغداد تعطي مؤشرين؛ الاول داخلي والاخر خارجي، حيث ان المؤشر الداخلي يعطي ان هناك انفتاحا جديدا في ظل حكومة جديدة، حيث كانت الحكومة السابقة علاقاتها سيئة مع تركيا ولاسيما ان الامر قد تبين بعدم ترحيب المالكي بزيارة اوغلو الى بغداد".
وأضاف السعيدي، ان "الحكومة الجديدة الان في طريق الانفتاح اقليميا ودوليا، وهي ماضية في هذا الطريق، واما فيما يتعلق بالجانب الخارجي ان تركيا هذه المرة تتحرك نحو العراق في ظل منظومة دولية، وتحت مظلة التحالف الدولي ضد الارهاب وذلك بوحي من مصالح دولية لضرب الارهاب".
ورأى المحلل السياسي ان "العراق منفتح على اوروبا من دون تركيا، او دولة اقليمية اخرى، حيث ان العراق لديه علاقات مع اميركا وهذا قد يوسع علاقاته الخارجية".
وبين ان "الضغط الامريكي على تركيا كان واضحا وخصوصا في الايام الاخيرة، وبصورة علنية حيث طالبت الولايات المتحدة تركيا بان تأخذ دورا أكثر جدية وفعالية بمكافحة الارهاب والانفتاح على العراق خصوصا".
وأكدت وزارة الخارجية الامريكية أن الولايات المتحدة ترغب في علاقات متينة بين العراق وتركيا، مشيرة الى انها تدعم اي شيء يساهم في تحسين تلك العلاقات بين البلدين.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيف راتكه قوله ان "الحكومة التركية قد لعبت دورا مهما جدا خلال الاسابيع والاشهر الأخيرة في التعامل ليس مع تهديدات تنظيم داعش الارهابي القادمة من سوريا فحسب، بل مع تهديدات التنظيم الارهابي في العراق ايضا".
واضاف راتكه أن "تركيا قد اتخذت خطوات ايجابية لعرقلة تمويل وتدفق المقاتلين الاجانب عبر اراضيها"، مشيرا الى "اننا نقدر كثيرا المساهمة التركية والتي من الممكن أن تكون احد الاسباب لزيارة نائب الرئيس الى انقرة".
كما اعرب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، أمس السبت، عن امله بأن تتوصل بغداد واربيل الى تنسيق واتفاق بشأن ملف الطاقة، فيما اشار الى ان لقاءاته مع المسؤولين الكرد كانت ناجحة.وقال اوغلو خلال كلمة القاها في قمة مجلس الأطلسي باسطنبول، إن "العراق دولة محظوظة في الشرق الاوسط نظرا لما يتمتع به من موارد بشرية وطبيعية وهذا ما أكدته لرئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقائي به"، داعيا الاطراف العراقية الى "العمل من اجل عراق واحد وترسيخ الديمقراطية".
واعرب اوغلو عن امله بـ"ان تتوصل بغداد واربيل الى تنسيق واتفاق بشأن ملف الطاقة"، لافتا الى ان "اللقاءات التي اجريتها مع المسؤولين الكرد كانت ناجحة".
وكان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، قد قال ان زيارة الوفد الحكومي التركي برئاسة رئيس الوزراء احمد داود اوغلو والوفد المرافق له سوف تفتح افاق سياسية واقتصادية وتجارية.
ومن ثم توجه رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو، امس الاول الجمعة، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان والتقى برئيس الإقليم مسعود البارزاني لبحث عدد من القضايا.
اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الجمعة، أن الحكومة العراقية الجديدة من شأنها خلق أجواء ايجابية وعلاقات قوية مع تركيا، وفيما أشار رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو إلى أن بلاده ستقدم المساعدات للعراق في مجال دعم النازحين، أكد أن زيارته إلى بغداد كانت موفقة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد بين في مؤتمر صحفي عقده بمعية رئيس وزراء تركيا احمد داود اغلو، يوم الخميس الماضي، وحضره مراسل "طريق الشعب " نحن" نسعى لتفعيل مجلس التعاون الستراتيجي الاعلى والذي تم الاتفاق عليه بين البلدين عام 2009 ولم ينفذ لحد الان كما ونعمل جادين على بعد مناقشات مع الجانب التركي الى تفعيل التعاون العسكري والاستخباري بين البلدين من اجل القضاء على داعش والجماعات الارهابية ".
واضاف العبادي نحن" نؤكد على حسن العلاقة مع دول الجوار وخصوصا الجارة تركيا لما تربطنا بها من علاقات تجارية واقتصادية مهمة جدا ".
وكشف رئيس وزراء العراق اننا" نفتح كافة الافاق امام الشركات التركية وستكون اغلب صادرات العراق من خلال المنافذ التركية وصولا الى اوربا ".
وبين العبادي نحن "قادرون وبمساعدة الصديقة تركيا على التخلص من داعش اما فيما يتعلق بسوريا فهي بحاجة الى حل سياسي لانهاء الصراع الدائر فيها ".
من جهته، عد رئيس وزراء تركيا احمد داود اغلو ان "داعش والحركات الارهابية اصبحت لاتهدد فقط العراق وانما تركيا ايضا معنية بهذا التهديد وان زيارتنا الى العراق اليوم لفتح صفحة جديدة من العلاقات ونعمل على تفعيل مجلس التعاون الستراتيجي الاعلى في الوقت القريب" .
واضاف اوغلو ان "علاقتنا مع العراق لها بعد سياسي وثقافي واقتصادي وسوف نجددها في مجالات الطاقة والاستثمار والصناعة والزراعة ".
وبين اوغلو ان "العراق وتركيا سوف يكونان دولتين مثالا في مجال الزراعة والاقتصاد ودعم الاستقرار والسلام في المنطقة" .
واستدرك رئيس الوزراء التركي قوله ان "تركيا سوف تدعم كل ما يدفع باتجاه امن واستقرار العراق ونسعى الى كل ما يدعم العراق في المحافل الدولية ".
واووضح اوغلو "هناك من يحاول ان يزرع الفتنة بين العراق وتركيا وان تركيا لن تسمح بمرور قادة الارهاب والإرهابيين للعراق عبر أراضيها ولا يوجد مواطن تركي لحد الان من قادة داعش والجماعات الارهابية".
كما توجه
ص3
الموارد المائية تدعو المحافظات الى التزام الحصص المقررة لها
بغداد – طريق الشعب
دعت وزارة الموارد المائية، امس السبت، مجالس المحافظات للعمل على إزالة التجاوزات على المشاريع الاروائية، والالتزام بالحصص المائية المقررة لكل محافظة. وقال بيان للوزارة، امس السبت، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن وزير الموارد المائية محسن الشمري التقى وفدا من محافظة المثنى "لبحث السبل الكفيلة بتطوير الواقع الاروائي وتنفيذ المشاريع الاروائية وتوفير الحصص المائية للأراضي الزراعية بالمحافظة". واكد الشمري "اهتمام الوزارة بتطوير الواقع الاروائي واستصلاح الأراضي التي من شأنها زيادة غلة الدونم اضافة الى استخدام اساليب وطرق الري الحديثة لتقليل الضائعات المائية"، داعيا مجالس المحافظات كافة الى "العمل على ازالة التجاوزات على المشاريع الاروائية والالتزام بالحصص المائية المقررة لكل محافظة لضمان التوزيع العادل للمياه بين المحافظات". واستمع الوزير، بحسب البيان، لمشاكل الوفد ووعد بـ "تذليل كافة المعوقات والصعوبات التي يعاني منها اهالي المحافظة والأقضية والنواحي التابعة لها".
"زين" تحدث نظام شبكتها استعدادا لتقديم خدمات الجيل الثالث
بغداد – طريق الشعب
أعلنت شركة زين العراق، امس السبت، عن تحديث وتطوير نظام الشبكة الذكية لشبكتها، تمهيدا لتقديم خدمات الجيل الثالث. وقالت الشركة في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن فرقها "اكملت بنجاح عملية تحديث وتطوير نظام الشبكة الذكية لشبكتها خلال فترة قياسية"، مبينة أن "هذا التحديث يأتي ضمن حرص الشركة على تطبيق افضل المعايير العالمية وأحدث التقنيات الفنية لشبكتها ولمشتركيها". وأكدت الشركة أن "التطوير الحالي يصب في نطاق استعدادات الشركة لتقديم خدمات الجيل الثالث في مطلع العام المقبل بعد ان تم توقيع الاتفاقية في هذا الصدد مع هيئة الاعلام والاتصالات". وبشأن اطلاق خدمات الجيل الثالث، قالت الشركة إنها "على يقين بأن إطلاق خدمات الجيل الثالث سوف يحمل معه تجربة رائعة ومميزة لعملائها"، موضحة أن "التكنولوجيا التي ستقدمها هذه الخدمات ستضمن توفير سرعات عالية في تحويل حزم البيانات كما أنها ستقدم خدمات صوتية بجودة أفضل".
انقطاع تام في شبكات الاتصالات بتكريت
القوات الامنية تتقدم في سامراء وبلد والدجيل
بغداد – طريق الشعب
رغم الاشتباكات الكبيرة والشديدة بين إرهابيي داعش والقوات الامنية في اكثر من جبهة في محافظة صلاح الدين، الا ان القوات الامنية على مختلف تشكيلاتها وبدعم من الحشد الشعبي والعشائر، تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مناطق بلد والدجيل وسامراء، ونجحت في قتل ودحر الكثير من الإرهابيين.
ونجحت القوات الأمنية، امس السبت، من إعادة فتح طريق سامراء � بلد بعد طرد عناصر تنظيم داعش من مناطق جنوب قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين.
وقالت الفضائية العراقية، في خبر عاجل تابعته "طريق الشعب"، إن "القوات الأمنية فتحت طريق سامراء - بلد"، مضيفة أن "فتح الطريق تم بعد طرد عناصر تنظيم داعش من مناطق جنوب سامراء".
ونقلت وكالات انباء محلية عن مصادر امنية، في محافظة صلاح الدين، في وقت سابق من امس الاول الجمعة، قولها، بأن الاشتباكات دائرة منذ ثلاثة أيام بين مقاتلي الحشد الشعبي وإرهابيي داعش، ما أدى إلى انقطاع الطريق بالنسبة للسيارات المدنية في مناطق متعددة على الشارع الرئيسي بين بغداد - سامراء. وقال خالد جاسم الخزرجي، عضو اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين، لـ"العربية نت"، إن "الاشتباكات ابتدأت من منطقة حدود الدجيل إلى محطة بلد صعوداً نحو منطقة الاسحاقي أو ما يعرف بمنطقتي الفرحاتية والشيخ هلوب"، مؤكدا أن "الوضع الآن تحت السيطرة، وتم قتل أكثر من 60 عنصر من تنظيم داعش، وجرح ما يقارب 100 آخرين".
وطالب الخزرجي الحكومة الاتحادية، ووزارتي الدفاع والداخلية، بضرورة الإسراع بدعم قوات الحشد الشعبي بالآليات المدرعة، أو القيام بعملية عسكرية في المنطقة المحصورة بين السيد غريب والفرحاتية".
وأطلق ارهابيو تنظيم داعش القذائف باتجاه بلد بينما قصف سلاح الجو العراقي تجمعات التنظيم. وبحسب مصادر، نقلت عنها وكالات انباء محلية، فأن الجيش ومقاتلين قبليين يصدون هجوم داعش على بلد.
وقال شهود عيان، لوكالة "شفق نيوز" إن الرصاص بات في سماء وسط المدينة.
وقال جاسم جبارة، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس صلاح الدين، إن "الهدف من مهاجمة بلد هو قطع طرق الإمدادات العسكرية".
وأضاف جبارة أن "مناطق العظيم في ديالى والحويجة بكركوك وعن طريق الجلام والدور في صلاح الدين يمد التنظيم بالسلاح ليقاتل هنا ونحتاج تجفيف تلك المنابع".
وتمكنت القوات العراقية من تحرير بيجي التي تضم اكبر مصافي النفط العراقية شمال صلاح الدين مؤخرا وهو ما كسر ظهر داعش بالمحافظة.
لكن التنظيم لا يزال يسطر على تكريت والدور وأجزاء من الضلوعية والشرقاط.
وقالت مصادر، إن "اشتباكات عنيفة اندلعت، صباح امس، بين مسلحي تنظيم داعش والقوات الامنية باسناد الاهالي والحشد الشعبي في منطقة السعود جنوبي قضاء بلد من محور الاحباب والمزاريع". واضافت، ان "حصيلة تلك الاشتباكات لم تعرف لغاية الآن"، مشيرة الى ان "المواجهات لا تزال مستمرة".
وشهد قضاء بلد في محافظة صلاح الدين، مساء امس الاول الجمعة، هجوم تنظيم داعش من ثلاثة محاور، ما اسفر عن سقوط العشرات من عناصر الاجهزة الامنية والتنظيم بين قتيل وجريح، فيما افاد مصدر امني في القضاء بان عددا من المدنيين أصيبوا جراء قصف عناصر التنظيم بالهاونات.
وفي الدجيل، اكد قائممقام القضاء، محمد حسن الدجيلي، امس، لوكالة "السومرية نيوز" إن "القوات الامنية وبمساندة الحشد الشعبي وعشائر الخزرج تمكنت من التقدم وفرض السيطرة على جسر سيد غريب شمال قضاء الدجيل".
واضاف الدجيلي ان "القوات الامنية تقدمت باتجاه مشروع الكويتي شمال القضاء بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش"، مبيناً ان "عشرات الجثث من عناصر داعش تملأ الطرقات".
وصدت عشيرة الخزرج الخميس الماضي، هجوما شنه تنظيم داعش على إحدى مناطق قضاء الدجيل جنوبي تكريت.
اما في تكريت، فقد افادت مصادر، امس، بأن شبكات الاتصالات بمدينة تكريت انقطعت بشكل كامل. وبينت، إن "عناصر تنظيم داعش أمروا قبل يومين، حراس أبراج الاتصالات في مدينة تكريت، بعدم تشغيل الابراج"، دون معرفة اسباب ذلك، مضيفة، ان "ذلك ادى الى انقطاع تام في شبكات الاتصالات بالمدينة".
واكدت المصادر، ان "تكريت تعيش في عزلة عن المحيط الخارجي".
كل أحد ...
الجريمة المنظمة.. السياسية
لا يمر يوم، وربما لا تمر ساعة، في العاصمة بغداد بخاصة، دون ان تُلقى بجثة مجهولة الهوية الى نهر او مفرق طرق، ودون ان تداهم مجموعة ملثمة متجرا أو مسؤولا أو مكتبا تجاريا، ودون عملية اختطاف تطال احد المواطنين، وتشمل نساءا وأطفالا، ودون عملية نصب يقع في شراكها مواطنون القت بهم حظوظهم العاثرة على طريق الجناة، ودون ان نطالع على واجهات الاعلام وقائع لجريمة مروعة لا تحدث إلا في العالم السفلي لدولة تحكمها العصابات المنفلتة، ولا يأتمن فيها المواطن على حياته وممتلكاته وادنى ضمانات عيشه الكريم الآمن.
يستطيع المراقب، بسهولة، ان يرصد بان الغالبية الساحقة لهذه الجرائم المدبرة التي تشهدها العاصمة، ومدنا اخرى مثل بعقوبة والبصرة، تجري في وضح النهار وتحت سمع وبصر مفارز الشرطة ونقاط السيطرات العسكرية التي لا تبعد الواحدة عن الاخرى بضعة عشرات من الامتار، ولا يكون القول بان هذه العصابات محمية من بعض حلقات الامن الحكومية ومسؤولين نافذين في المنظومة الامنية بمثابة افتراض او تجنٍ على تلك السلطات، فبين ايدينا بيانات وتصريحات رسمية تعترف بوجود فساد في حلقات امنية وعسكرية نافذة تغطي مثل هذه الجرائم بل وتؤكد تورط افراد وضباط في جرائم تحمل توصيف الجريمة المنظمة، وتتجاوزها الى البُعد السياسي الموصول بالصراع الطائفي والفئوي، وهو الطور الاخطر في ملف الجريمة المنظمة المنفلتة، مع وجود بصمات عن مافيات كلاسيكية محمية تدير طاحونة الجريمة المنظمة من غسيل الاموال وتهريب النفط والاغتيالات بالكواتم وتجارة المخدرات الى تقديم الخدمة للجماعات الارهابية المسلحة، وقبلها تقديم خدمات التعبئة والاستزلام والارشاء في الانتخابات النيابية لصالح متنافسين يشار لهم بالبنان.
وزير الداخلية، اعلن يوم الجمعة الماضي من مدينة ديالى ان "هناك من يستغل الوضع الاستثنائي للبلد ويستغل مسمى الحشد الشعبي والتنقل بعجلات غير مرقمة ويقومون بعمليات خطف او خرق للقانون" وقبل هذا كانت وسائل الاعلام قد نشرت وقائع عن جرائم شنيعة ترتكب ضد اتباع اديان وطوائف باسم جهات ومليشيات، وجرائم اخرى تدخل في باب الفساد ترتكبها قيادات امنية وسياسية نافذة، وجرائم مسجلة على مجموعات تتعاطى السياسة والتهريب وتجارة السلاح وتدبير الاغتيالات وتتخذ من عواصم الدول المجاورة مراكز ادارة لها، وهو الطور الاخطر في الجريمة المنظمة اذْ تتداخل، عضويا، في شبكات الصراع السياسي وتضاعيفه.
ولعل اكثر شنائع الجريمة المنظمة، السياسية، ما يتعلق بغييب المسؤولية عن الجرائم المرتكبة بين اكثر من جهة، فيما كل طرف سياسي ينفي تورطه فيها واتهام الطرف الآخر بارتكابها، عدا ما يتعلق بارواح الناس وحالة التهديد الدائم لحياتهم المدنية، وتسجيل القتل اليومي على عاتق جهة مجهولة، في ظل اضطراب الاحوال الامنية، وغياب منظومة الملاحقة والمراقبة والتجريم، وقبل ذلك غياب التصورات لمثل هذه الجرائم واخطارها، في حين تشكل الدول المبتلاة بالجريمة المنظمة مراجع قضائية واجتماعية فاعلة ومتخصصة لبناء نظام من التشريعات والاجراءات الوقائية للجم هذه الجرائم ومنظماتها واغلاق الاقنية السياسية التي تتحصن فيها.
الشرطة الجنائية الدولية التابعة للامم المتحدة تقول أن الإجرام المنظم هو عبارة عن مؤسسة إجرامية ذات تنظيم هيكلي متدرج و محكم تمارس أنشطة غير مشروعة من اجل الحصول على هدف مادي غير مشرع مستخدما في ذلك العنف والقوة والفساد".
وهكذا، ففي مستنقع الفساد ترتع الجريمة المنظمة، وتحمل من هناك "الباج" الذي يرخص لها الدخول الى السياسة.
**********
"إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ...
ولم تستحِ فافعلْ ما تشاءُ"
ابو تمام
عبدالمنعم الاعسم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينشر اسبوعيا بالتزامن مع الزميلة جريدة (الاتحاد)
حذرت من "نفاد الوقت" لمساعدة النازحين قبل فصل الشتاء
الأمم المتحدة: 700 ألف نازح عراقي يعيشون في مبان مهجورة ومدارس وحدائق عامة
بغداد – طريق الشعب
بدأت الأمم المتحدة، امس الاول الجمعة، بنقل مساعدات إنسانية إلى العراق جوا لمساعدة نحو مليوني شخص، نزح معظمهم بعد احداث حزيران الماضي، وفيما ثمنت جهود واشنطن في انشاء جسر جوي لنقل المساعدات اللازمة لمخيمات النازحين في الاقليم ، اعتبر ممثلها في العراق، إن الإصلاحات السياسية في العراق قد بدأت من خلال حل الخلافات مع إقليم كردستان واستيعاب المكونات الاخرى في العملية السياسية.
وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، هبوط أول طائرة، من أصل سبع رحلات جوية مقررة، ستتجه إلى مطار أربيل، انطلاقا من باكستان.
وقال بيان للمفوضية، ان "الطائرة نقلت 3600 من مواد العزل الحراري للخيام، بينها الواح البوليسترين لحماية الأرضيات وألياف عازلة لجدران الخيام سيتم توزيعها على المخيمات في أرجاء العراق".
ومن المقرر أن تصل الطائرات الست المتبقية والتي ستحمل 25 ألفا من مواد العزل الحراري، من مدينة لاهور في باكستان حيث سيتم انتاجها، قبل 12 كانون الأول.
وبحسب المفوضية، يعيش أكثر من 60 ألف شخص نازح في 8 مخيمات في العراق. و يجري العمل على بناء عدد أكبر من المخيمات لإيواء أكثر من 300 ألف شخص آخرين.
وأضافت المفوضية في بيانها، أن نحو 700 ألف شخص يعيشون حاليا "في مبان مهجورة غير مكتملة وبالمدارس والمراكز الدينية وفي الحدائق".
وحذر المدير الإقليمي للمفوضية، أمين عوض، من "نفاد الوقت" مع بدء درجات الحرارة بالانخفاض بشكل كبير في شمال العراق.
ونزح نحو مليوني عراقي منذ كانون الثاني، معظمهم نزح منذ ان استولى داعش على مناطق شاسعة من البلاد في حزيران الماضي.
من جهة اخرى، ذكر تقرير للامم المتحدة نشرته الصحف الامريكية ان "الامم المتحدة تعرب عن تقديرها للجسر الجوي الذي انشأته الولايات المتحدة الامريكية لنقل المساعدات الى النازحين من مناطق النزاع في سوريا والعراق والذين يقطنون حاليا في اقليم كردستان"، مشيرة الى انها "تواجه ازمة تمويل حادة من شأنها ان تترك ما يقارب مليون نازح امام برد الشتاء في انحاء اخرى من العراق".
واضاف التقرير ان "الولايات المتحدة تقدم عمليات النقل الجوي الطارئة كمساعدات الشتاء إلى 150,000 نازح في الاقليم"، موضحا ان "الاولى من سبع رحلات من باكستان هبطت يوم الجمعة (امس الاول) في اربيل وعلى متنها 3600 خيمة، ومن المقرر ان تصل في يوم 12 /12/2014 ستة رحلات جوية اخرى". من جهته، قال نيكولاي ملادينوف، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" أنه يتابع مسيرة الإصلاحات في الحكومة العراقية الجديدة عن كثب، مشيرا إلى أن هناك إصلاحات في ملف القوات المسلحة لمحاربة الفساد، فضلا عن حل الخلافات بين بغداد وأربيل.
وتابع "على الأرض نرصد محاولات الاتصال للحكومة العراقية مع العرب السنة وإشراكهم في الحكومة وتقديم الضمانات لهم ليشاركوا في المستقبل في حماية أنفسهم ومناطقهم بقوات الحرس الوطني".
وشدد على أن المهم في هذا كله أن مسيرة الإصلاح في العراق بدأت وينتظر الكثير من العمل في هذا المجال مستقبلا.
المرجعية الدينية تشدد على تنويع مصادر الثروة ومكافحة الفساد
بغداد - طريق الشعب
في إشارة واضحة إلى الشأن الاقتصادي، تطرقت المرجعية الدينية، في خطبة يوم أمس الأول الجمعة، إلى ضرورة ايجاد خطة اقتصادية تنموية، مشددة على ضرورة تنويع مصادر الإيرادت دون الاعتماد على النفط كمصدر وحيدة للثروة.
فيما دعت، المسؤولين كافة إلى محاربة الفساد، معتبرة أن الفساد المالي آفة تنخر في جسم أي مؤسسة اذا لم تُكافح بل لعلها الاخطر في اعاقة أي تقدم ممكن ان يحصل.
وقال ممثلها، السيد أحمد الصافي، إنه "لم يتضح الى الان وجود خطة اقتصادية او تنموية واضحة المعالم والأُطر تتماشى مع امكانات البلد الهائلة بل في الاعم الاغلب لا نرى الا تجميع المال عند الوزارة المعنية ثم توزيعها بطريقة معينة على مؤسسات الدولة"، مبينا ان "هذا التوزيع يخضع الى تجاذبات عديدة غالباً ما تكون سياسية ويبقى كل طرف متمسكاً برأيه ولو على حساب تأخر اقرار الميزانية الذي هو الاقرار النهائي لتوزيع المال كما حدث في مجمل السنين السابقة بل قد تصل الحالة الى التأخر الفاحش في اقرارها كما في هذه السنة وهو امر يدعو الى التأسف والاستغراب في نفس الوقت وهذا ما لا نرجو ان يتكرر في المستقبل بل لابد من وجود رؤية واضحة في هذا الجانب فالتخطيط لهذا الشأن مسؤولية كبيرة امام المسؤولين الان وامام الاجيال القادمة".
وأضاف الصافي ان "الاعتماد الكلي على ثروة واحدة (النفط) في تغطية الحاجات المالية والاقتصادية للعراق امر غير صحيح بل يعرّض البلد الى مجازفات اقتصادية ومالية مع وجود قنوات اخرى كالسياحة الدينية والسياحة وهو يستدعي الاهتمام بحضارة هذا البلد من خلال المتاحف وابراز المعالم التراثية للمدن القديمة والاهتمام بالمشاريع الزراعية العملاقة التي يمكن ان تكون رافداً مُعيناً لاقتصاد العراق وامثال ذلك من الامور التي تحتّم على المسؤول ان يسعى جاداً من اجل تقوية الجانب الاقتصادي للبلد".
وأشار الصافي إلى انه "بالاضافة الى ما تقدم فاننا نرى عدم الاهتمام بالقطاع الصناعي بل لا يقتصر الامر على عدم استحداث صناعات جديدة فحسب وانما اهمال الصناعات الموجودة فعلاً التي كانت تستوعب اعداداً من العاملين فضلاً عن رفدها السوق المحلية بالاحتياجات المطلوبة كمعامل النسيج والالبسة وغيرها، ان الاخوة المسؤولين عن هذه القطاعات امامهم مسؤولية وطنية في الحفاظ على هذه القطاعات وتطويرها الى الافضل".
ودعا السيد احمد الصافي المسؤولين في كل المواقع وبلا استثناء ان يحاربوا آفة الفساد المالي ويكافحوها بقوله "ان مسألة الرقابة من المسائل المهمة لمتابعة أي عمل كي تُعلم نتائجه سلباً او ايجاباً ومن ثم تقييمه، والملاحظ في بلدنا هو تعدد الجهات الرقابية الرسمية مع بطئ العمل او تلكئه او تركه نهائياً والمحصلة هو التأخر في خدمة المواطن وعدم استفادته، ولو استقصينا مجموع ذلك لحصلنا على نتائج مخيفة سواء في هدر الاموال ام بقاء الارض بلا أي منفعة..
واضاف ممثبل المرجعية "علينا ان نواجه المشاكل بروح تبحث عن حلول جذرية لها، ان الفساد المالي آفة تنخر في جسم أي مؤسسة اذا لم تُكافح بل لعلها الاخطر في اعاقة أي تقدم ممكن ان يحصل، موضحا ان تفشّي هذه الظاهرة يستدعي ان تكون هناك معالجات حقيقية سواء في القوانين او القرارات واللوائح او اختيار الاشخاص في المواقع الحساسة اننا نشعر بالألم والمرارة ازاء ما يحصل في بعض المؤسسات من استشراء الفساد فكم من عمل كان يمكن ان يطوّر البلد او ينتفع به الناس لولا هذه الآفة.
تقرير...
دعوا وزارة التربية الى منحهم حقوقهم "المسلوبة" وحمايتهم من الاعتداءات
معلمو بغداد يطالبون بتشريع قانون "الخدمة التربوية "أسوة بـ"الخدمة الجامعة"
بغداد – مهدي العبودي
نضم عدد من معلمي محافظة بغداد، امس الاول الجمعة، حملة إنصاف المعلم العراقي، في شارع المتنبي، مطالبين من خلالها بتشريع قانون الخدمة التربوية، أسوة بقانون الخدمة الجامعية، مؤكدين ان المعلم العراقي يعاني من تهميش في حقوقه ويتعرض الى اعتداءات من اطراف عديدة من بينها "الطالب"، مشددين على ضرورة تشريع قانون يحمي المعلم وينصف المهمة النبيلة التي يتولاها.
وفيما طالب معلمون، وزير التربية بالغاء قرار "التحرش"، دعوا الى منح القيادة التربوية الى شخصيات "غير حزبية".
وقال حسين الحديدي، منسق اللجنة التنسيقية لحملة انصاف المعلم العراقي، في محافظة بغداد، لـ"طريق الشعب"، ان "حملة انصاف المعلم العراقي، انطلقت منذ الخميس الماضي (13 تشرين الاول)، وسبقت وقفتنا اليوم (الجمعة) وقفة سابقة"، مبينا ان مطالب الحملة "اقرار قانون الخدمة التربوية، اسوة بقانون الخدمة الجامعية، كما ان هناك مطالب بحاجة الى تعليمات وزارية وتشريع قوانين بحقها". وأشار "لدينا اتصال مع تنسيقياتنا في ثماني محافظات؛ (البصرة وميسان وذي قار وواسط والنجف وكربلاء والديوانية، المثنى)، لتوحيد الرؤية والخروج بقرار ومطالب موحدة لرفعها الى وزير التربية ولجنة التربية والتعليم البرلمانية وفق مؤتمر موحد يعقد في شهر كانون الاول من هذا العام"، معربا عن امله،"من قيام وزارة التربية الجديدة باصلاح المؤسسة التربوية". من جهته، قال عبد الحسين الشمري، احد المعلمين المشاركين في الحملة، لـ"طريق الشعب"، ان "المعلم منذ العام 2003 ولحد الآن عانى الكثير من المتاعب والمصاعب، وبسبب تلك المعاناة اصبح بين مطرقة عدم وجود قانون لحمايته، وسندان اولياء امور الطلبة"، مستطردا "نعاني نحن المعلمين، من امور كثيرة، حتى من التلاميذ أنفسهم بسبب القرارات المجحفة بحقنا واعطاء سلطة بيد الطالب للتحكم بنا". واردف الشمري، "نطالب اليوم ومن خلال وقفتنا هذه في شارع المتنبي بسن قانون لحماية المعلم، وكذلك سن قانون الخدمة التربوية، اسوة بقانون الخدمة الجامعية، لان المعلم اصبح قريبا من الهاوية بعد ان سُلبت حقوقه التربوية، من خلال تصرفات الطلبة والمسؤولين تجاهه"، مضيفا "نحن من يوصل الطالب الى مرحلة الجامعة جاهزا من حيث تعليمه القراءة والكتابة، واعطائه فكرا ناضجا، لكننا مهمشون وغير مهتم بنا".
وختم قائلا "نأمل من الحكومة الاستماع لمطالبنا، ونحن بحاجة الى قيادة تربوية حقيقية ونريدها بعيدة عن قيادة الاحزاب".
بدوره، قال زميل الشمري، جاسم عبد علي، "نحن معلمو مدينة بغداد نقف اليوم في شارع المتنبي، مطالبين بتشريع قانون الخدمة التربوية، اسوة بقانون الخدمة الجامعية لأساتذة الجامعات والكليات"، منوها الى اننا "نعمل بلا قانون وبلا حماية".
ونبه عبد علي في حديث مع "طريق الشعب"، الى ان "وزير التربية محمد اقبال، اصدر قرارا تحت مسمى (قانون التحرش) الذي برر اصداره بان هناك حالات تحرش بين المعلم والطالب او الطالبة"، قائلاً ان "هذا انتهاك لكرامتنا لذا نحن نطالب اليوم بقانون وبنقابة تحمي مصالحنا وكذلك نطالب بمقعد برلماني يمثل شريحة المعلمين، (تشريفي) في مجلس النواب لشرح هموم المعلمين". وخلص قائلا "نحن بحاجة الى منحنا قطع أرض سكنية، وان نعامل معاملة موظفي الدولة".
ص4
لا تقدم في مفاوضات الملف النووي الايراني
فيينا- وكالات
لا تزال جلسات المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1، للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي لطهران، دون أي تقدم ملحوظ قبل انتهاء المهلة المحددة الاثنين. وبعد 5 أيام من المفاوضات الشاقة، لم يتحقق التقدم رغم الجهود الكثيفة للفريقين الرئيسيين، وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد ظريف اللذين كثفا لقاءاتهما حتى وقت متأخر من مساء أول أمس الجمعة.
وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما إريك شولتز "سأكون صادقا، هناك تباينات كبيرة، نخوض سباقا مع الوقت، وفرقنا تعمل دون كلل للتوصل إلى اتفاق". وتجتهد مجموعة الدول الست الكبرى "الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا" وإيران للوصول إلى اتفاق يضع حداً لاثني عشر عاما من التوتر الدولي.
ويريد المجتمع الدولي من إيران أن تقلص قدراتها النووية تفاديا لاستخدامها لأغراض عسكرية، وفي المقابل، تطالب طهران التي تؤكد أن برنامجها سلمي بحت- بحقها في امتلاك قدرة نووية مدنية في موازاة مطالبتها برفع العقوبات الاقتصادية عليها.
***************************************
هيومان رايتس: على إسرائيل وقف هدم المنازل
متابعة "طريق الشعب"
طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، أمس، إسرائيل بوقف عمليات هدم منازل فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجمات، في حين أرجأت إسرائيل تدمير ثلاثة منازل بانتظار قرار في الاستئناف لمحكمة عسكرية. وكانت أسر معتز حجازي وأبناء العم عدي وغسان أبو جمال، الذين قتلوا بعد أن نفذوا هجومين في القدس الغربية، تلقت أوامر بهدم منازلها خلال 48 ساعة، وانتهت ليلة الجمعة الماضية، لكن القضاء العسكري الإسرائيلي أعلن تجميد أمر الهدم. وقال المحامي الذي يدافع عن الأسر في بيان إن النيابة العامة العسكرية ستدرس اليوم الأحد طلب الاستئناف الذي قدمه لوقف عمليات الهدم العقابية، وهو إجراء تخلت عنه إسرائيل قبل 5 سنوات لأن الجيش اعتبر أنها تأتي بنتائج عكسية. وقالت "هيومان رايتس ووتش" إن هذا "العقاب الجماعي قد يعتبر جريمة حرب"، وأضافت أن "على إسرائيل أن تحاكم وتعاقب المجرمين وليس أن تنفذ عمليات هدم ثأرية تطال أسرا بكاملها". ويحتج الفلسطينيون على عمليات الهدم التي تثير جدلا في صفوف المدافعين الإسرائيليين عن حقوق الإنسان، الذين يقولون إنها لا تطبق على الإسرائيليين الذين ينفذون اعتداءات دامية ضد الفلسطينيين.
************************
داعش يقتل ويسجن مقاتليه المتراجعين والفارين
10 آلاف هجوم ارهابي في 2013.. هل فشلت الحرب
على الإرهاب؟
لندن- متابعة طريق الشعب:
بعد انه سلط الضوء على تزايد الهجمات الارهابية العام الماضي 2013، يظهر "مؤشر الإرهاب العالمي" في العاصمة لندن أن الإرهاب في العالم تصاعد، حيث سُجلت حوالي عشرة آلاف هجمة إرهابية في مناطق متفرقة بالعالم، بارتفاع يصل إلى 44 بالمائة عن العام الذي سبقه. راح ضحيتها اكثر من 18 ألف شخص، بنسبة 61 بالمائة أكثر من 2012، ما تطلق سؤالاً كبيراً بشأن فاعلية الحرب على الإرهاب.
ويقول محللون انه خلال الخمسة عقود الأخيرة، كانت الطريقة المثلى للقضاء على الإرهاب هي ربط الجماعات المتورطة بالعملية السياسية، ولعل أيرلندا الشمالية خير مثال كلاسيكي على ذلك.
وأظهر مؤشر لندن أن 80 بالمائة من الجماعات الإرهابية ألقت سلاحها بعد أن وصلت إلى اتفاق سياسي مقبول مع السلطة، فيما أوقفت 10 بالمائة فقط من الجماعات نشاطاتها الإرهابية بعد أن حققت أهدافها ، والمثير أيضا، أن 7 بالمائة فقط من هذه الجماعات قضي عليها عسكريا، والمخيف في الأمر أنها نسبة ضئيلة جدا مقارنة بعدد ضحايا العمليات العسكرية المرتبطة بالقضاء على الإرهاب نفسه.
وتضيف تقارير مختصة ان في بلدان عدة يكون استعمال قوة الجيش أو الميليشيات العسكرية الرد الوحيد في الحرب على الجماعات الإرهابية، إلا أن المشكلة تكمن في أن الجماعات المسلحة أصبحت تقاتل بكفاءة كبيرة ضد الجيوش في الحروب غير المتماثلة ، حرب ليست بين جيشين نظاميين. ففي مثل هذه الحروب تتجنب مثل هذه الجماعات المواجهة المباشرة وتلجأ لتنفيذ هجمات ذات تأثير كبير على الرأي العام. وأكبر دليل على ذلك في أفغانستان، حيث تحاول قوات التدخل الدولية "إيساف" منذ أعوام الانتصار على حركة طالبان وفكرها المتطرف.
ويتوقع الباحثون ان عام 2015 سيكون أكثر سوءاً، فجماعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، والقاعدة، وبوكو حرام، وطالبان، ستحاول نشر رسالتها المليئة بالكراهية والخوف عن طريق تنفيذ هجمات إرهابية أوسع. وأن ضحايا الإرهاب سيكونون من المدنيين الذين يسقطون نتيجة القتال بين جماعات متطرفة.
ويخلص التحليل الى انه لا يوجد سوى طريق واحد أخفقت الدول الأكثر تضررا، وإلى اليوم، في إشراك جميع أطياف مجتمعاتها في العملية السياسية والاجتماعية. وعلى هذه الدول تحسين أوضاع مواطنيها الاقتصادية، وخلق فرص تعليم أفضل لهم، إلى جانب تقوية المكونات المدنية والديمقراطية. كل هذا يتطلب نفسا طويلا، لكنه الطريق الوحيد لسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين، وعزلهم في المناطق التي ينشطون فيها.
داعش يعدم الفارين من مقاتليه
أفاد ناشطون في سوريا بأن عناصر تحمل جنسيات غير عربية تقاتل مع تنظيم داعش تعرضوا إما للقتل أو السجن بعدما محاولتهم الفرار.
وقال الناشطون لوكالة "فرانس برس" إن العناصر الذين يحاولون الفرار هم شبان يحمل معظمهم جنسيات غير عربية.
وأضافت الوكالة أن التنظيم اعتقل الخميس الماضي أحد مقاتليه الأجانب في مدينة الرقة السورية داخل أحد محال الاتصالات عقب اتصال أجراه مع ذويه في بلده.
وتابعت أن عناصر كانت ترافق المقاتل الذي يبلغ من العمر 17 عاما، اعتدوا عليه بالضرب وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية واقتياده إلى منطقة مجهولة. وأوضحت الوكالة أن مترجما كان برفقة الشاب المعتقل أبلغ عناصر التنظيم أنه تحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده.
اللاجئون الأكراد يعانون في تركيا
الى جانب ذلك، تستمر معاناة اللاجئين الأكراد في بلدة سروج التركية، الذين يقيمون في مخيمات وسط ظروف انسانية صعبة.
ويقدر عدد اللاجئين في البلاد بـ 92 ألف لاجئ ، وبالرغم من أن بلدية سروج ذات الأغلبية الكردية وفرت لهم الماء والكهرباء وتقوم بتوزيع وجبات غذائية عليهم، إلا أنهم ما زالوا يعانون نقصاً في الأدوية وحليب الأطفال ومواد أخرى. ويعتمد اللاجئون كثيراً على مساعدات منظمات تتبرع لهم بمستلزمات أساسية.
جبهة النصرة لا تزال موجودة!
ميدانياً، قتل 8 أشخاص على الأقل، بينهم 6 مدنيين، في اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي جبهة النصرة، في محافظة ريف دمشق.
ووقعت الاشتباكات في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، قرب مخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي والزبداني، في حين قصفت القوات الحكومية مناطق قرب مدينة دوما، وقرية بسيمة في وادي بردى، وبلدة دير مقرن.
وحسب التقارير فقد قصفت قوات الجيش السوري، مناطق في دمشق وحلب ودرعا وريفها ودير الزور، في حين تجددت الاشتباكات في ريف مدينة رأس العين (سري كانيه)، وقرب حقل شاعر للغاز.
كما شهد جبل الأكراد ومدينة دير الزور وأطرافها، اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين.
30 غارة للتحالف الدولي
قالت القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 30 غارة جوية على أهداف لتنظيم الدولة في سوريا والعراق منذ يوم الأربعاء الماضي.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن أنقرة سوف تواصل السعي جاهدة من أجل فرض منطقة حظر طيران في سوريا، ورحيل الرئيس بشار الأسد.
******************************
سلة الاخبار ...
توسيع مهمة القوات الأميركية في أفغانستان
وكالات
أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما، السماح للبنتاغون باستهداف مقاتلي طالبان في أفغانستان، موسعا الخطط السابقة التي قيدت قيام الجيش بمهمات لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة من ضمنها تقديم الدعم الجوي للجيش الأفغاني.
وقالت تقارير إن الجيش كان يمكنه ملاحقة طالبان في حال شكلت تهديدا للقوات الأميركية أو قدمت دعما مباشرا لتنظيم القاعدة.
قتلى ومعتقلون مصريون بسيناء
وكالات
قتل مسلحان على الأقل، واعتقل 31 آخرون، من جماعة "أنصار بيت المقدس" في عملية عسكرية للجيش المصري جنوب مدينة الشيخ زويد، شمالي سيناء.
يأتي هذا بعد يوم من قتل الجيش المصري مسلحين، في حملة ضد معاقل الجماعة بسيناء، في غضون ذلك، تبنت الجماعة هجمات على رجال الأمن في محيط جامعة حلوان ومحطة القطارات جنوب القاهرة أصيب خلالها 14 شخص.
الإكوادور تضمن اللجوء لمؤسس "ويكيليكس"
وكالات
قالت الاكوادور انها ستضمن اللجوء السياسي لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الذي لجأ الى سفارتها في لندن "أطول فترة ضرورية". وذلك بعد تأكيد القضاء السويدي مذكرة التوقيف الاوروبية الصادرة بحقه.
وقالت الخارجية الإكوادورية في بيان ان حكومة كيتو "تعلن ان اللجوء الذي منح لجوليان اسانج لا يزال صالحا وتكرر عزمها على ابقاء هذه الحماية اطول فترة ضرورية حتى يصبح الأخير في مكان آمن".
الجيش الليبي يغلق المطارات والموانئ
وكالات
أعلنت قيادة الأركان العامة للجيش الوطني الليبي إغلاق مطاري معيتيقة بطرابلس ومصراته، بالإضافة لإغلاق الموانئ البحرية لمصراته وسرت وزوارة، وذلك بعد أن ثبت استخدامها من قبل الميليشيات.
وأكد البيان أن "المطار الذي يمكن استخدامه للأغراض المدنية هو مطار زوارة غرب ليبيا فقط.
يأتي هذا فيما بدأ الجيش الليبي أولى غاراته الجوية لضرب معاقل المليشيات غرب طرابلس.
إنفلونزا الطيور تعود!
وكالات
قالت الحكومة الهولندية إن مرض انفلونزا الطيور انتقل إلى مزرعة ثالثة في البلاد.
وقالت وزارة الاقتصاد إن "الإصابة الأخيرة اكتشفت في مزرعة للدواجن ببلدة كامبرفين شمالي البلاد، التي تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن المزرعتين الأخريين المصابتين قبل اسبوع".
وأعلنت مزارع في ألمانيا وبريطانيا ظهوره ايضاً قبل اسابيع، حيث تقول المصادر انه من سلالة "N8 H5" لم تصب البشر بعد.
********************************
البحرين.. المعارضة تقاطع الانتخابات
المنامة – وكالات
أدلى الناخبون في البحرين بأصواتهم، يوم أمس، في الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الحكم قبل أربع سنوات. وكانت مراكز الاقتراع، وعددها 52 مركزا، فد فتحت أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت المنامة، وأغلقت في السادسة مساءً.
وتجري الانتخابات وسط انقسامات سياسية عميقة، حيث تواصل أحزاب المعارضة، ومن بينها قوى ديمقراطية ويسارية، مطالبة العائلة الحاكمة بتخفيف قبضتها على الحكم. وتتكون المعارضة من قوى واحزاب هي: جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، جمعية العمل الوطني الديمقراطي �وعد� ، جمعية التجمع القومي الديمقراطي ، جمعية الإخاء الوطني.
وعلى الرغم من دعوات المعارضة لمقاطعة الانتخابات، إلا أن الأنباء أشارت إلى اصطفاف طوابير من الناخبين أمام بعض لجان الاقتراع في بعض المناطق. ويحق لكل مواطن تجاوز سن العشرين الإدلاء بصوته، وذلك بموجب نظام الاقتراع العام الذي بدأ العمل به في عام 2002.
واعتبرت الحكومة أن من غير الضروري وجود مراقبين أجانب، لكنها أعلنت أن 301 مراقب محلي سيرصدون عملية الاقتراع. وحذرت السلطات من أي محاولة لعرقلة الاقتراع. ومن المتوقع انتشار قوات الشرطة بصورة مكثفة في أنحاء البلد.
لكن زعيم جمعية "الوفاق" المعارضة، الشيخ علي سلمان، قال إن "لا أحد يستطيع ضمان بقاء المعارضة سلمية".
********************************
تقرير: أثرياء العالم يزدادون ثراء!
جنيف- وكالات:
قال تقرير حديث نشره بنك "يو بي إس" السويسري إن نحو 0,004 بالمائة من سكان العالم يملكون 30 تريليون دولار ويمثل هذا 13بالمائة من مجمل ثروة العالم، لافتا إلى أن تركيز الأموال يزداد بين الأكثر ثراء. وقال التقرير إن "نحو 211 ألف شخص يعتبرون من "أثرى الأثرياء" وهم الذين تتجاوز ثرواتهم 30 مليون دولار، حيث يملك 2325 ثري أكثر من مليار دولار". وزادت هذه الأعداد بنسبة 6بالمائة مقارنة بالعام الماضي، إذ زادت ثرواتهم بنسبة 7 بالمائة مع زيادة أسعار الأسهم والعقارات في أماكن عدة في العالم. وسجلت الزيادة الأسرع لدى مجموعة "النصف مليار"، التي تضم من يملكون ما بين نصف مليار إلى مليار دولار.
واعتبرت الدراسة أن تركيز الثروة في يد هذه القلة من الأفراد يعني أنهم يميلون لممارسة قدر واسع من النفوذ سواء على أسواق الأسهم العالمية أو على صناعات محددة. ورغم النزاعات الجيوسياسية والمشكلات الاجتماعية الاقتصادية وتقلب أسواق العملات، سجلت أسواق السندات أداء قويا، وهكذا تمكن أثرى الأثرياء من زيادة ثرواتهم ونفوذهم عبر القطاعات الصناعية، بدءا من أهميتهم في إدارة الثروة إلى استهلاكهم للمنتجات الفاخرة، وفق التقرير. ويوجد أكثر بقليل من ثلث كبار الأثرياء ضمن مالكي الثلاثين تريليون دولار في أميركا الشمالية، وأكثر من الربع في أوروبا، و23 بالمائة في آسيا. ويبلغ متوسط عمر النساء صاحبات الثروة 57 عاما، وقسم كبير منهن ينشط في مجال المنظمات المجتمعية وغير الربحية وبنسبة 19بالمائة، بينما ورث نصفهن ثروتهن في حين أن ثلثهن بنين الثروة بأنفسهن.
****************************
سعود الفيصل ولافروف يتفقان: حل الأزمة على أساس «جنيف 1»
في شأن سوريا.. أزمة صامتة بين روسيا والسعودية
متابعة "طريق الشعب"
تشهد العلاقات السعودية الروسية أزمة صامتة ناتجة عن تضارب مصالح البلدين، في ملفي سوريا وأسعار النفط. فالزيارة التي قام بها للتو وزير الخارجية السعودي إلى موسكو، تأتي على وقع تسارع التصريحات في ما يتعلق بالتوتر بين الغرب وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
ولا تعتبر السعودية لاعبا أساسيا في الأزمة الأوكرانية، إلا أن تداخلا واضحا برز بين الرياض والغرب في استخدام أسعار النفط كسلاح للضغط على موسكو في ملفين مختلفين، وهما الملف السوري بالنسبة للسعودية، والملف الأوكراني بالنسبة للغرب.
وقد عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، في موسكو محادثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها، كما ناقش الوزيران مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية أبرزها الأزمة السورية.
وأوضح بيان لـ«وكالة الانباء السعودية» ان «الجانبين ناقشا في اجتماعهما العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها، وتفعيل أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة وغيرها من آليات التعاون الثنائي بين البلدين».
وأضاف البيان ان «الفيصل ولافروف ناقشا مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الوضع في سورية، والعراق، وليبيا، واليمن والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي».
وفي ما يخص سورية اتفق الوزيران على ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس (جنيف 1) مع التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.
كما عبر الجانبان عن استعدادهما للتعاون في المجالات التي تخص الطاقة والبترول.
وتأتي زيارة الفيصل إلى موسكو بعد سلسلة لقاءات واتصالات جرت في الفترة الماضية، تولاها الأمير بندر بن سلطان مع المسؤولين الروس بشأن الأزمة السورية.
وكانت السعودية تسعى طيلة الفترة الماضية إلى الوصول لأرضية مشتركة مع روسيا بشأن توافق يؤدي إلى إحداث اختراق في الأزمة السورية، يضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع الحفاظ على مصالح روسيا المتمثلة ببقاء النظام.
وفي هذا الإطار لجأت الرياض إلى استخدام الأزمة بين روسيا والغرب بشأن الوضع في أوكرانيا، من خلال استثمار التوجه الغربي، لخفض أسعار النفط في إطار العقوبات الغربية غير المباشرة على موسكو، بهدف زيادة الضغط السعودي على روسيا لوقف دعم الرئيس بشار الأسد.
ويأتي التحرك السعودي باتجاه روسيا والمتمثل بزيارة سعود الفيصل إلى موسكو، مدفوعا بعدة عوامل، أبرزها قلق الرياض من متغيرات مرتقبة على ملف الأوكراني ربما تفضي إلى بوادر حل للأزمة هناك، الأمر الذي يحرم السعودية من سلاح خفض أسعار النفط للضغط على موسكو في الملف السوري، لاسيما وأن أحد شروط روسيا للحل في أوكرانيا سيكون العودة إلى أسعار ما فوق 96 دولار للبرميل والذي على أساسه تم بناء موازنة البلاد.
وأثارت تصريحات أطلقها مسؤولون أوروبيون الأسبوع الماضي تكهنات بتوجه غربي لحل الأزمة مع موسكو، فوزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أكد أن القارة العجوز لا تريد علاقة متأزمة مع روسيا، في حين يرى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن اتفاقية مينسك بشأن الأزمة الاوكرانية والتي تتمسك بها موسكو، قاعدة يمكن الاعتماد عليها، في حين أكد الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير في بروكسل أن لا عقوبات جديدة على موسكو.
في المقابل، حذرت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من الوصول إلى نقطة اللاعودة بين روسيا والغرب وأنها لن تتوسل أحدا لرفع العقوبات عنها، في مؤشر لقدرتها على الصمود أمام الضغوط الغربية ولو مؤقتا.
هذه تصريحات تدرك السعودية معانيها جيدا، وتعي أيضا أن العلاقات الدولية قائمة على مصالح سياسية واقتصادية، وأن آخر ما تريده أوروبا الجريحة اقتصاديا والمقبلة على حالة ركود، أزمة مع روسيا، الجار الذي تعتمد مستورداته بشكل كامل على الأسواق الأوربية.
كما تدرك السعودية أن "فقراء أوبك" لن يصمتوا كثيرا على تراجع أسعار النفط إلى مستويات تضر باقتصادياتهم.
وتسابق السعودية الزمن لإنهاء الأزمة في سوريا بما يتوافق مع رؤيتها، وهي تقرأ كل صغيرة وكبيرة في العالم لتحقيق ذلك، بدءا من تذمر أصحاب المزارع والمصانع في أوروبا جراء تضررهم من العقوبات على روسيا، وليس انتهاء برفض موسكو منح حليفها الاستراتيجي بشار الأسد قرضا عاجلا بقيمة مليار دولار، ويبدو أن موسكو والرياض بدأتا بالتفكير في أن الأزمة بينهما لن تكون "صامتة" بعد اليوم.
ص 5-8
التقرير السياسي الصادر عن
الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
تشرين الثاني 2014
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الجمعة 14 تشرين الثاني 2014 اجتماعها الاعتيادي الدوري. وسبقت الاجتماع تحضيرات واسعة شملت منظمات الحزب ولجان الاختصاص، والتئام اجتماع للمجلس الاستشاري المركزي للحزب، واقامة فعالية فكرية واسعة عن الطائفية السياسية، وانعقاد اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني.
بدأ الاجتماع اعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للشهداء وضحايا الارهاب والعنف من ابناء شعبنا، وللراحلين عنا من اعضاء الحزب واصدقائه في الاشهر الماضية. واستذكر المجتمعون ايضا القائد الشيوعي الرفيق وضاح عبد الأمير (سعدون ) الذي انعقد اجتماعهم في عشية الذكرى العاشرة لاستشهاده، وحيّا مأثرته النضالية ووفاءه للحزب والشعب والوطن.
وبروح المسؤولية العالية والحرص على عمل الحزب والارتقاء به وبدوره في الحياة السياسية، كي يتمكن بنحو افضل من الدفاع عن مصالح الشعب والوطن العليا، والانتصار لقضايا الكادحين وشغيلة اليد والفكر والمحرومين، درس المجتمعون عددا من التقارير الانجازية التقويمية المتعلقة باداء الحزب وقيادته وماليته، واداء لجان الاختصاص ومنظمات الحزب في الوطن وخارجه.
واولى الاجتماع اهتماما فائقا لتحسين العمل القيادي على مستويات العمل كافة، ولتوسيع مساحة تفاعل الحزب مع الوسط الجماهيري وتأثيره عليه، والعمل على بناء منظمات حزبية فاعلة ومبادرة، تعيش هموم الناس اليومية وتدافع عن مصالحهم وحقوقهم وطموحاتهم، واتخذ قرارات وتوصيات في هذه الشؤون.
وجددت اللجنة المركزية بالاجماع الثقة بسكرتيرها الرفيق حميد مجيد موسى، وانتخبت الرفيق رائد فهمي نائبا للسكرتير، كما انتخبت المكتب السياسي للجنة المركزية.
تطورات المشهد السياسي
ركزت اللجنة المركزية في مداولاتها على التطورات السياسية في بلادنا منذ اجتماعها السابق في ايار 2014، واشارت الى ان الفترة الزمنية المنقضية تميزت باحداث كبيرة تركت بصماتها على مجمل المشهد السياسي. وتمثل هذا خصوصا في اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية � داعش لمدينة الموصل، وتمدد عصاباتها الارهابية من ثم الى محافظات ومدن اخرى في وطننا العزيز. كما تمثل في مخاض تكوين الحكومة الجديدة واستكمال تشكيلها، غداة الانتخابات البرلمانية التي انبثق عنها مجلس نواب لا تجسد تركيبته شعار التغيير الذي رفعته الجماهير والقوى المدنية?والديمقراطية. فجاءت الحكومة ثمرة لتلك النتائج الانتخابية، وللتغيير الجزئي الذي عكسته، والذي فتح كوة امل لا بد لاتساعها وانفتاحها على فضاءات ارحب، من رعاية وعناية ومن توفير جملة اشتراطات واعتماد نمط تفكير جديد.
وشكّل هجوم داعش على الموصل في 10 حزيران 2014 وما تبعه من انهيار مفاجيء للوحدات العسكرية المرابطة في المدينة، ثم تمدد الهجوم سريعا الى حدود شمال بغداد، منعطفا مهما في الوضع السياسي العام للبلاد. كما كانت له تداعيات عسكرية - امنية، وسياسية- اجتماعية، ومعنوية - نفسية على المواطنين، وعلى المجتمع بعمومه. ذلك ان منتسبي القوات العسكرية والأمنية انسحبوا من دون مقاومة امام مجموعات مسلحة تقل عنهم كثيرا في العدد والعدة، وتخلوا لها عن كميات كبيرة من شتى أنواع الأسلحة والاعتدة، بما فيها اسلحة ثقيلة تشمل عشرات الدبابات?والمدرعات والمدافع وغيرها.
الانتكاسة الأمنية- السياسية في العاشر من حزيران
اعتبر حزبنا عن حق هذا الحدث فاصلاً، حيث أن عراق ما بعد العاشر من حزيران لا يمكن ان يعود إلى ما كان عليه قبل ذلك التاريخ، من دون حدوث تغييرات حقيقية في النهج السياسي، وفي العلاقات ما بين القوى السياسية المؤثرة في المجتمع وفي عملية بناء الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، وعلى صعيد اعادة لحمة النسيج الوطني العراقي، بعيدا عن خطاب وممارسة التمييز والاقصاء والتهمش والاستفراد بالسلطة والنفوذ.
فالسقوط الكارثي للموصل تحت سيطرة الدولة الاسلامية - داعش، ووضع التنظيم الارهابي اليد على مواردها، وتحكمه باهاليها وممتلكاتهم، وتوالي الانهيارات العسكرية إثر ذلك، كل هذا منحه زخما قويا مكنّه من تحقيق تقدم على صعيد الأرض في مناطق وقرى وبلدات سهل نينوى، حيث اجتاح معظمها وسيطر على سنجار وبطش باهاليها الايزيديين. وقد قاومت مجموعات منهم عصابات داعش، التي ردت بمحاصرتهم وارتكبت بحقهم واحدة من أكبر المجازر والمآسي الانسانية. وطالت الممارسات الوحشية اهالي تلعفر الذين كانوا قد فروا نازحين إلى سهل نينوى، كذلك الشبك و?لمسيحيين واهالي السهل جميعا على اختلاف انتماءاتهم واصولهم القومية والدينية والمذهبية. وحقق داعش ايضا اختراقات مهمة في محافظتي صلاح الدين وكركوك، وتقدم حتى استولى على بلدة مخمور مشكلا تهديدا خطيرا لاربيل، وتمددت عصاباته لتحقق اختراقات وتحرز مواقع في الأنبار وديالى وشمال بابل وحتى في حزام بغداد.
وارتكب التنظيم الارهابي ومن تعاون معه وآزره، جرائم وفظائع اتصفت بوحشية لا نجد مثيلها إلا في العصور الغابرة. وكان من أبشعها واكثرها انتهاكا للقيم الانسانية الاساسية، اقدامه على سبي مئات النساء الايزيديات وبيعهن في سوق النخاسة وتعريضهن للتعذيب والاغتصاب الجماعي وغير ذلك من الممارسات الاستعبادية، وقيامه بذبح وسفك دماء المئات من رجالهم، والاستيلاء على جميع ممتلكاتهم، ما سبب الهجرة الجماعية لعشرات الآلاف منهم في ظروف مأساوية.
ولم ينج طيف من اطياف العراق من جرائم اوباش تنظيم الدولة الاسلامية - داعش، حيث طالت ابناء شعبنا من المسيحيين الذين فرضوا عليهم الجزية واستولوا على ممتلكاتهم الشخصية وأرغموا عشرات الآف منهم على النزوح. كما مارسوا وحشيتهم بحق اهالي النواحي والقرى العربية بدوافع طائفية، وقاموا بارتكاب مجزرة رهيبة يهتز لها الضمير الانساني، بحق حوالي الفي شاب في قاعدة سبايكر. وشملوا بجرائمهم عموم اهالي المناطق المغتصبة، وفرضوا عليهم كل ما هو متخلف وغير انساني.
وجاء سقوط مدينة الموصل كاشفا لهشاشة وخواء بناء المؤسسة العسكرية، ولعمق الهوة بينها وبين أهالي المناطق الذين شكل بعضهم حواضن لقوى الارهاب ولاعداء العملية السياسية. فيما واقع مؤسسات الدولة المدنية ليس بافضل، حيث ينخر فيها الفساد وسوء الإدارة.
وفي الاقليم وسهل نينوى، وعلى الرغم من اداء البيشمركه الأفضل نسبيا، لم ترتق مقاومتها إلى مستوى سجلها النضالي وتجربتها الطويلة في الكفاح المسلح ضد الانظمة الدكتاتورية. فقد انسحبت بشكل سريع وغير متوقع من بعض المواقع في سهل نينوى وسنجار وزمار، لتحتلها قوات داعش وتعيث فيها قتلا وتدميراً. وإذا كان تفوق داعش في العدد والسلاح يفسر جانبا من هذا التراجع الموقت، فإن هناك عوامل أخرى لعبت دورها، ومنها غياب التنسيق والتعاون بين مختلف فصائل وقوات البيشمركة، وهو ما يعكس التجاذبات بين الاحزاب الكردستانية المتنفذة خاصة، وال?نافسة الحزبية الضيقة، وضعف اليقظة، والترهل، واعتماد الولاءات الضيقة على حساب الكفاءة. فهذه الظواهر والعوامل مجتمعة هي المسؤولة عن الخلل في الاداء، وعدم القدرة على مقاومة هجوم داعش.
أوضاع أبناء المناطق المحتلة من قبل داعش
يعاني اهالي المناطق التي تسيطر عليها داعش من صعوبات بالغة الشدة وظروف مأساوية في ظل اجواء قاهرة من ارهاب وخوف وأحكام ظلامية استبدادية. ففي الموصل تحولت الجامعة إلى ثكنة عسكرية لمسلحي تنظيم داعش، وتم الفصل بين الذكور والأناث، والغاء كليات الحقوق والعلوم السياسية والفنون وكل دروس الديمقراطية والمدنية، وانخفض عدد الطلبة كثيرا بسبب خوف الأهالي على ابنائهم وبناتهم، وعزوفهم عن ارسالهم إلى الجامعة، فيما تفرض على الطلبة قيود شديدة، ويراقبهم مسلحو داعش ويخطفون الفتيات. وعلى صعيد الحياة العامة، فان الاشغال مشلولة بص?رة تامة، واستلام الموظفين رواتبهم متوقف، والقطاع العقاري في حالة انهيار، والكثيرين لم يعودوا قادرين على دفع الايجار. فيما العديد من الدوائر مغلق، خاصة منها ذات الصلة بالعقارات، وقد استولى افراد داعش على بيوت المهجرين المسيحيين ومسؤولي الدولة السابقين، وصاروا يقيمون فيها. فضلا عن ان هناك شحة كبيرة في المواد الغذائية، وفي تجهيز الكهرباء والماء، وضعف في الخدمات الصحية.
ردود الفعل الداخلية
وقد أدى التقدم والتمدد السريع لداعش إلى رفع خطورة التحديات والتهديدات التي لا تواجه العملية السياسية الديمقراطية وحسب، وإنما تعرض النسيج الوطني العراقي كله للتمزق، ووحدة كيان الدولة العراقية للانقسام. علما ان هجمة قوى الارهاب والظلام تهدف في النهاية إلى العودة بالعراق إلى ما هو اسوأ من عهود القهر والاستبداد التي عرفها في الماضي، ليكون تحت حكم قوى ظلامية وحشية. وما يزيد من خطورة الحال ان قسما كبيرا من المؤسسة العسكرية انهار، والمعنويات فيها ولدى اوساط غير قليلة من أبناء شعبنا تدنت.
كانت ردود فعل الحكومة السابقة إزاء الهزيمة في الموصل بعيدة عن الاتزان، وقد حاولت التخفيف من وقع تلك الهزيمة والتعتيم على حقيقة ما جرى، خصوصا في تحديد مسؤولية القادة، ومن منهم اصدر أوامر الانسحاب وما تبعه من انهيار. وبدلا من محاسبتهم جرى تحميل المسؤولية إلى القادة الميدانيين، الذين اتهموا بالتخاذل والخيانة. ولم تكشف حتى هذه اللحظة،الحقائق المتعلقة بتفاصيل ما حدث ومن يقف وراء الانهيار.
وكان رد فعل المرجعية في النجف هاما، حيث سارعت إلى إصدار فتوى الجهاد الكفائي تصديا لقوى الارهاب وعصابات داعش، ما دلل على ادراك حجم المخاطر التي كانت تتهدد البلاد نتيجة التداعي في القوات المسلحة والتقدم السريع لداعش. وقد تحققت استجابة واسعة للتطوع، وجرى ضم اعداد كبيرة من المتطوعين إلى تشكيلات القوات المسلحة. لكن الأعداد الأكبر تم تجنيدها في اطار الجماعات المسلحة المرتبطة ببعض احزاب وقوى التحالف الوطني. ووفقا لبعض المصادر ظهر إلى الوجود أكثر من عشرين جماعة مسلحة جديدة لتأطير المتطوعين المذكورين واحتوائهم?وتدريبهم، وارسالهم للقتال في محاور المواجهة مع داعش ضمن ما اصبح يعرف بالحشد الشعبي.
لقد لعبت الاستجابة لدعوة التطوع دورا ايجابيا مهما في استنهاض الروح المعنوية والاستعداد للتصدي لداعش وقوى الارهاب ومقاومتها، حيث شكلت فصائل الحشد الشعبي وتشكل القوة الأساسية في مواجهة التنظيم الارهابي، الى حين تمكن الجيش والقوات المسلحة من استعادة تماسكها واعادة هيكلة وحداتها وتحسين تسليحها. وقد قدمت قوات الحشد الشعبي بالفعل اعدادا كبيرة من الشهداء، وساهمت بصورة فعّالة إلى جانب الجيش وقوات البيشمركة، في ايقاف زحف داعش واسترجاع بعض المناطق منها وانزال خسائر كبيرة بها.
الا ان بعدا طائفيا طغى على صورة وطابع الحشد الشعبي على حساب البعد الوطني الشامل. وحدث ذلك رغم التحذير المسبق من توظيف الحشد طائفيا وحزبيا، واخراجه من اشراف وسيطرة الدولة واجهزتها. علما ان هناك تحفظا من جانب ابناء المناطق الغربية او ترددا في الانضمام اليه، اضافة الى اقدام مجموعات وعناصر فيه على ممارسات وتسلكات وتجاوزات وانتهاكات طائفية. وبعض تلك العناصر مشبوه، تسلل إلى صفوف فصائل الحشد وارتكب ما ارتكب بحق بعض الاهالي في مناطق القتال ضد داعش. وقد اساء ذلك ويسيء إلى صورة الحشد الشعبي، وألحق ويلحق الضرر بالمسا?ي الرامية إلى تجفيف حواضن الارهاب، واستمالة اقسام من أبناء تلك المناطق إلى التعاون مع الدولة في مكافحة داعش، أو تحييدها. وقد جرى الانتباه الى الامر فتم التشديد على ضرورة تنقية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة، والدعوة إلى جعله جامعا لابناء مختلف اطياف الشعب، وعلى التطوع ضمن صفوف القوات المسلحة.
وكان بين المتطوعين اعضاء في حزبنا ومن اصدقائه، وقد انضموا إلى أفوج الحشد الشعبي التي تشرف القوات المسلحة عليها وتقوم بتدريبها وتسليحها. وبادر اعضاء آخرون في الحزب، في مناطق تواجد ونشاط الحركة الانصارية سابقا، والتي سيطر عليها داعش أو اصبح يهددها، إلى تشكيل مجموعات انصارية بالتعاون مع رفاقهم في الحزب الشيوعي الكردستاني، والى التنسيق مع قوات بيشمركة الاقليم ومع وحدات الجيش عند تواجدها.
وكانت مساهمة البيشمركة واضحة بعدما استعادت زمام المبادرة، وهو ما تجلى في العديد من المناطق التي اغتصبها داعش، حيث ساهمت في تحرير سد الموصل وسليمان بك وآمرلي وجبل سنجار وربيعة وزمار وغيرها.
ردود الفعل الدولية
لم تكن تحركات التنظيمات الارهابية وبضمنها داعش في الساحتين السورية والعراقية، غائبة عن أنظار الولايات المتحدة وحلفائها واجهزتهم المخابراتية واقمارهم الصناعية الموجهة إلى المنطقة. فلا يجوز اغفال دور ومسؤولية الاجهزة المخابراتية للولايات المتحدة والعديد من بلدان الجوار. حيث كان المسؤولون الامريكيون، باعترافهم، على معرفة بانتقال اعداد متزايدة من العناصر الارهابية لداعش ومثيلاتها من اراضي سوريا إلى الاراضي العراقية، واقامتها معسكرات تدريب منذ العام الماضي، من دون ان تتخذ اي اجراء ضدها. ولم يخف الرئيس اوباما نف?ه هذه الحقيقة، وبرر ذلك بالقول انهم ارادوا به تكثيف الضغط على حكومة رئيس الوزراء السابق.
الا ان سقوط الموصل وسيطرة داعش عليها وتقدمها في مناطق أخرى من العراق، وتهديدها أربيل واقترابها إلى بعد بضع عشرات الكيلومترات من بغداد، وطلب الدعم الذي تقدم به كل من الحكومة الاتحادية والاقليم، كل ذلك دفع الولايات المتحدة الى التدخل، ونشر غطاء جوي وتقديم امدادات عاجلة بالسلاح والذخيرة إلى الجيش العراقي والبيشمركة، وارسال المستشارين لتدريب القوات، والمشاركة قي وضع خطط لمواجهة داعش. وبموزاة ذلك تحركت الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي واسع، فيما اصدر مجلس الأمن الدولي القرارين 2170 و2178 اللذين يضفيان الشرعي? على تقديم مساعدة دولية لدعم العراق، وعلى فرض عقوبات بحق الدول التي تسمح بوصول دعم مالي للتنظيم الارهابي وبانتقال منتسبيه عبر اراضيها، او التي تشتري منه النفط وتقدم له التسهيلات اللوجستية.
وانضمت إلى هذا التحالف دول الخليج ودول عربية اخرى، في حين استبعدت ايران التي رفضت حكومتها لاحقا المشاركة في التحالف، كما بقيت روسيا خارجه مشككة في اهدافه الحقيقية. فهي، شأن ايران، ترى انه يستهدف سوريا ويسعى الى تغيير نظامها. اما تركيا فقد نأت بنفسها عنه واضعة شروطا عديدة لانضمامها اليه، ومؤكدة بذلك عدم وجود رغبة جدية عندها في محاربة داعش، ومعززة الاتهامات الموجهة اليها بتقديم المساعدات للارهابيين وتسهيل مرورهم عبر اراضيها إلى سوريا والعراق. لكنها رغم ذلك سمحت، تحت ضغط دولي وبشروط معينة، بانتقال عدد من ال?يشمركة الى عين العرب � كوباني السورية للدفاع عنها ضد تنظيم الدولة الاسلامية � داعش.
اسباب الانتكاسة، نتائجها، تداعياتها
ان ما حدث في الموصل يتجاوز كونه هزيمة عسكرية مجردة في معركة ضد الارهاب. فالانهيار جاء حصيلة مجموعة من العوامل والمسببات، المركبة والمتداخلة، الخارجية والداخلية. وهذه العوامل وثيقة الصلة بما هو سائد في بلدنا من اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية واعلامية ونفسية، ويكمن جذرها الأساس في نظامنا السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والأثنية، وفي العداء الذي تحمله اطراف وقوى داخلية وخارجية عديدة للعملية السياسية بأفقها الديمقراطي الاتحادي، والعمل على اسقاطها.
على الصعيد الداخلي كانت البلاد تعيش اجواء احتقان وانعدام للثقة وتزايد للشكوكية بين الاطراف السياسية، وجفاء بين الاقليم والمركز، وبين الاخير والعديد من المحافظات، وتفاقم لمظاهر التفرد والاستئثار والاقصاء والتهميش والشخصنة والتسقيط السياسي، والتهالك على المناصب والمغانم والنفوذ.
وبجانب ذلك كانت تستفحل النتائج المدمرة لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية المتمثلة في استشراء الفساد وسوء الادارة، وما ينجم عنهما من ضعف في الخدمات وارتفاع في نسب البطالة والفقر، اضافة الى التدخلات الخارجية التي تجد لها امتدادات وزبائن في بعض القوى والعناصر المتصارعة، في ظل الاستقطابات التي تنتجها الطائفية السياسية.
وقد وجد هذا كله انعكاساته في المؤسسة العسكرية الامنية، التي يقوم بناؤها على المحاصصة الطائفية، والتي استخدمت خارج مهامها الدستورية أداةً لمعالجة قضايا داخلية. كما افتقدت العقيدة الوطنية الراسخة، وتخلخل تماسكها الداخلي، وغدت شديدة التاثر بالتقلبات السياسية، وبالتناقضات واجواء الاحتراب. وترك ذلك بصماته على كفاءتها وفاعليتها وانضباطها وجاهزيتها، وبالتالي على تمكنها من الصمود امام الضغوط الكبيرة والمفاجئة. اضافة إلى ضعف تدريب وتأهيل قواتها، وعدم كفاءة الجهد الاستخباري فيها، واتساع حالات الفساد في صفوفها.
وأكدت احداث الموصل وحالات المدن والنواحي والقرى التي اجتاحتها داعش واستحكمت فيها، ان وجود حواضنها من جهة، وغياب العلاقة الايجابية بين المؤسسة العسكرية - الامنية والوسط الذي تعمل فيه، من سلطات محلية ومواطنين، من جهة أخرى، كان عاملاً اساسيا في تمكين قوى الارهاب من الدخول اليها والسيطرةعليها. كذلك لعب ضعف التعاون والتنسيق بين قوات الحكومة الاتحادية وقوات الأقليم دورا كبيرا في اضعاف قدرات القوات العراقية والتسبب في انهيارها.
وينبغي ايضا عدم اغفال حقيقة ان داعش وقوى الارهاب الأخرى ضمت عناصر أمنية وعسكرية مدربة وذات خبرة من منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية للنظام الدكتاتوري السابق، وان هؤلاء يلعبون دورا قياديا في تخطيط وتنفيذ عملياتها الارهابية وادارة الحرب.
لكن اختراقات داعش تعكس ايضا جمعها عناصر قوة ومراكمتها، مستفيدة من الاقتتال الداخلي في سوريا وخروج مساحات كبيرة من الاراضي هناك من سيطرة الدولة ووقوعها تحت حكم قوى المعارضة السورية المتطرفة، خصوصا في مناطق الحدود مع العراق، ما جعل هذه الحدود مفتوحة متاحة لاستغلالها من قبل داعش في حشد انصاره، وللتحرك بحرية والتنقل بين البلدين من دون عوائق. ولم تتم اعارة الاهتمام الكافي للانعكاسات السلبية للتطورات في سوريا على اوضاع بلدنا. كما ان هناك معطيات وقرائن كثيرة تؤكد حصول داعش والمنظمات الارهابية الأخرى على الدعم?المالي والاعلامي واللوجستي من بعض دول الجوار .
بعد العاشر من حزيران اتسعت رقعة الأراضي التي تسيطر عليها داعش، وشملت مدنا ونواحٍ وقرى مهمة تتوزع اساسا على خمس محافظات (نينوى، صلاح الدين، الأنبار، كركوك وديالى)، ويقدر حجمها بثلث مساحة العراق وخمس سكانه. واستحوذ داعش على اموال كبيرة، ووقعت حقول للنفط تحت سيطرته، واصبح يمتك موارد ومصادر دخل مرتفعة تأتيه من العراق وسوريا، كما وضع اليد على اسلحة متطورة. وتتصل الاراضي التي وقعت تحت سيطرته في العراق بالمناطق التي يحتلها في سوريا. وانتشاء بما احرزه من توسع، اعلن امير داعش ابو بكر البغدادي دولة الخلافة الاسلام?ة ونصب نفسه خليفة للمسلمين، وطالب الحركات الاسلامية المتطرفة والمتشددة الأخرى بمبايعته، فاستجاب له معظمها. ولم يخف داعش طموحاته واهدافه البعيدة في بسط سلطانه على الدول العربية والاسلامية، في افريقيا والشرق الأوسط والخليج وجنوب شرق آسيا، ونشر خريطته بما تتضمن من اعادة رسم للحدود على امتداد هذه المناطق، وذهب به الغلو إلى حد التهديد برفع راياته فوق البيت الأبيض والفاتيكان!
واوجدت اختراقات داعش حالة تقسيم للعراق على ارض الواقع، بعد ان خرج ثلث مساحته وخمس سكانه من ولاية الحكومة الاتحادية، وفقدت الدولة السيطرة على جزء كبير من حدودها مع سوريا، ما يعني فعليا نزع سيادة العراق على تلك الاراضي. فوحدة الكيان العراقي باتت مجتزأة ومنقوصة، وخطر ترسخ هذا الانقسام داهم وليس في الافق البعيد!
طبيعة خطر داعش
في ضوء هذه المعطيات المستجدة يصبح من غير الجائز الاستهانة بالخطر المتنامي، الذي بات داعش يشكله مع تحوّله من مجموعات مسلحة وعصابات، تقوم بعمليات ارهابية متفرقة هدفها زرع الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي وزعزعة الأمن واضعاف مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية واشاعة الخوف والرهبة، من دون القدرة على مسك الأرض وإدارة شؤون الاهالي، إلى تنظيم يمتلك ما يضاهي جيش دولة بعديد عشرات الالاف، مع امكانيات لوجستية تؤمن نقل الامدادت البشرية والعسكرية التي تمكنه من خوض القتال على جبهات واسعة وغير مترابطة. كما ان له حواضن يحتمي ب?ا وتمده بالدعم، وشبكة ارهاب وتنظيمات متطرفة دولية ينسق معها وتساعده في توريد الارهابيين والمعدات والاسلحة والاعتدة.
وتشير تجربة داعش وتواصل اعماله الارهابية في العراق، وتنوع اهدافه وقدرته العالية على الحركة والتكيف وتغيير التكتيكات واشكال العمل الارهابي، إلى أن ما يقوم به ليس مجرد أعمال ظرفية دافعها الانتقام، أو انها انفعالية ومجرد ردود فعل، وإنما تندرج في سياق مخطط مسبق جرى الاعداد والتحضير له جيداً.
وتتبع التنظيمات الارهابية لتحقيق مآربها الاجرامية استراتيجية عسكرية، تهدف إلى زعزعة اركان الدولة والنظام العام واشاعة الفوضى والخوف وتشتيت واستنزاف الدولة واجهزتها المدنية والعسكرية، بحيث تنحسر سلطتها جغرافيا أو تضعف كثيرا، وتتخلخل في المدن وترتبك، بما يمكنها من اقامة امارة او دولة ظلامية. ولتحقيق هذه الأهداف الشريرة تنفذ سلسلة متصلة من العمليات الارهابية المتنوعة، مستغلة الثغرات والفجوات ونقاط الضعف في المنظومة الأمنية واجهزتها. كذلك تعمد الى اثارة الفتنة الطائفية وتأجيج وتفجير الصراع بين مختلف الاطي?ف الدينية والمذهبية، الذي هو بالنسبة له وقبله تنظيم القاعدة، وسيلة رئيسية لاشاعة الفوضى العارمة وتكريس الاستقطاب المجتمعي على اسس طائفية، وهو ما يشجع على التطرف والقبول بالفكر الاقصائي والتكفيري. كما انها تسعى الى استدراج التدخلات المباشرة من طرف امريكا والدول الغربية الاخرى، بهدف خلط الاوراق والافادة من مشاعر الرفض الواسعة التي تثيرها هذه التدخلات، وتوظيفها لاشاعة افكار التطرف وتقوية التنظيمات الحاملة والمروجة لها ولنهج التطرف.
والى جانب هذا يعتمد داعش وقوى الارهاب الاخرى استراتيجية اعلامية يطلق في اطارها حربا نفسية، حيث يروج لعملياته ويضخمها بهدف اظهار قوته، ويصور اعماله الاجرامية ويبث دون رتوش صور القتل والتنكيل البشع وأعمال تهجير الاقليات وابادتها، والتي تعكس وحشيته، ساعيا بذلك الى زرع الرهبة والخوف في نفوس من يقاومونه، والى النيل من هيبة الدولة والجيش واجتذاب مريدين جدد من الشباب.
ويراهن داعش وامثاله في خططه على عدم كفاءة مؤسسات الدولة وعدم تماسكها والتخبط في عملها، ويستغل ضعف وعي الناس وضيق افق القوى المتنفذة واستمرار الصراع العبثي في ما بينها، وما يؤدي اليه ذلك كله من جزع لدى المواطن. وللاسف لم يقابل هذا النشاط الاجرامي المدروس بعناية، حتى الآن، بخطط نقيضة تقوم على دراسة معمقة لفكر قوى الارهاب واستراتيجيتها.
مستلزمات التصدي لداعش
لقد نجحت ردود الفعل الداخلية والدولية، المتمثلة في استنهاض مقاومة الشعب، وفي تحسن اداء الوحدات المدربة للقوات المسلحة وللبيشمركة بفعل تحسن تسليحها وإعادة تماسكها وارتفاع الروح المعنوية لمنتسبيها وتوفيرالغطاء الجوي من قبل قوات التحالف الدولي، في ايقاف زخم داعش وتحرير مدن وقرى عديدة من قبضته. لكن الماكينة الاعلامية النشطة لداعش وانصاره تواصل التهويل بقدراته ونجاحاته، ساعية الى اشاعة الخوف والرهبة عبر نشر الصور والافلام التي تعرض جرائمه المروعة. كما انه يشن حربا نفسية مؤثرة لزعزعة الثقة بالقدرة الذاتية على م?اومته ووقف زحفه. ويحصل جهده هذا على خدمة مجانية من خلال تناقل وترويج منشوراته ومواده الاعلامية على صفحات الانترنيت وحسابات ومواقع التواصل الاجتماعي.
واذا كان من الخطأ المبالغة في قوة داعش والتنظيمات المماثلة، فان من قلة الحكمة بل والتهور، ان يجري الاستخفاف بالخطر الداهم الذي يمثله هو والتنظيمات الارهابية عموما. فالعراق يخوض حربا ضد الارهاب، هي اشمل من صفحتها الرئيسية الراهنة ضد داعش. وإن دحر الارهاب ومخططاته والحاق الهزيمة به امر ممكن، لكنه مشروط باعتماد ستراتيجية شاملة ومتكاملة لمكافحته، هدفها الآني والملح هو التصدي لداعش وقهره وتحرير سائر الاراضي الواقعة تحت سيطرته في جميع المحافظات.
ومن الواجب ان تتضمن اهداف هذه الاستراتيجية القضاء على العوامل التي تسمح بعودة قوى الارهاب الى الظهور. وهذا لا يتطلب مجرد تصفية بنى الارهاب التحتية وشبكاته، بما يجعل من اعادة بناء تنظيمات قوية له امرا بالغ الصعوبة، بل يستلزم ايضا وإلى حد كبير بناء دولة مدنية ديمقراطية، قوية بشرعية مؤسساتها المستمدة من شمولية تمثيلها للمجتمع بمختلف اطيافه، وبحسن ادائها وكفاءته من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وبسلامة تشريعاتها وعدالة سياساتها وحفاظها على المال العام وحرصها على الثروة الوطنية وحمايتها وحسن الا?تفادة منها وتوظيفها لخير المجتمع ورفاهيته. وهذه مواصفات لا تتوفر في بناء دولتنا راهنا.
اصلاح المؤسسة العسكرية
ان الانتصار في المعركة ضد داعش يقتضي في الجانب العسكري اولا، الابقاء على عوامل النهوض مفعّلة، والاستمرار في تطويرها وتخليصها من جوانب الضعف، بما يتيح الاستفادة القصوى من الدعم الدولي. وهذا يعني، ايضا، اعادة هيكلة وحدات الجيش والقوات المسلحة الاخرى، بتخليصها من العناصر الفاسدة والمتخاذلة وإعادة توزيع المهمات والمسؤوليات لصالح العناصر المهنية الكفوءة، التي اثبتت ولاءها للوطن واخلاصها ونزاهتها وحرصها على المال العام. كذلك اتخاذ خطوات حازمة لاجتثاث الفساد المستشري في الكثير من مفاصلها، وغربلة تشكيلاتها وتخليص?ا من المنتسبين الوهميين، والمضي بعزم في تنفيذ عملية إعادة بنائها على اساس المواطنة، وتسليحها بعقيدة وطنية عابرة للقوميات والطوائف والانتماءات الثانوية، واعتماد اسس وقواعد الاعداد والتدريب والتأهيل الحديثة، واستكمال وتعزيز تجهيزها بالاسلحة المتطورة. ولا بد ايضا من الارتقاء بالتعاون والتنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة في الاقليم، حيث ما زال مستوى هذا التعاون رغم تحسنه دون ما تتطلبه مواجهة عدو دموي شرس مثل داعش، والسبب يكمن في التوجسات والشكوك وعدم الثقة المتبادلة، التي يتوجب على القيادات السياسية العمل ?لى إزالتها. فمن الصعب تصور إلحاق الهزيمة بداعش في العديد من جبهات القتال، من دون هذا التعاون. كذلك الحال بالنسبة الى الرافد الأساس الثالث في الحرب ضد داعش والارهاب، والمتمثل في الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، حيث تجري حاليا معارك مشتركة تجمع هذه الاطراف. لكن من الضروري تعزيز اشراف القوات المسلحة على كافة التشكيلات التي تحمل السلاح.
وقد بات ضروريا تفعيل شعار "حصر السلاح بيد الدولة" وعدم شرعنة اية مجموعة تحمل السلاح خارج اطر الدولة وبعيدا عن توجيهها واشرافها. علما ان وثيقة الاتفاق السياسي تدعو إلى تطوير تجربة الحشد الشعبي، وجعلها ذات بعد وطني يخدم المصالحة الوطنية، لينهض الحشد بدور القوة الرديفة للجيش والشرطة.
ومن الهام ايضا تنشيط حملة اعلامية � نفسية تتصدى لطروحات داعش، وتفضح دوافع عملياته الاجرامية، وتدحض اطروحاته التي عفا الدهر عليها.
وبموازاة التنسيق بين الجهات العراقية المشاركة في القتال، يجري التنسيق مع قوات التحالف الدولي، وفي هذا المجال ايضا اثيرت شكوى من قصور في التنسيق وفي تبادل المعلومات.
الموقف من التحالف الدولي
لم تكن المطالبة بتدخل دولي خيارا مطروحا امام العراق بعد سقوط الموصل والانهيار العسكري وتداعياته، بقدر ما كانت ضرورة فرضها وجود خطر داهم من قبل عدو مشترك. ومعلوم ان حزبنا كان من الداعين والمؤيدين لانسحاب القوات الأجنبية واستعادة السيادة الوطنية الكاملة، والعمل على توفير جميع الشروط السياسية والمؤسسية المدنية والعسكرية التي تمكن الدولة العراقية من ترسيخها والذود عنها. الا ان سوء الأدارة والبناء غير السليم للدولة وللمؤسسة العسكرية، واشتداد الانقسام والتناحر بين القوى المتنفذة، اديا إلى تفتيت الارادة الوطنية ?لموحدة وإحداث شرخ في الوحدة الوطنية، الامر الذي مهّد للانهيارات وتسبب في حالة الوهن الراهنة، ودفع إلى طلب الدعم الدولي. وقد قررت الولايات المتحدة التدخل والتحرك السريع لتشكيل تحالف دولي واسع، لأنها وجدت في تمدد داعش تهديدا لمصالحها ولمواقع حلفائها، وخطرا يمكن ان يمتد الى عقر دارها. كذلك الأمر بالنسبة الى دول الاتحاد الاوروبي واستراليا وكندا ودول الخليج.
وفي رأينا ان التدخل يجب ان يكون محدد الاهداف. لا سيما وانه تم بالاستناد إلى قرارات مجلس الامن لدعم العراق، ومنها القراران 2170 و2178، وبطلب من الحكومة العراقية. وفي رأينا ايضا أن هذا التدخل يجب ان ينتهي بانتهاء الهدف المحدد، فالعامل الرئيسي هو في نهاية المطاف العامل الداخلي، بينما يلعب العامل الخارجي دورا داعما ومساندا. ولا تتحقق الاستفادة المثلى من العامل الدولي ما لم يقترن بوضع داخلي معافى من الامراض المعروفة.
لقد ساهم التحالف الدولي في ايقاف تمدد داعش وهذا يتوافق مع مصلحة العراق. انما ليس غائبا عنّا أن لأعضاء التحالف مصالحهم وأهدافهم الاستراتيجية، ذات الصلة بعموم المنطقة والعالم.
فداعش تمثل خطرا مشتركا لأن ارهابها غدا خطرا دوليا، واخذ يهدد مصالح العديد من الدول وفي عقر دارها، علما ان في صفوفه ما يعادل جيشا كبيرا يزيد تعداده على 15 الف اجنبي قادمين من 80 دولة، وهو يهدد الأمن الداخلي للجميع، ما يدفع الدول المذكورة الى دعم الجهد العراقي الضعيف والفاقد للغطاء الجوي.
ويتحدد موقفنا من الدعم الدولي في ضوء حقيقة انه جاء بدعوة محلية، وان لقوى التحالف مصالحها الخاصة، فهي لا تتدخل لحماية العراق وحسب، بل ايضا لحماية نفسها من العدو المشترك المتمثل في داعش. لكن لها في الوقت نفسه اهدافها الأخرى الابعد، التي تتعلق بالوضع في سوريا والصراع مع النفوذ الايراني، وبتوازنات الصراع العربي � الاسرائيلي، والسعي لهيكلة اوضاع المنطقة وفقا لمصالحها. وليس مستغربا أن تسعى قوى التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتوظيف هذا التدخل العسكري المحدود وما يستتبعه من زيادة في النفوذ السياسي، ?صالح اهدافها الاستراتيجية.
حفاظاً على السيادة الوطنية
لذلك يشدد حزبنا على وضع ضوابط ومعايير سليمة تحفظ للعراق سيادته وقراره المستقل، وهذه الضوابط التي يتوجب ضمان وجودها تتمثل في اعادة بناء اللحمة الوطنية، وتشكيل جبهة واسعة ضد الارهاب، وايجاد الحلول السريعة للمشاكل العالقة مع الأقليم، وإزالة مصادر الاحتقان والتوتر والتشنج في اجواء العلاقات السياسية، ونبذ كل ما يؤجج التعصب القومي والطائفي، وترسيخ اسس المواطنة، واجراء الاصلاحات المؤسسية، ومكافحة الفساد، واعتماد نمط تفكير جديد يسمو فوق المصالح الضيقة، وإعلاء شأن المصلحة الوطنية العليا، وفي المحصلة تفعيل دور السلط?ين التنفيذية والتشريعية في ادارة شؤون البلد. فمثل هذا النهج يؤدي الى تشكيل ارادة وطنية موحدة وصلبة، والى حشد الطاقات والقدرات الوطنية وترجمتها في مواقف واجراءات سياسية حازمة، تحول دون خروج التدخلات الاجنبية عن اهدافها المحددة، وتعجل انضاج ظروف وشروط الاستغناء عنها.
ومن المهم التنبيه الى أن من غير الصحيح النظر الى العلاقة بين امريكا وداعش في اطار نظرية المؤامرة التبسيطية. فالولايات المتحدة ساهمت في إنشاء المنظمات الإرهابية، وهي تعمل على الافادة منها لتحقيق ما ينسجم مع مصالحها من اهداف. لكنها تتدخل عندما تتمدد هذه المنظمات وتأخذ بتهديد مصالحها، مثلما تفعل داعش الآن، وكما فعلت طالبان وغيرها من قبل.
الموقف من التدخل البري لقوات التحالف
طرحت في الآونة الأخيرة آراء وارتفعت اصوات تدعو الى التدخل البري لقوات التحالف الدولي، من منطلق التشكيك بقدرة القوات العراقية على مقاومة قوات داعش ودحرها. لكن الحكومة العراقية شددت على موقفها الرافض للاستعانة بقوات برية أجنبية. كما ان هناك معارضة سياسية وشعبية واسعة لتلك الدعوة. في حين تعلن اطراف التحالف الدولي نفسها عدم استعدادها لارسال قوات برية كبيرة، وتحصر تدخلها بارسال خبراء ومستشارين وقوات خاصة محدودة.
ولا يؤيد حزبنا دخول قوات برية اجنبية الى الاراضي العراقية، ويعتبر القبول بذلك نوعا من الهروب والتنصل من واجب استنهاض اوضاعنا العراقية، واتخاذ قرارات شجاعة في هذا الشأن. كما يرى في دخول مثل هذه القوات انتقاصا جديا من السيادة الوطنية، ستكون له آثار وتداعيات سياسية استراتيجية اقليمية تزيد من عدم الأستقرار والتوتر في المنطقة، فضلا عن إمكان اعتباره نوعا من عودة الاحتلال، وما يثيره ذلك من ردود فعل شعبية رافضة شعبية، تراهن عليها قوى الارهاب. تضاف الى هذا مخاطر توظيف الوجود العسكري لحساب اجندات دولية واقليمية مخ?لفة. ومن جانب آخر تؤشر تجارب سابقة في العراق وغيره من البلدان، حقيقة أن تدخلات الجيوش الأجنبية لا تحرز نجاحات سريعة وحاسمة في الحروب غير النظامية، كتلك التي تخوضها داعش.
وتأتي مطالبة البعض بتدخل قوات برية أجنبية في الوقت الذي لم تتخذ فيه قوى التحالف الدولي حتى الآن، كل الاجراءات الفعّالة وفق قرارات مجلس الأمن، وما زالت هناك حزمة من الاجراءات والخطوات التي يمكن اتخاذها لأضعاف قدرات داعش، وهي قابلة للتحقيق ضمن الشرعية الدولية ومنها : الضربات الجوية وتأمين الغطاء الجوي، وتقليص امكانيات داعش واضعافها، والضغط على دول الجوار لمنع تجهيزه بالسلاح، وقطع مصادر تمويله الخارجية والمساعدة في تجفيف مصادره الداخلية ( تهريب النفط، المتاجرة بالآثار ) وغير ذلك، ومد العراق بالمعلومات ا?مخابراتية عن تحركات وعلاقات داعش خصوصا العسكرية والامنية والخارجية ، ودفع دول الجوار الى التزام قرارات مجلس الأمن بخصوص وقف تدفق العنصر البشري اليه، والحيلولة دون استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية في بث دعايته ونشر فكره الظلامي وكسب مجندين جدد. من جانب اخر يتوجب تأمين حاجة العراق من الاسلحة والاعتدة، وتدريب الجيش وتطوير قدراته البشرية � القتالية � الاستراتيجية وتأهيله، ووضع خطط سليمة لهذا الغرض تنسجم مع العلم الحديث، مع الاستعانة بالدعم الدولي، إضافة إلى المساعدة في اعادة هيكلة الجيش، ومحاربة ?لفساد المستشري في صفوفه (الرشاوى، التهريب، الفضائيين.. ).
ففي حال توفر هذه العوامل، الى جانب جملة الاصلاحات السياسية والاجتماعية الضرورية، تنتفي الحاجة للتدخل الخارجي. وينبغي هنا الالتزام بعامل الزمن، فهو مهم في تفعيل العوامل الداخلية المؤثرة، وبعكس ذلك ستواجه البلاد مصاعب وخيارات صعبة.
العمل العسكري وحده لا يكفي
يخوض داعش وامثاله من المنظمات الارهابية حربا غير نظامية، تعتمد الكر والفر ويلتجيء الى داخل المدن والقرى للاحتماء والتمويه والحصول على تغذية وحماية حواضن اجتماعية وسياسية. ففي غياب هذه الحواضن يتعسر، ان لم يستحل على الارهاب مسك الارض وتحقيق اختراقات مهمة. لذا فان تجفيف الحواضن يعتبر محورا رئيسيا في محاربة الارهاب، والغاية من ذلك هي عزل الارهابيين ومؤيدي التنظيمات الارهابية عن السواد الأعظم من الأهالي الذين لا يدعمون الارهاب، لكنهم لا يعارضونه اما خوفا أو بسبب عدم الثقة والتوجس من الدولة والحكومة. وهذه الغا?ة لا تحققها العمليات العسكرية، بل يحققها نهج سياسي تختطه الدولة والحكومة واجهزتهما، يشدد على الانفتاح والحوار والمشاركة وتلبية المطالب والاحتياجات المشروعة لاهالي المحافظات والمناطق التي تنشط فيها قوى الارهاب، ويحققها اعتماد خطاب وممارسة ينطلقان من مبدأ المواطنة، ويبتعدان عن أي شكل من اشكال التمييز والانحياز إلى طيف اجتماعي او معتقد معين، الى جانب المحاسبة على اي تصرف ينحرف عن ذلك واي ممارسة تتجاوز على حقوق الانسان وعلى الممتلكات. وفي السياق نفسه يتوجب على الدولة والحكومة تقديم المساعدة والدعم لمن يبدي اس?عدادا لمقاومة داعش، وتشكيل اطر محلية للحشد الشعبي بهدف وضعه تحت اشراف القوات المسلحة وتوجيهها.
ولهذه الغاية يمكن انضاج مقترح تشكيل الحرس الوطني، شرط وضع الضوابط التي تمنع تسرب عناصر ارهابية ومشبوهة إلى تشكيلاته، وتضمن أن يكون رديفا للقوات المسلحة وليس بديلا عنها، وأن تتولى الدولة مسؤولية الأشراف عليه وتجهيزه وتسليحه وتأهيله. علما ان هذا التشكيل ياتي استجابة لحاجة آنية املتها ظروف استثنائية، ويمكن مراجعة وضعه ومبررات استمرار وجوده ودوره بعد انتهاء هذه الظروف. وفي هذا السياق يمكن النظر جديا في إعادة الخدمة العسكرية الالزامية وفقا لاسس حديثة مناسبة، كحل طويل الأمد لتعزيز بناء القوات المسلحة وتمكينها ?ن لعب دورها مجددا في تقوية اللحمة الاجتماعية ورفع شأن الهوية الوطنية.
ومن الضروري طبعا ان تصاحب الخطوات السياسية خطوات واجراءات عملية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والاعلامية والثقافية، لإزالة الشعور بالظلم والتهميش، خصوصا لدى مواطني المحافظات التي تمدد فيها داعش.
وارتباطا بما تحقق اخيرا على الارض، اشاد اجتماع اللجنة المركزية بالانتصارات التي احرزتها القوات الامنية والعسكرية والبيشمركة والحشد الشعبي ومقاتلو العشائر ضد تنظيم الدولة الاسلامية � داعش، وبحصيلتها المتمثلة في تحرير مناطق ومدن وقرى في محافظات بابل وبغداد وكركوك وديالى وصلاح الدين والموصل والانبار، ورحب بما تحقق في الايام الاخيرة في مدينة بيجي واعادة السيطرة على مصفى النفط الاستراتيجي فيها، كذلك بالمقاومة الشعبية المتنامية في اماكن عدة، ومواصلة الاستعداد والتحفز لتحرير بقية مدننا من سطوة داعش الارهابي.
وتجدر الاشارة في هذا السياق الى تقلص الامكانيات المالية لداعش وما يجنيه عبر تهريب النفط، بعد قصف التحالف الدولي للعديد من محطاته لانتاج وتصفية النفط، وبعد الاجراءات التي اقدم عليها الاقليم ضد المهربين والمتعاملين مع داعش وحملة الاعتقالات في صفوفهم.
وتتوجب الاشارة هنا ايضا الى صمود اهالي كوباني والحؤول دون سقوط المدينة بيد داعش، والى الصراعات بين قادة تنظيم الدولة الاسلامية - داعش وبين العراقيين منهم والاجانب، والتذمر المتزايد بين ابناء المناطق التي ابتليت بهذا التنظيم المسخ، والخسائر المتلاحقة التي يتكبدها. فلا ريب ان هذا كله سيؤثر في معنويات اتباعه، وفي قدرته على المناورة والاحتفاظ بمساحات واسعة من الاراضي.
المصالحة الوطنية
يؤشر التقييم الموضوعي لحصيلة ما تحقق على مدى العقد الماضي لانجاز مصالحة وطنية حقيقية، عدم احراز نجاح حاسم. فقد ظل التعامل مع الملف فوقيا غير جاد، يجري وفق منظور ضيق، ويتم توظيفه لتحقيق مكاسب سياسية فئوية وحزبية. حيث انفقت أموال كبيرة لتشكيل مجالس، ولكسب عشائر ومجموعات وأفراد ذوي تأثير محدود في محيطهم، لصالح انحيازات وولاءات سياسية ضيقة. ولم تتحقق حوارات ومعالجات جدية للقضايا الخلافية، بل ان الاجماع الظاهر للكتل السياسية على مفهوم المصالحة الوطنية كعنوان، يتبدد حال الانتقال إلى المضامين والاجراءات التنفيذية?
وبالنظر الى ما تتعرض له الوحدة الوطنية من تصدعات، والنسيج الاجتماعي من شروخ تتعمق وتتسع باستمرار، يكتسب موضوع المصالحة الوطنية اهمية متزايدة، ويرتقي في سلم الاولويات التي تواجه البلاد وحكومتها والقوى المتنفذة. فالاطراف الساعية الى ضرب مسيرة الانتقال والتحول الديمقراطي التي تمثل جوهر العملية السياسية، تراهن وتعمل بكل الوسائل على تواصل وتعمق انقسام المجتمع العراقي وتشظيه، واشتداد الخلافات بين اطيافه الاجتماعية والسياسية، وتحولها إلى نزاعات وتوترات تفاقم الاستقطابات الطائفية والاثنية والسياسية. فهي توفر لها ت?بة خصبة للتحرك والتخريب ومنع عودة الأمن والاستقرار واستتبابهما، وإعاقة عملية البناء السياسي للدولة ومؤسساتها الدستورية وتعطيلها. وينسحب الامر على عملية الاعمار والتنمية الاقتصادية.
وتحتل المصالحة الوطنية موقعا متقدما ضمن اولويات وثيقة الاتفاق بين الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الجديدة. وضمن متطلباتها تم الاتفاق على تعديل واصدار عدد من التشريعات، يتقدمها المتعلق بملف المساءلة والعدالة، وقد اوكل امره كمهمة رئيسية لأحد نواب رئيس الجمهورية. وعلى رغم ذلك لا يزال الاختلاف قائما بهذا الشأن بين القوى المتنفذة، وتبقى اجواء عدم الثقة والخشية من أن تصبح المصالحة الوطنية جسرا او غطاء لرد الاعتبار الى عناصر ومجموعات معادية للعملية السياسية، وتسعى للقضاء عليها.
ان التقدم في هذا الملف يعتمد إلى حد كبير على النجاح في احراز توافق حول اهمية المصالحة الوطنية وضرورتها، وحول مقاصدها ومتطلباتها بصورة مفصلة. وفي سياق ذلك تأتي دعوة حزبنا الى عقد مؤتمر وطني، تشارك فيه القوى والاحزاب المؤسسة للعملية السياسية والمشاركة فيها، سواء كانت في الحكومة او خارجها، ويمكن توسيعه ليشمل قوى وشخصيات اخرى. وقد رحب رئيس الجمهورية بالفكرة وبادر من جانبه للدعوة الى عقد مؤتمر وطني مكرس لموضوع المصالحة الوطنية. وتستحق هذه المبادرة الدعم والتشجيع، وهي بحاجة إلى ترجمة عملية، وتكليف فريق عمل يضم?ممثلين عن الرئاسة وعن القوى السياسية، لاعداد تصورات عملية واجرائية حول عقد المؤتمر واقتراح جدول اعماله ومحاور بحثه، وما يمكن ان يخرج به من وثائق وقرارات. ومن الضروري ان يوضع في الاعتبار ان عمل المؤتمر لا يعني عقد جلسة واحدة ولمرة واحدة، وان مهمته الاساسية تتمثل في تصحيح مسار العملية السياسية ووضعها على السكة السليمة، وبما يفضي الى الخلاص من المحاصصة الطائفية- الاثنية والتوجه لبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تشكيل الحكومة الجديدة وما ينتظرها
تزامن مخاض تشكيل الحكومة الجديدة مع تعرض البلاد إلى مخاطر كبيرة وتحديات جسيمة تواجه حاضرها ومستقبلها.
واستنادا إلى تجربة سوء ادارة الحكم، ومسلسل الأزمات التي افرزها نظام المحاصصة الطائفية والاثنية والحكومات المنبثقة عنه، دعا حزبنا اثناء وبعد حملته الانتخابية في اطار قائمة التحالف المدني الديمقراطي، إلى انهاء نظام المحاصصة المذكور، واعتماد مبدأ المواطنة في تشكيل الحكومة وفي بناء وعمل مؤسساتها، مع احترام الاستحقاق الانتخابي. وفي ضوء الاوضاع التي استجدت بعد العاشر من حزيران وتحول الارهاب إلى خطر داهم، طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة واسعة التمثيل، تقوم على اساس برنامج مشترك تلتزم به الأطراف المشاركة جميعا.?وفي مفاوضات ومداولات تشكيل الحكومة، قدّم مرشحيه ضمن قائمة مرشحي التحالف المدني الديمقراطي للوزارة.
والمؤسف ان ممثلي الكتل الكبيرة حصروا التفاوض في شأن تشكيل الحكومة الجديدة بكتلهم ولم يشركوا القوى الاخرى، ومنها التحالف المدني الديمقراطي. ودار في سياق ذلك تنافس وصراع وتساوم بين تلك الكتل حول تقاسم المواقع، مماثل لما كان يجري عند تشكيل الحكومات السابقة ووفقا لمنطق المحاصصة ذاته، بل وبصورة تفوق في شدتها الحالات السابقة، في الوقت الذي كانت داعش تواصل فيه تمددها وترتكب الفظائع. وذلك ما دفع التحالف المدني الديمقراطي في النهاية إلى سحب مرشحيه للوزارة، وبضمنهم مرشحو الحزب. وجرت هذه العملية التي ادارها نواب التح?لف في مجلس النواب بصورة مرتبكة، ما يستدعي استخلاص الدرس منها مع تأكيد ضرورة أن يكون الحزب ممسكا بالحلقات التي تقرر موقفه بصورة مستقلة في اطار التحالف.
وبعد مفاوضات بمشاركة علنية تارة ومستترة أخرى لممثلين عن الحكومة الأمريكية، وبإسهام غير منظور لقوى خارجية اخرى ودول اقليمية، لا سيما حكومة طهران، توافقت القوى المتنفذة على وثيقة الاتفاق السياسي بين الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الجديدة، التي تتضمن عشرين بندا تنص على التزامات وتعهدات ملموسة ومحددة التنفيذ زمنيا.
ولأول مرة منذ أكثر من اربع سنوات استكملت التشكيلة الوزارية، في اشارة ايجابية أخرى تضاف الى التزام التوقيتات الدستورية وتحقيق المشاركة الواسعة والتوصل إلى برنامج حكومي مشترك ووثيقة اتفاق سياسي تثبت توجهات ومعالجات سليمة لأهم القضايا السياسية العقدية التي تهم البلاد.
عكست التشكيلة الوزارية تغييرا جزئيا. فهي نتاج آلية المحاصصة ذاتها، ولم يكن متوقعا في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة أن يتحقق فيها التغيير الكبير الذي ننشده. وان تشكيلها على هذا النحو يظهر أن الكتل المتنفذة لم تستخلص الدروس من التجربة السابقة، وان الصراع الاناني على الحصص والغنائم لم يكف.
على رغم ذلك استقبل ميلاد الحكومة بارتياح عام، وحظيت هي بتأييد ودعم دوليين واقليميين وعربيين نادرين من حيث السعة، وجاء هذا ارتباطا بالمهمات الجسيمة الملقاة عليها في مواجهة داعش والارهاب عموما، إلى جانب المهمات الثقيلة الأخرى، سواء المتعلقة بحل المشاكل العديدة المستعصية التي خلفتها لها الحكومة السابقة، ام تلك المتصلة بتنفيذ وعودها بالأصلاح الاداري والاقتصادي والمالي والقانوني، والوفاء بالتعهدات والاتفاقات المترتبة عليها وفقا للجدول الزمني المثبت في وثيقة الاتفاق السياسي. وتواجه الحكومة بنحو خاص تحدي الفساد، ?لذي يستنزف موارد البلاد ويعطل الاقتصاد والبناء والاعمار ويخرب الدولة والمجتمع، ويعمق التفاوتات والتمايزات الاقتصادية والاجتماعية ويرتقي بالفاسدين ومحترفي سرقة المال العام إلى واجهة المجتمع. فهذه المواجهة تعني حربا لا تقل أهميتها عن الحرب ضد الارهاب، رغم ان البرنامج الحكومي لا يعطي هذه المهمة الموقع الذي تستحقه في ترتيب الاولويات.
ولا شك ان الأجواء التي مهدت لتشكيل الوزارة الجديدة ورافقته اختلفت عما كان عليه الحال في الحكومة السابقة، حيث خفت حدة الخطاب وانحسرت لغة الوعيد والتهجم والتحريض وهدأت التوترات في العلاقة بين الكتل، وانفتحت قنوات للحوار والتفاهم كانت مغلقة سابقا. كما ان خطاب العبادي اتسم بالهدوء والواقعية في العديد من المواقف، وعكس تقديرا واستيعابا موضوعيين للمصاعب التي تنهض امام الحكومة والبلاد. وان قرارته الخاصة بوقف قصف المحتشدات السكانية، والغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة، واجراء تغييرات في هياكلها القيادية، واحال? بعض القادة العسكريين على التقاعد، واعلان الرغبة في محاربة الفساد، والسعي الى تحسين علاقات العراق مع محيطه الاقليمي ومباشرة ذلك على نحو ملموس، تعني ان هناك فرصة للاستفادة من دروس وعوامل الفشل السابق. وقد فتح كل ذلك كوة أمل في إمكان ايجاد حلول للمشكلات ومخارج للازمات. لكن الحكم في النهاية يعتمد على الأفعال، وعلى الاسراع في تحويل التوجهات والبرامج المعلنة والوعود إلتى تم اطلاقها، إلى اجراءات عملية وحقائق على الارض. كما ان هناك مهمات آنية غير قابلة للتأجيل على صعيد المصالحة الوطنية، وتجاوز الجفاء في العلاقة ?ين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، والتخلص من رموز الفساد المعروفة والمدانة قانونا.
وثيقة الاتفاق السياسي
تتضمن وثيقة الاتفاق السياسي عشرين بندا، وتنص على قيام الكتل السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، تعمل بروح الفريق الواحد وتتعهد بتنفيذ مجموعة الالتزامات السياسية ضمن سقوف زمنية محددة، من شأنها ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وبث روح السلم الأهلي والمضي في المصالحة الوطنية. وتتناول الالتزامات الواردة في الوثيقة قضايا جوهرية، تكمن في اساس العقد والاستعصاءات السياسية والازمات التي تواجه البلاد، اهمها مراجعة الملف الأمني، وإعادة بناء القوات المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة، وتشكيل مجلس الخدمة الاتحادية، وحسم مل? المساءلة والعدالة، ومحاربة الفساد الاداري المالي، وضمان تعاون السلطتين التنفيذية والتشريعية بما يعزز الدورين التشريعي والرقابي للاخيرة، واصدار التشريعات التي تؤمن استقلال القضاء، وتنظيم سياقات العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم والمحافظات وايجاد الحلول للمشاكل العالقة مع الاقليم، خاصة الخلافات حول استخراج وتصدير النفط، وتشريع قانون النفط والغاز، وايجاد الحلول لمشكلة كركوك في اطار المادة 140 في غضون سنة واحدة، وتفعيل المادة 142 الخاصة بتشكيل لجنة مراجعة الدستور.
ففي حال تنفيذ هذه الالتزامات، يكون العراق قد نجح في تفكيك وإزالة العديد من العوامل المسببة للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، وفي تنقية الاجواء وخلق ظروف أفضل لعمل الحكومة ومجلس النواب وادائهما، وفي تمتين النسيج الاجتماعي. لكن من الواجب التنبيه هنا إلى محاذير الطريقة التي تفسر بها موضوعة التوازن وتطبق، والتي قد تقود الى تكريس نهج المحاصصة وسحبه إلى مختلف مستويات الوظيفة العامة، ما سيلحق اضرارا بالغة بعمل واداء اجهزة الدولة. ولا بد من الاشارة ايضا إلى أن العديد من الالتزامات الواردة في الاتفاق كانت ماثلة ?ي برامج الحكومات السابقة، الا انها لم تتحقق. لذا يبقى التنفيذ مرهونا بمدى جدية الاطراف المعنية في العمل بصورة مشتركة ومتضامنة للوفاء بهذه الالتزامات، الامر الذي يعتمد بدوره على إعلاء المصلحة الوطنية، وتأمين المشاركة في صنع القرار السياسي، وابقاء قنوات الحوار مفتوحة، مع الاستعداد لتقديم تنازلات متقابلة.
البرنامج الحكومي
نص البرنامج المقترح لحكومة العبادي على الاولويات الستراتيجية للحكومة، التي توزعت على ستة محاور: �عراق آمن ومستقر ـ الارتقاء بالمستوى الخدمي والمعيشي للمواطن ـ تشجيع التحول نحو القطاع الخاص ـ زيادة انتاج النفط والغاز لتحسين الاستدامة المالية ـ الاصلاح الاداري والمالي للمؤسسات الحكومية ـ تنظيم العلاقات الاتحادية � المحلية�.
وجاء البرنامج شاملاَ متضمنا تحقيق اصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية للمؤسسات الحكومية، معظمها مستخلص من برامج الاصلاح والستراتيجيات القطاعية التي تم اعدادها زمن الحكومة السابقة، بمساعدة ومشورة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات الامم المتحدة المتخصصة، أو بالاستعانة ببيوت خبرة دولية. وكان المتخصصون والمشاركون في وضع هذه الخطط والبرامج يشكون من انها كانت تهمل من قبل الوزارات او من جانب معظمها. فهي بسبب كونها خططا لم يشرعها قانون، اعتمد الالتزام بها على موقف الوزير المعني، فتفاوتت جدية التعامل معها من وز?رة إلى أخرى. ولعل من اسباب التلكؤ في تنفيذها ايضا انها لم تكن واقعية في جوانب عدة، ولم تلامس الاحتياجات الملموسة للمجتمع والاقتصاد، وكانت تفتقر إلى آليات متابعة فعّالة. علما ان العديد من الاصلاحات المقترحة مطروح منذ سنوات ويجري تنفيذ بعضه، لكن ذلك يتسم بالبطء الشديد ويصطدم بمقاومة قوية، غالبا ما تؤدي إلى تعطيل التوجه نحو الاصلاح أو كبح العملية. وليس هناك ما يشير الى ان الحال سيتبدل كثيرا، ما لم تعالج اسباب الاخفاق السابق.
وتضمن البرنامج الكثير من الاهداف والتوجهات السليمة في ما يتعلق بتطوير المنظومة الامنية والعسكرية، وتأمين وتطوير مستوى الخدمات العامة وايصالها للمواطنين. واحتوى البرنامج على اهداف تفصيلية جيدة على العموم، لكن التحفظات تبرز خاصة ازاء الطريقة المختزلة التي ورد بها بند مكافحة الفساد. كما ان الثقافة لم تحظ فيه بالاهتمام الكافي، حيث اكتفى بالاشارة إلى "حماية الارث الثقافي لاطياف المجتمع كافة والعمل على نشر الثقافة العراقية من خلال اعادة اعمار وتاهيل دور العبادة والمراكز الثقافية والفنية".
موقفنا من اقتصاد السوق والخصخصة
وخصص البرنامج حيزاً كبيراً للجوانب الاقتصادية والمالية، وفصّل في الاجراءات والخطوات التي تشدد على الاسراع في التحول إلى اقتصاد السوق وفي الخصخصة، وفتح مجالات الاستثمار للقطاع الخاص في الكهرباء والصحة والتعليم، اضافة إلى ميادين النشاط الاقتصادي الأخرى. كما طرح موضوعة العمل على التقليص المستمر لدور الدولة في المجال الاقتصادي، والتعويل على القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي في تحقيق التنمية وتنويع القاعدة الاقتصادية وخلق فرص العمل.
نحن من جانبنا نؤكد ضرورة اجراء الاصلاح في مجال الادارة، وفي منظومة التشريعات الاساسية التي تكرس الروتين والبيروقراطية، وتلعب دورا كابحا للنشاط الاقتصادي والمبادرة وحسن الاداء. كما ندعو إلى ادخال التقنيات الحديثة في الادارة، وفي ايصال الخدمات إلى المواطنين من خلال برامج ومشاريع الحوكمة الألكترونية. إلاّ ان اي حديث عن دور القطاع الخاص ينبغي أن ينطلق من واقع وبنية الاقتصاد العراقي، حيث يهيمن المورد النفطي الذي يقوم بتحريك الاقتصاد الوطني من خلال الانفاق الحكومي، بشقيه الجاري والاستثماري. أما القطاع الخاص في?اني من ضعف بنيوي، وهو لا يساهم إلاّ باقل من عشرة بالمائة من اجمالي الاستثمار، باستثناء استثمارات الشركات النفطية في اطار جولات التراخيص التي تستعيد تكلفتها من موارد التصدير العائدة للدولة. كما أن القطاع الخاص لا ينشط في المجال الصناعي إلا بنسبة ضئيلة من طاقته الإنتاجية، وهي لا تختلف عن نسبة عمل القطاع العام إن لم تكن أقل. لذلك فالمرجح أن الرعاية التي سيحظى بها القطاع الخاص سوف لن تذهب لانعاش الصناعة، وإنما الى نشاط المضاربات بالأصول والعقارات.
وان الحديث عن كفاءة السوق في توجيه الموارد واستخدامها، لا يمت بصلة إلى واقع السوق، ناهيك عن ان هذا الدور موضع تشكيك حتى في البلدان المتقدمة. علما ان الكفاءة تفترض وجود نظام يضمن منافسة حقيقية، وهذا ما لا يتوفر في السوق العراقية، التي تشكو من ضعف وغياب التشريعات المنظّمة للسوق، واجهزة الرقابة الفعّالة عليه. وفي السوق العراقية يجري تداول سلع لا تتوفر فيها الحدود الدنيا لمواصفات الجودة، ويشيع الغش التجاري، وتتحكم في السوق شريحة ضيقة من رجال الأعمال والتجار، بسبب مواقعهم الاحتكارية واندماجهم مع قوى متنفذة بموا?ع القرار في الدولة . وهناك ايضا غياب السيطرة على تبييض الأموال الضخمة، التي تتدفق إلى الخارج ثم تعود إلى السوق العراقية على شكل مشاريع وشراكات، وتوظيفات كبيرة في شراء اسهم الشركات والسيطرة على اداراتها. ويأتي هذا في الغالب حصيلة اعمال وصفقات يشوبها الفساد، وهناك امثلة ملموسة تؤكد هذه المسارات والمجريات.
اننا ندعم التوجه نحو تقديم الدعم للقطاع الخاص الوطني في المجالات الانتاجية وخصوصا الصناعية ونحو تشجيعه على الاستثمار، ونؤيد توفير البيئة التشريعية والتنظيمية والادارية الميسرة، وتنفيذ قوانين حماية المنتج المحلي، وتفعيل دور البنوك المتخصصة. وبالنسبة الى الشركات والصناعات المملوكة للدولة، نرى ضرورة التوجه لاعادة تأهيلها واصلاح اوضاعها وتخليصها من الاعباء الاضافية المرهقة التي ترفع كلفة منتوجها. وكان يمكن للمبالغ الطائلة التي انفقت وتنفق عليها وهي متوقفة عن كل نشاط، ان توجه لهذه الأغراض.
ومع أن البرنامج يشير الى ضرورة الحفاظ على حقوق العاملين عند اجراء عملية إعادة الهيكلة للشركات المملوكة للدولة، فان الواقع العملي يبين ان العنصر الحاكم في الاستثمار الخاص هو الربح. ومن ثم فاما ان يحجم القطاع الخاص عن الاستثمار في هذه الشركات، بسبب عدم قبوله بالشروط او لمطالبته بضمانات لا توفرها الدولة، واما ان يفرض شروطه. وهذا ما يفسر قلة النجاح على صعيد الشراكات، وقلة المستجيبين للعروض المقدمة من قبل الدولة. لكن البرنامج يغفل التأثيرات الاقتصادية - الاجتماعية لاطلاق يد الرأسمال الخاص، على عموم الاقتصاد الو?ني في ظل النقص التنظيمي والتشريعي والرقابي. وفي كل الاحوال فان السعي الى تهميش وابعاد دور الدولة وتدخلها في ادارة الاقتصاد، بدل اصلاح هذا الدور واصلاح قطاع الدولة نفسه، هو خطأ كبير ناجم عن عدم معرفة حاجات الاقتصاد العراقي. فدور الدولة ضروري لعملية التنمية المستدامة، الاقتصادية � الاجتماعية.
ولأجل تحقيق المشاركة الواسعة في رسم ومناقشة التصورات والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، خصوصا من جانب ممثلي العملية الانتاجية: ارباب العمل من دولة وقطاع خاص، والعمال والعاملين، والمتخصصين افرادا ومؤسسات بحثية، اضافة إلى الجهات الحكومية المعنية، ومن ممثلين للقوى السياسية والمجتمع المدني، تبرز الحاجة الى تطوير صيغ المشاركة المحدودة القائمة حاليا، والتفكير في تشكيل مجلس استشاري لبحث الخيارات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسات والتشريعات والاصلاحات والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ومثل هذه المجال? موجود في الكثير من الدول الديمقراطية الراسخة.
التحديات المالية أمام الحكومة الجديدة
في سابقة نادرة الحدوث انتهت السنة البرلمانية الماضية من دون التصويت على موازنة عام 2014، كما لم يفلح مجلس النواب الجديد في التصويت عليها ولم تبق سوى اسابيع على انتهاء السنة. ورغم ان الحكومة الحالية التي لم تبعث ارقام الموازنة المحدثة إلى مجلس النواب حتى الآن تتحمل مسؤولية ذلك، فلا بد من القول ان المشكلة يتحمل مسؤوليتها اساسا مجلس النواب السابق والحكومة السابقة، اللذين لم يحققا التوافق في عهدهما بشأن اقرار موازنة 2014.
وفي ظل غياب قانون الموازنة اخذت الحكومة تنفق شهريا ما يعادل 1/12 من الموازنة السابقة لأغراض الانفاق الجاري - التشغيلي فقط. اي أن تخصيصات الموازنة الاستثمارية لم تطلق، وترتب على ذلك عدم تنفيذ مشاريع جديدة، فيما وجد المقاولون ومنفذو المشاريع الجارية صعوبات في استلام الدفعات المالية لمواصلة اعمالهم، فتوقف الكثير منها. وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية واتساع العمليات العسكرية منذ بداية العام، وظهور الحاجة الملحة لتعويض الاسلحة والاعتدة التي سيطرت عليها داعش، وفتح باب التطوع وتشكيل افواج الحشد الشعبي وانخراط مقاتل? العشائر، ارتفعت النفقات العسكرية الى مستويات تفوق التخصيصات المرصودة، فقامت الحكومة بتمويلها عن طريق السلف. ومن جانب آخر ادت العمليات العسكرية واختراقات داعش الارهابية إلى توقف الأنتاج في بعض حقول النفط الشمالية والتصدير عن طريق خط جيهان إلى تركيا، فيما ادى توقف مصفى بيجي عن العمل إلى زيادة استيراد المشتقات النفطية إلى ما قيمته 13 مليار دولار، حسب ما تسرب إلى الإعلام. وقاد كل ذلك إلى ارتفاع النفقات، فيما بقي معدل تصدير النفط أقل من مليونين ونصف المليون برميل شهريا ، وهو اقل من المخطط له في الموازنة التي?لم تقر. وألقى ذلك بظله على مستويات النشاط الاقتصادي وحركة الأسواق. في حين ادى وجود 1,8 مليون نازح على اقل تقدير، إلى رفع نسبة السكان تحت خط الفقر إلى ما يزيد على 30 بالمائة، بعد ان كان مقدرا انخفاضها إلى 10 بالمائة.
واعلنت الحكومة الجديدة في مجرى اعدادها مشروعا معدلا لموازنة 2014 لعرضه على مجلس النواب، عن ان هناك أزمة مالية عميقة وصفها وزير المالية بانها "ازمة سيولة خانقة"، وهي تتطلب اجراءات تقشفية حادة وسريعة. وكلف مجلس الوزراء لجنة خاصة بتقديم مقترحات في خصوص الاجراءات المذكورة. ولم تنته الحكومة حتى الآن من مراجعة وتعديل مشروع قانون موازنة 2014 وإعادته إلى مجلس النواب، علما انه تم تعديل مسودة القانون مرتين لتؤخذ بعين الاعتبار التغييرات الكبيرة التي طرأت على موارد الدولة ونفقاتها، ولتخفيض العجز إلى ادنى حد ممكن.
وعلى مدى الاسابيع الماضية توالت تصريحات المسؤولين والمتخصصين، ونشرت البيانات والارقام، لتفسير وتبرير تحول العجز التخطيطي والفائض الفعلي لموازنات الدولة المالية طيلة السنوات والاشهر الماضية، إلى عجز وشحة في السيولة المالية، بلغت من الشدة حد التشكيك في قدرة الدولة على تسديد الرواتب والالتزامات المالية الأخرى، بعد احداث شهر حزيران الماضي المأساوية! وكان المنحى العام لتفسير هذا الانعطاف الحاد في الوضع المالي يميل إلى ابعاد الانظار عن دور سوء الادارة والفساد في ذلك، وعن المسؤولين عن ايصال الأوضاع إلى ما هي عل?ه، او التخفيف من هذا وذاك قدر الامكان.
وفي هذا السياق يجري الحديث عن الزيادة الكبيرة في النفقات الجارية، في الوقت الذي لم تدفع فيه استحقاقات الشركات النفطية، ولا رواتب الكثيرين من متطوعي الحشد الشعبي، كما اوقفت رواتب موظفي الاقليم والبيشمركة منذ شهور، فيما الموازنة الاستثمارية معطلة، وتعويضات النازحين لم تصل الى الكثيرين منهم. ويمكن ذكر المزيد من التخصيصات التي لم تصرف، فيما تحيط شبهات فساد بجميع عمليات صرف التعويضات، حتى ان الملف بكامله جرت إحالته الى هيئة النزاهة.
وتقر الحكومة ووزير المالية بوجود سوء ادارة وإهدار يرقيان إلى مستوى العبث بالمال العام، الى جانب غياب السياسة الاقتصادية والمالية الرصينة. لكن المطلوب هو الذهاب ابعد من ذلك، وتوفير مزيد من الشفافية بشأن مبالغ الانفاق الفعلي ومجالاته، والكشف عما جرى من انفاق غير اصولي ولا دستوري، وتحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المقصرين والمتلاعبين بالمال العام والفاسدين.
من يتحمل أعباء التقشف ؟
يتضمن مشروع الموازنة المعدل، الذي لم يقر بعد في مجلس النواب، مجموعة اجراءات تقشفية مثيرة للقلق في معظمها. اذ تتضمن توصيات بتأجيل تطبيق سلم الرواتب الجديد للموظفين من الدرجة العاشرة إلى الدرجة الرابعة، وتأجيل الزيادات في رواتب الرعاية الاجتماعية، وتأجيل تطبيق منحة طلاب الابتدائية. فيما يجري الحديث عن تعديل نظام الرسوم والاجور والضرائب المعمول به حاليا، في اتجاه فرض ضرائب غير مباشرة على استخدام الهاتف المحمول، وعلى المبيعات وبعض المعاملات.
ففي حال تشريع وتطبيق هذه الاجراءات وفرض هذه الضرائب، وهي بجلاء ذات طبيعة بعيدة عن العدالة، فانها ستحمّل الشرائح الواسعة من الكادحين وذوي الدخل المحدود والمنخفض اعباء التقشف، في الوقت الذي يغيب فيه اي توجه لزيادة ضريبة الدخل التصاعدية مثلا على ذوي الدخول العالية، وزيادة معدلات الضريبة على مختلف أشكال الثروة.
وقد عرضت وزارة المالية تصوراتها ومقترحاتها لتمويل جزء من العجز المخطط المقدر بـ 27 تريليون دينار، يضاف اليه 16 تريليون دينار عن مستحقات اقليم كردستان لعام 2014، عن طريق اصدار حوالات خزينة من صناديق التقاعد وأموال القاصرين ومن المصارف الحكومية، إضافة إلى الأقتراض من صندوق النقد الدولي. لكن المتبقي غير الممول من العجز لا يزال كبيرا جدا وليس واضحا كيف ستجري تغطيته. ومعلوم ان طريقة تمويل العجز، التي ستتم اساسا عبر الاقتراض، سيكون لها بالضرورة تاثير على سعر صرف الدينار وربما على عموم الاسعار ايضا، ولا بد من?التحسب لذلك من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
وتبقى الحكومة مطالبة في كل الاحوال بالعمل على تجنيب ملايين العراقيين المحرومين والكادحين وضعيفي الدخل ومتوسطيه، اعباء الاجراءات التقشفية بصورة مباشرة او غير مباشرة، والناجمة عن تقليص الانفاق على الخدمات العامة المتردية اصلا.
رعاية النازحين
لقد اضطر مئات الالوف من العراقيين لاسباب عدة، منها اعمال داعش الوحشية والعنف الطائفي، الى ترك ديارهم ومدنهم ومناطق سكناهم والانتقال الى مواقع اخرى. وهم عموما يعيشون اوضاعا صعبة ومأساوية في المخيمات والملاجيء الاخرى، وتتفاقم معاناتهم مع مقدم فصل الشتاء، ومع اخلاء بعض المدارس منهم، وتواصل انقطاعهم عن العمل، وعدم تسلمهم رواتبهم، وشحة المساعدات المالية المخصصة لهم والتي يختفي الكثير منها قبل ان يصل اليهم. كما ان هناك معاناة مضاعفة للاطفال وكبار السن، فيما تتواصل مشاكل الطلاب منهم وتبرز المعرقلات في طريق مواص?تهم للدراسة.
ان اوضاع النازحين بحاجة الى معالجات آنية عاجلة بعيداعن الروتين والفساد، والى تخصيص الاموال الكافية لهم مع ضمان استلامهم اياها، وتأمين المأوى الكريم لهم وتخفيف معاناتهم.
مكافحة الفساد
تنص وثيقة الاتفاق السياسي على محاربة الفساد الاداري والمالي ومحاسبة المفسدين "واعتماد ستراتيجيات جديدة بما في ذلك مراجعة منظومة مكافحة الفساد، وتجاوز الثغرات القائمة". لكن ذلك لم ينعكس في البرنامج الحكومي، الذي اكتفى باشارة إلى "تطبيق خطة مكافحة الفساد 2014-2017". في حين ان التوسع السرطاني للفساد في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع، يستلزم تحويل مكافحته إلى حرب متواصلة على مستويات عدة، بينها بالطبع تفعيل التشريعات والانظمة والأجهزة والآليات التي بيد الدولة، وتحقيق الاصلاحات الادارية والمالية الضرورية على هذا ا?صعيد. ومعلوم ان الفاسدين والمفسدين لم يعودوا انفاراً معدودين، وانما اصبحوا شبكات متغلغلة في مختلف مؤسسات الدولة، وترتبط بمصالح خارجها، وتحتل مواقع ذات نفوذ وتأثير. لذلك فان توفر الارادة السياسية الحازمة لدى الحكومة شرط ضروري لمحاربة الفساد، رغم انها ستواجه مقاومة وضغوطا مضادة قوية، يساعدها في ذلك نظام المحاصصة والتربة الخصبة التي وفرها لانتعاش الفساد ولخلق مصالح متشابكة لصالحه. كما ان المحاربة الجذرية للفساد تتطلب ايضا القضاء على عوامل اعادة انتاجه. وهذا يقود الى الربط بين الاجراءات الادارية والمالية والمؤ?سية، والمعالجة السياسية الهادفة إلى مراجعة جذرية لعملية بناء الدولة ولتوزيع المسؤوليات على اساس نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، ومنح العملية بعداً مجتمعيا عبر اشراك قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وأهلية ورموز وشخصيات ثقافية وعلمية واجتماعية وتربوية، اضافة الى تعزيز الجهد الحكومي بحملة شعبية واسعة، الى جانب اعادة بناء هيئات التصدي للفساد على اسس الكفاءة والنزاهة والمهنية.
العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم
يندرج تحسين العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، وحل المشاكل والعقد والاستعصاءات المرحّلة من حكومة ودورة برلمانية إلى اخرى، ضمن العوامل الاساسية في كل مسعى يهدف إلى اخراج العراق من أزماته، وترميم جبهته الداخلية واستنهاض قدراته الوطنية في مواجهة داعش والارهاب، واعادة العملية السياسية الى الطريق السليم بعد ابتعادها عنه. ولا شك ان طرفي العلاقة كليهما يتحملان، بهذا القدر او ذاك، مسؤولية ما آلت اليه. لكن المبادرة تبقى بيد الحكومة الاتحادية بحكم مسؤوليتها الدستورية.
وقد عالجت الموضوع ورقة الاتفاق السياسي في اربعة بنود ينص احدها على "الالتزام بايجاد الحلول المناسبة للخلافات حول استخراج تصدير النفط والغاز من اقليم كردستان" دون ايراد اية عناصر ملموسة، ما يعني ان الموضوع ما زال مفتوحا للنقاش والتفاوض. ولكن تم تثبيت سقف زمني امده ستة اشهر لتشريع قانون النفط والغاز وقانون توزيع الموارد المالية. كذلك نصت الورقة على التزام الحكومة الجديدة اطلاق سلفة اقليم كردستان فور المصادقة على تشكيلها، مقابل التزام حكومة الاقليم بتسليم كميات النفط المنتج من الأقليم. وتم ربط امداد البيشمر?ة بالامكانات اللازمة بتشكيل قوات الحرس الوطني حيث يتم ذلك من خلاله، وهذا ما يثير اشكالا حيث رفض الاقليم ربط البيشمركة بالحرس الوطني، مشيرا الى ان البيشمركة جزء من منظومة الدفاع الوطني لكنها لا ترتبط بوزارة الدفاع وانما برئاسة الاقليم، مستندا في ذلك الى المادة 121 من الدستور التي تعتبر تشكيل حرس الاقليم من اختصاص حكومة الاقليم.
وتلتزم ورقة الاتفاق السياسي ايضا بايجاد حلول لمشكلة كركوك وسائر المناطق المتنازع عليها في اطار المادة 140 في غضون سنة واحدة.
ومن المعلوم ان السبب الرئيسي لعدم استكمال تنفيذ المادة 140 يعود إلى غياب الارادة السياسية المشتركة لتحقيق ذلك. وإذا ما صدقت النوايا في هذا الشأن، يصبح التقدم ممكنا من خلال الغاء مجلس النواب عاجلا قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل ذات الصلة، ومباشرته مناقشة مشروع القانون المرفوع من رئاسة الجمهورية والخاص بالغاء تغييرات الحدود الادارية للمحافظات، وهي التغييرات التي اجراها النظام السابق من منطلقات سياسية شوفينية. ومن الضروري ان تجري تهيئة الاجواء وتنقيتها من التوجس وعدم الثقة المتبادلين، باجراءات وخطوات عملية،?وتوجيه خطاب تطمين وتهدئة من قبل القوى السياسية الممثلة لاهالي كركوك بكل اطيافهم القومية والدينية والمذهبية، وأن ترافق ذلك حوارات متواصلة لتقريب وجهات النظر وللوصول إلى توافقات.
وتشدد الورقة على اعتماد الدستور كمرجعية لحل الخلافات في شأن الصلاحيات والاختصاصات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الأقليم. وقد بينت تجربة السنوات السابقة ان مواد الدستور تحتمل الاختلاف في التفسير والتأويل، ومن هنا ضرورة توفر الارادة السياسية للتوصل إلى حلول توافقية، ولابداء المرونة والاستعداد لتقديم التنازلات المتقابلة. وقد برهن الاتفاق النفطي الأولي الذي جرى التوصل اليه اخيرا بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، على ان هناك امكانية واقعية للتوصل الى حلول للقضايا الخلافية عبرالحوار المسؤول والجاد، وذلك ما ت?ح الحاجة على مواصلته على كل المستويات.
العلاقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات غير المنتظمة باقليم
على الرغم من تشديد الدستور على اللامركزية، وقيام مجالس المحافظات وانبثاق السلطات المحلية عنها وفق آليات انتخابية ديمقراطية، وصدور القوانين المنظمة للعلاقة بين الحكومة والأقليم والحكومات المحلية، لا سيما القانون رقم 21 لسنة 2008 المعدل، الخاص بتوزيع الصلاحيات بين الحكومة الاتحادية والمحافظات غير المنتظمة باقليم، تشكو الحكومات المحلية من عدم تنفيذ القانون المذكور لتنقل اليها الصلاحيات التي ينص عليها. ويعزى اساس الشكوى بدرجة كبيرة إلى تحكّم العقلية المركزية وتشبث المركز بالصلاحيات. لكن الضعف المؤسسي للادارا? المحلية يفسر جانبا آخر من المشكلة، وهو ما ينعكس في تدني نسب تنفيذ المشاريع في معظم المحافظات. كذلك تورد الصراعات بين الكتل المتنفذة في المجالس والحكومات المحلية كعامل معوق آخر.
ان نقل الصلاحيات إلى الحكومات المحلية حسب القانون، هو التزام دستوري وسياسي ويعتبر ركيزة مهمة لاستكمال وتوطيد البناء الديمقراطي للدولة. وان من شأن تنفيذه الارتقاء بمستويات الاداء الاقتصادي، ومعالجة العديد من التوترات والاحتقانات والشعور بالتهميش وعدم العدالة. كما يمكن ان يقدم مساهمة كبيرة في تحسين الوضع الأمني، وتمكين المحافظات من انشاء تشكيلات امنية محلية بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، تحظى بثقة الأهالي. وقد التزمت الحكومة الجديدة بالمضي في نقل ومنح الصلاحيات إلى الحكومات المحلية في مختلف المجالات، ولا بد ?ن يقترن ذلك بجهد تدريبي وتأهيلي وتمكيني لمؤسسات وإدارات الحكومات المحلية.
وارتباطا بهذه المهمات والتحديات، تواجه الحكومة ورئيسها العبادي مقاومة وعرقلة من داخل ائتلافه، وممن تُضرّ التوجهات الواردة في البرنامج وورقة الاتفاق السياسي بمصالحهم. يضاف الى هذا أن اسس المحاصصة التي اعتمدت في تشكيل الحكومة لم تأت بالأفضل والأكثر كفاءة في الاداء، وثمة خطورة في ان يجري اعتماد الاسس ذاتها في التعيين وتوزيع المواقع على المستويات الأدني في الدولة. في حين ان نجاح رئيس الوزراء والحكومة كلها يعتمد إلى حد كبير على توسيع المشاركة في صناعة القرار، من الناحيتين السياسية والادارية، عبر الاستعانة باصح?ب الخبرة والمعرفة والاختصاص، اضافة الى احترام السقوف الزمنية التي اعلنتها الحكومة، ذلك ان لعامل الزمن دور حاكم في ظروف البلاد الراهنة.
ونشير ايضا الى ان من بين عوامل العرقلة للمضي في طريق الاصلاح هو الصراعات والتناقضات بين الكتل، وفي داخلها، وصراعها المرير المتواصل على السلطة والزعامة والمصالح والنفوذ.
دورنا ومهماتنا في المرحلة الراهنة
كشفت الأحداث المأساوية التي شهدتها الاشهر الماضية عن فشل وفساد وخراب واسع في كل بناء الدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية. وهو البناء المولود من رحم نظام ونهج المحاصصة الطائفية والأثنية الذي ارسته سلطة الاحتلال، بحثٍّ وتعاون من جانب قوى الطائفية السياسية.
لقد اثبت نهج ونظام المحاصصة انه منتج للأزمات ولعدم الاستقرار، فهو مضاد للهدف الذي يدعي مريدوه انه مصمم لاجله: تحقيق الاستقرار في بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وتوفير الاطار المناسب لتعايش اطياف الشعب المختلفة بسلام وأمان. وها هي تجربة السنوات الماضية التي لم تزكّ هذا النموذج في ادارة الحكم، الذي اوصل البلاد إلى حافة الانهيار والتفتت، ومكن داعش من السيطرة على اكثر من ثلث اراضينا، وسفك دماء الآلاف من ابناء شعبنا الذين يسقطون برصاص ارهابييه ومتفجراتهم بين شهيد وجريح ومصاب. فيما الافق يبقى ملبدا، وبصيص?النور خافتا، خصوصا بالنسبة للشباب والنساء، حيث تنتشرالبطالة في اوساط الشباب بوجه خاص، وتزيد كثيرا على النسبة التي تنشرها الدوائر الرسمية والبالغة 15,5 بالمائة بين الذكور و33,3 بالمائة بين الأناث، وفيما اموال الثروة النفطية الناضبة اما تذهب مباشرة الى جيوب الفاسدين المفسدين، او تهدر في مشاريع فاشلة ووهمية، لتنتهي اخيرا في جيوب الفساد ذاتها. وفي حين نمت وتنمو ثروات طائلة لفئة قليلة، يبقى الفقر يكبل ويستبيح ملايين العراقيين. ويترك ذلك انعكاساته وتأثيره على أحوال الناس وظروف معيشتهم، حيث تتعمق الفوارق في الدخ? والثرورة داخل المجتمع، وينمو قطبا الفقر والثراء الفاحش ، ويستمر التردي في الخدمات العامة، خاصة الصحية والتعليمية، ويستديم الهم الأكبر اليوم المتمثل بالتدهور الأمني وخطر داعش والارهاب عامة.
في ظل هذه الاوضاع يتنامى في اوساط اجتماعية وشعبية مختلفة، وإن بصورة بطيئة، الوعي بفشل مشروع القوى الطائفية، وبالحاجة الى البحث عن الحلول بعيدا عنها. وارتباطا بذلك يتزايد عديد من يتوجهون نحو الفكر المدني الديمقراطي. وقد عكست نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة هذا الحراك في المواقف، الذي تجدر الافادة منه في اجتذاب وكسب اوساط اوسع وجماعات أكبر لبديلنا السياسي، المتمثل في اقامة الدولة المدنية الديمقراطية.
ويتطلب الامر من الشيوعيين ان يحسنوا التحرك والنشاط في اطار دوائر عدة، متفاعلة ومترابطة، منها وفي صلبها ما يتعلق بالحزب وتعزيز تنظيمه الداخلي والارتقاء بدوره في الحياة السياسية وبالمستوى الفكري والسياسي لقاعدته والانفتاح على الصعيدين الديمقراطي والجماهيري. ويتصل البعد الاخر بتقوية التيار الديمقراطي وتعزيز العلاقة التحالفية في اطاره، وتنشيط تنسيقياته والعمل المشترك مع اطرافه الأخرى، وابراز دوره من خلال الفعاليات الجماهيرية والندوات واقامة الصلات والمشاركة في النشاطات المطلبية. علما ان في متانة التنظيم الحزب? قوة للتيار الديمقراطي، وبقوتهما معا يمكن تعزيز وتمكين التحالف المدني الديمقراطي، وهو ما ينبغي ان يظل موضع اهتمام ورعاية الشيوعيين.
ومن خلال العمل المنسق المنسجم والمتكامل للحزب وللاطارين التحالفيين المذكورين، سيكون بوسعنا العمل على احداث التغيير المنشود في موازين القوى المجتمعية. ونحن نعلم ان ترسيخ عمل التيار الديمقراطي والتحالف المدني الديمقراطي يعتمد إلى حد كبير على جهد ومبادرة الشيوعيين، والفهم السليم لأهمية هذا العمل.
وتبقى الاداة الهامة في عمل الشيوعيين ومحور عملهم تتمثل في صلتهم بالجماهير، وبمواقع تحشداتها، وفي تبني مطالبها والدفاع عنها. وقد كانت حركتها المطلبية والمساهمة الفاعلة فيها وستظل وسيلة الضغط لانتزاع الحقوق، وان علينا مواصلة تقاليدنا في هذا الميدان وابتكار مختلف اشكال التحرك والنشاط في اطاره. لقد اصبح مهما وواجبا استنهاض حركة جماهيرية واسعة.
وقد عبّر حزبنا عن هذه الوجهة عمليا في موقفه من الحراك الواسع لعمال وموظفي الشركات العامة الممولة ذاتيا المرتبطة بوزارة الصناعة، الذي شهدته اخيرا بغداد وعدة محافظات من اجل عدد من المطالب المشروعة، حيث عبر عن تضامنه معهم واسناده لتحركهم، وشدد على ضرورة استجابة الحكومة عاجلا لمطالبهم. ويبقى الشيوعيون واصدقاؤهم مدعوين للقيام بدور نشيط في النقابات والاتحادات، عبر مشاركتهم فيها والمساهمة في تعزيز مكانتها ودورها في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وعن منتسبيها.
واذ اتخذ الحزب موقف دعم الخطوات الايجابية للحكومة وانتقاد ما هو سلبي منها، فمن الواجب ترجمة ذلك عمليا على صعيد تنشيط العمل المطلبي والجماهيري. فالنشاط الجماهيري والضغط الشعبي مطلوبان في اتجاهين: اتجاه مطالبة الحكومة بتحقيق الوعود والالتزامات الايجابية الواردة في برنامجها، ومنها تشريعات الضمان الاجتماعي وقانون الأحزاب السياسية وغيرها، واتجاه تبني المطالب الشعبية بتأمين الخدمات ومكافحة البطالة وتوفير السكن وتلبية احتياجات النازحين. وفي رأينا ان الارضية مهيأة ايضا لاطلاق حملة شعبية لمكافحة الفساد ومحاسبة الف?سدين.
وان على الشيوعيين مهمة خوض النضال الفكري والثقافي، والعمل على تطوير النشاط في صفوف المثقفين وفي المجال الثقافي. خاصة وان لرفاقنا حضورا وعلاقات واسعة في هذا الوسط، وقد اقام العديد من لجان حزبنا المحلية مراكز ومنتديات ثقافية، بعضها بمشاركة واسعة من الشباب. وتبرز الحاجة هنا الى اعمام التجارب الناجحة، خصوصا في المناطق والأحياء الشعبية التي حققت المنتديات الشعرية نجاحا فيها، مثلما تحقق العديد من الفعاليات المطلبية الناجحة.
وعلى مستوى المهمات الآنية، يتوجب على الشيوعيين واصدقائهم المشاركة في جهود محاربة داعش ومكافحة الارهاب، سواء بالمشاركة في العمل المسلح ضد داعش من خلال الاطر التي توفرها الدولة للمتطوعين، ام في اطار فصائل انصارية في المناطق التي يوجد فيها انصار سابقون، وبالتعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة او مع الجيش تبعا للظرف الملموس. كما ان عليهم الانخراط في فضح الحرب النفسية التي تشنها داعش وقوى الارهاب والتصدي لها، وضرب المثل في التوعية واستنهاض الهمم والمعنويات، والقيام بدور مبادر ونشيط في اطلاق الحملات الشعبية وتنظيم?النشاطات الجماهيرية المتنوعة بمشاركة العناصر الديمقراطية الاخرى وغير الحزبية، والتوجه بالخطاب إلى عامة الناس.
وتبقى الدعوة موجهة الى اعضاء الحزب ومنظماته في المحافظات جميعا، لبذل كل الجهود الممكنة واطلاق شتى النشاطات والفعاليات، لاعانة النازحين والتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم خصوصا على تجاوز صعوبات الشتاء الوشيك. والى جانب ذلك، يتعين الاسهام النشيط في ادانة انتهاكات حقوق الانسان، ودعم حملات المطالبة بانقاذ الايزيديات المختطفات من قبل عصابات داعش، والدفاع عن حرية التعبير والوقوف بوجه محاولات تقييدها والتضييق عليها. كذلك المساهمة الفاعلة في عمل ونشاط منظمات المجتمع المدني والاتحادات والمنظمات النقابية والمهنية.
ولا يمكن تحقيق هذه المهام بالصورة السليمة من دون استيعاب عميق لسياسة الحزب وامتلاك القدرة على نشرها والترويج وكسب التاييد والدعم لها.
التطورات في المنطقة
وتوقف الاجتماع عند أبرز ملامح الوضع في المنطقة والتطورات التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية فيها، انطلاقاً من اهمية الاحاطة بهذه التطورات والاحداث والنظر اليها في ترابطها وتأثيرها المتبادلين.
وفي هذا السياق، جدد اجتماع اللجنة المركزية تضامن حزبنا مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان الاسرائيليين، وادانته جرائم الحرب في العدوان الوحشي على غزة، الذي جرى بتواطؤ امريكي مكشوف، كذلك ادانته الاعتداءات على القدس وتأييده الجهود الرامية الى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها شرطاً رئيسياً للخلاص من الاحتلال، وتأمين الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على أرض وطنه.
وأدان الاجتماع حملة القمع الشرسة المتواصلة التي تشنها أجهزة أمن النظام السوداني ضد كوادر قيادية في الحزب الشيوعي وناشطين ديمقراطيين، وطالب باطلاق سراح المعتقلين فوراً، وجدد تضامنه مع النضال ضد الدكتاتورية ومن اجل الحرية والديمقراطية في السودان.
وعبّر ايضا عن تضامنه مع القوى الديمقراطية في دول الخليج في نضالها لتحقيق اصلاحات ديمقراطية، ودعا الى وقف الاعتقالات والملاحقات السياسية التي استهدفتها، خصوصاً في البحرين والكويت والسعودية، كما عبر عن الامل في عودة الحياة الطبيعية الى اليمن وليبيا ووقف سفك الدماء فيهما، وبناء مستقبلهما وفقا لارادة شعبيهما الحرة.
ورحّب بالنجاح الذي حققته القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في تونس في الانتخابات الاخيرة، مما سيسهم في انجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق اهداف الثورة التونسية.
ودعا الاجتماع الى حل سياسي وسلمي للأزمة في سوريا، يقوم على حوار وطني شامل يجمع كل القوى المناهضة للتدخلات الاجنبية والمنظمات الاصولية الارهابية ولمشاريع تفتيت البلاد، والحريصة على الوحدة الوطنية، من اجل تحقيق السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية للشعب السوري. كما عبّر عن تضامنه مع الشعب اللبناني في تصديه للارهاب ونضاله من اجل التغيير الديمقراطي.
ندعو الى استراتيجية وطنية شاملة ضد الارهاب
تصحيح مسار العملية السياسية.. المهمة الاساسية للمؤتمر الوطني المنشود
نحو استنهاض حركة جماهيرية واسعة
******************
ص9
هناك 176 شركة مملوكة للدولة، ترتبط بثلاث عشرة وزارة، ينظم عملها قانون الشركات العامة لعام 1997 وهي شركات ذات طبيعة غير متجانسة، فبعضها شركات انتاجية وأخرى للمقاولات أو التجارة، ويبلغ مجموع منتسبيها زهاء 600 الف. وهي تمثل بمجموع منتسبيها وخبراتهم المتنوعة التخصصات، وباصولها المادية وودائعها في المصارف، كتلة اقتصادية كبيرة، تضم موارد بشرية ومادية مهمة معطلة الآن كلياً أوجزئيا، في حين يمكن ان تقدم مساهمة جدية في تنشيط الاقتصاد الوطني ومكافحة البطالة، اذا ما تمت اعادة تأهيلها وتحديثها، وتمكينها من استعادة عافيتها وقدراتها الانتاجية.
وفي هذا السياق تثير خطة اعادة هيكلة هذه الشركات التي جرى اقرارها في مجلس الوزراء، قلقاً مشروعاً في اوساط العاملين فيها، وعدت التنظيمات النقابية ذلك تمهيدا لخصخصة هذه الشركات.
ان الموقف السليم لا يكمن في خصخصة هذا القطاع، بل في بلورة منهجية واضحة، تتيح التغلب على آليات النهب التي تعرض لها ولا يزال، واجراء تقييم اقتصادي شامل وموضوعي لمؤسساته، قبل الإقدام على أي خطوة لتغيير ملكيته. فهذا يشكل مدخلا جديدا، يتيح امكانية اصلاح القطاع العام واعادة بنائه استنادا الى معيار الكفاءة الاقتصادية، ومعيار الوظائف الاجتماعية التي تؤديها الدولة في الحقل الاقتصادي، مع تدعيم الرقابة المجتمعية على هذا القطاع، واعتماد مبدأ الشفافية في تسييره، وتنشيط دور الفاعلين الاجتماعيين المختلفين، بما ينسجم مع الترابط الجدلي بين التنمية والديمقراطية.
وقد بينت الحياة وتجارب التاريخ عدم صواب الرؤية، التي تعتبر القطاع العام شرا مطلقا، والقطاع الخاص خيرا مطلقا. والعكس صحيح ايضا. وهذا يعني ان البديل يكمن في استراتيجية تنموية متكاملة، توظف كل القطاعات (العام والخاص والمختلط والتعاوني)على نحو سليم.
من التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني التاسع
للحزب الشيوعي العراقي (ايار 2012)
***********************
الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية اقسامها متوقفة عن العمل !
مع التدهور المستمر لمستوى الخدمات ومع قساوة الفساد الاداري والاهمال المتواصل لكافة القطاعات الصناعية الحيوية في مجمل حياتنا اليومية باتت قضية القطاع الصناعي الوطني والخاص مسألة تتعدى التخلف الصناعي والاندثار الى قضية اخطر الا وهي التخوف من انهاء وجود الشركات الصناعية او بيعها (خردة) لعدم التحديث والتجديد في وسائلها الانتاجية.وهذا بالطبع تتحمله وزارة الصناعة ومن يضع برامج الخطط السنوية والخمسية وغيرهما منذ عام 2003 ولحد الان وما يتحمله النظام البائد الذي لم يقم بأي جهد لتطوير هذا القطاع واكتفى بتأهيل التصنيع العسكري السابق.
تعتبر الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية من الشركات الصناعية الكبيرة في العراق التابعة لوزارة الصناعة والمعادن ومتخصصة في صناعة الزيوت السائلة والدهون الصلبة والصوابين ومستحضرات التجميل ومساحيق التنظيف. وقد تاسست عام 1970 بعد دمج شركة استخراج الزيوت النباتية وشركة بذور القطن وشركة الرافدين لصناعة المنظفات وشركة الطباعة الصناعية وشركة صابون ابو الهيل اعوام 1968 � 1970.
تمتلك الشركة حاليا عدة مصانع موزعة في انحاء العراق وهي الرشيد والمأمون والامين والفارابي في محافظة بغداد والمعتصم في محافظة ميسان والمنصور في محافظة صلاح الدين وهي من اوائل الشركات التي حصلت على شهادة الايزو 2000 � 2001.
مصانع الشركة
*مصنع الرشيد : يقع في حي بابل / المسبح وهو امتداد لشركة الزيوت النباتية ويقوم بانتاج الدهن الصلب والزيوت السائلة وصوابين التواليت والغسيل والمنظفات. عدد الايدي العاملة فيه اكثر من 1190 منتسباً.
*مصنع المأمون : يقع في حي الرياض / كمب سارة خاتون وهو امتداد لشركة بذور القطن يقوم بانتاج المنظفات الصلبة والسائلة والصوابين ومستحضرات التجميل والزيوت الصلبة ان توفرت المواد والعناصر.عدد الايدي العاملة فيه اكثر من 1285منتسباً.
*مصنع الامين : يقع في منطقة الزعفرانية / سعيدة وهو امتداد لشركة صابون ابو الهيل يقوم بانتاج صابون الغار والغسيل والقاصر ومنظف الايدي اللامائي ومزيل التكلسات. عدد العاملين فيه اكثر من 478 منتسباً.
*مصنع الفارابي : يقع داخل بناية مصنع الرشيد حيث كان سابقا احد اقسامه. وهو امتداد لشركة الطباعة الصناعية وهو مختص بطبع العلامات الورقية والكارتونية وطبع العلب والصفيح كما يقوم بالطباعة للغير من الوزارات والشركات والدوائر للقطاع العام والخاص. عدد العاملين فيه اكثر من 230 منتسباَ.
*مصنع المعتصم : يقع في مدينة العمارة بمحافظة ميسان يقوم بانتاج الدهون الصلبة والصوابين والمنظفات. عدد العاملين فيه اكثر من 745 منتسباً.
*مصنع المنصور : يقع في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين ويقوم باستلام البذور واستخلاص الزيوت مثل بذور القطن وزهرة الشمس والصويا واجنة الذرة.عدد العاملين فيه 334 منتسباً.
مما يلاحظ ان عدد المنتسبين العاملين في مصانع الشركة ومقر الشركة يبلغ 5224 منتسباً وهو في تزايد حيث يلاحظ ترهل في عدد العاملين ناتج عن اسباب خارج ارادة الشركة. وهذا يؤدي الى صرف مبالغ كبيرة كرواتب للمنتسبين حيث تقدر الرواتب الشهرية للعاملين باكثر من مليار دينار وهذا يؤدي أيضاً الى انخفاض الربحية وخسائر للشركة وعدم منح العاملين مبالغ مخصصات الخطورة والموقع بالاضافة للصرفيات الاخرى.
تعاني مصانع الشركة من قدم بعض المكائن وخطوط الانتاج حيث مضت عليها عشرات السنين وفي حقبة 1980 � 1990 سخر النظام الدكتاتوري كل الموارد للجهد العسكري وتوقف منح مخصصات لتطوير المكننة واساليب الانتاج لاجراء عمليات صيانة اساسية للمكائن وتم استنزاف قدرتها بجهد عال، حيث تم العمل بكل الطاقات الانتاجية وبأقصاها لسد حاجة السوق المحلية وتحجيم الاستيراد لاقصى حد.
بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 حافظ منتسبو الشركة في بغداد والمحافظات على المصانع من اعمال النهب والسلب والتخريب رغم حدوث بعض السرقات واعمال التخريب لأنها خارج أرادة المنتسبين للفوضى التي عمت البلد وأنفلات الامن في حينه. وبجهود منتسبي مصانع الشركة وادارتها تمت إعادة الحياة الى المصانع.
بعد أشهر معدودة بدأ التشغيل بإنتاج المنتجات المتوفرة موادها الاولية في مصانع الشركة وتم طرحها للأسواق عن طريق مكاتب الشركة في بغداد والمحافظات، كذلك تم الاتفاق مع وزارة التجارة حول تغطية مواد البطاقة التموينية ومنها المنظفات والصوابين والزيوت السائلة والصلبة.
مقترحات العاملين
ولغرض النهوض وزيادة الطاقة الإنتاجية للشركة ومصانعها وسد حاجة البطاقة التموينية من منتجاتها، كذلك تغطية السوق المحلية وبمواصفات جيدة وتوفير العملة الصعبة للبلد يقترح العاملون في الشركة ما يلي :
�تقديم الدعم من قبل اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء ووزارة الصناعة والمعادن لتحديث المكائن وخطوط الانتاج للمصنع.
�توفير السيولة النقدية من خلال التعاقدات مع وزارة التجارة والشركة العامة لصناعة الادوية في سامراء.
�تنشيط صناعة المنتجات الصناعية لغرض تصعيد المبيعات وأهمها حامض السلفونيك، الكلسيرين، المادة الفاعلة.
�إستيراد مكائن تعبئة بالاكياس لغرض طرح بعض مواد الشركة وخاصة المنظفات الصلبة للاسواق المحلية.
�وضع ضوابط على إستيراد المواد من خارج العراق.
�تشجيع فتح الوكالات لبيع منتجات الشركة ومنحهم خصومات مناسبة تشجيعاً لهم.
�التأكيد على التزام وزارة التجارة بالعقود المبرمة معها من قبل الشركة في سحب المنتوج المتكدس في مخازن مصانع الشركة في بغداد والمحافظات رغم المراسلات والزيارات الميدانية من قبل ادارة الشركة الا انها ما زالت متكدسة ومعرضة للتلف.
�التنسيق ما بين وزارة الزراعة ووزارة الصناعة حول تشجيع زراعة القطن وزهرة الشمس والذرة ومع الدوائر ذات العلاقة مستغلين مشاركة العراق مع المجتمع الدولي في زراعة مليارات الأشجار وبرعاية برنامج الامم المتحدة لغرض زيادة إنتاج الزيوت السائلة من هذه النباتات في مصنع المنصور في قضاء بيجي والنهوض به خلال أيام السنة.
منتوجات يعرفها الناس
ان ثقة المواطنين بمنتوج الشركة لازالت مطمئنة وما زالوا يتذكرون شركتي استخراج الزيوت وبذور القطن التي كانت تنتج افخر انواع الزيوت والدهون بعلامات الراعي، زبيدة، نرجس، زينب، نفيس، علامة البنت. ولازالوا يتذكرون بان الصوابين كانت تعبق رائحتها البيوت بعلامة الجمال، دي لوكس، عطور، داليا، هناء، شهرزاد، الصحة، صوابين الغسيل ؛ ثريا والنسر وصوابين الغار. وبمساحيق تنظيف بعلامات تايد، سيرف، اور الازرق، امواج، نمير، سومر الاعتيادي، سومر غسالة، وبروائح والوان متنوعة كذلك الحال لمعاجين الاسنان والحلاقة وبقية المنتجات.
ان هذه الشركة هي من الشركات العريقة في المنطقة والمتميزة سابقا في جودة الانتاج والنوعية العالية المضاهية للانتاج العالمي وباساليب تعبئة وتغليف متطورة واكتسب حضوراً واسعاً واقبالاً منقطع النظير في جميع البلدان المجاورة تشهد بذلك حركة التصدير والمعارض الدوليه وازمات السوق المحلية بفقدان المنتجات نتيجة لتهربيها بكميات كبيرة الى دول الجوار لرغبة بلدان (الخليج، ايران، سوريا، الاردن) في استخدام واستهلاك منتجات هذه الشركة. ولهذه الاسباب ندعو الجهات ذات العلاقة الى الارتقاء بهذه الشركة حيث انها من مؤسسات القطاع العام المهمة المنتجة والرابحة .
**************************
الشركة العامة للصناعات الجلدية.. بين مأزق المستورد والحاجة لمواكبة العصر
تعتبر الصناعات الجلدية في العراق من الصناعات التي تمتلك تأريخا متميزا، فهي طالما قدمت انتاجا عالي الجودة وسدت النقص في الاسواق المحلية من المنتوجات الجلدية ولعل " القماصل الجلدية التي طرحتها افضل مثال على تلك الصناعة.. لكن بعد التسعينيات بدأت هذه الصناعة بالتراجع في قطاعيها الخاص والحكومي..حيث طرحت في الاسواق المنتوجات المستوردة وخصوصا الصينية التي اخذت تنافسها بالسعر والموديل..ثم استمر الحال حتى بعد سقوط النظام السابق عام 2003 ولحد الان.
تكونت الشركة الحالية سنة 1979 كحصيلة لدمج الشركة العامة للجلود التي تأسست سنة 1945 مع شركة باتا العامة التي تأسست سنة 1931 وهي حاليا احدى شركات وزارة الصناعة والمعادن ويعمل فيها خمسة الاف منتسب، وتتكون من ثلاثة معامل رئيسية هي،معمل بغداد :ويختص بأنتاج الاحذية بكافة انواعها واشكالها،ومعمل الدباغة ويختص في دباغة جلود البقروالغنم والماعز وانتاج الحقائب المدرسية والسفرية والدبلوماسية والاحزمة الرجالية وانتاج القماصل الرجالية والنسائية،اضافة الى معمل الكوفة الذي ينتج الاحذية الرياضية بأنواعها وفرش السيارات وبعض المنتجات المطاطية.
الان هناك 12 منفذاً للتسويق، حيث المعرض الرئيسي في مقر الشركة ومعارض الحرية والزيوت والكاظمية والدباغة في الزعفرانية ومعارض وزارة النفط والموصل وبابل والنجف وغيرها..
لقد ساهم منتسبو الشركة في الحفاظ على مكائن وتجهيزات الشركة من احداث السلب والنهب بعد 9 نيسان 2003 وهذا ماساعد الشركة على النهوض من جديد..ولقد تعرضت الشركة الى اخفاق في السنوات الماضية بسبب الظروف الامنية والذي اثر على التسويق و بالتالي على الانتاج.
لقد تمت مناشدة الجهات المسؤولة عدة مرات لحماية المنتوج الوطني من الاستيراد السيئ من حيث النوعية والجودة حيث هناك صعوبة في منافسة هذه البضائع المستوردة، اضافة الى التكاليف التي يتحملها المنتوج الوطني جراء نقص الطاقة الكهربائية وباقي الخدمات وهي بالتالي تؤثر على سعر المنتوج.
مكائن مستهلكة
ويقول العاملون في الشركة ان مكائن المعمل قديمة وليست ذات مواصفات جيدة ومتهالكة. وتعتبر هذه المكائن في قسم الجر قديمة جدا وعمرها يتجاوز الثلاثين سنة وتحدث فيها توقفات كثيرة ونحاول تلافيها من قبل قسم الصيانة ويتراوح انتاجها بين المائة والمائة والخمسين زوجاً في اليوم.والمشكلة في تقادم المكائن ويحاول المسؤولون ادخال بعض المكائن الحديثة وهي صينية المنشأ وليست المانية.. حيث ان الماكنة الالمانية لاتعوض فالصيني المستورد ليس بمتانة الالماني.
وعن كيفية التسويق في الشركة والصعوبات التي تحاول الشركة تجاوزها أكد العاملون : لقد حدث تحرك لوزارة الصناعة عبر غرفة عمليات مشتركة لكل المعامل والقطاعات الصناعية للوزارة من اجل الاتصال بكافة الوزارات لتسويق المنتجات للوزارة. وتحركنا بكافة الاتجاهات لتسويق منتجاتنا ولدينا خطط مستقبلية لفتح مراكز ومعارض في الاسواق المركزية بالتعاون مع وزارة التجارة. إلا ان جميع هذه المحاولات باءت بالفشل رغم ان الهدف منها اعادة الحياة لهذه الاسواق والاستفادة منها كمنافذ تسويقية.
وهناك مطالب في اعادة الضوابط على الحدود وبصورة خاصة على الاستيراد لحماية المنتوج الوطني وتطويره بما يتلاءم مع السوق العالمية.فالكلام عن تصدير جلد نصف مصنع هو مشاركة في تدهور المنتج المحلي لان هذا الجلد سيعود الينا حتما ويدخل اسواقنا كمنتوج متكامل ينافس ماتنتجه الشركة... ان هذه الشركة هي كنز وطني لو احسن استثمارها فهي رائدة في انتاج القماصل الجلدية والحذاء الرجالي خصوصا، انها بحاجة للكثير من الجهد الوطني والمثابرة في الدعم المالي لجعلها تفرض منتوجها ليس فقط داخل البلد، بل في خارجه ايضا.
******************************
بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقابات I T F
نقابة عمال ومنتسبي موانىء العراق تقيم ورشة عمل
البصرة - سالم محسن
بحضور السيد هادي علي لفته نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال العراق أقامت النقابة العامة لعمال موانىء العراق في محافظة البصرة ضمن تنظيمات الاتحاد العام للفترة 7 ــ 8 / 11 / 2014 ورشة عمل عن " تعزيز القدرات للعاملين في الموانىء " بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقابات (I T F) ، وتم تناول المواضيع التالية :
�حملة موانئ الملاءمة
�الحملة ضد موانئ الملاءمة
�المفاوضات الجماعية
وشاركت السيدة هاشمية السعداوي عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصناعات في اعمال الورشة، اضافة الى عدد من قياديي النقابة. وتم توزيع شهادات المشاركة على المساهمين في الورشة.
******************************
نسبة البطالة تتجاوز 46بالمئة من سكان العراق
عامر عبود الشيخ علي
تعد البطالة واحدة من المشاكل الخطيرة والمزمنة التي تمثل التحدي الكبير الذي يواجهه الواقع العراقي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي نتيجة السياسات غير المدروسة من قبل الحكومات المتعاقبة للاقتصاد الذي يمثل عصب التقدم للبلد.وتزداد معدلات البطالة بين الشباب وخاصة خريجي الكليات والمعاهد وذلك لعدم توفير فرص العمل لهم، وعدم وجود رؤية اقتصادية سليمة تعمل على رسم سياسة تساهم في اعادة حركة عجلة الانتاج الصناعي والزراعي، من خلال اعادة تأهيل المعامل والمصانع للقطاعيين العام والخاص وادخال مكننة حديثة ومتطورة، وكذلك وضع برامج تستنهض الزراعة وفق معطيات تعمل على اعادة البنى الزراعية من استصلاح الاراضي وتوفير المياه وترشيده في عملية السقي.
ويعتبر ما جاء في اعلان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بأن نسبة البطالة في العراق تتجاوز (46%) من عدد سكان العراق مؤشرا خطيرا لابد من ايجاد الحلول له، وخاصة ان نسب البطالة ارتفعت منذ عام (2004) والتي كانت 35%، وصولا الى هذه النسبة العالية في السنوات الاخيرة، في حين ان كل دول العالم حين يبدأ الخط البياني للبطالة في الصعود تستنفر كل قواها من اجل الوصول الى حلول تعمل على درء خطر البطالة الذي يؤدي الى انهيار اقتصاد البلد.
وتتطلع قوى العمل المعطلة الى الحكومة الاخيرة التي تشكلت برئاسة د.حيدر العبادي وقيامه باجراء اصلاحات اقتصادية حقيقية وعدم الاعتماد على الموارد النفطية، ورسم سياسة اقتصادية تعتمد على الصناعة والزراعة والاستفادة من الخبرات والايدي العاملة الماهرة التواقة للانتاج وتحريك عجلة العمل، وايضا العمل على تأهيل الصناعة وادخال المككنة الحديثة لمواكبة التطور الصناعي في بلدان العالم المتقدمة وخلق اسواق لتسويق السلع المنتجة من خلال توجيه الوزارات كافة لسد حاجاتها من الصناعات المحلية، وهذا من شأنه ان يزيد الحاجة الى الايدي العاملة والقضاء على البطالة التي ما زالت تتصاعد نسبها، والتي تؤدي بالنتيجة الى ازمات اقتصادية حقيقية وتهديد امن وسلامة البلد، وذلك للعلاقة الطردية بين البطالة والارهاب، عبر استغلال الشباب العاطل عن العمل من قبل المجاميع الارهابية، واسخدامهم لتنفيذ مآربهم الاجرامية.
وهذا لا يتم برصد ميزانية لا تتجاوز 2% الى قطاع الصناعة المتمثل بوزارة الصناعة والمعادن من الميزانية العامة، كما حدث في السنوات السابقة، بل يجب رصد ميزانية كافية تستطيع النهوض بهذا القطاع الحيوي، اضافة الى ذلك دعم القطاع الخاص، ومنح القروض للعاطلين عن العمل لانشاء ورش صغيرة. وبهذا يبدأ الخط البياني للبطالة بالنزول تدريجيا للوصول الى حل مشكلة البطالة التي يعاني منها شعبنا والتي تقتضي حلاً شاملاً وطنياً بأعتبارها قضية ملحة.
**********************
ص10
على المكشوف ...
القمل والجرَب
إرهاب آخر يغزو النازحين..!
وصل ما يزيد على المليونَي نازح قسراً الى الملاذات(الآمنة) ،ولكون الفوضى تضرب بأطنابها في كل أرجاء البلد جراء سياسة المحاصصة (الاستحواذية) المقيتة ،فلا الجهات التشريعية شرّعت ولا التنفيذية نفّذت قانون الطوارئ العام(حيث أن التهجير القسري يعد حالة طوارئ كما يحصل في الزلازل والفيضانات ـ علماً أن الكوارث الطبيعية لا تهدر كرامة الإنسان). هذا القانون يُعد الأن أحد سمات بلدان وشعوب القرن الواحد والعشرين، وبالتالي فأن المنكوبين من النازحين تركوا وصالهم، فبعد كل هذا الانكسار الذي تعرضوا له والعار الذي لحق بجبين الإنسانية ،يأتي إرهاب أخر، الاّ وهو إرهاب المرض، فبسبب غياب الظروف البيئية الصحية في إيواء هؤلاء المغدورين ،تنتشر بينهم شتى أنواع الأمراض ،وجميعها خطيرة بما فيها الأمراض الجلدية ذات الطبيعية الوبائية كالقمل والجرب والتي تصيب الناس جراء التلوث وانعدام النظافة والناتجة عن السكن اللا صحي والمتمثل في حشر أعداد غير قليلة من البشر في غرفة واحدة، وانعدام الماء الصالح للشرب وكذلك وسائل الصرف الصحي، ناهيك عن انقلاب كامل في حياتهم التي اعتادوا عليها في الاستحمام وإستخدام المرافق الصحية للبيت الواحد. فقد أصبح كل شئ مشترك مما ساعد ويساعد على انتشار العدوى، بل أن تلك الأماكن (الآمنة) أصبحت ذاتها بؤراً لإنتشار شتى أنواع الأمراض.
لقد حذرنا مما ستؤول إليه حال النازحين وذلك في عمود نشرناه في جريدة طريق الشعب الغراء يوم 14/9/2014 وتحت عنوان (النازحون والدعم الصحي). نعم لقد توقعنا أن يحصل ما هم به الأن ، بل سيحصل الأسوأ أذا لم تتخذ الجهات المعنية (وزارة البيئة ووزارة الصحة والمحافظات ومجالسها والمجالس البلدية ،وكذلك منظمات المجتمع المدني الإنسانية)، فأن هذه المحتشدات السكانية ستصبح البراكين التي تثور منها حمم الأمراض الفتّاكة ،وبالتالي فليس النازحون فقط سيعانون وإنما حتى المدن والقرى المحيطة بهم، بل (ومن المؤكد) ستعود الى الواجهة بعض الأمراض التي تم القضاء عليها طوال عشرات السنين الماضية وأعلن أن العراق خالٍ منها أو أنه أقترب الى هذا الهدف ،كشلل الأطفال والجدري والجذام والبجل ..الخ.
لقد أصدرت اللجنة النيابية المؤقتة والمكلفة بمتابعة أحوال النازحين تقريرها النهائي مؤخراً، وظهر أنه ارتكبت الموبقات الكبرى بالمبالغ المخصصة للنازحين ،حيث جرى التلاعب بـ ترليون دينار= الف مليار، ويقول أن الموضوع بحاجة الى عشرة تريليونات دينار! اخرى، والنتيجة، أن حال النازحين يُرثى له وها هم قد أصيبوا بالجَرَب والقمل والأكزما والديدان المعوية وفقر الدم والأمراض التنفسية المزمنة وغيرها، ناهيك عن الأمراض النفسية التي من المؤكد أن تصيب أغلبيتهم.
أي فسادٍ حققته المحاصصة ؟ أي فسادٍ حققه المتباكون على آلام الناس؟
وإزاء هذا الوضع المزري فلابد للضمير الحي من أن يستنهض الشرفاء، فيا شرفاء الوطن ،هبّوا ،لنجدة أخواتكم وأخوانكم وأطفالكم المغلوب على أمرهم بأمر الداعشيين والفاسدين.
د. سلام يوسف
السعال.. نتوقعه بحلول الشتاء
د. مزاحم مبارك مال الله
في كل الفصول يحصل السعال، ولكن أوسع انتشار للسعال يحصل في فصل الشتاء تزامناً مع إصابة الناس بالزكام والأنفلونزا.
السعال في فصل الشتاء يصيب الصغار والكبار ،رجالاً ونساءً، ولكن واستناداً للإحصاءات الدولية فقد ظهر أن السعال لدى المدخنين يكون:
1. متكرراً.
2. مزمناً.
3. دوماً مصحوباً بالإفرازات.
4. مصحوباً بضيق نفس.
5. وغالباً ما يعاني المدخن من مضاعفات السعال.
6. علاجه يستلزم وقتاً طويلاً.
وهذا أمر متوقع لأن المدخنين يصابون بالتهاب القصبات المزمن الناتج عن فقدان الجهاز التنفسي لبعض وظائفه الطبيعية جرّاء:
1. توقف عمل الهديبات التنفسية (وهي شعيرات مجهرية تبّطن المسالك التنفسية ،وظيفتها التحسس وتلقف الأجسام الغريبة).
2. وكذلك تغير في سمك جدران الأوعية التنفسية بسبب التعرض المستمر لمكونات التبغ وهو في حالة نصف اشتعال وجميعها مسرطنة.
لذلك نجد أن المدخنين يعانون كثيراً في حالة أصابتهم بالنزلات الشُعبية، سعالهم يصبح كما وصفناه في أعلاه ، إضافة الى أن فترة علاجهم تطول.
السعال هو وسيلة دفاعية يبديها الجهاز التنفسي لغرض تنقية مسالكه من الأفرازات أو الشوائب والتي تدخل أما عن طريق الأنف أو الفم، أو جراء التعرض الى مواد مُهّيجة أو نتيجة دخول جُسيم صغير، أضافة الى كافة أنواع الجراثيم، السعال يحصل لا إرادياً ولكن أحياناً إرادياً، وبالرغم من أن السعال مزعج ومؤلم في بعض الحالات ، ألاّ أنه وسيلة دفاعية مهمة جداً.
والسعال يمر بثلاث مراحل:
الأولى ـ شهيق الهواء الى داخل الرئتين.
الثانية ـ يبدأ الهواء بالخروج من الرئتين فيواجه أعاقة من قبل الحبال الصوتية.
الثالثة ـ يتم فتح الحبال الصوتية، فيندفع الهواء بقوة من الرئتين عبر الحبال الصوتية فيعمل على تنظيف المجرى التنفسي، حينها يصدر الصوت المميز للسعال وحسب الحالة.
السعال ربما يكون جافاً أو فيه قشع ،وكذلك تبعاً للسبب وتبعاً لنوعية التفاعل مع الجهاز المناعي ومدة حصوله، ربما يكون متكرراً ،أو متقطعاً ،ربما يكون شديداً أو خفيفاً ،ربما يكون مصحوباً بالقشع أو لا ،وأحياناً ينتج عنه صوت(وخصوصاً لدى الأطفال) يثير مخاوف الأبوين.
أسباب السعال بشكل عام:
1. الالتهابات التنفسية الحادة والمزمنة.
2. التهابات الجيوب الأنفية والتهاب الأنف أيضاً.
3. الربو القصبي.
4. التهيج الناتج عن الحساسية، والحساسية أنواع تبعاً لمسببها (الدخان والأبخرة ،الأتربة ،المهيجات الكيمياوية، الطلع ،العطور، البخور،المنظفات والمعقِمات والمعفِرات)، وغالباً ما يكون السعال في هذا النوع في الصباح جراء تراكم الإفرازات أثناء النوم.
5. التدخين، وكما أشرنا الى ذلك في بداية الموضوع، فالمدخن يعاني من السعال المزمن ،ولكن تكون شدّة السعال المصحوب بالبلغم بعد الاستيقاظ من النوم.
6. عجز القلب والذي يتسبب في تراكم الماء في الرئتين.
7. ارتداد الحامض المِعَدي عبر المرئ.
8. استخدام بعض علاجات الضغط (والتي تسبب السعال الجاف)، هذه الأدوية تؤثر على الأعصاب التي تغذي الرئتين.
9. الأورام.
وفي الشتاء يزداد نشاط الفايروسات المسببة للزكام والأنفلونزا وكذلك بعض أنواع البكتيريا التي تصيب المسالك التنفسية السفلى، وبما أن المرض هو خاص بالمسالك التنفسية ،أذاً ينتقل من شخص الى أخر بواسطة الهواء(الرذاذ) وأيضا بواسطة اللمس (بالاختلاط المباشر والتقبيل كذلك).
ونتيجة لدخول هذه الفايروسات الى الجهاز التنفسي ،فسيحصل تفاعل بينها وبين الجهاز المناعي والذي ينتج عنه أعراض وعلامات الإصابة، ومنها الإفرازات التنفسية، هذه الإفرازات يعمل الجهاز التنفسي على التخلص منها بوسيلة وآلية السعال.
� في بعض الحالات تحصل التهابات بكتيرية ثانوية بعد الألتهاب الفايروسي مما يجعل الحالة تصبح أسوأ من آلام وأرتفاع مستمر بدرجة حرارة الجسم مع تغير في لون القشع ،وفي حالات محددة يعاني المصاب من ضيق النفس كما في التهاب ذات الجنب(ذات الرئة).
� وفي حالات أخرى وخصوصاً عند الأطفال يبقى الطفل يعاني من السعال الى حد التقيؤ.
� يشعر المريض بوجود شيء ما في الحنجرة، مع الم فيها وفي عظام الصدر وكذلك إفرازات أنفية كثيفة.
مضاعفات السعال:
لا تحصل المضاعفات في كل حالة سعال، ولكنها ربما تحصل ،وفيما لو حصلت فأن سبب ذلك هو العامل الذي أدى الى الأصابة وكذلك جراء الإهمال:
1. نزوفات شعرية في العين.
2. فتق في جدار البطن ،أو فتق جراحي (فتق في موقع أجراء عملية جراحية).
3. هبوط وظائف الرئتين مع عدم انتظام ضربات القلب.
4. نزوفات في المسالك التنفسية.
5. ضعف في العضلة العاصرة لفتحة الإحليل (جراء الضغط الحاصل) ،فينفلت البول منها.
6. تأثيرات مختلفة في عضلات البطن.
7. تأثر الجهاز العصبي ،مما يؤدي الى ما يُعرف بـ (إغماء السعال) ،وسبب ذلك هو نقص كمية الأوكسجين الواصلة الى الدماغ.
يوصي الأطباء بضرورة الأنتباه الى أن السعال يجب أن لا يمتد الى أكثر من أربعة أسابيع ، حينها يجب استشارة الطبيب المختص.
من المؤسف أن الكثير من المرضى يستخدمون علاجات مضادة للسعال بدون تشخيص أو بدون الرجوع الى الطبيب، إن الاستخدام العشوائي للأدوية المضادة للسعال تجعل الحالة تتأزم وربما تتحول الى نوع من الحساسية التنفسية، وبنفس الوقت ننصح المرضى بضرورة تناول السوائل وخصوصاً الدافئة إضافة الى العسل والذي اثبت فاعليته في علاج سعال الأطفال ولكنه محظور على الأطفال والذين هم بعمر أقل من سنة.
أن الحامل التي تصاب بأمراض الشتاء التنفسية عليها مراجعة مركز الرعاية الصحية الأولية /وحدة رعاية الحوامل، حيث أن السعال المستمر يؤثر على الرحم وعلى محتويات الرحم (أي على الجنين والمشيمة والسائل الأمنيوسي)، وربما يتسبب في ضعف العضلات البطنية والرحمية.
هناك العديد من الأعشاب الطبية يمكن استخدامها ، كمقشعات ننصح باستخدام :(بصل فرعون، ورد البنفسج ،الثوم ،الحلبة ،ورق الختمة، نبات السوسن ،عرق السوس ـ لا يجوز للمصابين بأرتفاع ضغط الدم ـ ،عنب الحية ،الدارسين، كرفس البير، جذور المعدنوس، البرسيم الأحمر، الينسون).
اما في السعال الجاف فيمكن أستخدام :(البابونج ،البطنج ، حشيشة الكلب ، حشيشة المبارك ، الخباز ، الزعتر ، بذور السفرجل ، الفرسيون المائي ، كماداريوس ، شاي الكوجرات ، النعناع ، نعناع فلفلي ، ورد لسان الثور).
ملاحظة : الأعشاب الطبية أعلاه تم أقتباسها من الدستور العراقي للأعشاب الطبية الصادر عن وزارة الصحة العراقية ،علماً أن كل هذه الأعشاب موجودة في مراكز الأعشاب الطبية التابعة لوزارة الصحة.
موضوعنا في العدد القادم " تضخم الطحال أسبابه ، مضاره".
أخطر أنواع الملاريا تنتشر في ماليزيا
وكالات
انتشر في ماليزيا أخطر أنواع مرض الملاريا القاتلة، والذي ينتقل في جنوب شرق آسيا من القرد إلى الإنسان عبر البعوض، بسرعة فائقة نتيجة إزالة الغابات التي يعيش فيها القرود.
هذا ما كشفت عنه مؤخرا الدراسة التي عرضت أمام الجمعية الأميركية لطب الأمراض الاستوائية والصحة في مدينة أورليان الجديدة "لويزيان"، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وتعد مقاطعة "بورنيو" الماليزية أكثر المناطق إصابة بمرض الملاريا الذي يمثل 68 بالمئة من إجمالي الحالات التي تم تشخيصها مقابل 5 بالمئة فقط منذ 14 عاما مضت، حيث كان من المعروف أن هذا الطفيل يصيب القرود فقط.
من جانبه، أكد بالبير سانج الباحث في جامعة "ساراواك" الماليزية أن الطفيل هو السبب الأول للالتهاب ويوجد في الدم وينتشر بسرعة مما يجعله من أخطر الأنواع.. مشيرا إلى أن الطفيل ينتقل من القرد إلى الإنسان عن طريقة لدغة البعوضة، كما أنه ينتقل من الإنسان إلى الإنسان. وقد ساعدت إزالة الغابات في ماليزيا في انتشار الطفيل من القرود وخاصة قرد "الماكك" الذي انتقل من سكنه الطبيعي في الغابات إلى القرى.
الشامبو ومعجون الأسنان يحتوي على مواد مسرطنة
وكالات
مادة الـ "تريكلوزان" هي من المواد المضادة للبكتيريا التي تتضمنها المئات من المنتجات المنزلية، لا سيما تلك المخصصة لتنظيف الاسنان والوجه، تساهم في رفع خطر الإصابة بالسرطان وتليف الكبد على المدى البعيد. هذه الدراسة التي أجراها العلماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية، دفعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إعادة النظر في مادة "تريكلوزان" لا سيما بعد أن أظهرت دراسات سابقة أنها تحدث خللاً واضطرابات في الهرمونات، وتمنع انقباض العضلات.
وتأتي هذه الدراسة بعدد النتائج الخطيرة التي أشارت إلى أن معجون الأسنان "كولغيت" يحتوي على مادة كيميائية مسرطنة (أي تريكلوزان). وأشار العلماء إلى أن هذه المادة مسؤولة أيضاً عن تشوهات الخلايا وترفع خطر الإصابة بالعقم وتحد من الخصوبة وإنتاج الحيوانات المنوية. وأظهرت الدراسة أن الذين تعرضوا لمادة التريكلوزان لمدة ستة أشهر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأورام الكبد الناجمة عن المواد الكيميائية، كما انها تلحق الضرر عن طريق التداخل مع بروتين مسؤول عن إزالة السموم والتخلص من المواد الكيميائية في الجسم.
ص11
ستيرلنك يصدم اربع فرق كبرى
طريق الشعب - وكالات
اكد نجم نادي ليفربول الانكليزي بكرة القدم رحيم سترلينك، بانه سيجدد عقده مع الفريق لسنوات، ليصدم بذلك جميع الاندية التي كانت متلهفة للحصول على توقيعه وقال الجناح الإنجليزي بتصريحات لـ "صحيفة الميرور" لقد تحدث ليفربول مع ممثلين عني بغية تجديد العقد، ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على كل شيء قريباً"، متمنياً ان "يقود في المستقبل القرب لتحقيق البطولات المحلية والاوربية".
الناديان الاسبانيان ريال مدريد وبرشلونة اضافة الى قطبي انكلترا تشيلسي ومانشستر سيتي كانوا يفكرون جدياً بالتعاقد مع ستيرلنك بعد المستويات المتميزة التي قدمها مع الفريق خلال الموسم الحالي والماضي.
...............................
بعد الخروج المخيب من خليجي 22
لاعبون دوليون يوضحون اسباب الاخفاق ويطمحون لمعالجته
طريق الشعب – خاص
بعد خروج منتخبنا الوطني بكرة القدم من خليجي 22 ، تباينت اراء لاعبي كرة القدم حول الاسباب الحقيقة لهذا الاداء الذي فاجأ الجميع وبالأخص الفرق الخليجية التي كانت ترشح العراق لخوض الادوار النهائية.
اللاعب السابق للمنتخب الوطني اركان نجيب قال ان "الاتحاد مطالب بالكثير من الامور في الوقت الحالي بعد هذه النتائج"، مشيراً الى "ضرورة وضع خارطة طريق صحيحة للكرة العراقية عبر توفير الاجواء المناسبة للمنتخب قبل الدخول بمنافسات كاس اسيا في استراليا.
واضاف نجيب في حديث خص به "طريق الشعب" ان " 45 يوماً على انطلاق بطولة اسيا يعتبر وقتاً كافياً لاعداد المنتخب، للخروج من الحفرة العميقة التي وضعنا فيها الكادر الفني بقيادة المدرب حكيم شاكر، مؤكداً ان "تغيير هذا الكادر يعد المطلب الاول للجماهير العراقية التي تهمها سمعة الكرة العراقية في المحافل الدولية".
وتابع اللاعب السابق لاندية الطلبة واربيل ان "الفريق العراقي يمتلك الكثير من العناصر الجيدة ذات المستوى العالي لكنهم بحاجة الى التوظيف بطريقة صحيحة"، لافتاً الى ان "كرة القدم اصبحت علم يدرس في العالم لذلك فانها لاتعتمد على الغيرة والنخوة، مثلما يفكر البعض".
وبين نجيب ان "وضع الفريق متكامل لكنه يحتاج الى التدريب الصحيح واللياقة البدنية العالية، اضافة الى وضع التكتيك المناسب بحسب مايمتلكه المدرب من ادوات"، متمنياً ان "يقوم الاتحاد العراقي للعبة باختيار كادر مناسب يستطيع تدريب منتخب يحمل اسم العراق بتاريخه الرياضي الكبير". قائد المنتخب الوطني السابق رزاق فرحان نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة لتتويج نادي القوة الجوية ببطولة كأس العالم العسكرية بعد تغلبه على الفريق العماني بثلاثية".
وذكر فرحان بان "الجوية حقق الفوز على نفس لاعبي المنتخب العماني الذين تعادلوا امام العراق في خليجي 22 وكانوا قريبين من تحقيق الفوز"، مشيراً الى ان "الفريق كان يقوده المدرب السوري المتميز حسام السيد الذي كان سبباً لتحقيق هذه النتائج".
حارس مرمى منتخبنا الوطني في هذه البطولة جلال حسن اكد ان "افراد المنتخب حاولوا جهد امكانهم العبور للمربع الذهبي لكن الحواجز كانت عالية جدا"، مبيناً ان "المجموعة التي لعب فيها العراق كانت الاقوى والاكثر ضبابية ومنافسة، كما ان الاستعداد غير الجيد للبطولة بسبب بعض التأخيرات الادارية، كانت من بين الاسباب التي ادت لهذه النتائج".
وذكر حسن في تصريحات صحفية، تابعتها "طريق الشعب" ان "عدم خوض الفريق لأية مباراة تجريبية قبل بدء الدور الأول اثر كثيراً على المجموعة"،
مؤكداً ان "الحكم السلوفيني سكومينا اثر بشكل سلبي على الحالة النفسية والمعنوية للاعبين بعد عدم احتسابه لركلة جزاء للفريق وطرد المدافع الكويتي حسين فاضل، ماسبب خسارة الفريق بهدف امام الكويت".
...............................
اتحاد الكرة و خطة امم اسيا
خروج منتخبنا الوطني بكرة القدم بهذه الطريقة من خليجي 22 بالسعودية، جعل اغلب المتابعين للكرة العراقية يطالبون بضرورة التغيير قبل انطلاق بطولة اسيا التي لم يتبقَ على انطلاقها سوى شهرين ، لكن هذه المطالب لن تنفذ إلا بموافقة اتحاد الكرة الذي اكد بان اجتماع بغداد سيحدد بقاء مدرب الفريق حكيم شاكر من عدمه.
اتحاد كرة القدم في ظل هذه الظروف التي احاطت بالفريق العراقي، عليه الاسراع بقراره حول تجديد الثقة بالكادر الفني الحالي تحت قيادة شاكر او الاستعانة بمدرب جديد ليتسنى له رؤية مباريات الدوري المتقطعة والاطلاع على واقع اللاعبين فيه لاختيار التشكيلة المناسبة لخوض غمار امم اسيا التي احرزنا لقبها في عام 2007.
بموازاة التفكير بتغيير المدرب او لا، فان الاتحاد عليه وضع الخطة الاستعدادية المناسبة للفريق ومفاتحة بعض الفرق القوية من خارج القارة الاسيوية لخوض المباريات الودية، كي لا يتفاجأ اتحادنا برفض احدى الدول لمعسكر المنتخب قبل اسبوع من البطولة او رفض المنتخب الفلاني خوض المباراة الودية معنا قبل اربعة ايام من المباراة الأولى لنا.
ان حسم قضية المدرب في الوقت الحالي ستبعدنا عن المتاهات التي دخلنا فيها قبل خليجي 22 بعد رفض شاكر تسنم مهمة المنتخب الا بعقد مالي مرض، ما سبب تأخر الاستعداد للبطولة.
تغيير المدرب ربما يعتبر امراً ايجابياً للفريق في هذا الوقت بعد معاناتنا من الناحية الفنية في البطولة، لكننا نعاني ايضاً من ضعف الجانب البدني الذي يعتبر سلاحاً مهماً، لذلك على الاتحاد البحث منذ وصوله الى مقره في العاصمة بغداد عن مدرب للياقة البدنية كالبرازيلي فرناندو الذي كان احد اسباب احراز اسود الرافدين لبطولة اسيا 2007.
مناقشة المدرب بجميع قرارته قبل البطولة، قضية من المفترض وضعها ضمن جدول اجتماع الاتحاد حول مستقبل الفريق الاول، خاصة مع تفاجؤ الجميع من موافقة اتحادنا على طلب شاكر بسحب علي عدنان وياسر قاسم في مباراتي الكويت وعمان، على الرغم من عدم موافقة ناديهما على بقائهما حتى نهاية البطولة، اضافة الى ابعاد بعض اللاعبين لاسباب شخصية لان هذه الامور لايمكن ان تحدث مع منتخب وطني يمثل بلداً لا شخصا معينا
ان وجود عدد كبير من اللاعبين الدوليين السابقين في المنتخب الذين شاركوا في العديد من البطولات المهمة وقادوا العراق لتحقيق الانجازات الذين لن يبخلوا على منتخبهم بتقديم المشورة لتحقيق نتيجة ايجابية في امم اسيا، فتكليف احد اعضاء الاتحاد بمفاتحة بعض اللاعبين من ذوي الفكر التدريبي المتميز لتشكيل لجنة استشارية، عملها تقديم النصائح للمدرب القادم للفريق والتي ستكون اضافة نوعية لفريقنا في بطولة استراليا المقبلة.
عامر مؤيد
..............................
الونسو يكشف سبب رحيله عن مدريد
طريق الشعب – وكالات
كشف نجم نادي بايرن ميونيخ الالماني بكرة القدم تشابي الونسو، امس السبت، عن السبب الرئيس لرحيله عن ناديه السابق ريال مدريد إلى بايرن ميونخ بصورة مفاجئة.
وقال لاعب خط الوسط الاسباني بتصريحات لصحيفة الديلي ميل "بعد فوزنا بدوري أبطال أوروبا كنت قد أمضيت 5 سنوات في ريال مدريد، فزت بلقب دوري أبطال أوروبا معه وحققت من قبل القاب الدوري والكأس" .
وأضاف "شعرت أنني حققت كل شيء في ريال مدريد، وكان لا بد من البحث عن مهمة جديدة"، مؤكداً بانه "لم يكن يخطط للرحيل لكن اهتمام بايرن ميونيخ المفاجئ به في اخر اسبوعين من سوق الانتقالات جعلته يقرر الرحيل لخوض تحد جديد في البوندسليغا الالمانية".
.......................
مواجهات قوية في نصف خليجي 22
طريق الشعب – خاص
يلتقي المنتخبان العماني والقطري لكرة القدم، اليوم الأحد، في نصف نهائي بطولة خليجي 22 المقامة حاليا في العاصمة السعودية الرياض.
العمانيون سيدخلون المباراة بنفسية عالية بعد الحاق الهزيمة الاكبر بتاريخ الكويت، عندما تغلبوا عليهم بخماسية نظيفة، جعلتهم يتصدرون المجموعة الثانية، والأنظار كلها ستكون متجهة على مهاجم الفريق الشلهوب الذي سجل ثلاثية في المباراة السابقة.
من جانبه فان المنتخب القطري خيب امال مناصريه بعد تحقيقه لثلاث تعادلات متتالية، حيث كان قريباً من الخروج على يد المنتخب البحريني لو لا براعة حارسه قاسم برهان، الا ان مباراة نصف النهائي ستكون بلا شك مختلفة عن مباريات الدور الاول، لذلك فان حسابتها تبدو معقدة بعض الشيء.
وفي المباراة الثانية سيكون الصراع على اشده بين منتخبي السعودية والامارات، سيما مع اقامة المباراة على ارض الفريق الاخضر ومحاولة الاماراتيين للدفاع عن لقبهم الذي احرزوه في البطولة السابقة بالبحرين.
بعد الاداء المتميز للامارات امام العراق، رشحه الكثيرون لنيل اللقب من جديد بقيادة لاعبه الموهوب "عموري"، لكن بالمقابل فان السعودية ظهر باداء جيد في مباراتي البحرين واليمن.
.....................
ديربي ميلانو يعود من جديد
بأمنيات مانشيني ولهفة انزاغي.. لقاء مشتعل في الكالتشيو
طريق الشعب – خاص
على الرغم من عدم تقديمهم للاداء الجيد منذ بداية الموسم الكروي الحالي، الا ان مباراة انتر ميلان واي سي ميلان ضمن منافسات الدوري الايطالي، تعتبر من اقوى مباريات القارة العجوز واكثرها متابعة.
ميلان بقيادة انزاغي بدأ الموسم بنتائج جيدة لكن سرعان ماهبط مستواه ليجمع 17 نقطة من 11 مباراة، وضعته في المركز السابع، حيث تلقى خلال هذه المباريات هزيمتين فقط امام يوفنتوس وباليرمو كانت المباراتين على ارضه وبين جماهيره.
في الجولة السابقة من الكالتشيو، تعادل الميلان بهدفين لمثلهما على ارض سامبدوريا العنيد الذي يقدم واحد من افضل مواسمه بقيادة المدرب ميهالوفيتش، والامر الجيد في هذه المباراة هو عودة الجناح الايطالي ستيفان الشعراوي الى زيارة الشباك من جديد.
شعراوي رغم تسجيله هدفه الاول في هذا الموسم، الا ان ذلك لم يمنع الميلان ليكون من اقوى الخطوط الهجومية لهذا الموسم بعد تسجيله لعشرين هدف وهي حصيلة جيدة مع سوء نتائج الفريق في الفترة الاخيرة.
مهاجم الفريق الحالي الاسباني فرناندو توريس اكد بتصريحات صحفية قبيل الديربي بطموحه الى ان "يكون هداف الفريق في هذا الموسم ويقوده الى تحقيق مركز متميز يؤهله لخوض دوري ابطال اوروبا في الموسم المقبل".
واضاف توريس بحديث لصحيفة "جازيتا ديللو سبورت" ان"الاهداف بالطبع هي همي الأول وغايتي دائماً في كل مباراة، لكن لا بد ان لا ننسى أن مساعدة الفريق ومساهمتي في فوزه تأتي في المقام الأول".، مؤكداً ان "صناعتي للاهداف ببعض المباريات امر ايجابي لابد ان افخر به".
انتر ميلان من جانبه يدخل المباراة بقيادة مدربه الجديد روبيرتو مانشيني الذي استلم قيادة الفريق بعد اقالة المدرب السابق والتر ماترازي لسوء النتائج، وربما يعتبر الديربي الانطلاقة الحقيقية للانتر في هذا الموسم الذي يصارع فيه بالبطولة المحلية والدوري الاوربي نتائج الفريق في هذا الموسم اسوء من جاره الميلان، مع حصده لست عشر نقطة فقط، ليحتل بها المركز التاسع، لكن الموسم مازال مفتوحاً لجميح الاحتمالات وبمقدور الانتر تحقيق نتائج تعيده الى المراكز الاولى.
لاعبو الانتر سجلوا في الكالتشيو 17 هدفاً، بينما استقبلت شباك حارسه السلوفيني سمير 14 هدفاً، ويعتبر المهاجم ازكاردي هو الرئة الحقيقة للفريق بعد تسجيله للعديد من الاهداف في البطولة المحلية والاوربية.
الميلان سيدخل بتشكيلة مختلفة نوعا ما عن سابق المباريات بسبب اصابة قائد خط الوسط الهولندي دي يونغ والظهير الايمن اباتي، وسيحرس المرمى ديغو لوبيز وفي الخط الدفاعي كل من الفرنسي مكسس والبرازيلي اليكس كقلبي دفاع وعلى اليمين الفرنسي عادل رامي وفي الشمال الايطالي دتشيلو.
وبخط المنتصف سيلعب الغانيين ايسيان وعلي مونتاري وبجانبهم الايطالي بونتريفا وفي خط المقدمة، سيشارك الايطالي الشعراوي على اليسار والفرنسي مينيز في اليمين بينما يتواجد توريس كرأس حربة. تشكيلة الانتر بقيادة مانشيني ستتألف من سيمر هاندوفيتش بحراسة المرمى وفي خط الدفاع كل من روكاكا وخوان يسس والياباني ناغوموتو والبرازيلي دودو وفي خط الوسط الكولومبي غوارين وبجانبه اوبي ومتلوفا، وفي خط الهجوم الكرواتي كوفاتش على اليمين والارجنتيني بالاسيو على اليسار وكرأس حربة اكاردي.
ص12
الدولار ودوره وتأثيره
عن "دار الملاك" للفنون والآداب والنشر، صدر أخيرا كتاب "الدولار: دوره وتأثيره في اسعار الذهب والنفط والعملات الاخرى ودور العراق المقبل في تسعير النفط"، وهو من تأليف فؤاد قاسم الامير.
يشتمل الكتاب على اربعة فصول يتناول الاول البروز الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية، والثاني يتطرق إلى نظام بريتون وودز عن الدولار العملة الاعلى. فيما يتحدث الفصل الثالث عن الدولار والذهب والنفط، اما الرابع فيتناول العولمة والعولمة المعلوماتية.
يقع الكتاب في 373 صفحة من القطع الكبير.
..............................
مناصب مجنـّحة !
تشير معلومات صحافية الى أن بعض وزراء الحكومة السابقة اصدروا سلسلة أوامر إدارية، تحديداً بين شهري حزيران وأيلول الماضيين، تنص على تنصيب مجموعة من الأشخاص في مناصب معينة. وجاء ذلك بعد أن أدركت تلك الحكومة تماماً أن لا ولاية ثالثة ولا تكرار لنفس الوجوه.
وقد توالت الأحداث المعروفة وقدّم السيد العبادي قائمته الأولى من الوزراء، التي كانت منقوصة اول الأمر، ووعد بإكمال الشواغر خلال فترة وجيزة وبالفعل حصل ذلك وجاء وزراء جُدد الى وزارات الدولة، أكثرهم لم يتم استيزاره سابقاً.
بعض الوزراء الجُدد اتخذ قراراً سريعاً بإبعاد عدد ممن عينو في مناصب مهمة قبيل مغادرة الوزير السابق بأيّام، ولسان الحال يقول إنها ليست أكثر من نموذج فجّ للمكافأة بمنصب لحظة خروج الوزير السابق، الذي ربما يكون وقّّع على التعيين وهو يمشي للمرّة الاخيرة نحو سيارته المضللة في باحة الوزارة.
واضح أن اختيار هؤلاء لا علاقة له بالكفاءة حتى من الناحية الشكلية. إذ لو كان هؤلاء أكفاء في مناصبهم فلماذا انتظر الوزير السابق أربع سنوات قبل أن يكلـّفهم بمهام مناصبهم (جوائزهم) ولم يفعل ذلك إلا في أيامه الأخيرة؟
الشيء ذاته فعلته الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس الوزراء نفسه، قبل أيام ايضا من مغادرة المنصب.
التغيير الأكبر حدث في وزارة الدفاع، إذ خرج عدد كبير من متولي المناصب وتم تغييرهم او احالتهم على التقاعد. ومن المفيد التذكير إن الترقيات في الجيش كسرت منذ عام 2010 مبدأ توفر الشاغر، وصار الترفيع لا يستلزم شغور اي موقع. ولذلك نرى أن نائب قائد عمليات محافظة ما (على سبيل المثال)، وهي تشكيل بمستوى فرقة، يتولاه ضابط برتبة فريق ركن، وهيئة الركن فيها أيضاً من حَمَلة هذه الرتبة وهذه لوحدها قضيّة، إذ يعاني الجيش العراقي بسببها من " تخمة" حادة بالرّتب العليا.
الحكومة الآن أمام اختبار الترشيق وهذا ليس ترفاً أبداً، إذ أن اسعار النفط (المورد الرئيس للأسف ) مهددة بالتذبذب، مما يعني أن الترشيق إلزامي الحدوث. ومع الترشيق وجب الإبتعاد عن المكافأة بالمناصب، سواء كان الوزير خارجاً من الوزارة بلا عودة أو داخلاً إليها بحماس ونشاط .
أما المناصب المجنّحة فإن عمرها قصير، لأنها "هبة" من لا يملك في الأصل.
قيس قاسم العجرش
.........................
اعتراضات على قانون حرية التعبير
بغداد – طريق الشعب
تعقد مؤسسات اعلامية ومنظمات مدنية، غدا الاثنين، مؤتمرا صحفيا للاعلان عن مذكرة تنوي رفعها إلى رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، تتضمن اعتراضات وملاحظات حول مسودة قانون حرية التعبير المطروحة أمام مجلس النواب.
يعقد المؤتمر في الساعة الحادية عشرة صباحا في مقر مؤسسة برج بابل للتنمية الاعلامية والثقافية الكائن على شارع ابي نؤاس، وسيشارك فيه كل من النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، مؤسسة برج بابل للتنمية الاعلامية والثقافية، مرصد الحريات الصحفية، الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان، المرصد العراقي لحقوق الانسان، منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، وبيت الاعلام العراقي.
........................
طاولات إعلامية وحوارات
مع المواطنين في بغداد
بغداد – طريق الشعب
نظمت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، اليومين الماضيين، طاولات إعلامية في مناطق الصدرية وبغداد الجديدة وشارع المتنبي والدولعي في بغداد.
وأجرى القائمون على الطاولات حوارات مباشرة مع المواطنين بشأن الحرب ضد الجماعات الارهابية، وما حققته القوات الامنية من انتصارات في مناطق عديدة من البلد، داعين إلى تكاتف الجميع والوقوف صفا واحدا في سبيل تحرير العراق من برابرة داعش.
..............................
«التوازن» وعمود الكهرباء !
خلال زيارتي الدورية لصديقي الصدوق، أبو سكينة، كانت حزمة الصحف والمجلات التي جلبتها معي ثخينة هذه المرة. الصحافة وبنبرات مختلفة تتحدث عن ما يحيق بالوطن من مخاطر وتحديات. في مقدمتها النشاطات الارهابية للجماعة التي تعمل تحت أسم « الدولة الاسلامية»، والاوضاع الصعبة للنازحين مع اقتراب موسم الشتاء، حيث شهد وطننا خلال الاشهر الماضية أكبر عملية نزوح في تأريخه بسبب الاعمال الارهابية. كان ابو سكينة، يرمقني بحذر، وانا اتجادل بحماس مع جليل عن آخر التطورات في الاوضاع السياسية في بلادنا. كنت مسرورا بالانكسارات والخسائر البشرية والمادية في العديد من المواقع التي تلقاها تنظيم «الدولة الإسلامية» الارهابي، والاخبار عن تحرير بعض المناطق على ايدي قواتنا الامنية وقوات البيشمه ركه، وطرد المجرمين الارهابيين منها. وكنا نتابع بترقب اخبار الاستعدادات الجارية للبدء بعمليات تطهير وتحرير كل المناطق التي اغتصبتها هذه الوحوش التي تنطق زورا باسم الدين . ضمن حديثنا أشرت الى توجهات الحكومة العراقية، وبعض الاجراءات الايجابية التي اقدمت عليها، لاجل بناء القوات المسلحة واعادة الثقة بها، ولمحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة، والتغييرات في هيكل ومنهاج وزارة الداخلية، والاتفاقات الاولية بين بغداد وحكومة اقليم كردستان حول بعض القضايا العالقة المتعلقة بالنفط والموازنة وغيرها. اسميت ذلك «الشتلات الجديدة» في حياتنا السياسية!
قال جليل بأرتياب: وما هو موقف هذه «الشتلات» من الحقوق المشروعة للعمال الذين تظاهروا في العديد من المدن العراقية؟ قلت بكل وضوح ان الحكومة مطالبة بالاستجابة لمطالب العمال المشروعة لأجل أثبات ما تدعو اليه من تغيير في حياة البلاد !
ويبدو أن حرارة حديثنا أسترعت انتباه الآخرين، فاقتربت سكينة منا وقالت لي : كنت دائما تقول ان السبب الاساس لكل مشاكلنا هو المحاصصة الطائفية والاثنية، وهذه الآن صار لها اسم جديد هو «التوازن» ، فهل تعتقد ان هناك تغييراً قادماً؟
سعل ابو سكينة، معلنا عن رغبته في المشاركة بالحديث. نظر لي وهو يرمش بعيونه وقال : زين ممكن تقول لنا، شكد نسبة التفاؤل عندك، في ان تنمو هذه «الشتلات» و تثمر في اجواء لعبة الغميضة و»التوازن»، الذي يذكرني بالمثل الفرنسي عن عمود الكهرباء ؟
وكان أبو سكينة يقصد هنا مثلاً فرنسياً يقول : لا يمكن القفز فوق عمود النور لكن يمكن الالتفاف حوله !
يوسف أبو الفوز
............................
طبيب الشعب يداوي النازحين في حي الجهاد
بغداد – طريق الشعب
نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرخ الثانية، أمس الاول الجمعة، فعالية طبيب الشعب" في مجمع للنازحين بحي الجهاد في بغداد.
وأجرى الطبيب القائم على الفعالية د. مزاحم المبارك، الكشف الصحي للعشرات من النازحين، وقدم لهم العلاج المجاني، وقال ان غالبيتهم يعانون من نزلات البرد والديدان المعوية وفقر الدم والصدمات النفسية التي تفاقمت بشكل خاص لدى الشابات اللاتي فقدن أزواجهن.
وأضاف المبارك قائلا: أحلنا إحدى المريضات إلى مستشفى حكومي لغرض اجراء عملية رفع المرارة، وشخصنا حالة يرقان لدى طفلة في السابعة.
........................
ترحيب بقرار ضغط الإنفاق الحكومي
بغداد - عماد جاسم
رحب اقتصاديون بتوجهات الحكومة لضغط وتقليل الإنفاق الحكومي، لكن هناك من شدد على أهمية إتباع خطط تقشفية حقيقية، وعلى ألا يتم الاقتصار على تصريحات إعلامية، وإنما العمل على إعادة النظر بتوزيع موارد الدولة وفق مبدأ العدالة في توزيع الثروات.
وبينت الخبيرة الاقتصادية د. سلام سميسم ان ضغط الإنفاق الحكومي بات ضروريا في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها البلد، "لكن على ان يتم ذلك بشكل عملي من خلال مراجعة الكشوفات الختامية لموازنة هذا العام، ومعرفة حجم الإنفاق المتحقق للمؤسسات الحكومية كافة".
ووصف الخبير الاقتصادي د. ماجد الصوري توجهات الحكومة بأنها ضغط لبعض النفقات الكمالية أو الترفيهية، مضيفا ان ما هو مطلوب فعلا هو إعادة النظر بتوزيع موارد الدولة وفق مبدأ العدالة، وتقليل امتيازات المسؤولين وخفض رواتبهم أيضا.
ويعتقد الباحث في الشؤون الاقتصادية د. ميثم العيبي ان من المهم العمل على تقليل النفقات الاستهلاكية والكمالية المبالغ فيها، والتي تعتبر نوعا من انواع البذخ لدى السياسيين والمسؤولين الحكوميين .
...............................